سهو النبي والأنبياء
قال التيجاني ص3:
(ومرة يروون أنه سها في صلاته فلم يدر كم صلى من ركعة).
قلت: نعم روينا هذا فكان ماذا؟
إن أهل السنة يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يقع منه السهووليس إلها لا يضل ولا ينسى والشيعة يروون مثل هذا:
1. عن الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي لم يقع عليه السهوفي الصلاة.
قال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهوهوالله لا إله إلا هو[282]. فهذه لعنة الله وجهها إمام معصوم عندهم إلى التيجاني وأمثاله فليهنئوا.
2. وعن أبي عبد الله جعفر الصادق قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سها فسلم في ركعتين [283].
3. وعن علي قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر خمس ركعات ثم انفتل فقال له بعض القوم يا رسول الله هل زِيدَ في الصلاة شيء؟ قال: وما ذاك؟ قال: صليت بنا خمس ركعات [284]. قال: فاستقبل القبلة وكبر وهوجالس ثم سجد سجدتين.
وهناك أحاديث أخرى كثيرة تركتها لعدم الإطالة [285].
وقال الصدوق - وهوإمام كبير من أئمة الشيعة- إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهوالنبي صلى الله عليه وسلم.
وهذه لعنة أخرى للتيجاني وأمثاله من الصدوق.
ثم يقال إن النسيان يقع من عموم البشر والذي لا ينسى هوالله قال تعالى عن موسى أنه قال: (لا يضل ربي ولا ينسى) [286].
وقال تعالى عن يوشع بن نون: (إني نسيت الحوت) [287] وقال عن موسى: (لا تؤاخذني بما نسيت) [288].
وقال عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (واذكر ربك إذا نسيت) [289] وقال عنه كذلك: (سنقرؤك فلا تنسى إلا ما شاء الله) [29].
[282] عيون أخبار الرضا326، بحار الأنوار25/ 35.
[283] تهذيب الأحكام 1/ 186، وسائل الشيعة 8/ 198 - 199 - 21.
[284] تهذيب الأحكام2/ 349، الاستبصار1/ 377، وسائل الشيعة8/ 233.
[285] بحار الأنوار17/ 12.
[286] طه52.
[287] الكهف63.
[288] الكهف73.
[289] الكهف24.
[29] الأعلى6 - 7.
8 - قال التيجاني ص3:
(أما الشيعة استنادا إلى أئمة أهل البيت فهم ينزهون الأنبياء عن هذه الترهات وخصوصا نبينا محمدا ويقولون بأنه منزه عن الذنوب والخطايا والمعاصي صغيرة كانت أو
كبيرة وهومعصوم عن الخطأ والنسيان والسهووالسحر ... والشيعة يعتبرون الروايات التي رويت في هذا المعنى والتي تتناقض مع عصمة الأنبياء كلها موضوعة من قِبَل الأمويين وأنصارهم).
قلت: هاك أخي القارئ روايات الشيعة التي تطعن في أنبياء الله صلى الله عليهم وسلم.
جاء في كتاب عيون الأخبار:
·…سأل المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله: (وإذا تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه) [291].
قال الرضا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده فرأى امرأته تغتسل فقال لها: (سبحان الله الذي خلقك) [292].
وفي تفسير علي بن إبراهيم القمي عن أبي جعفر أن زينب مكثت عند زيد ما شاء الله ثم إنهما تشاجرا في شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إليها النبي صلى الله
عليه وسلم فأعجبته [293].
فانظر أخي القارئ كيف يطعنون برسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ كيف ينظر إلى زوجة رجل مسلم وهي تستحم ثم يعجب بها؟!
وقريبا من هذه الحكاية ذكر الكليني في الكافي.
·…عن إسماعيل بن إبراهيم صلى الله عليهما وسلم أنه نظر إلى امرأة من حِمْيَر أعجبه جمالها فسأل الله عز وجل أن يزوجها إياه! وكان لها بعل فقضى الله على بعلها
بالموت! وأقامت بمكة حزنا على بعلها فأسلى الله ذلك عنها وزوجها إسماعيل [294].
