إستسقاء عمر بالعباس رضي الله عنهما ..
إن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا إستسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون
الحديث
حدثنا الحسن بن محمد حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس رضي الله عنه
أن عمر بن الخطاب كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا قال فيسقون
الرد
أسألك بالله هل تريد رضا الله أم تريد فقط التقليد؟ كل إنسان يحب أن يفعل ما هو مقتنع به. أما الذين لا تهمهم الحياة و الآخرة فهؤلاء طبعًا الذين يقلدون أسرهم و أقربائهم بدون قناعة, و لا يتدخلون في أي موضوع بالدين و لا يحاولون الاستفسار عن أي شي. فعلى حسب ما يمشون القريبين منهم هم خلفهم. فهل تريد رضا الله الموصل إلى الجنة؟ أم تريد فقط التقليد؟ الذي يريد رضا الله سبحانه وتعالى ما هو أول شي يجب أن يقرأه؟ أجب بعيدًا عن العلماء, فإن الله لم ينزل الدين بيد العلماء. نعم لهم الفقه والأمور غير العقائدية, أما العقيدة فلا, بل يجب على كل شخص أن يقرأ كتاب الله. فمن المعلوم أن أول الحق هو اتباع كتاب الله. فرب العالمين جل جلاله رحيم, أنزل علينا كتاب أوضح من الشمس في كبد السماء.هل كان المشركين يؤمنون بالله؟ أظن أنك ستقول لا ولو كانوا يؤمنون بالله لما أشركوا به. إن كان ظني في مكانه فأقول لك: نأسف أخي الكريم فقد أخطأت, فالله عز وجل قال أنهم يؤمنون به! صدّق, وهذه مشكلة أكثر الشيعة. لا يعرفون التوحيد الحق! انظر ماذا قال تعالى ((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ [ العنكبوت الآية 61])) ليقولن الله! سبحان الله إذا المشركين يعترفون بالله إذًا ما الخطب؟ المشكلة فيما يلي:عدم فهم توحيد الله عز وجل إذ أن الله تعالى قال إن المشركين يعترفون بالله ولكن((وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ [ يوسف الآية 106]))سبحان الله! هل يعني هناك مؤمنين مشركين؟ نعم, نعم, نعم. صدق الله وكذب البشر. إذًا كيف يؤمنون به وهم مشركين؟ قال الله إن المشركين يؤمنون بالله, ولكن ما هو إيمانهم بالله؟ إيمانهم أن الله تعالى هو الخالق الرازق المحيي المميت مالك الملك. فالمشركين عندهم جزء من التوحيد وهذا يسمى توحيد الربوبية أي أن الله هو الخالق وحده وهو المتصرف في كل شيء. يا شيعة العالم استيقضوا! المشكلة عندكم أنكم لا تفرقون بالتوحيد. فهناك شرك مثل المشركين وهو في توحيد الألوهية.
ما هو هذا التوحيد؟ هو معنى لا إله إلا الله التي أفادت النفي والإثبات: نفي الألوهية عمّا سوى الله, واثباتها حصرًا لله..فكان معناها: لا معبود بحق إلا الله. فالعبادة هي الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة التي يحبها الله ويرضاها, والظاهر من الدعاء كالذبح والدعاء, والباطن من الأعمال كالخوف والرجاء والاستغاثة والتوكل وغيرها من العبادات العظيمة التي لا يجوز صرف شيءٍ منها إلا لله مع الإخلاص والبعد عن الرياء, قال سبحانه ((أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)) [ الزمر الآية 3] وقال( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ )) [ الزمر الآية 2] وقال أيضا ((هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)) [ غافر الآية 65].
