6 – دُعَاءُ دُخُولِ الْخَلاَءِ
قوله: ((الخلاء)) أي: موضع قضاء الحاجة؛ وأصله المكان الخالي، واستعمل في المكان الـمُعَدِّ لقضاء الحاجة.
10 - (([بِسْمِ اللـهِ] اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الـخُبْثِ والـخَبَائِثِ))([1]).
- صحابي الحديث هو أنس بن مالك
وفي إحدى رواية البخاري: ((إذا أراد أن يدخل)) ومعناه أنه كان يقول هذا الدعاء قبل أن يدخل لا بعده.
قوله: ((اللهم)) أصلها يا الله، والميم المشددة في آخره عوض من الياء.
قوله: ((إني أعوذ بك)) أي: ألوذ وألتجىء.
قوله: ((من الخبث – بإسكان الباء أو ضمها – والخبائث)) الخبث جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة؛ يريد ذكران الشياطين وإناثهم.
وقيل: أراد المكروه.
7 – دعاء الخُرُوج مِنَ الْخَلاَءِ
أي: الدعاء الذي يكون بعد الخروج من الخلاء.
11 - ((غُفْرَانَكَ))([2]).
- صحابية الحديث هي عائشة بنت أبي بكر الصديق ’ وعنه.
قوله: ((غفرانك)) أي: أسألك وأطلب منك المغفرة.
وقيل: في تعقيبه الخروج بهذا الدعاء: أن القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله تعالى عليه من تسويغ الطعام والشراب، وترتيب الغذاء على الوجه المناسب لمصلحة البدن إلى أوان الخروج؛ فلجأ إلى الاستغفار اعترافاً بالقصور عن بلوغ حق تلك النعم، والله أعلم.
8 – الذِّكْرُ قَبْلَ الْوُضُوءِ
12 - ((بِسْمِ اللـهِ))([3]).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة وغيره
والحديث بتمامه؛ هو قوله : ((لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه)).
قال ولي الله الدهلوي رحمه الله في ((الحجة)): ((هو نص على أن التسمية ركن أو شرط، ويحتمل أن يكون المعنى لا يكمل الوضوء، لكن لا أرتضي بمثل هذا التأويل؛ فإنه من التأويل البعيد، الذي يعود بالمخالفة على اللفظ)). انتهى.
9 – الذِّكْرُ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنَ الوُضُوءِ
13 – (1) ((أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ...)) ([4]).
- صحابي الحديث هو عقبة بن عامر الجهني
قوله: ((أشهد)) أي: أقر بقلبي ناطقاً بلساني؛ لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب.
وأصلها – أي: الشهادة – من شهود الشيء؛ أي: حضوره ورؤيته؛ فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه، كأنه يشاهد الأمر بعينه.
قوله: ((لا إله إلا الله)) أي: لا معبود حقٌّ – أو بحق – إلا الله تعالى.
قوله: ((وحده)) توكيد للإثبات.
قوله: ((لا شريك له)) توكيد للنفي.
قوله: ((عبده)) وصفه بالعبد لأنه أعبد الناس، وأشدهم تحقيقاً لعبادة الله تعالى.
قوله: ((ورسوله)) وصفه بالرسول؛ لأنه حمل الرسالة العظيمة – وهي الإسلام – إلى الناس كافة.
وجاء في نهاية الحديث قوله ، في جزاء من قال هذا الذكر: ((إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)).
14 – (2) ((اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ، واجْعَلْنِي مِنَ الْـمُتَطَهِّرِينَ))([5]).
- صحابي الحديث هو عمر بن الخطاب .
قوله: ((التَّوَّابين)) جمع توَّاب، وهي صفة مبالغة، والتوبة هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعة الله تعالى.
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط: أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني: أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً؛ فإن فُقِدَ أحدُ الثلاثة لم تصح التوبة.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حدَّ قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلَّهُ منها.
ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها، صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
واعلم أن التوبة لابد أن تكون في زمن تقبل فيه؛ فإن تاب في زمن لا تقبل فيه لم تنفعه التوبة.
والزمن الذي لا تقبل فيه التوبة هو حين الغرغرة؛ لقوله ×: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))([6])؛ والغرغرة هي: وصول الروح الحلقوم، وحين طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله : ((من تاب قبل أن تطع الشمس من مغربها تاب الله تعالى عليه))([7]).
قوله: ((المتطهرين)) جمع متطهر؛ صفة مبالغة، والطهارة هي النظافة ورفع الحدث أو إزالة النجس.
ولما كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب، والوضوء طهارة الظاهر عن الأحداث المانعة عن التقرب إلى الله تعالى، ناسب الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الـْمُتَطَهِّرِينَ ([8]).
15 – (3) ((سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ))([9]).
- صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري؛ سعد بن مالك
قوله: ((سبحانك اللهم وبحمدك)) سبحان اسم أقيم مقام المصدر وهو التسبيح، منصوب بفعل مضمر تقديره أسبحك تسبيحاً؛ أي: أنزهك تنزيهاً من كل السوء والنقائص، وقيل: تقديره أسبحك تسبيحاً مقترناً بحمدك.
قوله: ((أستغفرك)) أي: أطلب مغفرتك.
قوله: ((أتوب إليك)) أي: أرجع إليك.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله في جزاء مَن قال هذا الذكر: ((كتب في رق ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة)).
([1]) أخرجه البخاري (1/45) [برقم (142)]، ومسلم (1/283) [برقم (375)]، وزيادة: ((بسم الله في أوله))، أخرجها سعيد بن منصور، انظر: فتح الباري (1/244). (ق).
([2]) أخرجه أصحاب السنن [الترمذي برقم (7)، وأبو داود برقم (30)، وابن ماجة برقم (300)]، إلا النسائي أخرجه في ((عمل اليوم والليلة)) [برقم (79]، وانظر تخريج زاد المعاد (2/386). (ق).
([3])أبو داود [برقم (101)]، وابن ماجة [برقم (399)]، وأحمد [(2/418)]، وانظر إرواء الغليل (1/122). (ق).
([4]) مسلم (1/209) [برقم (234)]. (ق).
([5]) الترمذي (1/78) [برقم (55)]، وانظر صحيح الترمذي (1/18). (ق).
([6]) رواه الترمذي برقم (3537)، وابن ماجة برقم (4253)، وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (1903). (م).
([7]) رواه مسلم برقم (2703). (م).
([8]) سورة البقرة, الآية: 222.
([9]) النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 173) [برقم (81)]، وانظر إرواء الغليل (1/135) و(3/94). (ق).