تَحريفِ البُخَاري لَإسمِ الصَحابيّ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الْوَاقِي مَنْ اتَّقَاهُ مَرَجَ الأَهْواءِ وَهَرَجِهَا . وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً كَامِنَةً فِي الْقَلْبِ وَاللِّسَانُ يَنْطِقُ بِهَا وَالْجَوَارِحُ تَعْمَلُ عَلَى مِنْهَاجِهَا . آمِنَةً مِنْ اخْتِلالِ الأَذْهَانِ وَغَلَبَةِ الأَهْوَاءِ وَاعْوِجَاجِهَا . ضَامِنَةً لِمَنْ يَمُوتُ عَلَيْهَا حُسْنَ لِقَاءِ الأَرْوَاحِ عِنْدَ عُرُوجِهَا . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ إِمَامُ التَّقْوَى وَضِيَاءُ سِرَاجِهَا . وَالسِّرَاجُ الْمُنِيْرُ الْفَارِقُ بَيْنَ ضِيَاءِ الدِّينِ وَظُلُمَاتِ الشِّرْكِ وَاعْوِجَاجِهَا . وَالآخِذُ بِحُجُزِ مُصَدِّقِيهِ عَنِ التَّهَافُتِ فِي النَّارِ وَوُلُوجِهَا . صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ أَزْكَى صَلاتِهِ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لَهَا فِي أَبْرَاجِهَا .... وَبَعْدُ ..
قالَ إمامُ المُحدِثينْ الوَرع الصادِقْ أميرُ المُؤمنينَ في الحَديثِ محمد بن إسماعيل البخاري رضي الله عنهُ في الصحيح : [ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا الشَّيْبَانِيُّ سُلَيْمَانُ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ ، فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ ، قَالَ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَمْسَيْتَ ، قَالَ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا ، قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا ، قَالَ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا ، فَنَزَلَ فَجَدَحَ ، ثُمَّ قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ ، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ] .
قَالَ المُفتَري : البُخاري حذف إسمَ الصحابي لأنهُ لا يتوافقُ مع عقيدتهِ في الصحابةَ ... وأورد إسناد أبو داود رحمه الله تعالى والرجل بلغَ من الجهل ما بلغ حتى رمى إمام المحدثين بالتحريف فالله تعالى المستعان ، فلا يخفاكم أن علمَ الحديث من أدق العلوم فكيف لمثل هؤلاء النكرات الخوض فيهِ .
وأخرجها أبو داود في سننهِ : [ حدثنا مسدد حدثنا عبد الواحد حدثنا سليمان الشيباني قال سمعت عبد الله بن أبي أوفى يقول سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال : يا بلال انزل فاجدح لنا . قال : يا رسول الله لو أمسيت . قال : انزل فاجدح لنا . قال : يا رسول الله إن عليك نهاراً . قال : انزل فاجدح لنا فنزل فجدح فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم وأشار بأصبعه قبل المشرق ] قلتُ : ليتَ الرافضي بحثَ ودقق قبل أن يرمي جبل المحدثين بالتحريف ، فالجهلُ باقٍ فيكَ ما بلغتَ في حياتكَ ، وليس هذا بتحريف بل الإجابةُ واضحةٌ لمن أراد الفائدة والصواب ، ولكنكم قومٌ بور لا تريدون إلا الطعن في الإسلام والمسلمين ، فإتخذتم الكذبّ لكم بابٌ وما أوسعهُ في هذا الأمر ولله المشتكى وعليه التكلان .
ولكي يتضحَ المقال قال ابن حجر في التغليق : [ عقب حديث ابن عيينة ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي " الْحَدِيثَ ، تابعه جرير ، وأبو بكر بن عياش ، عن الشيباني ، عن ابن أبي أوفى ، انتهى . أما حديث جرير ، فأسنده في الطلاق ، عن علي ، عنه به . وأما حديث أبي بكر ، فأسنده بعد قليل في الصوم ، عن أحمد بن يونس ، عنه به ] .