·…عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: كان رسول الله لا ينام حتى يضع وجهه بين ثديي فاطمة [295]. وفاطمة امرأة كبيرة فكيف يضع النبي صلى الله عليه وسلم وجهه بين ثدييها رضي الله عنها.
·…عن الرضا عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن موسى سأل ربه فقال: يا رب اجعلني من أمة محمد فأوحى الله إليه يا موسى إنك لا تصل إلى ذلك [296]. موسى لا يستحق أن يكون فردا من أمة محمد. وأمة محمد هم الشيعة طبعا والشيعة كلهم أفضل من موسى!!
·…عن علي بن أبي طالب أنه كان ينام مع عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في فراش واحد ولحاف واحد [297].
·…عن الرضا عليه السلام قال: قال الله لآدم هؤلاء من ذريتك-محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين-وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء والأرض فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فأُخرجك عن جواري. فنظر إليهم بعين الحسد! وتمنى منزلتهم فتسلط عليه الشيطان حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد! حتى أكلت من الشجرة [298]. قلت: لِمَ إذاً عاقبهما الله على الأكل من الشجرة كما ذكر في القرآن إذا كان أصل العقوبة لنظرهما إلى الأئمة بعين الحسد؟
·…عن علي بن أبي طالب قال: وكذّب الأنبياء والمرسلين (أي أن الله كذبهم) كذّب إخوة يوسف حيث قالوا: (أكله الذئب) وهم أنبياء مرسلون إلى الصحراء [299].
·…إن الله أوحى إلى داود عليه السلام إني قد غفرت ذنبك وجعلت عار ذنبك على بني إسرائيل. فقال: كيف يا رب وأنت لا تظلم؟ قال: إنهم لم يعاجلوك بالنكرة. [3]
·…عن أبي عبدالله قال: إن يوسف عليه السلام لما قدم عليه الشيخ يعقوب دخله عز الملك فلم ينزل إليه. فهبط جبريل فقال: يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع
فصار في جوالسماء. فقال يوسف: يا جبريل ما هذا النور الذي خرج من راحتي؟ قال: نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب فلا يكون من عقبك
نبي. [31]
·…عن أبي جعفر عليه السلام قال: وقد كان في الرسل ذكرى للعابدين إن نبيا من الأنبياء كان يستكمل الطاقة ثم يعطي الله تبارك وتعالى في الباب الواحد فخرج به من
الجنة وينبذ به في بطن الحوت ثن لا ينجيه إلا الاعتراف والتوبة. [32]
·…عن أبي عبد الله قال: إن نبيا أراد أن يراجع الله في عذاب قومه فقال الله له: لترجعن عما تصنع أن تراجعني في أمر قد قضيته أولأردن وجهك على دبرك. [33]
·…عن أبي جعفر عليه السلام: ودخل حزقيل نبي العجب فقال في نفسه: ما فضل سليمان نبي علي وقد أعطيت مثل هذا؟ قال: فخرجت على كبده قرحة فآذته [34].
·…إن بعض أنبياء بني إسرائيل شكى إلى الله قسوة القلب وقلة الدمع [35].
·…عن أمير المؤمنين قال: سحر لبيد بن عاصم اليهودي وأم عبدالله اليهودية رسول الله صلى الله عليه وسلم فعقدوا له في إحدى عشرة عقدة ... فأقام النبي صلى الله
عليه وسلم لا يأكل ولا يشرب ولا يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء [36].