ومن لا يؤمن بهذا التوحيد يقول: يجوز أن يدعوا الإنسان غير الله, وأن يذبح لغير الله وينذر لغير الله, ويشدّ الرحال إلى القبور للتبرّك والحصول على المغفرة ولاستجابة الدعاء, و أنه يجوز أكل تراب قبورهم لأنه يشفي العليل, من يقول يا علي أدركني أو يا حسين أغثني فهو حقق شرك المشركين 100%. اقرأ الآيات البينات وافهم. دعك من كلامي ومن كلام الناس. اجعل قلبك مع رب الناس جل جلاله. أليست الصلاة عبادة؟ والدعاء عبادة؟ كما هو الحج عبادة والصوم عبادة؟ بلى والله إن الدعاء عبادة. فعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: " الدعاء هو العبادة" ! فلنمضي مع كتاب الله. وأنت بفطرتك السليمة سيدخل الحق إلى قلبك.
قال تعالى ((اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىَ)) [ الزمر الآية 3]. كيف اتخذ المشركين من دون الله أولياء؟ وكيف كان الشرك؟ كان هناك أناس صالحين بعد سيدنا نوح عليه السلام. بعد أن ماتوا جاء الشيطان للناس وقال لهم: ما أجمل عبادة هؤلاء الصالحين ما رأيكم أن تصلوا بجانب قبرهم؟ لعل الله يتقبل أعمالكم. فجاءوا بجانب قبرهم وبدؤوا يصلون لله, ثم استدرجهم الشيطان وقال لهم لم لا تنحتوا صورًا لهؤلاء الصالحين لكي يذكروكم بالله؟ انتبه أخي الشيطان لا يقول لك أنت مشرك.لا, بل يقول لك تقرب إلى الله ولكن بأسلوب شركي. المهم شيئا فشيئا بدؤوا يدعون الأموات الصالحين بطريقة غير مباشرة! ويقولون "لا, نحن لا نعبدهم نحن نتوسل إلى الله بهم" وهذا شرك! والآية واضحة تماما. هذه المعلومة مهمة لكي تعرف بداية الشرك. والآن عندما نسمع من يستغيث بغير الله و نقول لهم قولوا يا الله. والله ثم والله يعاندون ويقولون يا علي! بالله عليك هل هذا مسلم؟! انظروا ماذا قال تعالى: ((اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىَ)) [ الزمر الآية 3] إذًا المشركين كان عندهم توحيد وشرك. توحيد في الإيمان بالله. وشرك بأنه يجوز دعاء غيره معه. واقسم بالله إن هذا ما يحدث الآن. انظر ماذا قال الله: ((وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ)) [ يونس الآية 18]. نقول لهم لا تقول يا حسين يقولون لنا هؤلاء شفعاؤنا عند الله ويظنون أننا نكره آل البيت. اقسم بالله انه كذب! فعلي والحسن والحسين عند أهل السنة تاج رؤوسهم رضي الله عنهم وأرضاهم, ولكن ليس معنى ذلك أن من أراد حب عليا يجب أن يشرك بالله بأضرحة وقبور أولياء! قال تعالى((وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)) [ الجن الآية 18].
***
أما بالنسبة للشبهة فالرد بسيط وعقلاني لمن يعقل,,,
أولا ً) صلاة الاستسقاء ... هل كانت مشّرعة وقت النبي صلى الله عليه وسلم؟
نعم بلا خلاف.. إذن كان التوسل آن ذاك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ... و إلا لما شرعت هذه الصلاة واكتفى كل مسلم بالتوسل بذات الأشخاص ولا فائدة إذن من هذه الصلاة!
أفلا يعقلون
ثانيا) لو كان التوسل بذات الأشخاص جائزا ً فلماذا لم يستسقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بذات النبي صلى الله عليه وسلم؟!
إذ أنه لا وجه للمقارنة بين منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عمه العباس رضي الله عنه
ولله المثل الأعلى ،،، شخص يعرف وزير وغفير،، فهل يطلب هذا الشخص الوساطة إلى الملك عن طريق الغفير!
وخاصة إن تيقن أن الوزير أقرب إلى الملك منه؟
ولله المثل الأعلى..
