هل رد الإمام أحمد كل أحاديث الإمام مجاهد بسبب الإختلاط؟ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين
إن من سخافة الفهم أن يأتى بالنصوص وتفسر كما تشتهي أنفسهم وما يشاؤون فيقولون أن أحمد بن حنبل رد أحاديث الإمام مجاهد لمجرد الإختلاط فذهبت الصحاح والله تعالى المستعان , فكان حرياً بنا أن نري القوم حقيقة ضعف فهمهم وعقولهم .
قال الشيخ الأمين : " مجاهد بن جبر أبو الحجاج، تابعي ثقة. أكثر جداً من الأخذ من ابن عباس t، حتى روى الفضل بن ميمون أنه سمع مجاهداً يقول: «عرضت القرآن على ابن عباس ثلاثين مرة»، وهذا في التلاوة لا في التفسير. قال شيخ الإسلام: «ومن التابعين من تَلَقّى جميع التفسير عن الصحابة، كما قال مجاهد: "عرضتُ المصحَفَ على ابن عباس: أوقِفُهُ عند كلّ آيةٍ منهُ وأسألهُ عنها". ولهذا قال الثوري: "إذا جاءك التفسير عن مجاهد، فحسبُكَ به". ولهذا يعتمدُ على تفسيره الشافعي والبخاري وغيرهما من أهل العلم. وكذلك الإمام أحمد، وغيره ممن صَنّفَ في التفسير يُكَرّرُ الطرقَ عن مجاهد أكثر من غيره». لكن مع سماعه للتفسير من ابن عباس، فهو أقل أصحابه روايةً عنه، وما ينسبه إلى ابن عباس هو بحدود 3% من مجموع مروياته في التفسير " .
وقد توسع مجاهد بعض الشيء في التفسير برأيه. فمن ذلك إنكاره مسخ أصحاب السبت قردة، كما هو قول الجمهور وظاهر القرآن. وقد رد عليه ابن جرير بالأدلة الواضحة القوية. ومن ذلك أيضاً أنه فسر قوله تعالى {وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة} بقوله: «تنتظر الثواب من ربها، لا يراه من خلقه شيء». وهذا صار متكئاً قوياً للمعتزلة ضد أهل السنة. لكن هذا كان قليلاً منه. ثم إنه كذلك أخذ من أهل الكتاب. قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: «ما بال تفسير مجاهد مُخالَف؟» (وفي رواية: ما بالهم يتقون تفسير مجاهد؟). قال: «أخذها من أهل الكتاب» (وفي رواية: إنه يسأل أهل الكتاب).
ولتفسير الإمام مجاهد طرق كثيرة منها ما روي عنهُ في تفسير قوله تعالى " وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلي ربها ناظرة " وهذا مما أنكر على تفسير الإمام مجاهد وكان قد إختلط في أخرهِ وهو ثقة وإختلاطهُ لا يؤثر على روايته في الصحيح , والراجح من كلام أحمد بن حنبل أن تأويله للآية " بالإنتظار " مخالفاً الإجماع دلالة على أن الإمام مجاهد قال بها بعد الإختلاط وقد خالف بها الإجماع وجاء بذلك عن الإمام مجاهد ولا يقدح في عدالتهِ ولا روايته للحديث فأحاديثهُ في الصحيح قبل الإختلاط وليس بعدهُ . والله أعلم .
أخوكم /
أهل الحديث