السؤال
يا شيخ: كنت أستحم في الحمام، وأرضية الحمام صار يعلو عليها الماء. خرجت من الحمام، ومشيت بالنعل على السجاد، وبعد عودتي للحمام وجدت أن في طرف الحمام عذرة بسيطة. طبعا الماء الذي يعلو بلاط الحمام لم يتغير لونه، والعذرة التي في طرف الحمام بسيطة. سؤالي: هل تنجس السجاد بدوسي عليه بالنعل؟ والله ينفع بعلمكم عموم المسلمين.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإذا كان قصدك أن الحمام قد تجمعت فيه كمية من الماء، وأن ذلك الماء قد وقعت في طرفه عذرة لم تغيره. فالجواب أن هذا الماء يجري فيه خلاف العلماء في الماء القليل إذا خالطته نجاسة هل ينجس مطلقا أو لا ينجس إلا بالتغير ؟ فالجمهور على الأول, ومذهب مالك- رحمه الله- هو أن الماء لا ينجس إلا بالتغير، وهو مذهب قوي من حيث الدليل، واختاره جمع من المحققين, وفيه رفق بالمكلفين لا سيما الموسوسين. وعلى هذا القول، فإن ماء أرضية الحمام يحكم بطهارتها, ويحكم بذلك أيضا على السجاد الذي دسته بالنعل المبتلة بذلك الماء. وأما على قول الجمهور فإنه يتنجس السجاد الذي دسته بالنعل المبتل بالماء المتنجس؛ وانظر الفتوى رقم: 61576.
وإن كنت تقصد أن العذرة موجودة في طرف الحمام وليست متصلة بالماء، فالجواب حينئذ أنه لم يتنجس شيء مما ذكرت، وإن كنت مبتلى بالوسوسة، فننصحك بتجنبها والابتعاد عنها.
والله تعالى أعلم