بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين .
إن من سفهِ ما قرأنا من كلام هذا الرجل , في دفاعهِ عن الصامت " السيستاني " عليه من الله ما يستحق المجوسي , وصفهُ أئمة الحديث باللحن في اللغة العربية وهذا من فرط الجهل وضعف العلمية في حال أئمة أهل الحديث فإن كان هذا الصامتُ مفرطاً في جهلهِ فلا يقارنُ بأئمة أهل السنة فإن إبراهيم النخعي أمةً كاملة , ولا يقارنُ بمثل هذا النكرة الذي يدافعُ عنهُ " محامي الخيبة " أخزاهُ الله تعالى في وثائقهِ وذكرهِ للكلام حول أئمة أهل الحديث , فإن أبي بكر البغدادي لا يقارنُ بمثل هذه النكرة كذلك وإن اللحن لا يؤثرُ على اللغة , بل العقيدة نقية والعلمُ نقي ولا يمكنُ ان يطعن في أئمة أهل الحديث بل لا يذكرُ حتى , فقد كانت العربية لغتهم رضي الله عنهم واللحنُ ليس بالذي يذكر .
فإن القول بلحن أئمة الحديث لا يؤثرُ على احدٍ منهم ولا على علميتهم , وإنتمائهم إلي أهل الحديث وأهل السنة الطائفة المنصورة إن شاء الله تعالى , بل لا يؤثرُ ذلك على كونهم أهلاً للعلم خلاف الصامت الذي دافع عنهُ المحامي هذا نسأل الله السلامة فإن إبراهيم النخعي وإن كان يلحنُ في العربية فإنما ذلك لا يضرهُ في شيء وإن كان لحنهُ فليل ولا يضرُ ذلك العلم ولا المكانة بين المسلمين , إن وقوع اللَّحن أو بعض الأخطاء اللُغوية والإملائية أحيانًا في كلام بعض أهل الحديث والأثر وكتاباتهم أمرٌ لا يقدح في علمهم ومنهجهم، كما أخرج الخطيب في الكفاية (1/555) بإسناد صحيح عن أبي عبد الرحمن النسائي أنه قال: "لا يُعاب اللحن على المحدِّثين، فقد كان إسماعيل بن أبي خالد يلحن، وسفيان ومالك بن أنس، وغيرهم من المحدِّثين".
وأخرج أيضًا الخطيب في الكفاية (1/556) بإسناد صحيح عن عبد الملك بن عبد الحميد بن ميمون بن مهران أنه قال: سألت أحمد بن حنبل عن اللحن في الحديث فقال: لا بأس به , فإن كونهُ أمياً لا يعرفُ ان يكتب فهذا ليس بالقادح في أبي بكر البغدادي بل كان من الحفاظ , وإن كان مراجعُ القوم لا يحسنون العربية فهم مجوسٌ خارجون عن ملة الإسلام ولا يقارنُ أئمة الحديث ولحنهم الخفيف في العربية بمن لا يتكلمها حتى وهو هذا الصامت بل لا يعرف إن كان تكلم يوماً أو لم يفعل ذلك فإنهم لا يتحدثونها جيداً , بل لا يتقنونها وإن اللحن ليس بالمطعن في أهل الحديث كما هو متفقٌ عليه وابي بكر البغدادي حافظ .
فالذي يطعن على واحد من أصحاب الحديث والأثر بأنه ضعيف في اللُغة فقد سلك مسلك أهل الأهواء.وعلى الجانب الآخر، لا يُرفع المرء إلى مرتبة العلماء الكبار لكونه فقط يجيد اللُغة العربية إجادة تامة، فإن هذه الإجادة للُغة لا تنفعه إذا صدر منه ما يُخالف العقيدة أو المنهج؛ فقد عجبت ممن أراد أن يمدح أحد طلبة العلم، فقال: إنه لا يكاد يلحن في كلامه، فقلت: هذا وحده لا يُمدح به طالب العلم، بل يُمدح بأنه على عقيدة ومنهج السلف أصحاب الحديث والأثر، ثم إذا تم تعديد مناقبه الأخرى فلا بأس أن يُشار إلى كونه لا يلحن، مع اعتبار هذه المنقبة فرعًا لا أصلاً , وقد نقل ضعيفُ العقل ما يثبت أن أبو بكر البغدادي كان من الحفاظ الذين يحفظون ما سمعوا من العلوم وفي وثيقتهِ التي وضعها .
