موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين ..

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين .. Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين .. Empty
مُساهمةموضوع: التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين ..   التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين .. Emptyالثلاثاء 23 سبتمبر 2014 - 18:02

التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين ..

التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم جائز بدليل ما جاء عن عُثْمَانَ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّ رَجُلًا ضَرِيرَ الْبَصَرِ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَنِي قَالَ: "إِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ وَإِنْ شِئْتَ صَبَرْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ: فَادْعُهْ قَالَ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى لِيَ اللَّهُمَّ فَشَفِّعْهُ فِيَّ".
الرد على الشبهة وتفنيدها
__________
(1) الصوفية: حركة دينية انتشرت في العالم الإسلامي في القرن الثالث الهجري كنزعات فردية تدعوإلى الزهد وشدة العبادة كرد فعل مضاد للانغماس في الترف الحضاري، ثم تطورت تلك النزعات بعد ذلك حتى صارت طرقًا مميزة معروفة باسم الصوفية، ويتوخى المتصوفة تربية النفس والسموبها بغية الوصول إلى معرفة الله تعالى بالكشف والمشاهدة لا عن طريق أتباع الوسائل الشرعية، ولذا جنحوا في المسار حتى تداخلت طريقتهم مع الفلسفات الوثنية: الهندية والفارسية واليونانية المختلفة. ويلاحظ أن هناك فروقًا جوهرية بين مفهومي الزهد والتصوف أهمها: إن الزهد مأمور به، والتصوف جنوح عن طريق الحق الذي اختطه أهل السُنَّة والجماعة.
مصادر التلقي: الكشف، الإلهام، الفراسة، الهواتف، الإسراءات والمعاريج، الكشف الحسي، الرؤى والمنامات.
الطرق الصوفية: مدرسة الزهد: وأصحابها: من النساك والزهاد والعباد والبكائين، مدرسة الكشف والمعرفة، مدرسة وحدة الوجود، مدرسة الاتحاد والحلول.
هذا الحديث صحيح (1) إلا أن هذا الحديث حجة عليهم فيما يدَّعونه من جواز التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا ظاهر جدًا من قول النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم:"إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهوخير لك"، ومن جواب الرجل عليه:"فادعه".
فإن التوسل هنا مختص بالدعاء، ويؤيده قول الرجل في دعائه: "اللهم! فشفعه فيَّ"، وهذا مقتضاه حصول الدعاء من النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه لأجل هذا الرجل في محنته؛ لأن مقتضى الشفاعة ومعناها: الدعاء والطلب للغير.
قال ابن منظور (2): "وروي عن المبرد وثعلب أنهما قالا في قوله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} [البقرة255] قالا: الشفاعة: الدعاء ها هنا، والشفاعة: كلام الشفيع للملك في حاجة يسألها لغيره، وشفع إليه: في معنى طلب إليه ... ".
وهذا يؤيده ما رواه أنس بن مالك أن النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم قال (3): "يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَهْتَمُّونَ لِذَلِكَ وقَالَ ابْنُ عُبَيْدٍ فَيُلْهَمُونَ لِذَلِكَ فَيَقُولُونَ لَوْ اسْتَشْفَعْنَا عَلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا قَالَ فَيَأْتُونَ آدَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُولُونَ أَنْتَ آدَمُ أَبُوالْخَلْقِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ اشْفَعْ لَنَا عِنْدَ رَبِّكَ حَتَّى يُرِيحَنَا مِنْ مَكَانِنَا هَذَا فَيَقُولُ لَسْتُ ... ".
__________
(1) رواه أحمد 16789، الترمذى 3578، ابن ماجة 1385، صحيح الجامع 1279.
(2) لسان العرب، مادة (شفع).
(3) صحيح): البخارى 44، مسلم 193، الترمذى 2593، ابن ماجة 4312، أحمد 11743.
