لعن الله من تخلف عن جيش أسامة
هذا الحديث ليس له أساسا من الصحة، ولا يوجد في كتب الحديث كلهم، وربما موجود في كتبهم. ,إذا قلنا ليس موجودوا في كتبنا قالوا بأن كتبكم قد وقع فيها تحريف زيادة ونقصان وبأموال بني امية.
الرد عليهم:
يستنكر الشيعة ما ترويه صحاح السنة من أن الرسول قال: اللهم إنما أنا بشر. فمن لاعنته أوسابتته فاجعلها رحمة له. فيقولون: كيف يليق أن ترووا عن النبي أنه كان يلعن؟
لكنهم الآن شديدوالحاجة الى رواية تثبت لعن الرسول لأصحابه حتى يقرروا مذهبهم المبني على لعن أصحاب الرسول. فتعلقوا بهذا الحديث ولكنهم تناقضوا.
واتساءل كما يتساءل غيري: من تخلف عن جيش أسامة؟ قالوا أبوبكر وعمر.
انهم يركزون على ابوبكر وعمر لأنهما العدوالأول للشيعة. وهما أي ابوبكر وعمر حسب قول الشيعة اكثر كفرا من الشيطان.
فلا يخل مجلس اوصلاة اولطم الا وتراهم يلعنونهما.
قلت: لكن أبوبكر خليفة. وإذا اردتم اثبات هذه الحديث فعلي رضي الله عنه قد تخلف كذلك وبالتالي يشمله اللعن.
قالوا بأن علي لا يلزمه هذا الحديث لأنه الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لكن الحديث يقول: كل من تخلف ....
يعني: رجالا نساء أطفالا. فـ (كل من) تشمل الجميع وليس حصرا في مجموعة معينة.
لا جواب.
ختاما: لوكانوا تخلفوا عند وجوده صلى الله عليه وسلم لشملهم هذا الحديث المفترى، لكن بعد وفاته، وُجد قائدا جديدا، والقائد الجديد سيتصرف وحسب ما تمليه عليه الظروف الجديدة فيما يراه صالحا. هذه قاعدة عند الجميع.
وبالنسبة للاخوة الذين لا يعرفون جيش أسامة فما عليهم إلا ان يفتشوا في الكتب أوغوغل ....
هناك كتب كثيرة تحكي عنه وانصح بكتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمه الله.
شبهة جيش أسامة
يقولون إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما جهز جيش أسامه وذلك لينتقم أسامة رضي الله عنه لأبيه زيد بن حارثة لما قُتل في مؤته جهز النبي جيش أسامة ليذهب إلى مؤته وقالوا جعل من ضمن هذا الجيش أبا بكر وعمر حتى يصفوالجولعلي رضي الله عنه ويستطيع النبي أن يعينه خليفة!! أنظروا كيف جعلوا النبي صلى الله عليه وسلم ضعيفاً يخاف من أبي بكر وعمر فيرسلهما في الجيش حتى يستطيع أن يبين للناس أن علياً هوالخليفة!! هكذا يكتم الدين بهذه الدرجة .. وهذا طعن في النبي صلوات الله وسلامه عليه , الله سبحانه وتعالى يقول له: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} [76] يقول: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ 1 قُمْ فَأَنذِرْ 2} [77] {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ} [78] وهم يقولون يخاف من هؤلاء الصحابة صلوات الله وسلامه عليه وحاشاه من ذلك.
ثم يضيفون إلى هذا الأمر أموراً أخرى وهوأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لعن الله من تخلف عن جيش أسامة) حتى تصيب اللعنة أبا بكر وعمر.
فنقول أولاً: إن أبا بكر لم يكن أبداً في جيش أسامة , ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم في يوم من الأيام: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة , بل هذا كذب على النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما كون عمر في جيش أسامه فهذا هوالمشهور في السير , أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل عمر في جيش أسامة.
كيف يكون أبا بكر في جيش أسامة والنبي أمر أبا بكر ان يصلي بالناس في فترة مرض النبي صلى الله عليه وسلم ,هذا تناقض لا يمكن أن يحدث ولذلك لما أراد أسامة أن يخرج إستأذن أبوبكر أسامةَ أن يبقي عمر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بل ما سير جيش أسامة إلا أبوبكر الصديق , وذلك أنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أشار بعض الصحابة على أبي بكر أن يبقي جيش أسامة في المدينة خوفاً على المدينة من المرتدين ومن العرب الذين لم يسلموا بعد فأبا أبوبكر أن ينزل راية رفعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يخرج جيش أسامة , وخرج جيش أسامة بأمر من أبي بكر الصديق رضي الله عنه , فكيف جعلوا أبا بكر الصديق الذي أخرج جيش أسامة جعلوه ممن تخلف وجعلوه ممن يستحق اللعن من النبي صلى الله عليه وسلم وما هذا إلا من شيء في قلوبهم على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
--------
[76] سورة الحجر آية 94.
[77] سورة المدثر آية 1, 2.
[78] سورة المائدة آية 67.
قال الرافضي: ((وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرض موته، مرة بعد أخرى، مكرراً لذلك: أنفذوا جيش أسامة، لعن الله المتخلف عن جيش أسامة. وكان الثلاثة معه، ومنع عمر أبوبكر من ذلك)).
