| موضوع: الحق الرصين في رد شبهة المخنثين "حماد بن أسامة يذم المدلسين ويدلس" .. الجمعة 12 سبتمبر 2014 - 10:34 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين . سبق وأن قلتُ إن الرافضة " لصوص نصوص " يقفونَ على النصوص وقفة الجاهلين , والفهمُ بعيدٌ عن إعتقاد الموحدين , ولله العجب ما بقيوا على الإسلام في شيء وقد إطلعتُ على كلام للامرادي هذا كما يسمى , في باب " حماد بن سلمة " وقد شنع حماد بن سلمة على المدلسين ثم قال الرافضي " وحمادُ بن سلمة نفسهُ مدلس " وقد أكثر من الكلام ولم يكن لكامهِ داعٍ , ذكر كلام المثنين والمعدلين , وهو لا شك من الحافظ الأئمة الحافظين للحديث " المصرح بسماعهِ " عن كل من حدث عنهٌ . قال الخطيب البغدادي في الكفاية في علم الرواية (1/356) : " أخبرني أبو القاسم الأزهري قال ثنا عبد الرحمن بن عمر الخلال قال ثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة قال ثنا جدي قال سمعت سليمان بن حرب يقول سمعت جرير بن حازم يقول وذكر التدليس والمدلسين فعابه وقال أدنى ما يكون فيه انه يرى الناس انه سمع ما لم يسمع وقال ثنا جدي قال سمعت الحسن بن علي يقول سمعت أبا أسامة يقول خرب الله بيوت المدلسين ما هم عندي الا كذابون " هذا الذي إستدل بهِ الرافضي في كلام حماد بن أسامة وهو " أبي أسامة " رحمه الله تعالى الحافظ الثقة , ثم ترجم لرواة الخبر فرضاً على أن الخبر " حسن " كما قال الرافضي فهذا لا يقدح في حماد بن أسامة . ثم إستدل بخبر أوردهُ إبن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال (1/33) : " حدثنا أحمد بن موسى بن القراد، أخبرنا يعقوب بن شيبة قال: سمعت الحسن الحلواني يقول: سمعت أبا أسامة يقول: خرب الله بيوت المدلسين ما هم عندي إلا كاذبين " وهذا لا يصلح شاهداً للخبر الذي أخرجهُ البغدادي في الكفاية , وإنما هو " ضعيف " لجهالة أحمد بن موسى . في موسوعة أقوال الإمام أحمد في العلل (2/201) : " قال عبد الله بن أحمد : سمعت أبي , وذكر أبا أسامة قال : كان ثبتا لا يكاد يخطىء , ما كان أثبته " , " وقال عبد الله : سئل أبي عن أبي أسامة ، وأبي عاصم , من أثبتهما في الحديث ؟ فقال : أبو أسامة أثبت من مئه مثل أبي عاصم . قال أبي : كان أبو أسامة ثبتا صحيح الكتاب. ((العلل)) (772 و5980) " , " وقال عبد الله : سمعت أبي يقول : كان أبو أسامة ضابطا للحديث كيسا (صدوقا). ((العلل)) (4891 و5981) " , " وقال عبد الله : سمعت أبي يقول : قال أبو أسامة : كتبت بيدي مئة ألف حديث. ((العلل)) (5397) " , " وقال حنبل بن إسحاق , عن أحمد بن حنبل : أبو أسامة ثقه , كان أعلم الناس بأمور الناس ، وأخبار أهل الكوفة , وما كان أرواه عن هشام بن عروة. ((تهذيب الكمال)) 7/(1471) " . إنتهى . وفي موسوعة أقوال الدارقطني في الرجال (11/274) : " (*) قال الدارقطني ثقة. ((العلل)) 4 338 و5 الورقة 18. (*) وقال ثقة حافظ. ((العلل)) 5 الورقة 44. (*) وقال عنه هو ، وحفص بن غياث ، وأسباط بن محمد أثبات. ((السنن)) 1 211 " . قال الشيخ محمد بن عبد الله : " أبو أسامة حماد بن أسامة مشهور الرواية عن عبيدالله بن عمر، وروايته عنه مخرجة في الكتب الستة. وثقة أبي أسامة وتثبُّته لا تمنع خطأه. وراجع: تنقيح التحقيق، لابن عبدالهادي (2/307، 308). وتفرد