فرية أحد حملة العرش ينزه الله عن المكان ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين , فإن من الاحاديث التي يحتجُ بها المعطلة والرافضة في نفي المكان والتنزيه , وبالأخص إحتجاجهم بهذه الأخبار في نفي الصفات لله تبارك وتعالى , فإن من جملة الأحاديث التي إحتجوا بها هذا الخبر نقله أحد أطفال الباطل والله المستعان , ولعل الكلام في الحديث يبينُ معنى اللفظ الذي نقله الرافضة , فالحديث هذا إحتج به الرافضة على نفس السؤال " أين الله " فهل الرافضة تجيب على هذا السؤال , أين الله أيها الرافضة , ودونكم حديث الجارية في صحيح مسلم والله الموفق .
حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا إسرائيل ، عن معاوية بن إسحاق ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أذن لي أن أحدث عن ملك قد مرقت رجلاه الأرض السابعة ، والعرش على منكبه ، وهو يقول : سبحانك أين كنت ؟ وأين تكون ؟ . وهذا الحديث أخرجهُ : رواه ابو يعلي في مسنده ج11 ص496 رقم 6619 ، والحافظ ابن حجر في المطالب العالية ج10 ص82 رقم 3530 ( نسخة الشاملة ) والبوصيري في الاتحاف ج6 ص55 رقم 5599 ( نسخة الشاملة ) والهيثمي في مجمع الزوائد ج1 ص80 و ج8 ص135 جميعهم عن أبي يعلى .
قلتُ : وليس في عدد المخرجين للحديث قرينة على الصحة .
قال الدارقطني في العلل (8/156) : " وسئل عن حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أذن لي أن أحدث عن ملك قد خرقت رجلاه الارض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول...الحديث فقال يرويه إسرائيل واختلف عنه فرواه إسحاق بن منصور السلولي عن إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف س " قلتُ : وهذه قرينة صريحة على أن العلة في الحديث واضحة , وهي أن الحديث من رواية إبراهيم بن الفضل مديني وليس من رواية الحديث كما أخرجهُ أهل العلم في كتب الحديث , وبالتالي ترجيح الدارقطني لرواية إبراهيم بن الفضل مديني على رواية إسحاق بن منصور عن إسرائيل عن معاوية , قرينة على أن في الحديث علة لم يتنبه لها , وبالتالي فالحديث محل نظر .
قال الشيخ الحويني تنبيه الهاجد (4/28) .
لعل بعضَ الرواةِ أبدلَ لفظةَ " ديك " بـ " ملك " أو العكس . والله أعلم .
"تهذيب التهذيب" (1 /131) .
وإبراهيم بن الفضل متروك : قال ابن معين ليس حديثه بشيء ، وقال البخاري منكر الحديث ، وكذا قال أبو حاتم والنسائي ، وقال النسائي في موضع آخر : ليس بثقة ولا يكتب حديثه ، وقال الساجي بلغني عن أحمد أنه قال ليس بشيء ، وقال ابن حبان فاحش الخطأ ، وقال الدارقطني متروك ، وكذا قال الأزدي . فالحديث ضعيف لا يصح .
كتبه /
أهل الحديث
قرأت رد لاحد الاخوة في موقع ما، وقد اعجبني كثيرا وننقله بنصه
أولا : هذه الرواية عليها الكثير من القول من قبل علماء الجرح و التعديل ، نذكر على سبيل المثال ما جاء في العلل(8/156)
(وسئل عن حديث سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ((ان الله أذن لي أن أحدث عن ملك قد خرقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبه وهو يقول…)) الحديث .
فقال: يرويه إسرائيل واختلف عنه فرواه إسحاق بن منصور السلولي عن إسرائيل عن معاوية بن إسحاق عن المقبري عن أبي هريرة
وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم أبي إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل مديني ضعيف)انتهى.
و قال الدارقطني كما في أطراف الغرائب والأفراد لابن طاهر ج:5 ص:194
حديث إذن لي أن أحدث ملك رجلاه.. الحديث غريب من حديث معاوية بن إسحاق بن طلحة عنه تفرد به إسحاق بن منصور عن إسرائيل عنه ولم أره إلا من حديث حمدان بن عمر البزار عنه وغيره يرويه عن إسرائيل عن إبراهيم بن إسحاق وهو إبراهيم بن الفضل عن المقبري
ثانيا : في حال افتراضنا صحة الرواية سندا و متنا - برغم ما يحيطها من تضارب هي و أختها رواية الديك - فإن هذه الرواية لا تقف أبدا أمام الأحاديث الصحيحة في صفة العلو لله سبحانه و تعالى .