والجواب: أن هذا من الكذب المتفق على أنه كذب عند كل من يعرف السيرة، ولم ينقل أحد من أهل العلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرسل أبوبكر أوعثمان في جيش أسامة. وإنما رُوى ذلك في عمر. وكيف يرسل أبا بكر في جيش أسامة، وقد استخلفه يصلّي بالمسلمين مدة مرضه. وكان ابتداء مرضه من يوم الخميس إلى الخميس إلى يوم الاثنين، اثنى عشر يوما، ولم يقدّم في الصلاة بالمسلمين إلا أبا بكر بالنقل المتواتر، ولم تكن الصلاة التي صلاَّها أبوبكر بالمسلمين في مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاةً ولا صلاتين، ولا صلاة يوم ولا يومين، حتى يُظَنّ ما تدعيه الرافضة من التلبيس، وأن عائشة قدّمته بغير أمره، بل كان يصلِّي بهم مدة مرضه؛ فإن الناس متفقون على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يصل بهم في مرض موته ولم يصل بهم إلا أبوبكر، وعلى أنه صلّى بهم عدة أيام. وأقل ما قيل: أنّه صلّى بهم سبع عشرة صلاة؛ صلَّى بهم صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة، وخطب بهم يوم الجمعة. هذا ما تواترت به الأحاديث الصحيحة، ولم يزل يصلّي بهم إلى فجر يوم الاثنين. صلَّى بهم صلاة الفجر، وكشف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الستارة، فرآهم يصلّون خلف أبي بكر، فلما رأوه كادوا يفتنون في صلاتهم، ثُم أرخى الستارة. وكان ذلك آخر عهدهم به، وتوفي يوم الاثنين حين اشتد الضحى قريبا من الزوال.
جيش أسامة
وأما قوله: ((الخلاف الثاني: الواقع في مرضه: أنه قال: جهِّزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه. فقال قوم: يجب علينا امتثال أمره، وأسامة قد برز، وقال قوم: قد اشتد مرضه، ولا يسع قلوبنا المفارقة)).
فالجواب: أن هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالنقل، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل: ((لعن الله من تخلَّف عنه)) ولا نُقل هذا بإسناد ثبت، بل ليس له إسناد في كتب أهل الحديث أصلا، ولا امتنع أحدٌ من أصحاب أسامة من الخروج معه لوخرج، بل كان أسامة هوالذي توقف في الخروج، لما خاف أن يموت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كيف أذهب وأنت هكذا، أسأل عنك الركبان؟ فأذن له النبي - صلى الله عليه وسلم - في المقام. ولوعزم عَلَى أسامة في الذهاب لأطاعه، ولوذهب أسامة لم يتخلّف عنه أحد ممن كان معه، وقد ذهبوا جميعهم معه بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه.
وأبوبكر رضي الله عنه لم يكن في جيش أسامة باتفاق أهل العلم، لكن روى أن عمر كان فيهم، وكان عمر خارجا مع أسامة، لكن طلب منه أبوبكر أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه، فأذن له، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما مات كان أحرص الناس على تجهيز أسامة هوأبوبكر. وجمهور الصحابة أشاروا عليه بأن لا يجهّزه خوفاً عليهم من العدو، فقال أبوبكر رضي الله عنه: والله لا أحل راية عقدها النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ولكن أهل الفرية يزعمون أن الجيش كان فيه أبوبكر وعمر، وأن مقصود الرسول كان إخراجهما لئلا ينازعا عليًّا. وهذا إنما يكذبه ويفتريه من هومن أجهل الناس بأحوال الرسول والصحابة، وأعظم الناس تعمداً للكذب، وإلا فالرسول - صلى الله عليه وسلم - طول مرضه يأمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، والناس كلهم حاضرون، ولووَلَّى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس من ولاّه لأطاعوه، وكان المهاجرون والأنصار يحاربون من نازع أمر الله ورسوله، وهم الذين نصروا دينه أولا وآخرا.
ولوأراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يستخلف عليًّا في الصلاة: هل كان يمكن أحدا أن يرده؟ ولوأراد تأميره على الحج على أبي بكر ومن معه هل كان ينازعه أحد؟ ولوقال لأصحابه: هذا هوالأمير عليكم والإمام بعدي، هل كان يقدر أحد أن يمنعه ذلك؟
ومعه جماهير المسلمين من المهاجرين والأنصار كلهم مطيعون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليس فيهم من يبغض عليًّا، ولا من قتل عليّ أحداً من أقاربه.
ولوأراد إخراجهما في جيش أسامة خوفاً منهما، لقال للناس: لا تبايعوهما؟ فيا ليت شعري ممن كان يخاف الرسول؟ فقد نصره الله وأعزّه، وحوله المهاجرون والأنصار الذين لوأمرهم بقتل آبائهم وأبنائهم لفعلوا.
وقد أنزل الله سورة براءة، وكشف فيها حال المنافقين، وعرّفهم المسلمين، وكانوا مدحوضين مذمومين عند الرسول وأمته.
وأبوبكر وعمر كانا أقرب الناس عنده، وأكرم الناس عليه، وأحبهم إليه، وأخصهم به، واكثر الناس له صحبة ليلاً ونهارا، وأعظمهم موافقة له ومحبة له، وأحرص الناس على امتثال أمره وإعلاء دينه. فكيف يُجَوِّز عاقلٌ أن يكون هؤلاء عند الرسول من جنس المنافقين، الذين كان أصحابه قد عرفوا إعراضه عنهم، وإهانته لهم، ولم يكن يقرِّب أحدا منهم بعد سورة براءة.
هذا وأبوبكر عنده أعز الناس وأكرمهم وأحبهم إليه.