·…عن علي بن الحسين قال: يأيتها الحوت. فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهويقول: لبيك لبيبك يا ولي الله ... فقال: من أنت؟ قال: أنا حوت يونس
يا سيدي. قال: أنبئنا بالخبر. قال: يا سيدي إن الله لم يبعث نبيا إلا وقد عرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سلّم وتخلص ومن توقف عنها وتمنع في حملها
لقي ما لقي آدم من نصيبه! وما لقي نوح من الغرق! وما لقي إبراهيم من النار! وما لقي يوسف من الجب! وما لقي أيوب من البلاء! وما لقي داود من الخطيئة إلى أن بعث
يونس فأوحى إليه أن يا يونس تول أمير المؤمنين عليا والأئمة الراشدين من صلبه. قال: كيف أتولى من لم أراه ولم أعرفه؟ وذهب مغتاظا! فأوحى الله إلي: أن التقمي يونس
ولا توهني له عظما فمكث في بطني أربعين صباحا يطوف معي البحار في ظلمات ثلاث ينادي: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) قد قبلت ولاية أمير المؤمنين والأئمة الراشدين! [37]
·…عن أبي جعفر الباقر قال: لما صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماء ... ثم قال محمد صلى الله عليه وسلم: أين أبي إبراهيم؟ فقالوا له: هومع أطفال
الشيعة فدخل الجنة فإذا هوتحت الشجرة لها ضروع كضروع البقر فإذا انفلت الضرع من فم الصبي قام إبراهيم فرد عليه. قال فسلم عليه وسأله عن علي. فقال: خلفته في أمتي. قال: نِعْم الخليفة خلفت. أما إن الله فرض على الملائكة طاعته وهؤلاء أطفال شيعته سألت الله عز وجل أن يجعلني القائم عليهم ففعل [38].
الله أكبر كبرت كلمة تخرج من أفواهكم إن تقولون إلا كذبا أإبراهيم يعمل مربيا لأطفال الشيعة؟! قبح الله من يصدق هذا وقبح الله من رواه.
·…عن الصادق عليه السلام قال: وكان داود عليه السلام قد بعث أوريا في بعث فصعد داود الحائط ليأخذ الطير وإذا امرأة أوريا تغتسل فلما رأت ظل داود نشرت شعرها
وغطت به بدنها فنظر إليها داود وافتتن بها (فكتب داود إلى قائد جيشه) ضع تابوت بينك وبين عدوك وقدم أوريا بن حنان بين يدي تابوت فقدمه وقتل. ثم تزوج داود أوريا
وأنجبت له سليمان عليه السلام [39].
وغير هذا كثير تركته إرادة للاختصار وعدم الإطالة فهذا هومعتقد الشيعة في أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام.
أما أهل السنة فينزهون أنبياء الله عن أمثال هذه الأمور وأم ما رووه من وقوع السحر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن السحر أولا رواه أهل السنة والشيعة وهومرض من الأمراض وليس فيه مطعن على النبوة. ثم إنه لم يؤثر في تبليغه الرسالة ولا صدق ما يقول صلى الله عليه وسلم.
[291] الأحزاب37.
[292] عيون الرضا113.
[293] تفسير القمي عند تفسير هذه الآية-بحار الأنوار22/ 218.
[294] الكافي4/ 23.
[295] بحار الأنوار43/ 78.
[296] عيون أخبار الرضا2.
[297] بحار الأنوار4/ 2،الاحتجاج84.
[298] عيون أخبار الرضا 17،بحار الأنوار 16/ 362.
[299] بحار الأنوار4/ 224.
[3] الكافي5/ 58.
[31] الكافي2/ 113.
[32] الكافي8/ 46.
[33] بحار الأنوار97/ 87.
[34] بحار الأنوار63/ 185.
[35] بحار الأنوار36/ 285.
[36] بحارالأنوار6/ 23.
[37] بحار الأنوار61/ 52.
[38] بحار الأنوار18/ 33.
