ما الغاية من تدليس سفيان الثوري وإشكالٌ يضحكُ الثكلى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين , إن من السفاهةِ بمكان أن ينظر إلي النصوص الحديثية بمنظورٍ كهذا المنظور , فإن الرافضة أشكلت على الإمام الحافظ الثقة سفيان الثوري رحمه الله تعالى وقالت ما الغاية من تدليس سفيان الثوري على يحيى بن سعيد بن قطان الإمام الحافظ رحمه الله تعالى , فإنهم غفلوا عن مسألةٍ ليست بالبعيدة عند أهل العلم وطلبتهِ وأما سارقي النصوص , ومتتبعيها بفهمٍ جاهل , فإن النصوص التي ينقلون تفضحهم قبح الله منهم من سعى إلي الطعن في أهل الحديث بدون بينة ولا دليل وإنها لقليلة بل نادرة والذي فطر السماء بلا عمد , فلنرى إشكال الرافضة ولنعلق والله تعالى المستعان فقد تبسمنا لحالهم , ولله الحمد والمنة نسأل الله تعالى العافية .
يقول المزي في تهذيب الكمال ج31-ص338-339 ، طبعة مؤسسة الرسالة - تحقيق بشار عواد معروف : ( وقال أبو بكر بن خلاد أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يقول : جهد سفيان الثوري أن يدلس علي رجلا ضعيفا فما أمكنه ، وقال مرة في مسألة ذكرت : حدثنا أبو سهل عن الشعبي . فقلت : أبو سهل محمد بن سالم ، فقال : يا يحيى ما رأيت مثلك لا يذهب عليك شئ ). ثم أشكل الرافضي قائلاً : [ ما الغاية أو الهدف أو الغرض .. من محاولة تدليس سفيان الثوري ؟؟ بإختصار رجاء ] سنتختصرُ علهُ يفهم كلامنا أما الإمام سفيان الثوري رحمه الله تعالى من الحفاظ الأثبات الثقات , والذين إن ثبت عليهم التدليس وهذا نادرٌ جداً فهو محمول على الإتصال , لأن كثيري الرواية كسفيان الثوري رحمه الله تعالى , وغيرهُ من الأئمة الحفاظ فعنعتهم محمولة على الإتصال وإن كان فيهم تدليس خفيف , فقد خابت الرافضة أن طرحت مثل هذا الكلام في المبحث مستشكلين عن السبب من تدليس الإمام سفيان الثوري على الإمام يحيى بن سعيد بن القطان رحمه الله تعالى فإن الحافظ سفيان الصوري لهُ غاية والغاية تتبين من القرائن .
فليعلم كلُ ناعقٍ وطاعنٍ في أهل الحديث , أنهم رحمهم الله ورضي عنهم كانوا يمتحنون بعضهم البعض , في الأحاديث التي يحفظونها , ودرايتهم بالاخبار فالإمام سفيان الثوري من الأئمة الحفاظ , وكان من أهل الدراية بالحديث وأهلهِ , فكان يحيى بن سعيد بن قطان قد حدث أنهُ أراد أن يدلس عنهُ بحديث ولكنهُ لم يستطع فلله الحمد والمنة إنما كان ذلك إمتحانٌ من سفيان الثوري الإمام الحافظ ليحيى بن سعيد بن قطان وما يبينُ كلامنا وحقيقة الأمر ما نقلهُ المزي في تهذيب الكمال من الأخبار في الإمام بن القطان , فإن القرائن التي نقلها الحافظ المزي تثبتُ هذا , فإن الإمام سفيان الثوري لا يدلس وإن دلس فتدليسهُ نادر بل دليسهُ غاية في الصحة وإنما أرد إمتحان حفظ يحيى بن سعيد .
