من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله
يحتج به الرافضة وهويناقض ما رووه عن علي " من سبني فهوفي حل من سبي" (بحار الأنوار34/ 19). وكذلك يناقض القول المتناقض المنسوب إليه حول معاوية " اقتلوه ولن تقتلوه. ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني! أما السب فسبوني، فإنه لي زكاة ولكم نجاة" (نهج البلاغة ص1.6).
فكيف يأمر علي الناس أن يسبوه وهويعلم أن سبه يؤدي إلى سب الله؟
وإذا كان عليا يعلم أن سب معاوية يجعله سابا لله فكيف يجعل إيمانه مساويا لإيمانه كما قال " وكان بدء أمرنا أنّا تلاقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد وديننا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا شيئاً إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان " (نهج البلاغة3/ 114). وبناء على هذا النص لا يظهر أي اختلاف في العقيدة والايمان بين علي ومعاوية. وكيف يرضى الحسن بتسليم الخلافة ذات المنصب الإلهي الى من سب الله؟
أما الحديث فهومنكر. رواه أحمد 6/ 323 والحاكم وصححه ولكن فيه إسحاق السبيعي كان اختلط، ولا يدري أحدث قبل الاختلاط أم لا. والراجح الثاني بأن إسرائيل وهوابن يونس بن أبي أسحاق - حفيد السبيعي - إنما سمع منه متأخرا.
وأبواسحاق مدلس وحديثه مقبول ما دام لم يعنعن فاذا عنعن لم تقبل روايته.
وفيه محمد بن سعد العوفي: ضعفه الخطيب والذهبي وقال الدار قطني لا بأس به. وفيه أبوعبدالله الجدلي: ثقة إلا أنه شيعي جلد وهذا الحديث في نصرة بدعته.
والرواية الأصح من هذا الحديث هي: من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله. ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله. (الحاكم 3/ 13.) وقال صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي وهومن أوهامهما. فإن راوي الحديث: أبا زيد (سعيد بن أوس) لم يخرج له الشيخان شيئا، وفيه ضعف كما قرره الحافظ في التقريب (2272). (وانظر سلسلة الصحيحة1299).
قال التيجاني (ص 142) " كما أن آية التطهير دالة هي الأخرى على عصمتها وقد نزلت فيها وفي بعلها وابنيها بشهادة عائشة نفسها. ثم عزا التيجاني إلى صحيح مسلم".
حديث " من سب عليا " ضعيف عند التحقيق ... !!
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين.
حديث: " من سب عليا فقد سبني ".
أخرجه أحمد 6/ 323 قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، قال: حدثنا اسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي، فذكره. قلتُ وأبي إسحاق مدلس مشهور وقد عنعن الحديث , وقال الشيخ أبي إسحاق الحويني وتابعه السدي عن أبي عبد الله الجدلي من طريق عيسى بن عبد الرحمن السلمي عن السدي.
قلتُ: والسدي هوالكبير , قد تكلم فيهِ أهل الحديث , وفيه ضعف.
قال الطبراني كما قال الشيخ أبي إسحاق: " لم يروهِ عن السدي إلا عيسى " السدي وهوالكبير قال الشيخ أبوإسحاق الحويني هومن رجال مسلم إلا أنهم تكلموا في حفظهِ , قلتُ لم يخرج لهُ الإمام مسلم في الصحيح وليس من رجال مسلم وإن روايتهُ في الصحيح منتقاه كما هومعروف , وقد عيب على السدي أحاديث كثيرة , وليس منها ما روي في صحيح مسلم , فقد أول أهل الحديث روايتهُ في صحيح مسلم بأنها منتقاه.
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 1/ 314:
وقال حسين بن واقد: سمعت من السدى فأقمت حتى سمعته يتناول أبا بكر وعمر فلم أعد إليه.
وقال الجوزجانى: حدثت عن معتمر عن ليث ـ يعنى ابن أبى سليم ـ قال: كان بالكوفة كذابان، فمات أحدهما، السدى والكلبى.
كذا قال، وليث أشد ضعفا من السدى.
وقال العجلى: ثقة عالم بالتفسير راوية له.
وقال العقيلى: ضعيف، وكان يتناول الشيخين.
