اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لك الْمَنَّانُ بَدِيعَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، يَا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ[1]).
[المفردات]:
المنان: اسم من أسماء اللَّه تعالى الحسنى, أي كثير العطاء، من المنَّة بمعنى النعمة، أو النعمة الثقيلة, أي صاحب النعم المتتالية دون طلب عوض, وغرض.
بديع السموات والأرض: أي مبدعهما بمعنى مخترعهما ومنشئهما على غير مثال سابق.
ذا الجلال والإكرام: ذو الجلال: صاحب العظمة والكمال والإكرام: هو سعة الفضل، والجود بما ليس له حدود.
الحي: اسم من أسمائه تعالى، وهو الذي له الحياة الدائمة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات.
القيوم: اسم من أسمائه تعالى: و هو القائم بنفسه، فلم يحتج إلى أحد، والمقيم لغيره بالتدبير والإصلاح, وكل صفات الفعل ترجع إلى هذا الاسم الجليل.
الشرح:
بدأ بمقدمة من الثناء على اللَّه تعالى، واستحقاقه الحمد بكل أنواعه، وإثبات وحدانيته وألوهيته بالعبادة دون غيره, ثم ذكر جملاً من أسمائه الحسنى، مقدمة بين يدي دعائه, فجمع بين التوسل بالعمل الصالح للَّه تعالى، توسّلاً بما له من الكمالات التي لا تُحصى, رجاء عظيماً في قبول دعوته؛ لما شملته من أسمى مطلب في الدنيا والآخرة, وهو مغفرة الذنوب, واستعاذة من أعظم مرهوب، وهو النار.
قوله: ((يا بديع السموات والأرض)): يا خالق ومنشئ السموات والأرض على غير مثال سابق.
قوله: ((يا ذا الجلال والإكرام)): يا صاحب العظمة، والكبرياء، والمجد، ويا واسع الفضل والجود والكرم, تُكرم أولياءك، وخواصّ خلقك، بأنواع الكرم والجود، بما ليس له حدود، ولا مُقيّد بقيود.
قوله: ((يا حي يا قيوم)): يا دائم الحياة الذي ليس لك ابتداء، وليس لك فناء، ولا انتهاء، يا قائم بتدبير الخلق, والغني عن كل الخلق، الكلّ مفتقرٌ إليك، ومحتاجٌ لك.
قوله: ((إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار)): بعد ثنائه على اللَّه تعالى بأسمائه الحسنى، وصفاته العُلا، شرع في سؤال أعظم مطلب، وهو الجنة، واستعاذ من أشد مرهب، وهو النار والعياذ باللَّه.
قولهصلى الله عليه وسلم ((لقد دعا اللَّه تعالى باسمه الأعظم)): والاسم الأعظم من ثمرات الدعاء به أنه يفيد أصل التعجيل، أو زيادته، وكمالاً في المستجاب، أو في بدل المدعو به([2])، فهو لا شك له أكبر الأثر في قبول وإجابة الدعاء، فحريٌ الاعتناء به أشد العناية، حتى يتكرّم ربنا بإعطائنا ما نرجوه في العاجل والآجل.
([1]) أبو داود، كتاب الصلاة، باب الدعاء، برقم 1495، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب اسم اللَّه الأعظم، برقم 3858، والنسائي، كتاب السهو، باب الدعاء بعد الذكر، برقم 1299، وفي السنن الكبرى له، 1/ 386، 1224، والترمذي، كتاب الدعوات، باب حدثنا قتيبة، برقم 3544، وأحمد، 19/ 238، برقم 12205،وابن حبان، 3/ 175، وابن أبي شيبة،
10/ 272، وصححه الألباني في صحيح النسائي، 1/279، وفي صحيح ابن ماجه،
2/ 329، وفي السلسلة الصحيحة، برقم 1342.
([2]) الفتوحات الربانية : 3/638 .