حديث "سيد في الدنيا سيد في الأخرة" وإستماتة الرافضة لتصحيحه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليما كثيراً إلي يوم الدين وإلعن اللهم أعدائهم آآآآمين .
كم سعت الرافضة لتصحيح هذا الخبر وقد ضعفه الحافظ الذهبي في تعليقه على الحديث , ولكن ما لهؤلاء النكرات أن يردوا على الحافظ الذهبي بمثل هذه العاطفة الجياشة وهل كانت فضائل أهل البيت بأسانيد صحيحة إلا عند أهل السنة نصرهم الله وأعزهم في الدنيا والأخرة , ولكن أهل البدعة لا يفقهون ولا يتقون فلله العجب ما أكثر تهافتهم .
تدريب الراوي (221/1) : " وأسند عن هارون بن أبي عبيد الله, عن أبيه قال: قال المهدي ألا ترى ما يقول لي مقاتل؟ قال: إن شئت وضعت لك أحاديث في العباس؟ قلت: لا حاجة لي فيها.وضرب كانوا يتكسبون بذلك ويرتزقون به في قصصهم, كأبي سعيد المدائني.
وضرب امتحنوا بأولادهم, أو ربائب, أو وراقين, فوضعوا لهم أحاديث, ودسوها عليهم, فحدثوا بها من غير أن يشعروا, كعبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي, وكحماد بن سلمة ابتلى بربيبه ابن أبي العوجاء فكان يدس في كتبه, وكمعمر, كان له ابن أخ رافضي, فدس في كتبه حديثا عن الزهري, عن عبيد الله بن عبد الله, عن ابن عباس قال: نظر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى علي فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة, ومن أحبك فقد أحبني, وحبيبي حبيب الله, وعدوك عدوي, وعدوي عدو الله, والويل لمن أبغضك بعدي(659). فحدث به عبد الرزاق, عن معمر, وهو باطل موضوع كما قاله ابن معين " فكم خاب أهل البدعة في حديثهم بما لا يفقهون فكان لا بد للحق أن يظهر ويطغى .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 522 :
$موضوع$
أخرجه ابن عدي (308/ 2) ، والحاكم (3/ 127-128) ، والخطيب (4/ 41-42) ، وابن عساكر (12/ 134/ 2-135/ 1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر : أخبرنا عبدالرزاق : أنبأ معمر عن الزهري عن عبيدالله بن عبدالله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :نظر النبي صلي الله عليه وسلم إلى علي فقال ... فذكره . وقال الحاكم :
"صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر - بإجماعهم - ثقة ، وإذا انفرد الثقة بحديث ؛ فهو على أصلهم صحيح" !!
وتعقبه الذهبي بقوله :
"قلت : هذا وإن كان رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبدالرزاق سرا ، ولم يجسر أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا إليه ، وأبو الأزهر ثقة" .
قلت : يشير الذهبي بتحديث عبدالرزاق بالحديث سرا إلى ما رواه الحاكم عقب الحديث ، والخطيب - وسياقه أتم - قال : قال أبو الفضل : فسمعت أبا حاتم يقول : سمعت أبا الأزهر يقول :خرجت مع عبدالرزاق إلى قريته ، فكنت معه في الطريق ، فقال لي : يا أبا الأزهر ! أفيدك حديثا ما حدثت به غيرك ؟! قال : فحدثني بهذا الحديث .
ثم روى الخطيب بسنده عن أحمد بن يحيى بن زهير التستري قال :لما حدث أبو الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبدالرزاق في الفضائل ؛ أخبر يحيى بن معين بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة أهل الحديث ؛ إذ قال يحيى بن معين : من هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث عن عبدالرزاق بهذا الحديث ؟! فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسم يحيى بن معين وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث" . قلتُ أهل الحديث أبو الأزهر النيسابوري فهو الثقة الحافظ أبو الأزهر النيسابوري فكان ما كان من قول الإمام يحيى بن معين .
قلت : ويؤيد قول ابن معين هذا ؛ أن أبا الأزهر قد توبع عليه ؛ فقد قال الخطيب :"قلت : وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار عن عبدالرزاق ؛ فبرىء أبو الأزهر من عهدته ؛ إذ قد توبع على روايته" .
قلت : فانحصرت العلة في عبدالرزاق نفسه ، أو في معمر ، وكلاهما ثقة محتج بهما في "الصحيحين" ، لكن هذا لا ينفي العلة مطلقا :أما بالنسبة لمعمر ؛ فقد بين وجه العلة فيه : أبو حامد الشرقي ؛ فقد روى الخطيب بسند صحيح عنه : أنه سئل عن حديث أبي الأزهر هذا ؟ فقال :"هذا حديث باطل ، والسبب فيه : أن معمرا كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يمكنه من كتبه ، فأدخل عليه هذا الحديث ، وكان معمر رجلا مهيبا لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ، فسمعه عبدالرزاق في كتاب ابن أخي معمر !" .قلت : فهذا - إن صح - علة واضحة في أحاديث معمر في فضائل أهل البيت ، ولكني في شك من صحة ذلك ؛ لأنني لم أر من ذكره في ترجمة معمر ؛ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما . والله أعلم .