ثالثا : و جه الاستدلال من هذا الحديث غير واضح و قابل للاحتمال بشكل كبير ! فقول الملك : سبحانك أين كنت ؟ و أين تكون؟ تحتمل عدة احتمالات ، و صاحب الموضوع اختار احتمال أن هذه العبارة تنزيه الله أن نقول : أين كنت و أين تكون !!! و هذا استدلال عقيم ، فالملك لم يقل : سبحانك أن يقال فيك أين كنت و أين تكون ... فلو كانت الرواية بهذه الصورة لصح هذا الاستنتاج - بفرض صحة الرواية - و لكنها ليست كذلك .. فلا يعدو هذا الاستناج إلا كونه مجرد فرضية و فهم يبنيه القارئ للرواية بمبنى فهمه هو لا بمنى قطعية دلالة النص . و في هذا الصدد يمكن وضع الكثير من احتمالات معاني هذه العبارة . و سأكتفي بذكر واحدة :
يقول الله تعالى : " فسبحان الله حين تمسون و حين تصبحون " الروم : 17.. و هنا معنى الآية هو : تنزه الله و تقدّس عندما تمسون و عندما تصبحون ، . و لو أخذنا الرواية من هذا المنظور سنقول : تنزه الله و تقدّس أينما كان و أينما يكون " سبحانك أين كنت ، و أين تكون " ، و علامة الاستفهام الموجودة في الرواية ليست من قول الملك ، فالملك لم يقل :سبحانك أين كنت علامة استفهام و أين تكون علامة استفهام .. بل علامة الاستفهام هي علامة وضعها كاتب الرواية تدل على فهمهه هو للرواية أو فهم ناقل الرواية الذي سمع منه مباشرة و قرأها بهذه الصورة الاستفهامية التعجبية، و هذه ليست حجة لأنها تعليقات على الرواية و ليست نصا من الرواية ، في حين لو أخذنا القول دون علامة الاستفهام لأعطت المعنى المذكور . و هنا نسأل : ما الدليل على أن علامة الاستفهام هو من قول الملك و ليس من إضافة المحدث !!
رابعا : صفة العلو لله سبحانه و تعالى صفة ثابتة لا مجال للنقاش فيها ، و من أسماء الله سبحانه و تعالى : " العلي " و القرآن الكريم مليئ بالآيات التي تثبت لله سبحانه صفة العلو كقوله تعالى : " سبح اسم ربك الأعلى " .. فلا نقاش في أصل الصفة فهي ثابتة لا نقاش فيها ، و إنما النقاش في فهم الصفة ، فقول أحدهم : هذا العلو هو علو علم فقط ، و آخر يقول : هو علو قدرة و ثالث يقول : هو علو مكان و رابع يقول : هو علو زمان و خامس و سادس .. و الكلام هنا لا يعدو أن يكون مجرد انعكاس لفهم هؤلاء الأشخاص للصفة لا في حقيقة اتصاف الله بالصفة ، ففهمهم هذا لا ينفي عن الله أصل الصفة بالمعنى الذي أراده الله و أراده رسوله عند إثباتها لهم .
خامسا : من المضحكات المبكيات قولكم : نحن ننزه الله عن صفة العلو أو بعبارة أدق : نحن ننزه الله عن صفة المكان .. و هذا كلام مضحك مبكي لأنكم في السجود يجب أن تقولوا : سبحان ربي الأعلى .. فيجب عليكم إثبات صفة العلو حين سجودك له سبحانه .. و قولك بأنك لا تنفي صفة العلو بل تنفي صفة المكان ، فهذه مشكلتك أنت لا مشكلتنا ، فنحن لانقول أننا نثبت لله صفة المكان ، فلا أحد قال هذا لتقول أنت هذا .. بل نحن نقول بأننا نثبت لله صفة العلو ، هذا العلوكما ذكر الله و ذكر رسوله ، فإن كان إثبات تلك الصفة كما وردت تعتبرها إثبات صفة المكان أو الزمان أو الحال أو الجسم أو أي تفسير ستؤلفه و تفترضه، فهذه مشكلتكم في فهمكم القاصر و إلزماتكم الباطلة و ليست مشكلة النص و لا مشكلة من يثبت النص كما وردت دون أن يخترع هذه الاختراعات العجيبة الغريبة !!