حديث صلاة أسامة بن زيد عند قبر النبي "في الميزان" ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه اجمعين , ظن الرافضة في نقلهم لهذا الحديث ان هناك من صلى عند قبر النبي فأين المكفرين , قلتُ فهل هناك على وجه هذه الأرض أكفر منكم أتفترون الكذب وأنتم تعلمون , ولا يدري العبد متى يتعلم الجهلة من أخطائهم وزلاتهم الكثيرة .
روى ابن حبّان في صحيحه ج 12 - ص 507 - ح رقم 5694 - تحقيق شعيب الأرناؤوط :
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ، يُحَدِّثُ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: رَأَيْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُصَلِّي عِنْدَ قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَخَرَجَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ، فَقَالَ: تُصَلِّي إِلَى قَبْرِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّهُ، فَقَالَ لَهُ قَوْلًا قَبِيحًا، ثُمَّ أَدْبَرَ، فَانْصَرَفَ أُسَامَةُ، فَقَالَ: يَا مَرْوَانُ إِنَّكَ آذَيْتَنِي، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْمُتَفَحِّشَ، وَإِنَّكَ فَاحِشٌ مُتَفَحِّشٌ» .
فقبل الخوض في تعليقات الرافضي حول تعليق الإمام الألباني وكلامهُ على الحديث وددت لو أورد أقوال أهل الحديث ثم التطرق إلي قول الرافضة في دعاويهم قال العلامة الالباني في إرواء الغليل : " - حديث أسامة بن زيد يرويه سليم مولى ليث وكان قديما قال : ( مر مروان بن الحكم على أسامة بن زيد وهو يصلى فحكاه مروان فقال أسامة : يا مروان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره بلفظ : ( إن الله لا يحب كل فاحش متفحش ) . أخرجه أحمد ( 5 / 202 / ) عن أبى معشر عن سليم به . قلت : وهذا إسناد ضعيف من اجل أبي معشر واسمه نجيح السندي وهو ضعيف وسليم مولى ليث لا يعرف كما في ( التعجيل ) . وله طريق أخرى يرويه محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عبيد الله ابن عبد الله قال : ( رأيت اسامة بن زيد يصلى عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فخرج مروان بن الحكم فقال : تصلى إلى قبره فقال : إنى أحبه فقال له قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة بن زيد فقال له : يا مروان إنك آذيتني واني سمعت رسول الله يقول : إن الله يبغض الفاحش المتفحش . وإنك فاحش متفحش ) . ورجاله ثقات إلا أن محمد بن إسحاق مدلس وقد عنعنه . وله طريق ثالثة عن محمد بن أفلح عن أسامة بن زيد مرفوعا به دون القصة . أخرجه الخطيب في ( التاريخ ) ( 14 / 188 / ) "إنتهى قول الإمام الألباني رحمه الله تعالى .
1- أين أثبت إبن حبان أن رواية محمد بن إسحاق محمولة على الإتصال في صحيحهِ , وهل إشترط الصحة في صحيح إبن حبان رحمه الله تعالى رحمة واسعة .
2- كون محمد بن إسحاق مدلس عند إبن حبان وأن لا يقبل منه إلا ما صرح بهِ بالسماع , لا يمنع ان يخرج لهُ إبن حبان في الصحيح , فقد قال مدلس ولكن في الرواية التي أخرجها إبن حبان لم يصرح بالسماع , وإن قال إبن حبان أنه لا يقبل من محمد بن إسحاق إلا ما صرح به بالسماع وهذه ليست قرينة على أن رواية محمد بن إسحاق محمولة على الإتصال في هذا الموضع , ومتن الحديث خلاف ما ذهب إليه أهل الكلام والبدع .
قال ابن حبان في الثقات ترجمة ابن إسحاق ( كان يدلس على الضعفاء فوقع المناكير في روايته من قبل أولئك فأما إذا بين السماع فيما يرويه فهو ثبت يحتج بروايته ) . فالسؤال المطروح هل يعرف كاتب هذا الموضوع ما هو التصريح بالسماع , وهل محمد بن إسحاق من المكثرين في الرواية كسفيان الثوري , وشعبة وغيرهم من أئمة الحديث وأهل العلم , فأين التصريح بالسماع في رواية الخبر .
3- هل إحتجاج إبن حبان بهذا الخبر في الصحيح يعني أن إبن حبان لم يكن يعرف أن محمد بن إسحاق مدلس , وإن كان يعرف أنهُ مدلس هل يمنع أن يخرج خبره , وهل في ذلك إشكال أنهُ روى له في صحيحهِ هل يمنعُ هذا ... !! لله العجب إن كان كل مبنى بهذه الطريقة التي بناها هذا الجاهل فعلى عقله السلام فمن أنت لتتكلم في علم الحديث , فكون محمد بن إسحاق مدلس , ووصفه إبن حبان بالتدليس وروى لهُ فلا يعني أن روايتهُ محمولة على الإتصال إلا ما صرح بهِ بالسماع , وفي ذلك تأصل ولكنكم قومٌ لا تفقهون .
