اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ))([1]).
هذه الدعوة المباركة قد جاءت في كتاب ربنا تبارك وتعالى , في دعاء إبراهيم عليه السلام "رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ"[2]). وفي دعوة نوح عليه السلام "رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ"([3]).
وكذلك في أمر الرب عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : "وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات"[4]).
[فدلَّ ذلك] على أهمية هذه الدعوة المباركة, وإنها من سنن الأنبياء والمرسلين؛ ولهذا أمر اللَّه تعالى نبيه بها، فجاءت البشارة من سيد الأولين والآخرين على فضلها، كما في الحديث: ((من استغفر للمؤمنين و المؤمنات كتب اللَّه له بكل مؤمن و مؤمنة حسنة))([5]).
فانظر رعاك اللَّه تعالى إلى عظم هذا الأجر الجزيل، من رب كريم، بالدعاء بكلمات يسيرة تنال هذا الثواب الكبير، فيشمل هذا الاستغفار كل مؤمن ومؤمنة من لدن آدم إلى قيام الساعة، ولك بكل واحد منهم حسنة , والحسنة بعشرة أمثالها : ((هذا أقل ما يكون من التضعيف))، واللَّه الهادي إلى سواء السبيل.
([1]) لحديث عبادة t، قال: سمعت النبي r يقول: ((من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة))، الطبراني في مسند الشاميين، 3/ 234، برقم 2155، وقال الزين العراقي في تخريج أحاديث الإحياء،3 / 72: ((ولأبي الشيخ ابن حبان في الثواب، والمستغفري في الدعوات من حديث أنس))، وجوَّد إسناده الهيثمي في مجمع الزوائد، 10/ 352، وحسَّنه الألباني في صحيح الجامع، برقم 6026، 3/ 345.
([2]) سورة إبراهيم، الآية: 41 .
([3]) سورة نوح , آية : 28 .
([4]) سورة محمد , آية : 19 .
([5]) انظر تخريجه للمؤلف حفظه اللّه، كما تقدم في تخريج الحديث رقم 88.