فهذا ظاهر جدًا على أن الاستشفاع لا يكون توسلًا بالجاه، وإنما هوبالدعاء، فلوكان بالجاه لكفاهم أن يتوسلوا بجاه أحد الأنبياء دون الحاجة إلى التردد بين الأنبياء جميعًا، كما ورد في متن الحديث، وهذا لم يقع منهم، ومن ثَمَّ فلا شفاعة بغير دعاء أوطلب أوسؤال.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفلِحون} [المائدة35] فالوسيلة شرعًا: ما يُتقربُ به إلى الله ِممَّا شرعه، والتقرب إلى الله بدعائه عبادة، ومبنى العبادات على التوقيف؛ لا زيادة فيها ولا نقصان، فما هوالمشروع إذن من التوسل (1)
الأول: التوسل بأسماء الله وصفاته، قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف18.]، وقال تعالى: {قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء11.] وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ (2): "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة".
قال ابن العَرَبِي (3): "أي: اطلبوا منه بأسمائه؛ فيطلب بكل اسم ما يليق له تقول: يا رحيم ارحمني يا حكيم احكم لي، يا رازق ارزقني، يا هاد اهدني، يا فتاح افتح لي، يا تواب تُب علىَّ، وهكذا، فإن دعوت باسم عام قلت: يا مالك ارحمني، يا عزيز احكم لى، يا لطيف ارزقنى، وإن دعوت بالاسم الأعظم قلت: يا الله فهومتضمن لكل اسم ولا تقل: يا رزاق اهدني، إلا أن تريد يا رزاق اُرزقنى الخير، وكذا رتب دعاءك تكن من المخلصين".
__________
(1) راجع رسالة الشيخ الألباني-رحمه الله- في التوسل جمع أحمد عباس.
(2) صحيح): البخاري 641.، مسلم 675.، الترمذي 35.6، ابن ماجة 386، أحمد 2/ 258.
(3) كما فى تفسير القُرطُبيّ 7/ 2.7.
الثانى: التوسل بالعمل الصالح، وهوأن يتقرب العبد إلى الله تعالى بعمل صالح، يظن أنه أخلص فيه لله فيدعوبه فالمؤمنون يقولون: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة5] وهذا عمل صالح -أي: العبادة- ثم قالوا: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} [آل عمران193] وهذا عمل صالح -أي: الإيمان-، ثم قالوا: {رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ} [آل عمران193]، وهذا دعاء.
وحديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غار، فانطبقت عليهم صخرة، فلم يخرجوا من الغار، ولم ينجوا إلا بدعائهم بصالح أعمالهم.
الثالث: التوسل بدعاء الصالحين؛ وهوأن يطلب دعاء من يظن أنه من أهل الصلاح والتقوى، فقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتوسلون إلى الله بنبيهم ليسقيهم الله الغيث، فيدعوالنَّبِىّ فيُسقوا الغيث بإذن الله، وحديث الأعرايى الذي قال: يا رسول الله اُدع الله أن يسقينا الغيث وكان النَّبِىّ صلى الله عليه وآله وسلم على المنبر فدعا الله فسُقوا بإذن الله والحديث فى الصحيحين.
ولما مات النَّبِىّ صلى الله عليه وآله وسلم وأصابهم قحط على عهد عمر بن الخطاب (عام الرمادة)، كان عمر يتوسل إلى الله بالعباس بن عبد المطلب، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - كَانَ إِذَا قَحَطُوا اسْتَسْقَى بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَ (1): "اللَّهُمَّ إِنَّا كُنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا قَالَ فَيُسْقَوْنَ"، وكذا كان معاوية - رضي الله عنه - يستسقى بيزيد بن الأسود الجرشي والضحاك، فكان معاوية يُجلس يزيد معه على المنبر ويقول (2): قم يا يزيد، اللهم إن كنا نتوسل إليك بخيارنا وصلحائنا فيستسقي الله فيُسقون، وكذا توسل معاوية بأبي مسلم الخراسانى (3) وهذا معناه؛ أن التوسل بدعاء الصالحين الذين هم على قيد الحياة أمَّا بعد موتهم فلا يجوز البتة، وإلا لعدل عمر بن الخطاب عن دعاء العباس لهم، وتوسل بالنَّبِيّ صلى الله عليه وآله وسلم بعد مماته، وهذا ما لم يفعله - رضي الله عنه -، ولولم يكن في النصوص على عدم جواز التوسل بذوات الأنبياء والصالحين، غير توسل عمر بدعاء العباس، وتركه التوسل بذات النَّبِىّ صلى الله عليه وآله وسلم لكفى، وما أحسن ما قاله الإمام أبوحنيفة: "وأكره أن يُسأل الله إلا بالله" كما فى الدر المختار وغيره من كتب الحنفية.