أورد الرافضي : " وبالفعل فإن هذا ما قاله ابن حبان في مقدمة صحيحه ( ج1- ص 165) قال ( فإذا صح عندي خبر من رواية مدلس أنه بين السماع فيه لا أبالي أن أذكره من غير بيان السماع في خبره بعد صحته عندي من طريق آخر ) " قلتُ أين الطريق الأخر وهل سمع محمد بن إسحاق من صالح بن كيسان وأين التصريح بالطريق الاخر ... !!
كذلك أهل الحديث ومرويات المدلسين في الصحيحن محمولة على الإتصال لأحتمال سماعه ممن حدث عنهُ , وهم من المكثرين وروايتهم منتقاه , والإسناد ليس بصحيح ففي بداية الأمر نقل الرافضي أن الإسناد حسن , ثم قال عنهُ صحيح ...!! فالرجل وضع نفسه محققاًَ لله العجب ما أجهل هذا النكرة في علم الحديث والله تعالى المستعان .
وجاء الخبر بطريق أخر غير الأول .
وروى محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان عن عبيد الله قال رأيت أسامة بن زيد يصلي عند قبر النبي فدعى مروان بن الحكم إلى جنازة ليصلي عليها فصلى عليها ثم رجع وأسامة يصلي عند باب بيت النبي فقال له مروان إنما أردت أن يرى مكانك فقد راينا مكانك فعل الله بك وفعل قولا قبيحا ثم أدبر فانصرف أسامة وقال يا مروان إنك آذيتني وإنك فاحش متفحش وإني سمعت رسول الله يقول إن الله يبغض الفاحش المتفحش.
فهذه الرواية تبين أن أسامة بن زيد كان يصلي عند باب حجرة عائشة رضي الله عنها الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو مشرع فيه ، وكان ذلك داخل المسجد النبوي قبل أن تتم التوسعة وتدخل الحجرة في المسجد .
فعندما صلى مروان بن الحكم على الجنازة في مقدمة المسجد ولم يصل معهم أسامة بن زيد بل كان يصلى في المسجد قريبا من باب حجرة عائشة رضي الله عنها ، فاعتبر مروان ذلك حبا لأسامة بن زيد للشهرة لأن الناس إذا انصرفوا من صلاة الجنازة رأوه يصلى في ذلك المكان .
هذه كله بناء على أن الرواية صحيحة ، وهي ليست كذلك ، على أنها لو صحت لاتفيد الصلاة على قبر النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كانت الصلاة في نفس المسجد النبوي كما بينه رواية ابن عبدالبر في الاستيعاب.
وللحديث طرق أخرى تفسر الرواية والخبر فيا عدو الله لا تتكلم في علم لست منهُ قريب نسأل الله العافية , تاريخ ابن أبي خيثمة - (4 / 75) بسنده ....سمعت مُحَمَّد بن إسحاق يحدث عن صالح بن كَيْسَان ، عن عُبَيْد الله قال : رأيت أسامة بن زَيْد مضطجعًا على باب حجرة عائشة رافعًا عقيرته يتغنى ، ورأيته يصلي عند قبر رسول الله ، فخرج عليه مَرْوَان بن الْحَكَم ، فقال له : تصلي عند قبر رسول الله ،(( ابن ابن حِبّه))(1) ؟ وقال له قولاً قبيحًا ، فانصرف أسامة ، فقال : يا مروان إنك قد آذيتني ، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "يبغض اللَّه الفاحش المتفحِّش" وإنك فاحش متفحِّش. فأين الرواية التي أخرجها إبن حبان في الصحيح وهو " يصلي عند قبر النبي " .. !! فهذه عندي زيادة لا تصح لما وجد من القرائن والأخبار وأن الرواية فيها مدلس ... !! وكلام الإمام الألباني في إرواء الغليل كافٍ في هذا وقد إضطربت الرواية في الألفاظ والسند نفسه من طريق محمد بن إسحاق فلا يصح هذا وهذه قصة مضطربة فمتى يتعلم أعداء الدين .
تعليقاته على المتن :
1- طعن في مروان بن الحكم رحمه الله وهذا قولٌ زور فالرجل مفلس لا قيمة له .
2- الرواية مضطربة , وإختلفت الألفاظ والصحابي أسامة بن زيد لم يكن في روايات اخرى , وفي نفس الإسناد فما بك لا تنقل الحق أيها الأحمق الجاهل .
3- قال " الصلاة بجانبهِ " فما الفرق بين " الصلاة عند قبرهِ " و " الصلاة بجانبهِ " فالحمقى لايعرفون ما يقولون أو ما يتكلمون بهِ , فهلا فرق بين المصطلحين , كذلك فالصلاة عند القبور طلباً للإغاثة من أصحابها , معتقداً انها قبلة كما فعلتم فهذا عين الكفر أيها القبوري , ولا أدري متى يكف الرافضة عن سرقة المواضيع من أبناء جلدتهم الصوفية .
كتبه /
أهل الحديث