ثم رأيت الذهبي قد حكى ذلك عن أبي حامد الشرقي ، وابن حجر أيضا ؛ لكن في ترجمة أبي الأزهر ، فقال الذهبي - بعد أن وثقه - :"ولم يتكلموا فيه إلا لروايته عن عبدالرزاق عن معمر حديثا في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل ، فقال أبو حامد (فذكر كلامه ملخصا ثم قال) . قلت : وكان عبدالرزاق يعرف الأمر ، فما جسر يحدث بهذا الأثر إلا سرا ؛ لأحمد بن الأزهر ولغيره ؛ فقد رواه محمد بن حمدون عن ... فبرىء أبو الأزهر من عهدته" .
وأما بالنسبة لعبدالرزاق ؛ فإعلاله بن أقرب ؛ لأنه وإن كان ثقة ؛ فقد تكلموا في تحديثه من حفظه دون كتابه ؛ فقال البخاري :"ما حدث به من كتابه فهو أصح" . وقال الدارقطني :"ثقة ، لكنه يخطىء على معمر في أحاديث" . وقال ابن حبان :"كان ممن يخطىء إذا حدث من حفظه ؛ على تشيع فيه" . وقال ابن عدي في آخر ترجمته :"ولم يروا بحديثه بأسا ؛ إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به ، وأما في باب الصدق ؛ فإني أرجو أنه لا بأس به ؛ إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين ؛ مناكير" . وقال الذهبي في ترجمته من "الميزان" :
"قلت : أوهى ما أتى به : حديث أحمد بن الأزهر - وهو ثقة - : أن عبدالرزاق حدثه - خلوة من حفظه - : أنبأنا معمر ... (قلت : فساق الحديث ، وقال) .
قلت : ومع كونه ليس بصحيح ؛ فمعناه صحيح ؛ سوى آخره ، ففي النفس منها ! وما اكتفى بها حتى زاد :"وحبيبك حبيب الله ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن أبغضك" .
فالويل لمن أبغضه ؛ هذا لا ريب فيه ، بل الويل لمن يغض منه ، أو غض من رتبته ، ولم يحبه كحب نظرائه من أهل الشورى ، رضي الله عنهم أجمعين" .
والحديث ؛ أورده السيوطي في "ذيل الأحاديث الموضوعة" (ص 61) ، ونقل كلام الخطيب المتقدم ، ثم قال : "وقد أورده ابن الجوزي في "الواهيات" ، وقال : إنه موضوع ، ومعناه صحيح ، قال : فالويل لمن تكلف وضعه ؛ إذ لا فائدة في ذلك" .
وكذا في "تنزيه الشريعة" لابن عراق (1/ 398) .(تنبيه) : أورد الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص 175) من رواية الحاكم ؛ وقال :"وصححه على شرط الشيخين" !!
ولم ينقل - كعادته - رد الذهبي عليه ، وإنما نقل المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم ، وفي آخرها قول ابن الأزهر :"فحدثني (عبدالرزاق) - والله - بهذا الحديث لفظا ، فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه" !
والذي أريد التنبيه عليه : هو أن تصديق ابن معين لا يعني التصديق بصحة الحديث ؛ كما توهمه صنيع الشيعي ، وإنما التصديق بصحة تحديث أبي الأزهر عن عبدالرزاق به . والذي يؤكد هذا ؛ رواية الخطيب المتقدمة بلفظ :"فتبسم يحيى بن معين ؛ وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث" .
قلت : فهذا نص فيما قلته ، وهو صريح في أن الحديث غير صحيح عند ابن معين . فلو كان الشيعي عالما حقا ، ومتجردا منصفا ؛ لنقل رواية الخطيب هذه ؛ لما فيها من البيان الواضح لموقف ابن معين من الحديث ذاته ، ولأجاب عنه إن كان لديه جواب ! وهيهات هيهات ! إنتهى كلامه رحمه الله فالحديث كما نرى ضعيف الإسناد وليس بعد .
قال الحافظ إبن حجر في تقريب التهذيب : " قال أبو حامد ابن الشرقي هو حديث باطل والسبب فيه أن معمرا كان له ابن أخ رافضي وكان معمر يمكنه من كتبه فأدخل عليه هذا الحديث.قال الخطيب أبو بكر وقد رواه محمد بن حمدون والنيسابوري عن محمد بن علي النجاري الصنعاني عن عبد الرزاق فبرئ أبو الأزهر من عهدته.
وقال ابن عدي أبو الأزهر بصورة أهل الصدق عند الناس , وأما هذا الحديث فعبد الرزاق من أهل الصدق وهو ينسب إلى التشيع فلعله شبه عليه " فبرات ذمة أهل الحديث مما تكلم فيه من الأحاديث فنحن اهل لهذه السنة الكريمة نأخذ الصحيح منها بحول الله فكيف لهم أن يتكلموا في علم لا طاقة لهم به والله المستعان .
قال الحافظ الذهبي : " قلت: مع كونه ليس بصحيح فمعناه صحيح سوى آخره، ففى النفس منها شئ، وما اكتفى بها حتى زاد: وحبيبك حبيب الله، وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك، (2 [ فالويل لمن أبغضه.هذا لا ريب فيه، بل الويل لمن يغض منه أو غض من رتبته ولم يحبه كحب نظرائه أهل الشورى رضى الله عنهم أجمعين ] 2) " .
قال إبن الجوزي في العلل : " قال المصنف قلت واحمد بن الأزهر قد كذبه يحيى بن معين" فالحديث ضعيف جداً بل موضوع والجهلة يحاولون تصحيح هذا الخبر الهالك فلله العجب ما اوهى ما اتى به القوم من فهم والحمد لله رب العالمين على نعمة السنة . إن اصبت فمن الله وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان .
كتبه /
أهل الحديث