التوسل
هل صدقتم في قولكم في التوسل وماخذكم على الشيعة فيه حتى كفرتموهم؟
زعم الرافضي القدس كذبا وزورا:
قلتم ان التوسل والاستغاثة والتبرك شرك اكبر وكفرتم المسلمين ومزقتم الأمة واليوم نرى التكفير عندكم بالمجان وأعطيتم لأعداء الإسلام هدية مجانية للنيل منها وكما نرى أئمتكم وسلفكم كانوا يرون بجواز التوسل والتبرك والاستغاثة بل نرى انها كانت سيرة الصحابة على الجواز بل ان رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم يعلم الناس الاستغاثة والتوسل وقلتم ان نداء الغائب شرك.
وهذا كذب مبين ولم يقل به أحد من أهل السنة والجماعة
هل نقول لمن توسل واستغاث بالله كافرا؟
الله عزوجل يدعوا عباده أن يدعوه في كل أحوالهم , يقول تعالى: {ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين} (لأعراف:55)
ويبين لهم الله سبحانه وتعالى أن من الوسائل التي يكون معها الدعاء أرجى للقبول، الدعاء بأسمائه وصفاته، قال تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها} (الأعراف:18.).
والدعاء من أعظم القربات التي تصل العبد بخالقه، وقد صح في كتب أهل السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدعاء هوالعبادة) رواه أبوداود
وغيرها من الروايات في هذا الباب ..
والتوسل نوعان والذي لايميز بينهم كالقدس فالخلل في دماغه ويبين أن هذا الرافضي يهرف بما لا يعرف ويرمي الكلام على عواهنه
هناك توسل مشروع مجمع على مشروعيته عند علماء أهل السنة والجماعة وهوالتوسل إلى الله عز وجل بصالح الأعمال التي عملها العبد، قال تعالى: {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار} (آل عمران:193)
ومن أمثلة هذا التوسل بالسنة ما رواه البخاري ومسلم عن رسول الله صلى الله عليه في قصة ثلاثة نفر كانوا يمشون فنزل المطر الغزير، فلجئووا إلى غار في جبل يحتمون به، فسقطت على باب الغار صخرة منعتهم الخروج، فحاولوا إزاحتها فلم يقدروا، فاجتمع رأيهم على أن يدعوا الله عز وجل بأرجى أعمالهم الصالحة التي عملوها. فتوسل أحدهم ببره لوالديه، وتوسل الآخر بحسن رعايته واستثماره لمال أجيره، وتوسل الآخر بتركه الزنى بعد تمكنه منه، وكلما دعا أحدهم انفرجت الصخرة عن باب الغار قليلا، إلا أنهم لم يستطيعوا الخروج، حتى أكمل ثالثهم دعائه فانفرجت الصخرة عن باب الغار فخرجوا يتماشون.
فيُشرع للمسلم إذا أراد أن يدعوا الله عز وجل أن يتوسل بأحب الأعمال الصالحة التي يرجوأن تكون خالصة لله.
ومن أنواع التوسل المشروع كذلك طلب الدعاء من الصالحين الأحياء ودليله ما رواه البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر. فقام عكّاشة بن محصن ... قال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال: اللهم اجعله منهم .. ) رواه البخاري ومسلم
وفي نوع اخر من التوسل المشروع وهوالتوسل بذكر حال السائل وما هوعليه من الضعف والحاجة، كأن يقول: اللهم إني الفقير إليك، الأسير بين يديك، الراجي عفوك، المتطلع إلى عطائك، هبني منك رحمة من عندك. والدليل على هذا النوع من التوسل دعاء زكريا عليه السلام، قال تعالى: {قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا} (مريم: 4 - 5). ومنه قول موسى: {فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} (القصص: 24).
هذه أنواع التوسل المشروع التي يحرص عليها المسلمون ويستفتحون بها دعائهم ولها أصل في الكتاب والسنة.