وقال الساجى: صدوق فيه يظر.
وحكى عن أحمد: إنه ليحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذى يجىء به قد جعل له إسنادا واستكلفه.
وقال الحاكم فى " المدخل " فى باب الرواة الذين عيب على مسلم إخراج حديثهم: تعديل عبد الرحمن بن مهدى أقوى عند مسلم ممن جرحه بجرح غير مفسر.
وذكره ابن حبان فى " الثقات ".
وقال الطبرى: لا يحتج بحديثه. اهـ.
ولهُ شاهد من حديث عمروبن شماس , أخرجهُ الإمام أحمد , وإبن مندة والبخاري رحمه الله تعالى في التاريخ الكبير , وإبن مندة في الإصابة من طريق إبن إسحاق عن إبان بن صالح , عن الفضل بن معقل بن سنان , عن عبد الله بن نيار عن خاله عمروبن شاش , وكان من أصحاب الحديبية .... ثم ساق الخديث وهوضعيف كما قال الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله تعالى فيه الفضل بن معقل بن سنان غير معروف.
أخرجهُ أحمد من طريق أبي إسحاق السبيعي , ورواية إسرائيل عنهُ قبل الإختلاط ولكنهُ مدلس وقد عنعنهُ عن أبي عبد الله الجدلي , صححهُ الحاكم ووافقه الخافظ الذهبي والحاكم من المتساهلين في تصحيح الحديث كما موافقة الحافظ الذهبي فيها نظر في تلخيص المستدرك , وأخرجهُ إبن أبي شيبة (12/ 76 - 77): " من طريقة فطر بن خليفة وهو" ضعيف شيعي محترق " تكلم في حفظهِ أهل الحديث , وقال الحافظ السعدي زائغ , كما أن العلة في سماع فطر بن خليفة بعد أوقبل الإختلاط من أبي إسحاق السبيعي فسقط " , وأخرجهُ الحاكم في المستدرك: (1/ 121) من طريق بكير بن عثمان وهو" مجهول " , تفرد بها عن بن واثق إن لم تخنا الذاكرة , وأبويعلى بإسنادهِ إلي السدي الكبير , وهوضعيف وإن كان حسن الحديث ففي حفظهِ كلام وفي غير ما روي منتقى لهُ من الأحاديث التي إنتقاها مسلم فهوضعيف في أحسن أحوالهِ.
من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله.
تخريج السيوطي
(حم ك) عن أم سلمة.
تحقيق الألباني
(ضعيف) انظر حديث رقم: 5618 في ضعيف الجامع.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " رجالهُ ثقات غير أبوعبد الله الجدلي وهوثقة " قلتُ وأبوإسحاق ثقة إلا أنهُ مدلس وقد عنعن الحديث , عن أبي عبد الله الجدلي وفي رواية أبي عبد الله الجدلي كلام إلا أنهُ ثقة حسن الحديث وهوشيعي وهذا مما رواهُ في نصرة بدعتهِ , فغير مقبول من أبي عبد الله الجدلي إن كان ثقة في الحديث.
5 - قال التيجاني 134:
(وقد قال رسول الله: من سب عليا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله ومن سب الله أكبه الله على منخريه في النار) (1) [124].
قلت: وهذا أيضا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإن الحديث غير صحيح ولا ثابت عند أهل السنة فقد أخرجه الحاكم في مستدركه 3/ 121.
وفيه ثلاث علل:
1. أبوإسحاق السبيعي: مدلس مشهور وقد عنعن ولم يصرح بالسماع (2) [125].
2. محمد بن سعد العوفي: ضعفه الخطيب والذهبي وقال الدارقطني لا بأس به (3) [126].
3. أبوعبدالله الجدلي: ثقة إلا أنه شيعي جلد (4) [127] وهذا الحديث في نصرة بدعته (5) [128].
وقد تقرر عند علماء الحديث أن المبتدع إذا روى حديثا في نصرة بدعته رد وإن كان ثقة.
__________
(1) 124] هذا الحديث روي عن أم سلمة رواه الإمام أحمد والحاكم وضعفه العلامة الألباني انظر ضعيف الجامع (5618) وانظر السلسلة الضعيفة (231) والله أعلم (الناسخ).