[39] بحار الأنوار14/ 2،23
شبهة سهو النبي صلى الله عليه وسلم
أورد عبد الحسين حديث:"سهوالنبي عن ركعتين": أخرج الشيخان فيما جاء في السهومن صحيحيهما عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: َ صَلَّى النَّبِيُّ إِحْدَى صَلَاتَيِ الْعَشِيِّ وَأَكْثَرُ ظَنِّي الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى خَشَبَةٍ فِي مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهَا وَفِيهِمْ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ فَقَالُوا: أَقَصُرَتِ الصَّلَاةُ؟ وَرَجُلٌ يَدْعُوهُ النَّبِيُّ ذُوالْيَدَيْنِ فَقَالَ: أَنَسِيتَ أَمْ قَصُرَتْ؟ فَقَالَ: لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ! قَال: َ بَلَى قَدْ نَسِيتَ! فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ! ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ كَبَّر! َ فَسَجَدَ الحديث.
ثم أخذ المؤلف يصول ويجول ويشكك في الحديث قائلاً (أحدها أن مثل هذا السهوالفاحش لا يكون ممن فرّغ للصلاة شيئاً من قلبه أوأقبل عليها بشيئ من لبه، وإنما يكون من الساهين عن صلاتهم، اللاّهين عن مناجاتهم، وحاشا أنبياء الله من أحوال الغافلين، وتقدّسوا عن أقوال الجاهلين، فإن أنبياء الله عزوجل ولا سيما سيدهم وخاتمهم أفضل مما يظنون على أنه لم يبلغنا مثل هذا السهوعن أحد ولا أظن وقوعه إلا ممن بمثل حال القائل:
أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها أئثنتين صليت الضحى أم ثمانياّ؟
وأما وسيد النبيين وتقلبه في الساجدين، إن مثل هذا السهولوصدر منّي لأستولى عليّ الحياة وأخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي ومثل هذا لا يجوز على الأنبياء الله أبداً ... ) الخ.
قلت: أولاً: أن القرآن دلّ على نسيان الأنبياء في مواضع كثيرة في القرآن الكريم. يقول الله تعالىلنبيه الكريم {سَنُقْرِئُكَ فَلا نَنسَى} [الأعلى /6]، وقال عزوجل: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُضُونَ فىِ ءَايَتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتّى يَخُضُوا فىِ حَدِيثٍ غِيْرِهِ وَإمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطنُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوم الظَّلِمِينَ}، [الأنعام 68] وقال عزوجل: {وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِينِ رَبّيِ لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً} [الكهف /24]. وقال عزوجل: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَهُ لآ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا فَلَمَّا بَلَغا مَجْمَعَ بينِهِمَا نَسِيَا حُوتهُمَا فَاتخَذَ سَبِيلَهُ فيِ الْبَحْرِ سَرَبا فلَمَّا جاوَزَا قالَ لِفَتَهُ ءَاتنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا قَالَ أَرءَيْتَ إِذْ أَوَينَا إِلَى الصّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَنِيهُ إِلاّ الشَّيْطَنُ أَنْ أَذْكُرْهُ} [الكهف /6 - 63]، ومثل هذا كثير في القرآن الكريم.
ثانياً: أن الحديث رواه غير أبي هريرة كابن مسعود وعمران رضي الله عنهم.
وأما إنكار عبد الحسين سهوالنبي صلى الله عليه وآله وسلم فهذا من مذهب الغلاة الذين ينفون السهو.
وسوف أثبت لهذا المؤلف وغيره أن إنكار السهومن إمامه الذي يعتقد أنهم لا يخطئون ولا ينسون وأنهم حجج الله على خلقه.
وعن أبي صلت الهروي قال: قلت للرضا (ع) إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهوفي صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهوهوالله الذي لا إله إلاهو.
وقال شيخهم الصدوق: (ليس سهوالنبي صلى الله عليه وآله وسلم كسهونا لأن سهوه من الله عزوجل اسهاه ليعلم أنه بشر فلا يتخذ معبوداً دونه وسهونا من الشيطان ... ).