وهذا رد على المارق القدس الذي يزعم أن أهل السنة يكفرون من توسل واستغاث.
أما النوع الذي يدافع المبتدعة - كالقدس - على مشروعيته فهودعاء الأموات والاستغاثة بهم والتبرك بقبورهم وهوالذي يعرف بالتوسل البدعي ومثاله أن يأتي الرجل إلى الميت المقبور الذي لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ويطلب منه أن يدعوا الله له ليشفيه من مرضه أويكشف كربته وهذا النوع من التوسل لا يوجد دليل شرعي من الكتاب والسنة على شرعيته وجوازه. كما أنه لا يوجد أثر عن الصحابة في جواز العمل بهذا النوع لأنه لوكان جائزا لسبقنا الصحابة إليه.
وهذا النوع الذي يقصد القدس في قوله أننا نكفر الناس عليه
نقول للقدس ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الدعاء عبادة والعبادة إن صرفت لغيره الله ماذا تسميها؟
الله عزوجل يقول: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} (غافر:6.)
لماذا يالقدس لم يقل الله تعالى ادعوا الحسن اوالحسين اوالعباس لأستجيب لكم؟
يقول تعالى: {له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هوببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} (الرعد: 14)
بماذا وصف الله تعالى من يدعون غيره في هذه الآية يا القدس؟
ويقول تعالى: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين} (يونس:1.6).
هل الميت ينفع ويضر يا القدس؟ كيف ندعوه والله يقول إن فعلت فإنك إذن من الظالمين؟
قال الرافضي القدس في أدلته:
الأمر الأول: التوسل وقلتم أنها شرك.
وهوالتوسل فنرى ان الله عز وجل يرخص لنا باتخاذ الوسيلة إليه ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) المائدة 35.
أولا كما بينا لم يقل أحد من أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا بأن التوسل شرك على الإطلاق ولكن هناك تميز بين توسل مشروع وجائز بالكتاب والسنة وتوسل بدعي وشركي لا دليل على جوازه
وهذه كذبة أولى للقدس
يستدل الرافضة كالقدس بهذه الآية على جواز التوسل بالأولياء وكتبهم دليل عليهم وتفاسيرهم تقصم ظهورهم حيث نجد أن علمائهم فسروا الوسيلة بهذه الآية بالعمل الصالح موافقين السنة في تفاسيرهم وهذا النوع جائز.
يقول المجلسي: (أي ما تتوسلون به إلى ثوابه والزلفى منه من فعل الطاعات وترك المعاصي) بحار الأنوار جـ 67 ص (271).
ويقول الطبرسي: (الوسيلة كل ما يتوسل به إليه من الطاعات وترك المقبحات) جوامع الجامع جـ 1 ص (496).
ونفس الشيء قاله الفيض الكاشاني في تفسيره المسمى تفسير الصافي جـ 2 ص (33)
إذن القدس يدلس على الشيعة قبل السنة ويستدل بهذه الآية على جواز التوسل الشركي والبدعي مخالفا علمائه!!!
نقول للقدس ما الفرق بينك وأنت تجيز التوسل بالأموات وبين المشركين من قريش الذين قال الله عزوجل في كتابه العزيز على لسانهم: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى؟
من جهل القدس بأنواع التوسل استدل بحديث الضرير أوالأعمى وهودليل عليه
الحديث:
عن عثمان بن حنيف: أن رجلا ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: إن شئت دعوت لك وإن شئت أخرت ذاك فهوخير (وفي رواية: وإن شئت صبرت فهوخير لك) فقال: ادعه. فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه فيصلي ركعتين ويدعوبهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتقضى لي اللهم فشفعه في [وشفعني فيه]. قال: ففعل الرجل فبرأ.
