قول الشعراني أن عليّاً هوالجامع لأسرار الأنبياء أجمعين
وآخر ما عندنا في هذا الحديث هوالتنبيه على ما ختم به هذا الرافضي عبد الحسين هامشه بقوله: (وممن اعترف بأن عليّاً هوالجامع لأسرار الأنبياء أجمعين شيخ العرفاء محي الدين بن العربي , فيما نقله عنهمالعارف الشعراني في المبحث (32) من كتاب (اليواقيت والجواهر) (ص172)) إ. ه.
قلت: هذه إشارة منه إلى بعض ما عند محي الدين ابن عربي هذا من الضلالات التي ملأ بها كتبه مثل (فصوص الحكم) و (الفتوحات المكية) , والتي وافقت هوى هذا الرافضي عبد الحسين وضلاله , فإن ابن عربي هذا كان يقول إن الأولياء أفضل من الأنبياء وأن خاتم الأولياء أفضل من خاتم الأنبياء، ولأن عليّاً ليس نبيّاً بل هووليّ, فكان أفضل من الأنبياء، واحتج بهذا الحديث على مطلوبه الفاسد الضال هذا، فوافق ذلك ما يقوله غلاة الروافض من أفضلية عليّ على سائر الأنبياء , كما نقله الرازي- قريباً- عن محمود بن الحسن الحمصي , بل ذهبوا إلى أفضلية عليّ حتى على محمد صلّى الله عليه وسلّم , كما نقلناه عنهم بما لا يدع ريبة في ذلك من كتبهم الأصول في صفحة (443 - 444) فراجع, وهؤلاء كلهم إخوان الضلالة, إخوان الشياطين, يحتج بعضهم بكلام بعض ويزيّن بعضهم لبعض ضلالهم وكفرهم , وصدق الله العظيم إذ يقول: {وكذلك جعلنا لكل نبيّ عدواً شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولوشاء ربك ما فعلوه فذره وما يفترون} ثم بين من هم الذي يستمعون لهم ويستجيبون فقال {ولتصغي إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون}.
ومن قول ابن عربي هذا أيضا أن جميع الأنبياء يستفيدون معرفة الله من مشكاة خاتم الأولياء يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يأتي خاتم الأنبياء، وهويعني بخاتم الأولياء هذا نفسه- ابن عربي- انظر لأقواله هذه (الفتوحات المكية) (2/ 252) و (فصوص الحكم) (1/ 63) وقد فصل الرد عليه وأمثاله شيخ الإسلام بان تيمية بكلام متين كما هومعهود عليه، انظر (مجموع الفتاوى) (التصرف) (11/ 363 - 372) , ومما بيّنه هناك أن أفضل أولياء الله من هذه الأمة هوأبوبكر الصدّيق رضي الله عنه ومن بعده عمر الفاروق. وانظر ما سوى ذلك من رسائل شيخ الإسلام, مثل (الفرقان بين الحق والباطل) (ص142 - 144) , و (الحسنة والسيئة) (ص116 - 117) وغير ذلك.