السؤال:
ما مغزى التفريق بين أسماء الله وصفاته؟ وهل يجب مراعاة ذلك عند الترجمة؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإن أهل العلم فرقوا بين أسماء الله تعالى وصفاته، لأنّ الأسماء تدل على الذات مع دلالتها على صفات الكمال فيثبت بها الأسماء والصفات معا، أما الصفات فإنها تدل على معنى قائم بالذات فقط ولا يثبت بها الأسماء، فكل اسم يدل على المسمى وثبوت ذلك الاسم له وزيادة صفة، فهو يدل على الذات ويدل على الصفة التي تضمنها هذا الاسم، كما في الرحيم فهو يدل على ذات الله المتصفة بالرحمة، فثبت بهذا أن الرحيم اسم لله تعالى وأن الرحمة صفة من صفاته، فإذا أُطلق الاسم فإنه يقتضي الاسم والصفة معا، لأنَّ أسماء الله مشتملة على الصفات وأما إذا جاءت الصفة فإنها تثبت اتصاف الله بما ذكر، ولكنها لا تفيد إثبات الاسم، قال ابن القيم ـ رحمه الله:
أسماء الرب تعالى هي أسماء ونعوت، فإنها دالة على صفات كماله، فلا تنافي فيها بين العلمية والوصفية فالرحمن اسمه تعالى ووصفه، لا تنافي اسميته وصفيته، فمن حيث هو صفة جرى تابعاً على اسم الله ومن حيث هو اسم ورد في القرآن غير تابع، بل ورود الاسم العلم. اهـ.
وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن الفرق بين الاسم والصفة، فأجابت بما نصه: أسماء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به، مثل القادر، العليم، الحكيم، السميع، البصير، فإن هذه الأسماء دلت على ذات الله، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر، أما الصفات فهي نعوت الكمال القائمة بالذات كالعلم والحكمة والسمع والبصر، فالاسم دل على أمرين، والصفة دلت على أمر واحد، ويقال الاسم متضمن للصفة، والصفة مستلزمة للاسم، ويجب الإيمان بكل ما ثبت منهما عن الله تعالى، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق بالله سبحانه مع الإيمان بأنه سبحانه لا يشبه خلقه في شيء من صفاته، كما أنه سبحانه لا يشبههم في ذاته، لقوله تعالى: قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ـ وقوله سبحانه: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. اهـ.
وأما المترجم: فينبغي له الدقة في عباراته فيترجم الاسم على أنه اسم مع مراعاة ثبوت الصفة، ويترجم الصفة مثبتا ما دلت عليه من اتصاف الله بها دون اشتقاق اسم منها.
والله أعلم.