وسأنقل ردا وافيا للألباني رحمه الله على من يحتج بهذا الحديث على جواز التوسل بالذوات:
الحديث صحيح رواه الترمذي وأحمد وغيرهم ولا حجة لهم فيه على التوسل المختلف فيه وهوالتوسل بالذات بل هودليل آخر على النوع الثالث من أنواع التوسل المشروع الذي أسلفناه لأن توسل الأعمى إنما كان بدعائه.
والأدلة على ما نقول من الحديث نفسه كثيرة وأهمها:
أولا: أن الأعمى إنما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعوله وذلك قوله: (ادع الله أن يعافيني) فهوقد توسل إلى لله تعالى بدعائه صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم أن دعاءه صلى الله عليه وسلم أرجى للقبول عند الله بخلاف دعاء غيره ولوكان قصد الأعمى التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم أوجاهه أوحقه لما كان ثمة حاجه به إلى أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ويطلب منه الدعاء له بل كان يقعد في بيته ويدعوربه بأن يقول مثلا: (اللهم إني أسألك بجاه نبيك ومنزلته عندك أن تشفيني وتجعلني بصيرا). ولكنه لم يفعل لماذا؟ لأنه عربي يفهم معنى التوسل في لغة العرب حق الفهم ويعرف أنه ليس كلمة يقولها صاحب الحاجة يذكر فيها اسم المتوسل به بل لا بد أن يشتمل على المجيء إلى من يعتقد فيه الصلاح والعلم بالكتاب والسنة وطلب الدعاء منه له
صبرت فهوخير لك). وهذا الأمر الثاني هوما أشار إليه صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: (صحيح) (إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه - أي عينيه - فصبر عوضته منهما الجنة) (رواه البخاري عن أنس وهومخرج في (الصحيحة) (2.1.))
ثالثا: إصرار الأعمى على الدعاء وهوقوله: (فادع) فهذا يقتضي أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا له لأنه صلى الله عليه وسلم خير من وفى بما وعد وقد وعده بالدعاء له إن شاء كما سبق فقد شاء الدعاء وأصر عليه فإذن لا بد أنه صلى الله عليه وسلم دعا له فثبت المراد وقد وجه النبي صلى الله عليه وسلم الأعمى بدافع من رحمته وبحرص منه على أن يستجيب الله تعالى دعاءه فيه وجهه إلى النوع الثاني من التوسل المشروع وهوالتوسل بالعمل الصالح ليجمع له الخير من أطرافه فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين ثم يدعولنفسه وهذه الأعمال طاعة لله سبحانه وتعالى يقدمها بين يدي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم له وهي تدخل في قوله تعالى: (وابتغوا إليه الوسيلة) كما سبق
وهكذا فلم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بدعائه للأعمى الذي وعده به بل شغله بأعمال فيها طاعة لله سبحانه وتعالى وقربة إليه ليكون الأمر مكتملا من جميع نواحيه وأقرب إلى القبول والرضا من الله سبحانه وتعالى وعلى هذا فالحادثة كلها تدور حول الدعاء - كما هوظاهر. وليس فيها ذكر شيء مما يزعمون. انتهى كلام الشيخ انظر كتاب التوسل.
إذن لا حجة للقدس ولا غيره بهذا الحديث لأنه دليل على مشروعية نوع جائز من التوسل وهوالتوسل بدعاء الصالحين.
والقدس الجاهل بعد أن ذكر الحديث وأضاف إليه حديث توسل عمر بالعباس رضوان الله عليهم قال:
وقد صرح جمع من علماء السنة منهم الألباني والإرناؤوط والحاكم والذهبي والترمذي وغيرهم من العلماء بصحة هذا الحديث وبهذا الحديث تصريح واضح بان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم الصحابة كيفية التوسل وان التوسل مشروعيته ثابتة في القرآن والسنة النبوية.
وهذا جهل من القدس لأنه لا يعرف أن النبي علمهم التوسل بدعاء الأحياء لا الأموات
يدلس القدس في استدلاله بقول الإمام أحمد في التوسل حيث يأتي بفقرة من كتاب الإنصاف للمرداوي وفيها:
يقول أبوالحسن المرداوي الحنبلي في الإنصاف: يجوز التوسل بالرجل الصالح على الصحيح من المذهب، وقيل يستحب. قال الإمام أحمد للمروذي: يتوسل بالنبي صلى الله عليه (وآله) وسلم في دعائه،
ويعلق:
وقد صرح الإمام احمد بجواز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا كذب مبين
هناك فرق بين التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهوجائز
والتوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يوجد عليه دليل من الكتاب والسنة
إذن القدس على من يكذب؟
استدل الرافضي القدس بحديث في جواز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى:
((إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ))
لا أعرف ما علاقة الآية بالموضوع ومن قال من علماء الشيعة بجواز الإستغاثة استنادا على هذه الآية؟
واستدل بحديث:
حدثنا أحمد بن عيسى حدثنا بن وهب عن أبي صخر أن سعيدا المقبري أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفس أبي القاسم بيده لينزلن عيسى بن مريم إماما مقسطا وحكما عدلا فليكسرن الصليب وليقتلن الخنزير وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرضن عليه المال فلا يقبله ثم لئن قام على قبري فقال يا محمد لأجيبنه
الحديث فيه رد على من جعلوا سماع النبي وإجابته لكل البشر. ولوشاء لقال ذلك ولكن لم يثبت عنه شيء. بل إن النبي لم يقل هذا في المهدي الذي يكون مرافقا لعيسى عليه السلام إذ ذاك.
وهنا نطالب القدس بحديث صحيح يستغيث علي بالنبي صلى الله عليه وسلم حين جر ليبايع مكرها؟
أويأتي بحديث تستغيث فيه فاطمة أوالحسن أوالحسين بالنبي صلى الله عليه وسلم عند حادثة الكسر والحرق المزعومة؟
والحديث ليس فيه استغاثة لمن تدبره فكيف يستدل به القدس؟
ثم حكم الاستغاثة حكم التوسل إن كانت بحي فلا إشكال فيها أما بالميت والغائب فغير جائزة
قال الرافضي القدس مستدلا على جواز التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم:
الثالث قلتم إن التبرك بآثار الرسول شرك وأن التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرك
كالعادة القدس ينسب حكما للسنة بدون تفصيل كذبا وزورا
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته الجليلة المسماة: "القاعدة الجليلة في التوسل والوسيلة": (وذلك أن من أكبر أسباب عبادة الأوثان كانت تعظيم القبور بالعبادة ونحوها، قال الله تعالى في كتابه: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [31]، قال طائفة من السلف: (كانت هذه الأسماء لقوم صالحين فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم وعبدوها). ولهذا اتفق العلماء على أن من سلم على النبي صلى الله عليه وسلم عند قبره أنه لا يتمسح بحجرته ولا يقبلها) انتهى المقصود من كلامه رحمه الله
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في الجواب الكافي ص (156) ما نصه: (فصل: ويتبع هذا الشرك به سبحانه في الأفعال والأقوال والإرادات والنيات، فالشرك في الأفعال كالسجود لغيره، والطواف بغير بيته، وحلق الرأس عبودية وخضوعا لغيره، وتقبيل الأحجار غير الحجر الأسود الذي هويمين الله في الأرض، وتقبيل القبور واستلامها والسجود لها، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من اتخذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد يصلي لله فيها، فكيف بمن اتخذ القبور أوثانا يعبدها من دون الله.
ففي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، وفي الصحيح عنه: ((إن من أشرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين يتخذون القبور مساجد))، وفي الصحيح أيضا عنه: ((إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك))، وفي مسند الإمام أحمد رضي الله عنه، وصحيح ابن حبان عنه أنه قال: ((لعن الله زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج))، وقال: ((اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، وقال: ((إن من كان قبلكم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور وأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة))، فهذا حال من سجد لله في مسجد على قبر فكيف حال من سجد للقبر نفسه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد)) انتهى كلامه رحمه الله.
من خلال كلام شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهم الله ما يفعله الجهال من الشيعة وغيرهم عند القبور من دعاء أهلها، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والسجود لهم، وتقبيل القبور طلبا لشفاعتهم أونفعهم لمن قبّلها، كل ذلك من الشرك الأكبر لكونه عبادة لهم، والعبادة حق لله وحده كما قال الله سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وقال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ الآية، وقال عز وجل: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ إلى غير ذلك من الآيات التي سبق بعضها.
وهذا النوع من الدعاء والاستغاثة والنذر والسجود والتقبيل للقبور استشفاعا بأصحابها شرك وهذا لا خلاف فيه عند السنة يا القدس لأنها عبادة تصرف لغير الله
وعلمائنا يجيزون تقبيل الحجر الأسود، واستلامه، واستلام الركن اليماني لأن ذلك عبادة لله وحده واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم لكونه فعل ذلك في حجة الوداع وقال: ((خذوا عني مناسككم)) , وقد قال الله عز وجل: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ الآية.
ويجيزون التبرك بشعره صلى الله عليه وسلم وعرقه ووضوئه، فلا حرج في ذلك كما تقدم؛ لأنه عليه الصلاة والسلام أقر الصحابة عليه، ولما جعل الله فيه من البركة، وهي من الله سبحانه، وهكذا ما جعل الله في ماء زمزم من البركة حيث قال صلى الله عليه وسلم عن زمزم: ((إنها مباركة، وإنها طعام طعم وشفاء سقم))
وهذا التبرك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط لهذا لم يتبرك أحد من الصحابة بأبوبكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي رضوان الله عليه ولا غيرهم.
وهنا نطالب ثانية القدس بدليل على أن الحسن أوالحسين تبركوا بعلي رضي الله عنه؟
واختم بهدية للقدس زعيم المتبركين بالقبور روايات المعصومين عندك:
روى الكليني والحر العاملي عن أبي عبد الله رحمه الله قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدم القبور وكسر الصور" (الكافي 6/ 528، وسائل الشيعة 2/ 87.)
روى الكليني والحر العاملي عن أبي عبدالله رحمه الله قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة فقال: لا تدع صورة إلا محوتها ولا قبراً إلا سويته ولا كلباً إلا قتلته" (الكافي 6/ 528، وسائل الشيعة 2/ 869).
عن أمير المؤمنين رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: "لا تتخذوا قبري مسجداً ولا بيوتكم قبوراً وصلّوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني" وزاد في رواية: "ولا تتخذوا قبوركم مساجد" (مستدرك الوسائل للنوري 1/ 225).
قال صلى الله عليه وآله: "لا تتخذوا قبري قبلة ولا مسجداً فإن الله عز وجل لعن اليهود والنصارى حيث اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" (من لا يحضره الفقيه 1/ 114، علل الشرايع ص358، الوافي 5/ 72، وسائل الشيعة 2/ 887 و3/ 455).
عن الإمام الصادق رحمه الله قال: - من أكل السحت سبعة: الرشوة في الحكم ومهر البغي وأجر الكاهن وثمن الكلب والذين يبنون البناء على القبور" (مستدرك الوسائل 1/ 127).
عن علي بن جعفر قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن البناء على القبر والجلوس عليه هل يصلح؟ فقال: لا يصلح البناء عليه ولا الجلوس ولا تجصيصه ولا تطيينه (وسائل الشيعة 2/ 869، جامع أحاديث الشيعة 3/ 444).
وختاما:
يا القدس لا تقول الناس مالم يقولوا اتق الله!!!!
من قال أن أهل السنة يكفرون من توسل واستغاث بربه؟
أما من يشرك مع الله ويعبد غير الله ويدعوا مع الله وينذر لغير الله ويستغيث بغير الله ويستعين بغير الله هل عندك مؤمن أم مشرك؟