__________
(1) صحيح): البخاري1.1.، المجموع للنووي5/ 65، الحاوي للمواردي 4/ 144، وانظر المغني لابن قدامة3/ 346، شرح السُنَّة للبغوي 2/ 655.
(2) القصة صححها ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 2.6، وانظر البداية والنهاية 8/ 328.
(3) انظر الزهد لأحمد بن حنبل 469.
هذه هي أنواع التوسل الثلاثة، وأدلتها من الكتاب والسُنَّة، فليتق الله الذين يدْعُون أصحاب القبور، وليعلموا أنه تعالى النافع الضار الذى يُجيب دعوة الداع إذا دعاه، وإذا قال قائل: والله لقد دعوت عند قبر الشيخ الفلاني واستُجيب لي، أقول له: "كثيرًا ما نجد أدعية دعا بها قوم فاستُجيب لهم، ويكون قد اقترن بالدعاء ضرورة مصاحبة، وإقبال على الله، أوحسنة تقدمت منه، فجعل الله - سبحانه وتعالى - إجابة دعوته شكرًا لحسنته، أوصادف وقت إجابة ونحوذلك، فأُجيبت دعوته، فيظن الظان أن السر فى لفظ الدعاء؛ فيأخذه مجردًا عن تلك الأمور التى قارنته من ذلك الداعي.
"وهذا كما إذا استعمل رَجُل دواءً نافعًا، في الوقت الذي ينبغي استعماله على الوجه الذي ينبغي، فانتفع به، فظن غيره أن استعمال هذا الدواء بمجرده كافٍ فى حصول المطلوب كان غالطًا، وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس، ومن هذا أنه قد يتفق دعاؤه باضطرار عند قبر، فيظن الجاهل أن السر للقبر، ولم يعلم أن السر للاضطرار وصدق اللجوء إلى الله، فإذا حصل ذلك فى بيت من بيوت الله كان أفضل وأحب إلى الله" (1).
شبهات الموسوعات العالمية
(1) الداء والدواء 1/ 16.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين .. Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين ..   التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين .. Emptyالثلاثاء 23 سبتمبر 2014 - 18:02

شبهة التوسل بالنبي
أخرج الطبراني في في المعجم الكبير (9\ 3.): «حدثنا طاهر بن عيسى بن قيرس المصري المقرىء ثنا أصبغ بن الفرج ثنا بن وهب عن أبي سعيد المكي (شبيب بن سعيد، صدوق يغرب) عن روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي المدني (عمير بن يزيد) عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف» ... ثم سرد قصة طويلة في جواز التوسل برسول الله (ص) بعد موته.
ثم قال الطبراني: «حدثنا إدريس بن جعفر العطار ثنا عثمان بن عمر بن فارس ثنا شعبة عن أبي جعفر الخطمي عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عمه عثمان بن حنيف عن النبي (ص)، نحوه».
وسرد هذا في المعجم الصغير (1\ 3.6) (وهوكتاب مخصص أصلاً لبيان التفرد في الحديث)، ثم قال: «لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبوسعيد المكي وهوثقة. وهوالذي يحدث عن بن أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي. وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد وهوثقة. تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة. والحديث صحيح. وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم عن محمد بن النكدر عن جابر رضي الله عنه. وَهِمَ فيه عون بن عمارة. والصواب حديث شبيب بن سعيد». قلت: عون بن عمارة، كان ضعيفاً. ذكره ابن حبان في المجروحين (2\ 197) ثم ذكر له هذا الحديث.