والحقيقة أن الشيعة اختلفت عقائدها في " مسألة سهوالنبي صلى الله عليه وآله وسلم "، فكانت عقيدتهم في أول الأمر في عصر القمي الملقب عندهم بالصدوق - كما مرّ قوله - وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد كان عقيدتهما وعقيدة جمهور الشيعة أن أول درجة في الغلوهونفي السهوعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا يعدون من ينفي السهوعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الشيعة الغلاة!! وأظن أن عبد الحسين وشيعته من الغلاة كما هوواضح.
بل اعتبر القمي أن الذين ينفون السهوعن الأئمة من المفوضة لعنهم الله على حد تعبيره، وأنهم ليسوا من الشيعة في نظرهم.
يقول شيخهم ابن بابويه الملقب بالصدوق في "من لا يحضرة الفقيه" (1/ 234): (أن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهوالنبي صلى الله عليه وآله وسلم).
وذكر أن شيخه بن الوليد يقول: (أول درجة في الغلونفي السهوعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولوجاز أن ترد الأخبار الواردة في هذا المعني لجاز أن نرد جميع الأخبار وفي ردها إبطال الدين والشريعة، وأنا احتسب الأجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهوالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والرد على منكريه).
قلت: ولكن تبدّلت الحال بعد ذلك وأصبح نفي السهوعن الأئمة وليس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من ضرورات مذهب التشيع!!!
يقول شيخهم المامقاني وهوفي كتابه" تنقيح المقال" (3/ 24): (أن نفي السهوعن الأئمة أصبح من ضرورات المذهب الشيعي).
ونقول: مع أنهم نقلوا بأنفسهم في دواوينهم الحديثية أخباراً عن أئمتهم تنفي عن أئمتهم السهووالنسيان. ومن يتتبع أخبارهم وأحاديثهم يجد مجموعة كبيرة منها تناقض دعواهم في عدم سهوأئمتهم وقد احتار فخرهم المجلسي بوجود كثير من الأخبار في كتبهم تناقض دعوى نفي السهوعن الأئمة، ولذا اعترف المجلسي فقال في "البحار" (25/ 351) ما نصه: (المسألة في غاية الإشكال لدلالة كثير من الأخبار والآيات على صدور السهوعنهم وإطباق الأصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز).
ثالثاً: حديث السهولم ينفرد به أبا هريرة رضي الله عنه، بل وافقه وشاركه عظماء وسادات من علماء أهل البيت رضي الله عنهم، وأثبته علماء القوم في مصادرهم.
ففي" البحار" (17/ 11): عن علي (ع) قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الظهر خمس ركعات، ثم انفتل، فقال له بعض القوم: يا رسول الله هل زيد في الصلاة شيء؟ فقال: وما ذاك؟ قال: صلّيت بنا خمس ركعات، قال: فاستقبل القبلة وكبر وهوجالس، ثم سجد سجدتين ليس فيهما قراءة ولا ركوع ثم سلّم، وكان يقول: هما المرغمتان.
وعن الباقر (ع) قال: صلّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاة وجهر فيها بالقراءة فلما انصرف قال لأصحابه: هل أسقطت شيئاً في القرآن؟ قال: فسكت القوم، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أفيكم أبي بن كعب؟ فقالوا: نعم، فقال: هل أسقطت فيها شيء؟ قال: نعم يا رسول الله أنه كان كذا وكذاالحديث.
وفي " الوسائل" (5/ 37): عن الحارث بن المغيرة النضري قال: قلت لأبي عبدالله (ع): إنما صلّينا المغرب فسها الإمام فسلّم في الركعتين فأعدنا الصلاة، فقال: ولم أعدتم، أليس قد انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ركعتين فأتم بركعتين؟ ألا أتممتم.
فأين قول عبد الحسين عندما قال: ( ... إن مثل هذا السهولوصدر منّي لأستولى عليّ الحياة وأخذني الخجل واستخف المؤتمون بي وبعبادتي ومثل هذا لا يجوز على أنبياء الله أبداً ... .
أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها أئثنتين صليت الضحى أم ثمانياّ)؟
فما رأي عبد الحسين فيما رواه أئمته رضي الله عنهم في اثبات سهوالنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟!! وهل يتهم أئمته كما اتهم أبوهريرة رضي الله عنه؟!!
=====================
سأورد لكم مقالة الأخ الحبيب أبوراشد الحوزوي في مسألة السهو
بصياغة جميلة
الشيعة تسأل عن سهوالنبي صلى الله عليه وسلم
والناصبي نعمة الله الجزائري يفحمهم
السلام عليكم إخواني جميعا
يقول الشيعة دائما أن من وصف النبي صلي الله علية وسلم بالسهوفهوناصبي وهابي , يطعن به
ولنسمع لرأي إمام النواصب نعمة الله الجزائري الذي يقر بمسألة السهوويدافع عن رأي الصدوق
الذي يرى وقوع السهومن النبي
صلي الله علية وسلم:
* س / يسأل الرافضة / يا نعمة , إن أخبار سهوصلي الله علية وسلم كلها ضعيفة وآحاد لا يجوز العمل بها؟ لا يضحك عليك الوهابية؟
* ج يجيب نعمة: (الحق أن الاخبار قد استفاضت في الدلالة على ما ذهب إليه الصدوق) [الأنوار النعمانية ج / 4 ص / 35]
* س / شيخ لكن هذه أخبار لا تصح الله يهديك ولوكانت كثير؟ تريد الناس تنكر علينا؟
* ج/ (حكاية سهوالنبي صلي الله علية وسلم قد روي بما يقارب عشرين سندا وفيها مبالغة وإنكار على من أنكره كما روي عن أبي الصلت الهروي قال قلت للرضا عليه السلام يا ابن رسول الله إن في الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقع عليه سهوفي صلاته , (قال كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهوهوالله الذي لا إله إلا هو) وبالجملة فهذا المضمون مروي بالطرق الصحيحة والحسان والموثقات والمجاهيل والضعاف فإنكاره مشكل)!! [الأنوار النعمانية ج / 4 ص / 36].
* س / شيخ نعمة السهوصعب إثباته ولوكان متواترا لأن عقلية الشيعة الجبارة ما تقبله مومشكلة نقول أن النبي صلى الله عليه ينام لأن النوم ليس عيب لأنه من فعل الله لا من فعل العبد أما السهومستحيل؟
* ج / (فيرد عليه أنه إذا اعترف بهذا [[يقصد النوم]] لزمه أن يعترف بالمتنازع فيه أما النقل فلان الأخبار الدالة على حكاية السهوأكثر من الأخبار الدالة على حكاية النوم وقضاء الصلوات)!! [ج / 4 ص / 38]
* س / شيخ نعمة أنت لا تكون وهابي حبيبي العقل ما يقبل! أنت أكيد في عقلك شيء؟ ضحكوا عليك الوهابية؟
* ج / (أما من جهة العقل فلأن نفيه النقص عن غلبة النوم وإثباتها في السهوخلاف طور العقل والعادة فإنه كما يمكن التحرز من النوم الكثير المفضي إلى قضاء الصلوات كشدة التعب أوالسهر إلى آخر الليل أونحوذلك يمكنه أن يقعد إنسان يوقظه ذلك الوقت كالنبي صلي الله علية وسلم فإنه كان كثير الأعوان والجنود لما نام بذلك الوادي احتاج فيه إلى قضاء الصلوات بخلاف السهوفإنه ليس له وقت خاص يتمكن الإنسان من التحرز فيه وهذا ظاهر غير خفي , مع أن كلام الصدوق (ره) [[يقصد في إثباته السهو]] تابع للأخبار في كون الذي أسهاه هوالله تعالى وحينئذ فلا فرق بين النوم والسهوفي أنهما فعله سبحانه وتعالى فعلها بنبيه في موارد خاصة) [الأنوار ج /4 ص / 39].
