أبو عبد الله الحاكم "ولم أستحسن ذكر أسماء المدلسين من أئمة المسلمين" ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين
بلغني وربما هي قديمة في منتديات الرافضة وشبهاتهم القول بما قال أبي عبد الله في أئمة المسلمين في كتاب " معرفة علوم الحديث " وقالوا " الصيانة " فهل هذه الصيانة التي أشار إليها أهل السنة , لكن من الغريب أن نرى الكلام بلا فهم ولا نقل ولا صدق ولا أمانة علمية , فهم " أهل التدليس " قبحهم الله تعالى ما هذا إلا باطلٌ أرادوهُ .
فهذا الحاكم ذكر أقسام التدليس ، ثم قال: ((قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس، ليتأمله طالب هذا العلم، فيقيس بالأقل على الأكثر. ولم استحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث ورواته)) معرفة علوم الحديث ص:111. فلوا أنصفوا وكانوا من النقلة بأمانة لعرفوا أن الكلام طول جداً , وهذا تدليس من الرافضة أن نقلوا فقط كلام الحاكم رحمه الله تعالى هنا , وبتروا بقية الكلام وهذا تدليس .
وقد إستفتح الحاكم كلامهُ صفحة 103 إلي صفحة 111 وقال : " بدأه قوله: " ذكر النوع السادس والعشرين من علوم الحديث هذا النوع من هذه العلوم معرفة المدلسين الذين لا يميز من كتب عنهم بين ما سمعوه وما لم يسمعوه " قال الشيخ محمد الامين عاملهُ الله تعالى بلطفهِ وغفر لهُ : " قال أبو عبد الله هذا باب المطلوب فليعلم صاحب الحديث أن الحسن لم يسمع من أبي هريرة ولا من جابر ولا من بن عمر ولا من بن عباس شيئا قط وان الأعمش لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من أنس وأن الشعبي لم يسمع من عائشة ولا من عبد الله بن مسعود ولا من أسامة بن زيد ولا من علي انما رآه رؤية ولا من معاذ بن جبل ولا من زيد بن ثابت وأن قتادة لم يسمع من أنس وأن عامة حديث عمرو بن دينار عن مسموعة وأن عامة حديث مكحول عن الصحابة حوالة وأن ذلك كان كله يخفى الا على الحفاظ للحديث وقال أبو عبد الله قد ذكرت في هذه الأجناس الستة أنواع التدليس ليتأمله طالب هذا العلم فيقيس بالأقل على الأكثر ولم أستحسن ذكر أسامي من دلس من أئمة المسلمين صيانة للحديث أن أدل على جملة يهتدي إليها الباحث عن الأئمة الذين دلسوا والذين تورعوا عن التدليس.... إلخ.
ألا ترى أنه ذكر أسماء الكثير من المدلسين فعلاً؟ لكن قصده من العبارة أنه يخشى أن طالب العلم يسمع براو دلس حديثاً واحدا فيعمم هذا على مروياته كلها ويردها. وهذا خطأ إذ المعتمد هو أن من كان قليل التدليس لا يعتبر مدلسا ولا ترد عنعنته.
أما كلام الذهبي فمقصوده أن رواة الحديث بعد المئة الثالثة كانوا يروون من الكتب فحسب، فلم يعد للحفظ من أهمية كبيرة. لذلك تغيرت صفة التوثيق وصار الاهتمام بالعدالة وحدها لضمان الضبط بالكتاب " إنتهى كلامهُ حفظه الله تعالى . وقال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله تعالى كما أذكر في إجابتهِ على أسئلتنا في ملتقى أهل الحديث حول مسائل المصطلح وغيرها قال في كلام الحاكم رحمه الله تعالى .
أما كلام الحاكم رحمه الله فمحمول على من احتمل الأئمة تدليسه ولم يره أهل العلم قادحاً في مروياته لأمانته كالسفيانين وغيرهما أو لقلة وندرة تدليسه في جانب مروياته الكثيرة فلم يذكرهم لئلا يتعرض صغار الطلاب لنقدهم وذكرهم وعدمه لا أثر له في مروياتهم وأما من كان تدليسه مؤثراً في رواياته فلا بد من ذكره مهما كانت النتائج المترتبة على ذكره نصحاً للأمة وصيانة للسنة . إنتهى كلامهُ رحمه الله تعالى ثم أسهب الرافضة فقالوا السفيانين يدلسان , قلنا وما أقل تدليسهما , وقال جاهلٌ أن شعبة يدلس وفي هذا كلام ورسالة كاملة وقد درسهُ أهل العلم ونكتفي هنا . إن أصبتُ فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .
أهلُ الحديث