ويفي دَيْنه وينجز وعده ويبرئ ذمته
ثم قوله: (ويفي دَيْنه وينجز وعده ويبرئ ذمته) لا تعلق له أبداً بالوصاية والعهد لعلي بالخلافة كما لا يخفي علي أولى الألباب, وإلا فما علاقة وفاء الدين _الذي هوقضية تخص الأقارب وأهل الميت الأقربين _بالخلافة والإمامة العامة على الناس؟ هذا فضلاً عن أن دعواه هذه لا يصح منها
إلا أن أن عليا رضي الله عنه يقضي ديْن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون قوله (وينجز وعده ويبريء ذمته) إلا أن يريد ذمة مخصوصة بقضاء الدين وحده، وهومقتضى حديثي حبشي بن جنادة وأنس اللذين ذكرهما في الهامش (1/ 243) هنا وقد قدمنا الكلام عليهما وما في معناهما في (ج1/ 499 - 58). وبقي مما ساقه في هامشه هذا (1/ 243) مما نتكلم عليه قبل: حديث ابن عمر عند الطبراني في (الكبير) (13549) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا محمد بن زيد -هوأبوهشام الرفاعي _ ثنا عبد الله بن محمد الطهوي عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر، وفيه قول رسول النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ: (أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي …) الحديث، وهوساقط بمرة، ليث فمن دونه مطعون فيهم: أما ليث فقد اختلط كثيرا ولم يتميز حديثه فترك، كما في (التقريب)، وأما الطهوي عبد الله بن محمد فمجهول غير معروف، والراوي عنه أبوهشام الرفاعي فيه ضعف، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة متكلم فيه على سعة حفظه، وقد تقدم هذا الحديث في (ج1/ 45 - 46) أيضا.
وحديث عليّ رضي الله عنه عند أبي يعلى في مسنده، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (والله لأرضينّك، أنت أخي وأبوولدي تقاتل عن سنتي وتبرئ ذمتى .. ) الحديث، ذكره الهيثمي في (المجمع) (9/ 121 - 122) وقال: (رواه أبويعلى، وفيه زكريا بن عبد الله بن يزيد الأصبهاني وهوضعيف) إ. ه. قلت: وأظنه يعني زكريا بن عبد الله بن يزيد الأصبهاني، قال الأزدي: منكر الحديث، كما في (الميزان) و(تعجيل المنفعة).