ومن المعلوم أن أهل الأهواء من المعتزلة والمتكلمين ونحوهم كانوا يمدحون أنفسهم بأنهم أصحاب لُغة، وينتقصون أصحاب الحديث لأنهم ليسوا مثلهم في إجادة المباحث اللُغوية، وكانوا يستغلون تبحرهم في دهاليز اللُغة والمنطق سلاحًا لتحريف الكلم عن مواضعه سواء في القرآن أو الآثار أو كلام أهل الحديث، فعلوم العربية هي علوم موضوعة لخدمة بقية علوم الشريعة فهي مقصودة لغيرها لا لذاتها، كما قال الذهبي –رحمه الله- في "زغل العلم" (ص19): "النحويون لا بأس بهم، وعلمهم حسن مُحتاج إليه، لكن النحوي إذا أمعن في العربية، وعري عن علم الكتاب والسنة بقي فارغًا بطالاً لعَّابًا، ولا يسأله الله والحالة هذه عن علمه في الآخرة، بل هو كصنعة من الصنائع كالطب والحساب والهندسة لا يُثاب عليها ولا يعاقب، إذا لم يتكبر على الناس ولم يتحامق عليهم، واتقى الله تعالى وصان نفسه".اهـ
فإن الحافظ أبي بكر البغدادي كان من الحفاظ , ونقل الجاهل ما يثبتُ ان الحافظ حفظ ما سمع وما أخذ من العلم فنفي ما قالهُ فيه جاهلٌ ولا يساوي من العلم شيئاً هذا حالُ محامي الخيبة نسأل الله العافية وصدق من قال أنهم لصوص نصوص جهلةٌ لا يفقهون من العلم شيئاً وحوارُ هؤلاء القوم إنما هو مضيعة للوقت لأن الفهم لهُ اهلهُ , ولا يمكن أن يؤاخذ أخطاء قليلة في اللغة , وإنما عني شيخ الإسلام والإمام الثقة الثبت في حفظ السنة والحديث والعقيدة فكان حافظاً تقياً ورعاً كان ممن يحسنُ العربية ولكن اللحن فيها قليل فلا يقارنُ مثيلُ النخعي بالسيستاني النكرة , وليس على الإسلام أحدٌ منهم .
أملاهُ /
أهل الحديث
رأينا لأحدهم كلاماً حول تعليقنا وتناولنا بالسوء , وهذا ليس بالغريب عن هؤلاء القوم فقد بلغنا تناولهُ لي وللأخ الكريم الحوزوي وفقه الله للخير , ثم يقول كيف يكونُ فقيهاً مناظراً ولا يكتبُ أي كان أمياً فالإجابة فيما نقل محامي خيبتهم في الكلام وما أشير إليه يكشفُ عورة هذا الرجل , والله المستعان فقد تعجب المرء تمسكهم بهذا الباطل .
هل عرفتم لماذا عالماً فقيهاً مناظراً , ولا يطعنُ في علمهِ وإن اللحن عند الأئمة ليس بالمطعن عند أهل الحديث , كذلك أنهُ لا ينفي عنهُ الكلام بها بالكلية فإن اللحن عند أئمة أهل السنة قليل , وإن وجودهُ يكونُ نادراً فإعلم أن الحافظ البغدادي هنا من الحفاظ وإن كان لا يعرف أن يكتب فإنهُ من الحفاظ الثقات وهذا ما أشير إليه فيما نقل محاميكم .
قال الرافضي : " اما اية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله يدرس ويفتي وعنده طلبة والناس يستمعون اليه ولا ضرورة لمن هم على شاكلتك ان يستمعوا الى حديثه المبارك.لكن خذ هذه الهدية البسيطة وهي دليل على جهلك وانك لا تعرف ما هو موجود في كتبك " قبل أن أتقبل هديتكم بصدرٍ رحب أنا أقولُ لكم أين صوتهُ إن كان يتكلم فأين طلابهُ يثبتون لنا أنهُ يتكلم , ويجيد العربية إن هذا مما بلغني عنهُ قإن هذا الصامت عابدُ الأوثان حالكم حالهُ لم يثبت لهُ شيئاً من العلم بل من الفهم حتى والله المستعان , فإن أردت أن تتكلم في فن فتعلمهُ ولا أظنكم ستتعلمون هذا الفن لأنهُ لأهلهِ .
وفيها توفي أبو علي الفارسي الزاهد واسمه الحسن بن مسلم الحنبلي الفارسي من قرية بنهر عيسى يقال لها الفارسية كان أحد الأبدال وزاهد العراق سمع وتفقه بأبي ذر الكرخي وكان متبتلاً أقام أربعين سنة لا يكلم أحداً من الناس صائم الدهر قائم الليل يقرأ كل يوم وليلة ختمة وكانت السباع تأوي إلى زاويته .. إن ما نقلتهُ من شذرات الذهب لا إشكال فيه بل الإشكال في الإقامة أمد الدهر يفتي بما يغضبُ الله وبما تقشعرُ له الأبدان والكتابة في المنكرات , ثم لا نسمعُ لهُ صوتاً إن هذا لمن العجاب بمكان وليس ذلك فحسب بل يفتي بالزنا والعياذُ بالله ولم أجد شيئاً أو وصفاً أفضلُ من هذا فقد ورد في كتاب الله تبارك وتعالى , ولم أظفر بترجمتهِ .