هذا حديثٌ باطلٌ بلا ريب (أي بهذه الصيغة مع القصة). فأول علامات بطلانه أن لا تجده في الصحيحين ولا تجده في السنن ولا في تجده في مسند أحمد. فهذه علامة نكارة شديدة فيه. ثم تنظر فتجده مروياً في معجم الطبراني الصغير وهوالمخصص لبيان الروايات التي فيها تفرد. وهذا الحديث له طريقين: الطريق الأول لم يروه إلا ابن وهب عن شبيب بن سعيد عن روح عن الخطمي عن أبي أمامة عن ابن حنيف.
شبيب بن سعيد هذا قال عنه الذهبي في ميزان الاعتدال (3\ 361): «صدوقٌ يُغرِب». وقال عنه ابن عدي في الكامل (4\ 31): «يُحَدّث عنه ابن وهب بالمناكير». وقال ابن المديني قريباً من هذا. ثم قال ابن عدي: «ولعل شبيب بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب من حفظه، فيغلط ويهِم. وأرجوأن لا يتعمد شبيب هذا الكذب». وكانت رواية ابنه عنه من كتابه لا من حفظه، فإنه سيئ الحفظ. ولذلك قال ابن حجر في تقريب التهذيب (1\ 263): «لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب».
الطريق الثاني: تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة عن الخطمي عن أبي أمامة عن ابن حنيف. فهل يُعقل أن حديثاً عند قتادة لا يروه أحدٌ من أصحابه إلا عثمان، ثم لا يسمع أحدٌ من الأئمة (الحريصين على جمع حديث شعبة) هذا الحديث إلا الطبراني نقلاً عن شيخ متهم؟ فهذا من أعظم الأدلة على وضعه. والحديث طبعاً موجود عندهم لكن القصة التي معه غير موجودة. وهذا دليلٌ على وضعها. ولكن الحديث الذي رواه الترمذي وغيره عن شعبة كان فيه عمارة بن خزيمة بن ثابت بدلاً من أبي أمامة. فهذا دليلٌ على أن السند تمت سرقته. ثم ننظر لحال إدريس بن جعفر العطار، فإذا هوضعيف متهمٌ بالكذب. قال عنه الدراقطني (كما في سؤالات الحاكم ص1.6): «متروك»! وذكر له الذهبي في ميزان الاعتدال (1\ 317)، حديثاً وَضَعَه. وتبعه ابن حجر في لسان الميزان (1\ 332).
سنن الترمذي (5\ 569): حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة عن أبي جعفر عن عمارة بن خزيمة بن ثابت عن عثمان بن حنيف أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي (ص) فقال: «ادع الله أن يعافيني». قال: «إن شئت دعوت، وإن شئت صبرت فهوخير لك». قال: «فادعه». قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن الدفع، ويدعوبهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة. إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضى لي. اللهم فشفعه في». قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهوالخطمي. وعثمان بن حنيف هوأخوسهل بن حنيف».
وهذا حديثٌ فيه بعض الاضطراب. وقد أشار البخاري في تاريخه الكبير (6\ 2.9) إلى بعض الاختلاف على هذا الحديث. ورجح النسائي في السنن الكبرى (6\ 169) رواية هشام الدستوائي وروح بن القاسم، على رواية شعبة.
وإجمالاً فالحديث صححه بعض الحفاظ. ولذلك فإن الطبراني في معجمه الصغير، بعد أن أعلّ سندي القصة بالتفرد، قال: «والحديث صحيح». أي وأصل الحديث صحيح، وقد أخرجه الترمذي وغيره من أسانيد مختلفة. ولذلك فإن الحديث المرفوع صحيح، ولكن القصة التي أخرجها الطبراني موضوعة لا تصح. ولا يصح أي دليل على جواز التوسل بالرسول (ص) بعد وفاته. ويكفيك أن الصحابة -كما في صحيح البخاري- لما أجدبوا توسّلوا بالعباس (ر) ولم يتوسلوا برسول الله (ص). فهذا إجماعٌ من الصحابة كلهم على بطلان التوسل بغير الأحياء.