الثقة ربما كان منكرًا؛ لقرائن تحتفُّ به، وليست هذه قاعدة مطَّردة. وراجع بحث (تفرد الثقة)، للشيخ إبراهيم اللاحم " . فكونُ الثقة حافظاً لا يعني عصمتهُ من الخطأ , ولا يعني أنهُ ثقة أن لا يقع في الخطأ وأبو أسامة ثقة حافظ جليل . ثم نقل الرافضي " قال ابن سعد ( كثير الحديث يدلس ، و يبين تدليسه ) " تفرد الحافظ إبن حجر في نقل هذا الخبر عن إبن سعد , ولم أعلم لأبن سعد " قولاً " في كتبهِ في حماد بن أسامة , وقد نقل القول من كلام الحافظ إبن حجر في تقريب التهذيب (3/3) : " قلت وقال بن سعد كان ثقة مأمونا كثير الحديث يدلس ويبين تدليسه وكان صاحب سنة " فلم أجد لإبن سعد كلاماً في " حماد بن أسامة " ووصفهُ بالتدليس ذكرهُ في تعريف أهل التقديس بمن وصف بالتدليس , وزعم الرافضي أن إبن حجر صنف الحافظ حماد بن أسامة في الطبقة الثانية من المدلسين ثم لو فرضنا أن خبر التدليس صحيح , وأنهُ دلس رحمه الله تعالى " فغنهُ يبين تدليسهُ " فإنهُ مع بغضهِ للمدلسين وكلامهُ عليهم فإنهُ إن دلس فإنهُ يبينُ ذلك فهذا ينفي كون كلامهِ " ينطبقُ عليه " لأنهُ يبين محل التدليس فالمدلس إن دلس لم يقل أنهُ دلس وإنما عرف ذلك أهل العلم في روايتهم , ولكن مع الفرض بصحة خبر تدليس حماد فهذا يعني أنهُ " يبين تدليسهُ " وبالتالي ينتفي كونهُ كلامهِ واقعاً عليه في وصفهم بالكذب . فإن زعم أنهُ " يبغض المدلسين " ويدلس فهذا لا يعني وقوع كلامهِ عليه لأنهُ رحمه الله تعالى يبينُ تدليسهُ إن فرضنا أنهُ دلس , ومع ذلك فإني لم أجد كلام إبن سعد في كتابه الطبقات , أو صرح بالكلام عليه بالتدليس ووصفهُ بهِ إلا ما نقلهُ الحافظ إبن حجر في التقريب وذكرهُ شهاب الدين الشافعي في تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس نقل قول الحافظ إبن سعد في حماد بن أسامة القبطي , وهو من الثقات ولا ينتفي عن الثقة أن يخطئ لأنهُ لا أحد معصوم عند أهل السنة إلا الأنبياء , وفي كلا الحالتين لا يقعُ التدليس من حماد بن أسامة إلا قليل فمع حفظهِ وكونهِ من الحكماء الاعلام , فإن التدليس وإن ثبت فإنهُ يعني الإتصال لرواية حماد بن أسامة فهو من الثقات المكثرين , وكلامهُ " يبينُ تدليسهُ " كافية برد كلام اللامرادي , ثم تبين لنا ان الخبر لا يصحُ في حاد بن أسامة وسنينُ ذلك إن شاء الله تعالى .
فكما يعلمُ انهُ متفق على الإحتجاج بحماد بن أسامة , وأنهُ من الثقات المعتبرين عند أهل الحديث , وأخبارهُ صحيحة , ثم قال : " كثير التدليس ولكنهُ رجع عنهُ " وهذا يعني أن القبطي قال ان حماد بن أسامة كان يدلس ولكنهُ رجع عن التدليس ولا يجزم قول أن ما قلهُ أبو أسامة , بعد ان رجع عن تدليسهِ , وهذا الراجحُ عندي " أنهُ ما قال هذا في المدلسين إلا بعد أن رجح " ثم لا يخفى أن كلام إبن سعد لا يعني نزول قولهِ فيهِ كما بينا إن فرضنا على أنهُ دلس وقالها وهو يدلس " فإنهُ كان يبين تدليسهُ " وكلامهُ في ان أهل التدليس هم الكذب لا يستقيمُ ان يوضع كلامهُ عليه لا من قريبٍ ولا من بعيد وهذا باطل , قلتُ أن الرافضةَ لصوص نصوص , وأخرُ دعواي ان الحمد لله رب العالمين . إن أصبتُ فمن الله وإن أخطأتُ فمن نفسي والشيطان . وليت الإخوة من كان لديهِ علمٌ في هذه المسألة فلا يبخل علينا ويزيدنا نفع الله بكم . كتبهُ / أهل الحديث |
|