إسكات الحمار المحتج بأثر إبن عمر [أتنصت كأنك حمار] ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين .
لا أعرف متى طرح هذه الشبهة أحد الذين أشهدُ لهم " بالجهل المطلق " صاحبُ اللسان القذر الذي لم أرى مثله في حياتي وعليه أخاطبهُ بنفس الأسلوب الذي يكتب فيه رداً على أهل السنة ولهذا عنونت الموضوع " إسكات الحمار " وشبهته تدول حول أثر عن إبن عمر رضيا لله عنهُ حول صلاة التراويح , ومسألة الصلاة في المسجد في جماعة والله المستعان .
روى الصنعاني في المصنف ج4-ص264 :
( عبد الرزاق عن الثوري عن منصور عن مجاهد قال : جاء رجل إلى ابن عمر ، قال : أصلي خلف الامام في رمضان ؟ قال : أتقرأ القرآن ؟ قال : نعم ، قال : أفتنصت كأنك حمار ، صل في بيتك ) فقال الرافضي لماذا تصلون في الحرم وضرب مثلاً الحرم المكي صانه الله تعالى من دنس الرافضة المشركين , ولكن لماذا لا يفهم الرافضة النصوص حق فهمها فالله تعالى المستعان وعليه التكلان ..
وهذه الرواية يهديها لنا هذا الحمار الناهقِ في شهر رمضان وأنا قبلت .
أقول : الرواية صحيحة الإسناد ولا شك في صحتها , وهي واردة في باب من كان لا يقوم مع الناس في رمضان , والخلاف واقع هنا في كون صلاة التراويح أفضل في المسجد أم في المنزل كما في الرواية المذكورة في مصنف عبد الرزاق الصنعاني وفي السنن للبيهقي , فهل الأفضل أن يصلي التراويح في المسجد في جماعة , أم الأفضل أن يصليها منفرداً في منزلهِ .
التراويح لا تشترط الجماعة ولكنها أفضل عند كثير من السلف الصالح كالإمام أحمد بن حنبل , رضي الله تعالى عنه ورحمهُ رحمة واسعة فكان يختار صلاتها مع الإمام بالمسجد على صلاتها في البيت؛ لقوة الأدلة عنده على ذلك. قال أبو داود في (مسائل أحمد) : سمعت أحمد قيل له: يعجبك أن يصلي الرجل مع الناس في رمضان، أو وحده؟ قال: يصلي مع الناس. وسمعته أيضا يقول: يعجبني أن يصلي مع الإمام ويوتر معه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له بقية ليلته" أخرجه أحمد (5/ 159، 163)، وأبو داود (1375)، والترمذي (806) وقال: هذا حديث حسن صحيح، والنسائي (3/ 83، 84)، وابن ماجه (1327) من حديث أبي ذر رضي الله عنه وصححه الشيخ الألباني في (إرواء الغليل) (447).10 - (1/ 786) , فالأصل أن كثير من السلف الصالح كان يرى أن الصلاة في المسجد أفضلية مع العلم أن التراويح لا تشترط الجماعة كما أشرنا في حديثنا .
ولكن الأفضل كما هو عليه السلف فعلها في المسجد مع الإمام , ولهذا يتفرع عليها، ما يكون في حق الذي يحسن القراءة، فهل الأفضل له أن ينفرد في بيته، أم يأتم بالإمام في التراويح مع إحسانه القراءة , ورواية إبن عمر في مصنف عبد الرزاق هي على هذا الفرع وكما هو واضح فإن إبن عمر رضي الله عنه يرى أن من يحسن القراءة لا وجه له لينصت مع الإمام والأفضل له أن ينفرد في بيته بصلاتهِ وهذا الكلام حول شرح الرواية التي عن إبن عمر ولكن السلف على أفضلية الصلاة في المسجد مع الإمام ووقع الخلاف في مسألة إحسان القراءة والرواية لا مطعن فيها فعبد الله بن عمر كان من الفقهاء ولهُ رأي في ان من يحسن القراءة الأفضل له أن يصلي في البيت .
مع العلم أن إبن عمر لم ينكر شرعية التراويح .
هذه رؤيا إبن عمر رضي الله عنهُ , ومع ذلك ما عليه السلف الصالح هو أن الصلاة في المسجد أفضل عند بعض أئمة السلف رحمهم الله تذكر أنا نتكلم عن مشروعية الصلاة في المسجد في جماعة وشرح كلام إبن عمر فلا يفهمُ حديثنا على خلاف الوجه الصحيح الذي هو عليه الآن فإبن عمر رضي الله عنهُ يرى أن من كان يجيد القراءة فالأولى لهُ أن يصلى في بيته مع العلم أنه لا ينتقص من مشروعية صلاة التراويح , فإبن عمر رضي الله تعالى عنهُ وجماعة من التابعين كانوا يفضلون القيام منفردين كما في مصنف عبد الرزاق الصنعاني حيث نقل هذا الكلام والرواية طالما أنهم يحفظون شيئاً من القرآن الكريم يعينهم على طول الليل وقيامهُ فهذا ما كان يراه إبن عمر رضي الله عنهُ .
أما قولهُ " أتنصت كأنك حمار " .. ؟
هو إستفاهم الغرض منه إستنكار الفعل لإنعدام الفائدة , فلقد كان يرى رضي الله عنهُ أن من يحسن قراءة القرآن الكريم لا يستفيد شيئاً من الصلاة خلف الإمام في المسجد فيكون الأفضل له القيام في بيتهِ منفرداً , وليس في كلام إبن عمر طعن في مشروعية صلاة التراويح حتى في المسجد مع الإمام ولكنهُ يرى أن من يجيد قراءة القرآن الكريم أن هذا أفضل له أن يصلي في بيته وكما أشرنا فإن التراويح لا تشترط الصلاة في المسجد , فسؤاله للسائل " أتقرأ القرآن " تصريح كامل بإن إبن عمر يرى مشروعيتها ولكنهُ كان يرى هو وجماعة من التابعين الصلاة في البيت إن كان المصلي يجيد قراءة القرآن الكريم يعينهُ على القيام في شهر رمضان , فإن الدليل أن إبن عمر يرى مشروعية صلاة التراويح ولكن الوجه في كلامه هو إحسان القراءة أن يصلي في البيت والإستفاهم إستنكاري هنا من فعل هذا السائل إذ أنه كان يرى الصلاة منفردة في البيت , وذهب جماعة من السلف الصالح إلي مشروعية صلاتها في المسجد والله أعلم .
كتبه /
أهل الحديث