الإمام أبوحنيفة رضي الله عنه وأصحابه كانوا متشددين في تحريم التوسل بكل أنواعه.
قال الإمام أبوحنيفة: (لا ينبغي لاحد أن يدعوالله إلا به، والدعاء المأذون فيه، المأمور به، ما استفيد من قوله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) [الدر المختار من حاشية المختار 6/ 396 - 397].
وقال كذلك: (لا ينبغي لأحد أن يدعوا الله إلا به، وأكره أن يقول بمقاعد العز من عرشك، أوبحق خلقك)
لا شك في صحة الحديث، وإنما البحث الآن في هذه القصة التي تفرد بها شبيب بن سعيد كما قال الطبراني، وشبيب هذا متكلم فيه، وخاصة في رواية ابن وهب عنه، لكن تابعه عنه إسماعيل وأحمد ابنا شبيب بن سعيد هذا، أما اسماعيل فلا أعرفه، ولم أجد من ذكره، ولقد أغفلوه حتى لم يذكروه في الرواة عن أبيه، بخلاف أخيه أحمد فإنه صدوق، وأما أبوه شبيب فملخص كلامهم فيه: أنه ثقة في حفظه ضعف، إلا في رواية ابنه أحمد هذا عنه عن يونس خاصة فهوحجة، فقال الذهبي في "الميزان": (صدوق يغرب، ذكره ابن عدي في "كامله" فقال .. له نسخة عن يونس بن يزيد مستقيمة، حدث عنه ابن وهب بمناكير، قال ابن المديني: كان يختلف في تجارة إلى مصر، وكتابه صحيح قد كتبته عن ابنه أحمد. قال ابن عدي: كان شبيب لعله يغلط ويهم إذ حدث من حفظه، وأرجوأنه لا يتعمد، فإذا حدث عنه ابنه أحمد بأحاديث يونس فكأنه يونس آخر. يعني يجوَّد).
فهذا الكلام يفيد أن شبيباً هذا لا بأس بحديثه بشرطين اثنين: الأول: ان يكون من رواية ابنه أحمد عنه، والثاني: أن يكون من رواية شبيب عن يونس، والسبب في ذلك أنه كان عنده كتب يونس بن يزيد، كما قال ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" عن أبيه (2/ 1/359)، فهوإذا حدث من كتبه هذه أجاد، وإذا حدث من حفظه وهوكما قال ابن عدي، وعلى هذا فقول الحافظ في ترجمته من "التقريب": (لا بأس بحديثه من رواية ابنه أحمد عنه، لا من رواية ابن وهب) فيه نظر، لأنه أوهم أنه لا بأس بحديثه من رواية أحمد مطلقاً، وليس كذلك، بل هذا مقيد بأن يكون من روايته هوعن يونس لما سبق، ويؤيده أن الحافظ نفسه أشار لهذا القيد، فإنه أورد شبيباً هذا في "من طعن فيه من رجال البخاري" من "مقدمة فتح الباري" (ص133) ثم دفع الطعن عنه - بعد أن ذكر من وثقه وقول ابن عدي فيه - بقوله: (قلت: أخرج البخاري من رواية ابنه عنه عن يونس أحاديث، ولم يخرج من روايته عن غير يونس، ولا من رواية ابن وهب عنه شيئاً).
فقد أشار رحمه الله بهذا الكلام إلى أن الطعن قائم في شبيب إذا كانت روايته عن غير يونس، ولومن رواية ابنه أحمد عنه، وهذا هوالصواب كما بينته آنفاً، وعليه يجب أن يحمل كلامه في "التقريب" توفيقاً بين كلاميه، ورفعاً للتعارض بينهما.