قال المزي في تهذيب الكمال : " يعني الحديث قال ما رأيت مثل يحيى بن سعيد قلت فهشيم قال هشيم شيخ ما رأيت مثل يحيى قلت فعبد الرحمن بن مهدي قال لم نر مثل يحيى في كل أحواله وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي عن أحمد بن حنبل إليه المنتهى في التثبت بالبصرة وقال صالح بن أحمد بن حنبل عن أبيه يحيى بن سعيد أثبت من هؤلاء يعني من وكيع وعبد الرحمن بن مهدي ويزيد بن هارون وأبي نعيم وقد روى عن خمسين شيخا ممن روى عنهم سفيان قيل له قد كان يكتب عند سفيان قال إنما كان يتتبع ما لم يكن سمعه فيكتبه وقال أبو طالب عن أحمد بن حنبل ما رأيت مثل يحيى بن سعيد ولم يكن في زمانه مثله كان تعلم من شعبة وقال أحمد بن الحسن الترمذي سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن يحيى بن سعيد ووكيع فقال لم تر عيني مثل يحيى بن سعيد وقال محمد بن علي بن داود سمعت أحمد بن حنبل يقول ما رأيت في هذا الشأن مثل يحيى بن سعيد وقال الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله وذكر يحيى بن سعيد القطان فقال لا والله ما أدركنا مثله ثم قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي وذكر يحيى بن سعيد القطان فقال لم تر عيناك مثله وقال محمد بن الحسين بن مكرم عن عبد الله بن محمد سمعت أحمد بن حنبل يقول ما رأيت أحدا أثبت من يحيى " .
وقال المزي : " وقال أبو بكر الأثرم قال لي أبو عبد الله رحم الله يحيى القطان ما كان أضبطه وأشد تفقده كان محدثا وأثنى عليه فأحسن الثناء عليه وقال أبو داود قلت لأحمد بن حنبل كان يحيى يحدثكم من حفظه قال ما رأينا له كتابا كان يحدثنا من حفظه ويقرأ علينا الطوال من كتابنا وقال حنبل بن إسحاق سمعت أبا عبد الله يقول ما رأيت أحدا أقل خطأ من يحيى بن سعيد ولقد أخطأ في أحاديث ثم قال أبو عبد الله ومن يعرى من الخطأ والتصحيف وقال عبد الله بن بشر الطالقاني سمعت أحمد بن حنبل يقول يحيى بن سعيد أثبت الناس قال أحمد وما كتبت عن مثل يحيى بن سعيد وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين قال لي عبد الرحمن بن مهدي لا ترى بعينيك مثل يحيى بن سعيد القطان أبدا وقال أيضا عن يحيى بن معين يحيى بن سعيد أثبت من عبد الرحمن بن مهدي في سفيان وقال أبو بكر بن خلاد سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول لو كنت لقيت إسماعيل بن أبي خالد لكتبت عن يحيى عن إسماعيل لأعرف صحيحها من سقيمها وقال أبو زرعة الدمشقي قلت ليحيى بن معين يحيى بن سعيد فوق بن مهدي قال نعم وقال أبو بكر بن خلاد أيضا سمعت يحيى بن سعيد يقول جهد سفيان الثوري أن يدلس علي رجلا ضعيفا فما أمكنه وقال مرة في مسألة ذكرت حدثنا أبو سهل عن الشعبي فقلت أبو سهل محمد بن سالم فقال يا يحيى ما رأيت مثلك لا يذهب عليك شيء وقال أبو بكر بن خزيمة عن بندار حدثنا يحيى بن سعيد إمام أهل زمانه وقال إسحاق بن إبراهيم الشهيدي كنت أرى يحيى القطان يصلي العصر ثم يستند إلى أصل منارة مسجده فيقف بين يديه علي بن المديني والشاذكوني وعمرو بن علي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم يسألونه عن الحديث وهم قيام على أرجلهم إلى أن تحين صلاة المغرب لا يقول لواحد منهم اجلس ولا يجلسون هيبة له وإعظاما وقال الحسين بن إدريس عن بن عمار كنت إذا نظرت إلى يحيى بن سعيد ظننت أنه رجل لا يحسن شيئا فإذا تكلم أنصت له الفقهاء وقال في موضع آخر كان يحيى بن سعيد يشبه التجار إذا نظرت إليه حتى يأخذ في الحديث فإذا أخذ في الحديث علمت أنه صاحب حديث وقال إسماعيل بن أبي مريم عن علي بن المديني قال بن يحيى إن أباه يختم القرآن في كل يوم قال علي فتفقدته وأنا معه في البستان فختمه بين المغرب والعشاء " . والله تعالى أعلم .
كتبهُ
أهل الحديث