* س / شيخ نعمة الصراحة كلامك كبير وخطير أحنا نريد نسأل مشايخنا عن هالكلام ونرد لك خبر في مداخلة قادمة.
* ج / يقول نعمة أفندي الجزائري حياكم الله في كل وقت.
ويستمر النقاش بين الرافضة وبين شيخهم الناصبي نعمة الله الجزائري:
س / شيخ نعمة أحنا سألنا مراجعنا عن كلامك وقالوا لنا أن الشيخ نعمة أهبل ومتخبط ومجنون لأنك قلت بسهوالنبي
صلي الله علية وسلم؟
ج / (ذهب علماؤنا رضوان الله عليهم إلى تغليظ بعضهم بعضا في مسائل الاجتهاد , ومن ذهب منهم إلى حكم من الأحكام تكلم عليه مخالفوه وطعنوا فيه وجرحوه ونسبوه إلى التخبط بالعقل والفتوى حتى لا يتابعه أحد) [الأنوار ج / 4 ص / 35]
س / سيد نعمة أنت تقصد أن ما يحترمون بعض ويصفون بعضهم بالتخبط بالعقل عند الخلاف!! سيد نعمة لا تغير الموضوع وتطعن بمراجنا العظام وتصفهم بضيق الأفق الله يخليك وخلينا بمسألة سهوالنبي صلي الله علية وسلم.
لذلك نقول نضرب لك مثل بيطل قولك بسهوالنبي صلي الله علية وسلم (إنا وجدنا الحكماء يجتنبون أن يودعوا أموالهم وأسرارهم عند ذوي السهووالنسيان , ولا يمنعون من إيداعه من تعتريه الامراض والأسقام؟ وكذلك الفقهاء يطرحون رواية ذووالسهو؟ فكيف تقول يا سيد نعمة أن الله أودع دينه عند من يعتريه السهو؟
ج / [[فيعتدل الناصبي نعمة لأن السؤال صعب ويقول]] (الجواب عنه أن الحكماء إنما يجتنبون إيداع من كثر سهوه وكذلك الفقهاء إنما يجتنبون رواية من غلب عليه السهولا من سهى في مورد خاص وقد كان الباعث له على السهوفي ذلك المورد ذلك الحكيم الذي أودعه) [الأنوار ج / 4 ص / 39].
س / سيد نعمة الصراحة كلامك منطقي لكن في إشكال وهوإن قلنا بجواز السهوعليه صلي الله علية وسلم
في الصلاة لجاز أن يسهوفي الصيام فياكل ويشرب في نهار رمضان أمام الناس أويجامع النساء نهار رمضان وهذا كما تعلم يا سيد نعمة لا يقوله مسلم ولا غال ولا موحد ولا يجيزه ملحد وهولازم لك ويدل على ضعف العقل وفساد التخيل سيدنا؟
ج / (فيما ذكرت من أمثلة إن كان رحمة للأمة جوزناه عليه لكنه جايز غير واقع , وإن لم يكن رحمة للامة مع اشتماله على نوع نقص فلا نجوزه خصوصا في تبليغ الأحكام فإن السهوفيها ظاهر النقص وهوارتفاع الوثوق بوعده ووعيده) [الأنوار ج / 4 ص /39]
س / سيد نعمة أكيد ضحك عليك بن تيمية هل تعلم أن هذا هوقوله أوقريب من قوله أنه لا يجوز أن يقع السهوفي تبيلغه للأحكام ويجوز في غير الاحكام , المهم سيد أنت الظاهر شارب شيء لذلك صار كلامك مثل الوهابية راح نتركك ولما تكون صاحي نأتي مرة أخرى مع السلامة.
ج / براحتكم شباب لكن صدقوني كل كلامي مبني على روايات أهل البيت عليه السلام والعقل.
ويستمر الحوار
س / سيد نعمة كيف أحوالك؟
ج / آني بخييير.