إذا تبين هذا يظهر لك ضعف هذه القصة، وعدم صلاحية الاحتجاج بها. ثم ظهر لي فيها علة أخرى وهي الاختلاف على أحمد فيها، فقد أخرج الحديث ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (ص2.2) والحاكم (1/ 526) من ثلاثة طرق عن أحمد بن شبيب بدون القصة، وكذلك رواه عون بن عمارة البصري ثنا روح ابن القاسم به، أخرجه الحاكم، وعون هذا وإن كان ضعيفاًً، فروايته أولى من رواية شبيب، لموافقتها لرواية شعبة وحماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي.
إسماعيل بن شبيب وقيل بن شيبة الطائفي: واه روى عن ابن جريج عن عطاء بن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: "الحجامة من الجنون والجذاب والبرص والأضراس والنعاس". وقال صلى الله عليه وسلم: "من سنن المرسلين الحياء والحلم والحجامة والسواك والتعطر وكثرة الأزواج". وقال: "للنار باب لا يدخل منه إلا من شفى غيظه بسخط الله". رواها عنه قدامة بن محمد الأشجعي قال النسائي منكر الحديث انتهى وقال العقيلي إسماعيل بن شبيب الطائفي أحاديثه مناكير غير محفوظة من حديث ابن جريج وساق الأحاديث الثلاثة وزاد رابعاً وهو: "أيما رجل ولي من أمر المسلمين". وخامساً: "يا معشر من آمن بلسانه ولم يخلص الإيمان إلى قلبه". ساق الجميع بإسناد واحد. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يتقي حديثه من رواية قدامة عنه وقال العقيلي: روى عن ابن جريج أحاديث مناكير لا تحفظ من وجه يثبت ورجح النباتي في الحافل أنه إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة الذي تقدم ذكره وأن العقيلي صحفه ونسبه إلى جده وذكره بن عدي فقال إسماعيل بن شيبة الطائفي يروي عن ابن جريج ما لا يرويه غيره ثم ساق الحديث الرابع الذي ساقه العقيلي من رواية قدامة عنه ثم قال هذا غير محفوظ ثم ساق بسند آخر إلى قدامة بهذا السند. قال فذكر خمسة أحاديث غير محفوظة وأخرج في ترجمته أيضاً من طريق هارون بن موسى بن هارون عن أبيه عن إسماعيل بن إبراهيم بن شيبة الطائفي بالسند المذكور "لا وصية لوارث". ثم قال: وإسماعيل بن إبراهيم هذا لا أعلم له رواية عن غير ابن جريج فقوي قول صاحب الحافل والله أعلم.
لسان الميزان لابن حجر
حدث الاعمى
فعن عثمان بن حنيف، أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ادع الله أن يعافيني.
قال: " إن شئتَ دعوتُ، وإن شئت صبرت فهوخير لك ".
قال: فادعه.
قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويدعوبهذا الدعاء:
" اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى لي، اللهم فشفعه في ".
الحديث أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 138)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 21.)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (659)، والترمذي في " سننه " (5/ 569 / 3578)، وابن ماجه في " سننه " (1/ 441 / 1385)، وابن خزيمة في " صحيحه " (2/ 225 - 226/ 1219)، وعبد بن حميد في " المنتخب " (1/ 341 / 379)، وابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 189 - 19./ 2.64)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 31 - 23/ 8311)، و" الدعاء " (2/ 1289 - 129./ 1.51)، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 1958 / 4926)، والحاكم في " المستدرك " (1/ 313)، وابن قانع في " معجم الصحابة " (2/ 257 - 258)، والبيهقي في " دلائل النبوة " (6/ 166)، والمزي في " تهذيب الكمال " (19/ 359).
من طريق شعبة، عن أبي جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف، به.
قال الترمذي: " حديث حسن صحيح، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ".
وقال الطبراني في " المعجم الصغير " (1/ 3.7 - الروض الداني): " تفرد به عثمان بن عمر بن فارس بن شعبة، والحديث صحيح ".
