اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ صَلَاةٍ لَا تَنْفَعُ))([1]).
الشرح:
الصلاة أعظم صلة بين العبد وربه عز وجل , وهي أفضل الأعمال، وأحبها إلى اللَّه عز وجل, كما جاء في الأدلة الوفيرة في عظم منزلتها, فهي من أعظم الأعمال الرافعة في الدرجات الآخرة, فلا عمل بعد توحيد اللَّه تبارك وتعالى أفضل منها، وذلك لاشتمالها على التوحيد، والتعظيم والثناء على اللَّه عز وجل بكلِّ أنواعه، واشتغال كل الأعضاء، والحركات في البدن للَّه تبارك وتعالى, وثمراتها, وفوائدها لا تعدّ، ولا تحصى, فمن منافعها, أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر, قال اللَّه تعالى: "إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر"([2]).
لذا استعاذ منها نبي الرحمة, التي جعلت الصلاة قرة عينه من عدم منافعها, وذلك يكون لعدم الإتيان بها على الوجه الصحيح من الإخلاص، وصحة الأركان, والواجبات, والشروط([3]).
فتضمّنت هذه الاستعاذة الطيبة, التوفيق إلى القيام بها على الوجه الأكمل والأتمّ, فإذا أقامها العبد كما ينبغي, اقتطف من ثمار، ومنافع الخيرات في الدنيا والآخرة.
([1]) أبو داود، كتاب الوتر، باب في الاستعاذة، برقم 1549، وابن حبان، 3/ 293، والضياء في المختارة، 6/ 156، والدعوات الكبير للبيهقي، 1/ 469، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، برقم 1370.
([2]) سورة العنكبوت, الآية : 45 .
([3]) اللآلئ الدرية في شرح الأدعية النبوية، 70 .