س / مولانا نعمة الله يقول عن الشيطان
{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ
إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ}
شيخ النعمة والسهولا شك أنه أستحواذ الشيطان على الإنسان فكيف تنسبه للنبي
صلي الله عليه وسلم والسهومن الوسواس؟
ج / (معنى التولي إطاعة الشيطان فيما يلقيه من الوسواس ومن ذا الذي يخلومن هذا الوسواس سوى المعصومين عليهم السلام , وأما الذين هم به مشركون والغاوون فهم فرق أخرى غير المؤمنين , فكأنه قال إن سلطان الشيطان على المؤمنين وعلى غيرهم , أما المؤمنون فبإلقائه الوسواس ونحوها , وأما غيرهم فهوالإخراج من الظلمات , مع أنا لا نوافق الصدوق إلا فيما نطق به النص الصحيح وهوإسهاؤه سبحانه له في خصوص الصلوة)
[الأنوار النعمانية ج 4 ص 39]
س / شيخ نعمة لكن هناك إجماع من علمائنا ولوخالف الكتاب والسنة المهم الإجماع عندنا ماذا تفعل بالإجماع؟
ج / (أن الصدوق وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد قد خالفاه صريحا [[يقصد نعمة أنه لا يوجد إجماع]] وظاهر كثير من المحدثين الذهاب إليه حيث أنهم نقلوا الأخبار الواردة في شأن السهومن غير تعرض منهم لردها فيكون كالموافقه السكوتية منهم).
[الأنوار النعمانية ج/4 ص / 4]
س/ شيخ نعمة هذا من المتقدمين فقط وانت تعرف مذهبنا كل يوم يتطور فلا يقول به احد من المعاصرين؟
ج / (أما المعاصرون في هذه الأوقات فقد ذهب منهم المحقق الكاشي وبعض المجتهدي العراق إليه).
[الأنوار النعمانية ج/ 4 ص / 4]
س / شيخ نعمة طيب ما نريد الإجماع أسمع شيخ نعمة أنت تعرف أن مذهبنا إذا تعارض العقل والنقل نقدم العقل أونؤول النقل إن أمكن؟ وإلا طرح؟ فيجب طرح أخبار السهوولوصحة؟
ج / ((الدليل العقلي لا يقدم مطلقا بل يقدم إذا تأيد بالنقل فيكون من باب تعارض النقلين في الحقيقة , وإلا فالدلائل العقلية غير تامة في أنفسها فضلا عن إثبات الأحكام الشرعية بها))
[الأنوار النعمانية ج/4 ص / 4]
س / شيخ نعمة صراحة كلامك سديد ولكن هناك إشكال وهورواية شيخ الطائفة بإسناده إلى ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام هل سجد رسول الله صلي الله علية وسلم سجدتي السهوقط؟
(قال ولا يسجدهما فقيه)
فما هوجواب شيخ نعمة .. ؟ أكيد انت في ورطة سيدنا؟
ج / (رواية أبن بكير وحاله مشهورة فهولا يعارض الأخبار الصحيحة مع أن القول بظاهره خلاف الوجدان مع أن التأويل جارفيه بأن يكون المراد أنه لم يسجدهما كغيره في الكثرة أوالأنتهاء إلى وسواس الشيطان فإن ذلك اسهاء من الرحمن فتامل في هذا المقام راكبا جواد المرام).
[الأنوار النعمانية ج/ 4 ص / 4]
وبهذه الإلزامات يقضي نعمة الله الجزائري على كل من تسول له نفسه أن يتهم أهل السنة بالإسائة للنبي
صلي الله علية وسلم لقولهم بجواز وقوع السهوفي حق النبي صلي الله علية وسلم لأن هذا من أفواه علمائهم
إن مسألة العصمة ركن من أركان العقيدة الشيعية , وهي عقيدة هشة منهارة.
لا تقوم على دليل بل لأدلة خلافها , وقد وقفت على كلام للمجلس.