قلت: لم يتفرد به، بل تابعه روح بن عبادة، عن شعبة، به.
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 138)، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 1959 / 4927).
ولذلك قال ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " (ص 113): "والطبراني ذكر تفرده بمبلغ علمه، ولم تبلغه رواية روح بن عبادة عن شعبة، وذلك إسناد صحيح ".
والحديث صحح إسناده أيضاً الشوكاني في " تحفة الذاكرين " (ص 231)، والألباني في " التوسل " (ص 9.).
قلت: وهوكما قالوا؛ عمارة بن خزيمة وثقه النسائي وابن حبان (تهذيب التهذيب 4/ 261).
وأبي جعفر الخطمي وثقه ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي والطبراني وابن نمير (تهذيب التهذيب 4/ 412 - 413).
وخالفه حماد بن زيد فرواه عن أبي جعفر الخطمي، به، وزاد: "وإن كانت حاجة فافعل مثل ذلك ".
أخرجه أحمد في " مسنده " (4/ 138)، والبخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 2.9 - 21.)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (658)، وابن أبي خيثمة في " تاريخه " كما في " التوسل والوسيلة " لابن تيمية (ص 113).
وهذه الزيادة شاذة؛ فإن شعبة أوثق من حماد بن سلمة، وقد أعل هذه الزيادة ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " (ص 113 - 114)، وأقره الألباني في " التوسل " (ص 9.).
وهذه الزيادة لم تصح وعلى فرض ثبوتها فإنها لا تدل على جواز بذات النبي - صلى الله عليه وسلّم - لاحتمال أن يكون المراد فافعل مثل ذلك من التوضؤ والدعاء وغير ذلك.
أوأن هذه اللفظ مدرجة من عثمان بن حنيف على ما فهم، وقد خالفه من هوأعلم منه من الصحابة وهم عمر ومن معه من الصحابة عندما استسقوا بالعباس والحديث رواه البخاري (2/ 574 و7/ 96 - فتح).
وخالف شعبة وحماد، هشام الدستوائي، فرواه: عن أبي جعفر، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه، به.
أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (6/ 21.)، والنسائي في " عمل اليوم والليلة " (66.).
وهذا الإسناد صحيح.
وتابع هشام الدستوائي، روح بن القاسم عن أبي جعفر الخطمي به.
أخرجه ابن حبان في " المجروحين " (2/ 197)، والحاكم في " المستدرك " (1/ 526)، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 169. / 4929).
من طريق عون بن عمارة، عن روح بن القاسم، به.
وإسناده ضعيف؛ عون بن عمارة قال البخاري: " يعرف وينكر "، وقال أبوزرعة: " منكر الحديث "، وضعفه أبوداود (تهذيب التهذيب 4/ 427).
وتابع عوناً، شبيب بن سعيد، عن روح بن القاسم، به.
أخرجه الحاكم في " المستدرك " (1/ 526 - 527)، وابن السني في " عمل اليوم والليلة " (628)، والبيهقي في " دلائل النبوة " (6/ 167 و168)، وعبدالغني المقدسي في " الترغيب في الدعاء " (62).
من طريق أحمد بن شبيب بن سعيد، عن أبيه، عن روح بن القاسم، به.
أحمد بن شبيب، قال أبوحاتم: " صدوق "، ووثقه ابن حبان (تهذيب التهذيب 1/ 27).
وتابعه إسماعيل بن شبيب، عن أبيه، به.
أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (1/ 167 - 168).
وإسماعيل هذا لم أقف على ترجمته، وكنت أظن أنه تحريف في المطبوع من " الدلائل "، ولكن وجدت ابن تيمية نقله هكذا في " التوسل والوسيلة " (ص 1.9).
وشبيب بن سعيد ضعيف إلا في حديث ابنه عنه عن يونس - كما بيّن الألباني في " التوسل " (ص 94 - 95) -، وهذا ليس من حديثه عن يونس.