(2) 125] وقال الحافظ في التقريب (51) ثقة مكثر عابد وكان اختلط في آخره. قال ابن حبان: كان مدلسا وذكره في المدلسين حسين الكرابيسي وأبوجعفر الطبري وغيرهم (التهذيب 4/ 342) وجعل الألباني هذا الحديث من الأحاديث التي حدث بها بعد الاختلاط وللتفصيل انظر الضعيفة (231) والله أعلم (الناسخ).
(3) 126] انظر الميزان للحافظ الذهبي (3/ 56) (الناسخ).
(4) 127] قال ابن سعد: وكان شديد التشيع (طبقات ابن سعد6/ 228)، وقال الذهبي: شيعي بغيض (الميزان4/ 544)، وقال ابن حجر: ثقة رمي بالتشيع (التقريب8269) والله أعلم (الناسخ).
(5) 128] الشيعي قديما هومن يفضل عليا على عثمان أوعلى أبي بكر وعمر. وقد تكون عنده بعض البدع فيحتملون منه روايته إذا عرف بالصدق ولكن إذا روى حديثا في نصرة مذهبه فلا يقبل منه لما عرف عندهم من أنهم يتدينون بالكذب والتقية.
قال الحافظ ابن حجر: تقبل رواية المبتدع إن لم يكن داعية إلا إن روى ما يقوي بدعته فيرد على المختار. (1) [129]
فهل مثل هذا الحديث يقال عنه ثابت عند أهل السنة؟. أهـ كشف الجاني.
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " (5/ 336):
منكر
رواه ابن عساكر (12/ 23/1) عن إسماعيل بن الخليل عن علي بن مسهر عن أبي إسحاق السبيعي قال: حججت وأنا غلام، فمررت بالمدينة، فرأيت الناس عنقا واحدا، فاتبعتهم، فأتوا أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعتها وهي تقول: يا شبيب بن ربيع! فأجابها رجل جلف جاف: لبيك يا أمه! فقالت: أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناديكم؟ فقال: إنا نقول شيئا نريد عرض هذه الحياة الدنيا، فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وإسماعيل بن الخليل ثقة من رجال الشيخين، وقد خولف في إسناده، فرواه أبوجعفر الطوسي الشيعي في " الأمالي " (ص 52 - 53) من طريق أحمد، وهذا في " المسند " (6/ 323): حدثنا يحيى بن أبي بكر قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: أيسب ... الحديث. دون قوله: " ومن سبني سبه الله ".
ورواه الحاكم (3/ 121) بسند أحمد مثل رواية ابن عساكر، وقال: " صحيح الإسناد ". ووافقه الذهبي.
قلت: وفيه نظر من وجهين:
الأول: أن أبا إسحاق السبيعي كان اختلط، لا يدري أحدث به قبل الاختلاط أن بعده، والراجح الثاني، لأن إسرائيل - وهوابن يونس بن أبي إسحاق - وهو حفيد السبيعي إنما سمع منه متأخرا. ولعل من آثار ذلك اضطرابه في إسناده ومتنه.
أما الإسناد ; فظاهر مما تقدم، فإنه في رواية إسرائيل جعل بينه وبين أم سلمة (أبا عبد الله الجدلي)، وفي رواية إسماعيل بن الخليل صرح بأنه سمع من أم سلمة! إلا أن يكون سقط من " التاريخ " ذكر (الجدلي) هذا.
وأما المتن ; فقد رواه فطر بن خليفة عنه عن الجدلي عن أم سلمة موقوفا دون الشطر الثاني منه.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " (23/ 322 - 323).
وفطر هذا ثقة من رجال البخاري، وروايته هي المحفوظة، لأن لها طريقا أخرى عن أم سلمة، وقد خرجتها في " الصحيحة " (3332).
الثاني: أن أبا إسحاق مدلس، وقد عنعنه.
(تنبيه): يبدومن رواية أحمد أن في رواية ابن عساكر سقطا، فإنه لم يرد فيها ذكر لأبي عبد الله الجدلي، فالظاهر أنه سقط من الناسخ. والله أعلم.
كتبهُ / أهل الحديث