أفلا يعقلون
ثالثا ً) ما فائدة جميع هذه الأدعية المذكورة في الكتاب والسنة إن كان هذا النوع من التوسل مشروعا؟ ًولماذا علمنا الله تبارك وتعالى هذه الأدعية !
لماذا لم يخبرنا سبحانه بآية صريحة كما في صراحة آيات الأدعية أن نتوسل أو نكتفي بالتوسل بالأشخاص وخاصة أنهم أنبياء كانوا أم صالحين أفضل وأقرب إلى الله منا !
بمعنى آخر أي عبد أصابه أمر ما يحتاج إلى دعاء لا يدعوا ولا يطلب الدعاء من أخيه بل يكون الدعاء بالتوسل بالذات الأشخاص
فهذا تعطيل كامل للكم الهائل من الأدعية
يعني لا فائدة للأدعية في القرآن والسنة !
أفلا يعقلون
رابعا) التوسل بذات الأشخاص يعطل أمر الله في الأرض، ويربي في نفس العبد التواكل وهذا مرفوض شرعا ً .. ونصبح أقرب إلى دين النصارى الذين يتخذون الوسائط والباباوات لتقربهم إلى الله تبارك وتعالى..
فطلب الدعاء من الأشخاص لا يكون على الدوام بحيث يترك المسلم التضرع إلى الله ويعتمد فيه على دعاء عبد يحسبه على خير فهذا لا ينبغي أصلا
فقد أمرنا في عدة مواضع من القرآن الكريم أن ندعوا لأنفسنا ولأهلنا بأنفسنا ونتقرب إلى ربنا بأنفسنا ..
أفلا يعقلون
أخيرًا) فالوسيلة الشرعية هي التوسل بأسماء الله وصفاته، أو بتوحيده والإخلاص له، أو بالأعمال الصالحات، هذه الوسيلة الشرعية التي جاءت بها النصوص.
أما التوسل بجاه فلان ، أو بحق فلان، فهذا لم يأت به الشرع، ولهذا ذهب جمهور العلماء إلى أنه غير مشروع فالواجب تركه، وأن يتوسل الإنسان بالوسائل الشرعية التي هي أسماء الله وصفاته، أو بتوحيده، أو بالأعمال الصالحات، هذه هي الوسائل الشرعية التي جاءت بها النصوص.
وأما ما فعله عمر رضي الله عنه، فهو لم يتوسل بجاه العباس، وإنما توسل بدعائه، قال رضي الله عنه لما خطب الناس يوم الاستسقاء، لما أصابتهم المجاعة والجدب الشديد والقحط صلى بالناس صلاة الاستسقاء، وخطب الناس، وقال: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون.
وهكذا كانوا يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته يقولون: ادع لنا، فيقوم ويدعو لهم، ويخطب الناس يوم الجمعة ويدعو ويقول: اللهم أغثنا اللهم أغثنا وهكذا في صلاة الاستسقاء يتوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه سبحانه وتعالى، وسؤاله الغوث.
وهكذا قال للعباس يا عباس قم فادع ربنا ،فقام العباس ودعا ورفع يديه ودعا الناس وأمنوا فسقاهم الله عز وجل على دعائهم فهو توسل بعم النبي صلى الله عليه وسلم؛ بدعائه، واستغاثته ربه عز وجل، وسؤاله سبحانه وتعالى بفضل العباس وقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من أفضل الصحابة، ومن خير الصحابة رضي الله عن الجميع.
فإذا توسل المسلمون بالصالحين من الحاضرين عندهم، بدعائهم- كأن يقول الإمام أو ولي الأمر: يا فلان قم ادع الله-، من العلماء الطيبين، أو الأخيار الصالحين، أو من أهل بيت النبي الطيبين، وقالوا في الاستسقاء يا فلان قم فادع الله لنا، كما قال عمر للعباس، هذا كله طيب.