إرشاد الفكر العليل لضعف أخبار أعلم الصحابة بالتأويل ..
العلل المتناهة في الأحاديث الهاوية ..
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين, وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل في المسند (2/646) : (( وأنا ابن روح , وابن فهد قالا : أنا محمد بن إبراهيم الكهيلي , أنا محمد بن عبد الله الحضرمي , نا عثمان بن أبي شيبة , نا سفيان بن عيينة , عن يحيى بن سعيد , قال : أراه عن سعيد بن المسيب , قال : " لم يكن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول : سلوني إلا علي بن أبي طالب عليه السلام " )) .
وعلى ذلك لابد من التثبت من صحة الأخبار عند اهل الجرح والتعديل والحديث ، فيرجعُ إلي أهل التحقيق وأئمة هذا الفن .
وقد شذ الرافضة عن هذا الأصل بضعف الأفهام .
وها أنا أذكر هذه العلل , وأجري عليهما سنن أئمة الحديث في النقد, ((لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ)).
وقد قيل: ((ثبت العرش ثم انقش))!!
أخرج الإمام أحمد في مسندهِ (2/646) وابن أبي شيبة في المصنف (5/312) .
قال الخطيب (الفقيه والمتفقه 2/48) : (( قلت : وإنما كان يقول هذا القول وقد انتهى الأمر إليه , وتعينت الفتوى عليه , وانقرضت الفقهاء من الصحابة سواه , وحصل في جمع أكثرهم عامة , ولولا ذاك ما بلي به , ألا ترى أنه لم يقل هذا في عهد أبي بكر , ولا في عهد عمر , لأنه قد كان في ذلك الوقت جماعة يكفون أمر الفتوى ثم من أين بعد علي مثله , حتى يقول هذا القول )) .
قلت : وهذا الصوابُ في تأويل الحديث ، فكما هو معلوم إن المطلع على الحديث يعلمُ أن هذا كان عند توليه الأمر وإلا لمْ نعلم أن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهُ قال هذا القول في عهد أبو بكر وعمر أو في عهد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
(( الخلاصة ))
الحديث الذي أخرجهُ الإمام أحمد بن حنبل في مسندهِ لا يثبتُ أعلميةُ علي في التأويل والفتوى أيها القارئ الكريم ، والسبب أن هذا واقعٌ في توليه الخلافة ولا نعلم أن علي رضي الله عنهُ قال هذا القول في عهد أحد من فقهاء الصحابة .
كتبهُ /
أبو الزهراء الأثري
تقي الدين الغزي
3/1/2012م
1433ه
المبحث الثاني :
حديث قتال علي رضي الله عنهُ
على التأويل وأعلمهُ بالتأويل
أخرج أبو يعلى في مسندهِ (2/341) : (( حدثنا عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه : عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا قال عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل وكان أعطى عليا نعله يخصفها )) .
قلتُ : ضعيفٌ جداً .
أخرجه أحمد (3/82 ، رقم 11790) ، قال الهيثمى (9/133) : رجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة . وأبو يعلى (2/341 ، رقم 1086) ، قال الهيثمى (5/186) : رجاله رجال الصحيح . وابن حبان (15/385 ، رقم 6937) ، والحاكم (3/132 ، رقم 4621) وقال : صحيح على شرط الشيخين .
قال الشيخ أبو الحسن الكناني في التنزيه (1/387) : (( حديث أبى أيوب أمرنا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين مع على ( حب ) وفيه أصبغ بن نباتة وعنه على بن الحزور شيعى متروك ( تعقب ) بأن له طرقا أخرى غير هذه فأخرجه الحاكم فى الأربعين من طريقين وأخرجه من حديث على بلفظ أمرت بقتال ثلاثة فذكره وأخرجه من حديث أبى سعيد الخدرى بسند ضعيف ومن حديث ابن مسعود وكذا الطبرانى من طريقين وأخرجه أبو يعلى والخطيب والحافظ عبد الغنى فى إيضاح الاشكال من حديث على قال العقيلى وأسانيدها لينة وأخرجه الطبرانى من حديث عمار ( قلت ) وأخرج الحاكم فى الأربعين شاهدا له من حديث أبى سعيد سمعت رسول الله يقول إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكن خاصف النعل قال وكان أعطى عليا نعله يخصفها قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين والله أعلم )) .
وقال الحافظ ابن حجر [1] : (( فيه نَظر )) .
وفي الأطراف [2] : (( تفرد به إسماعيل بن جعفر عن حبيب بن حسان ولا أعلم حدث به غير عبد العزيز بن بحر.سعيد بن المسيب عن الخدري )) .
كتبهُ /
أبو الزهراء الغزي الأثري
أهل الحديث
4/1/2012م
1433ه
[1] : (الإصابة1/25) .
[2] : أطرائف الغرائب والأفراد (5/64) .