وخالف أحمد وإسماعيل ابنا شبيب، ابن وهب، عن شبيب بن سعيد، عن روح بن القاسم، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن عمه عثمان بن حنيف:
أن رجلاً كان يختلف إلى عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في حاجة له، فكان عثمان لا يلتفت إليه، ولا ينظر في حاجته، فلقي عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه، فقال له عثمان بن حنيف: ائت الميضأة فتوضأ، ثم ائت المسجد فصلي فيه ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك - جل وعز -، فيقضي لي حاجتي، فصنع ما قال له عثمان، ثم أتى باب عثمان، فجاء البواب حتى أخذ بيده، فأدخله عثمان بن عفان فأجلسه معه على الطنفسة، وقال: حاجتك؟ فذكر حاجته، فقضاها له، ثم قال له: ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة، وقال: ما كانت لك من حاجة فأتنا، ثم أن الرجل خرج من عنده فلقي عثمان بن حنيف، فقال له: جزاك الله خيراً! ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في، فقال عثمان بن حنيف: والله! ما كلمته، ولكن شهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأتاه ضرير، فشكا عليه ذهاب بصره، فقال له النبي - صلى الله عيه وآله وسلم -: " أفتصبر؟ "، فقال: يا رسول الله! إنه ليس لي قائد، وقد شق علي، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إيت الميضأة، فتوضأ، ثم صل ركعتين، ثم ادع بهذه الدعوات ".
قال عثمان: فوالله! ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأنه لم يكن به ضرر قط.
أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير " (6/ 21.)، وابن أبي حاتم في " العلل " (2/ 19. / 2.64)، والطبراني في " المعجم الكبير " (9/ 3. - 31/ 8311)، و" المعجم الصغير " (1/ 3.6 - 3.7/ 5.8 - الروض الداني)، و" الدعاء "، وأبونعيم في " معرفة الصحابة " (4/ 1959 - 196./ 4928)، وابن قانع في "معجم الصحابة " (2/ 258).
قال الطبراني: " لم يروه عن روح بن القاسم إلا شبيب بن سعيد أبوسعيد المكي وهوثقة، وهوالذي يحدث [عنه] أحمد بن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأبلي ".
وهذا منكر، فإن ابن وهب حدّث عن شبيب بمناكير كما قال ابن عدي في " الكامل " (4/ 3.).
وأيضاً فإن طرق الحديث الأخرى ليس فيها ذكر لهذه القصة.
وحكم بنكارة هذه القصة الألباني في " التوسل " (ص 95)، وأعلها ابن تيمية في " التوسل والوسيلة " (ص 11. - 112).
الخلاصة: أن الحديث صحيح، وقد صحح أبوزرعة حديث شعبة، وخالفه ابن المديني (الدعاء للطبراني 2/ 129.) وابن أبي حاتم فصحح حديث هشام الدستوائي وروح بن القاسم (العلل 2/ 189 - 19.)، وعندي أن الحديث محفوظ على الوجهين.
ومعنى قوله: " أتوجه إليك بنبيك - صلى الله عليه وسلّم - " أي بدعائه، كما في قول عمر الذي رواه البخاري: " كنا نتوسل إليك بنبينا "، أي: بدعائه، وليس بذاته وإلا لما عدل عنه وتوسل بدعاء العباس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التوسل بالنَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده الصالحين ..
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قياس التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التبرك بآثاره ..
»  من تناقضات الشيعة في مسألة الإمامة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجهل أن علياً خليفته من بعده ..
»  عند الشيعة الله عزوجل آخى بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وأن الملائكة تتقرب إلى الله بمحببة علي رضي الله عنه ..
» إخباره صلى الله عليه وسلم بأنه إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده
» التوسل والاستغاثة بالمصطفى – صلى الله عليه وسلم



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: Known to the islam :: الحـوار الشيعــي :: شبهات الشيعه وردها :: شبهات التوحيد والفقه-
انتقل الى: