هل لعن الإمام الشوكاني معاوية ويزيد؟
رد الشيخ ربيع المدخلي
كان قد وضع أحد الرافضة هنا موضوع مفاده أن الامام الشوكاني رحمه الله يلعن معاوية رضي الله عنه وابنه يزيد رحمنا الله تعالى وإياهم جميعا ..
وها أنا أنقل لكم رد العلامة المجاهد ربيع بن هادي المخلي حفظه الله على هذه الفرية الرافضية , ليعلم الروافض الاشرار ان جرائم تزويرهم للحقائق لاتنفق على أهل السنة ..
فإلى الرد:
في جميع طبعات نيل الأوطار للإمام الشوكاني وفي:
(كتاب القطع في السرقة - باب قتال الخوارج وأهل البغي).
يقول الشوكاني: (وكانوا منقمعين في إمارة زياد وابنه طول مدة ولاية معاوية وابنه يزيد لعنهم الله، ... )
وفي الكتاب نفسه (باب الصبر على جور الأئمة وترك قتالهم والكف عن إقامة السيف) يقول: (ولقد أفرط بعض أهل العلم كالكرامية ومن وافقهم على الجمود على أحاديث الباب حتى حكموا بأن الحسين السبط -رضي الله عنه - وأرضاه باغ على الخمير السكير الهاتك لحُرُم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله، فيالله العجب من مقالات تقشعر منها الجلود ويتصدع من سماعها كل جلمود.).
ولا شك أن هذه زلة شنيعة في حق خال المؤمنين، وكاتب الوحي المنزل من رب العالمين، وأول ملوك المسلمين وخيرهم، وقد جُعِل رضي الله عنه ستراً لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فمن كشف الستر اجترأ على ما وراءه.
فجمعني بالشيخ ربيع - حفظه الله - في بيته مجلسٌ علمي حافل بالفوائد والنصائح وكان هذا المجلس منذ ثلاث سنيين تقريباً.
وكان مما جرى فيه الحديث كلام حول الإمام الشوكاني وطعن الحدادية فيه بل تبديعهم إياه.
فدافع الشيخ ربيع عن الإمام الشوكاني وذكر جهاد الشوكاني في اليمن في فترة واليمن ترفس في قيود الانحرافات والاضطرابات والفتن التي أحدثتها الرافضة في عصر الإمام الشوكاني.
وأشاد الشيخ ربيع بالإمام الشوكاني وبكتبه وصبره وجهاده وشجاعته.
ثم ذكرنا للشيخ قول الشوكاني في معاوية ويزيد ..
فتعجب الشيخ! من هذا الكلام، واستغربه، بل استبعده.
ثم قال لي الشيخ: قم وهات نسختي من النيل.
فقمت وبحثت عن الكتاب وموضع الكلام في النيل فوجدت في نسخة الشيخ في الموضع نفسه كلاماً باللون الأحمر استوقفني فقرأته كله فطرت فرحاً إلى الشيخ!
فقد علق الشيخ على نسخته قبل زمن ليس بالقصير، فأخبرت الشيخ فقال حفظه الله:
لا أذكر هذا الكلام وقد نسيت أني علقت على نسختي!
فهويقول - حفظه الله - كما في نسخته من النيل (7/ 159):
(لاأستبعد أن هذا اللعن لمعاوية وابنه يزيد من دس الروافض في هذا الكتاب، مما يؤكد ما أقول أن سياق كلام الشوكاني يقتضي المدح لا الطعن والذم. وهذا الدس لا يستغرب من الروافض في العصور المتأخرة، فقد انزعج ابن عباس من دسهم على علي بن أبي طالب في أوائل عهودهم، انظر مقدمة صحيح مسلم (13). ويحتمل أن يكون المقصود باللعن الخوارج. ربيع.).
وقول الشيخ: انظر مقدمة مسلم (13).
يريد الشيخ ماذكره الإمام مسلم رحمه الله في مقدمته (13) - طبعة عبد الباقي -: قال:
(حدثنا داود بن عمروالضبي، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، قال: كتبت إلى ابن عباس أسأله أن يكتب لي كتاباً ويخفي عني.
فقال: ولد ناصح، أنا أختار له الأمور اختياراً وأخفي عنه.
قال: فدعاه بقضاء علي ..
فجعل يكتب منه أشياء ويمر به الشيء فيقول: والله ما قضى بهذا علي إلا أن يكون ضلَّ).
وإليك صورة التعليق من نسخة الشيخ حفظه الله:
http://img171.imageshack.us/img171/ 3655/77549511qc3.jpg
تنبيه: ليس الخط خط شيخنا كما أخبرني هوحفظه الله، لكن كُتبَ التعليق بإملائه، بدليل وجود توقيعه (ربيع).
وبعد هذا التعليق والتحقيق والاستبعاد والتدقيق نقول:
صدق الناقد، بل صدق إمام النقد (أعني ابن هادي المدخلي) - حفظه الله - فيما استبعده ذباً عن الإمام الشوكاني.
وأخيراً خُدم كتاب النيل على نسخ خطية منها بخط الإمام الشوكاني نفسه، وبعضها بخط تلاميذه، وأجاد محمد صبحي حلاق محقق الكتاب في إخراج الكتاب بهيئة رائعة تسر القرّاء.
وفي هذه النسخة المحققة يقول المحقق (13/ 426):
تنبيه (في كل طبعات " نيل الأوطار " بلا استثناء جملة "لعنهما الله" (1) مما دفع كثيراً من العلماء الغيورين لسؤالي عن هذه الجملة هل هي من الشوكاني أومن النُسَّاخ أم ماذا؟!).
وتبرأة للإمام الشوكاني من هذه الجملة أثبت من صورة المخطوط التي كتب بيده عدم وجودها مطلقاً.) اهـ.
قلت: العجيب أن في النسخة التي حققها طارق عوض الله وُجِدَ اللعن في الموضع الأول وهوفي نسخته (9/ 172)، وأشار في الحاشية أن اللعن يعود إلى الخوارج، وفي الموضع الثاني حذف اللعن ولم يشر إلى ذلك.
والأعجب من ذلك أنه في مقدمته للكتاب زعم أنه حقق الكتاب على عدة نسخ منها نسخة بخط الدلواني التي أثبت صورتها حلاق كما ستشاهد وليس فيها اللعن!
وإليك صورة النسخة المحققة:
http://img171.imageshack.us/img171/ 765/13889463by9.jpg
وختاماً أقول:
فهذا من الأدلة وما أكثرها على إمامة الشيخ ربيع - حفظه الله - في النقد، فهوحامل راية النقد بحق كما قاله الإمام الألباني - رحمه الله - ولا يحكم بهذا الحكم في حق الإمام الشوكاني إلا رجل قد استقرأ كتب الإمام الشوكاني وغاص في خباياها وعلم من حال الرجل الشيء الكثير.
بدليل أن كثيراً من العلماء الغيورين كما قال المحقق للنيل استشكلوا هذا اللعن، وأما شيخنا - حفظه الله - لم يتشكل بل استبعد وجزم أنه من دس الروافض فالله درك أيها الربيع!
وكتبه: أبوأنس عرفات بن حسن بن صالح بن جعفر المحمدي
الأربعاء 14/جمادى الأولى/1428 هـ
المدينة النبوية
المصدر شبكة سحاب السلفية ..