قال الحافظ ابن حجر في الفتح : [ قوله : ( سرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو صائم ، فلما غربت الشمس قال : انزل فاجدح لنا ) لم يسم المأمور بذلك ، وقد أخرجه أبو داود عن مسدد شيخ البخاري فيه ، فسماه ، ولفظه : " فقال : يا بلال [ ص: 234 ] انزل إلخ " وأخرجه الإسماعيلي وأبو نعيم من طرق عن عبد الواحد ، وهو ابن زياد شيخ مسدد فيه ، فاتفقت رواياتهم على قوله : " يا فلان " فلعلها تصحفت ، ولعل هذا هو السر في حذف البخاري لها ، وقد سبق الحديث في الباب الذي قبله من رواية خالد من الشيباني بلفظ : " يا فلان " وذكرنا أن في حديث عمر عند ابن خزيمة " قال : قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم - : إذا أقبل الليل . . . إلخ " فيحتمل أن يكون المخاطب بذلك عمر فإن الحديث واحد ، فلما كان عمر هو المقول له : " إذا أقبل الليل . . . إلخ " احتمل أن يكون هو المقول له أولا : " اجدح " لكن يؤيد كونه بلالا قوله في رواية شعبة المذكورة قبل : " فدعا صاحب شرابه " فإن بلالا هو المعروف بخدمة النبي صلى الله عليه وسلم ] ألا وإنهُ من الواضحاتِ أن الحديث ليسَ مُحرفاً وليتَ شعري كيف لا يميزونَ بين التصحيفِ وبين التحريفِ حتى يتهمون أهل الأمانةِ بالتحريف ، ثم والأعجب سقوطهم إن وردَ التحريفُ بمعناهُ المصطلحي في كتبهم فيبررونها بطريقةٍ مضطربةٍ جداً والله تعالى المستعان .
وقال ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة : [ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَلَمَّا غَابَتِ الشَّمْسُ قَالَ لِرَجُلٍ : " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَمْسَيْتَ ؟ قَالَ : " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا ! " قَالَ : إِنَّ عَلَيْنَا نَهَارًا ! قَالَ : فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ فَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا " وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ " فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " . الرَّجُلُ الْمَذْكُورُ هُوَ : بِلالٌ الْمُؤَذِّنُ ] فكيفَ بالمَذكُورِ أن يُحَولَ النصَ إلي التَحريفِ وفقَ هواهُ وجهلهُ الصريح بكتب أهل الإسلام والإيمان !!!! ، وفي رواية ابن عيينة رحمه الله تعالى لم يذكر بلال عند عبد الرزاق الصنعاني في مسندهِ رحمه الله : [ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرْ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي بِشَيْءٍ وَهُوَ صَائِمٌ ، فَقَالَ : الشَّمْسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ! قَالَ : انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي ، قَالَ : فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُ فَشَرِبَ ، وَقَالَ : وَلَوْ تَرَآهَا أَحَدٌ عَلَى بَعِيرِهِ لَرَآهَا ، يَعْنِي الشَّمْسَ ، ثُمَّ أَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " ] ورواها أيضاً فقال (( قالَ : لرجل )) عند ابن حبان في الصحيح فقال : [ يَقُولُ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ : " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " ، قَالَ : الشَّمْسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " ، قَالَ : الشَّمْسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا "فَنَزَلَ فَجَدَحَ ، فَشَرِبَ ، فَقَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا ، وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَاهُنَا ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " ، اجْدَحْ : خَوِّضِ السَّوِيقَ ، قَالَهُ أَبُو حَاتِمٍ ] وعند الإمام أحمد في المسند : [ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَقَالَ لِرَجُلٍ : " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً : " فَاجْدَحْ لِي " قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الشَّمْسُ ! قَالَ : " انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا " وقَالَ سُفْيَانَ مَرَّةً : " فَاجْدَحْ لِي " قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، الشَّمْسُ ، قَال : " انَزِلْ فَاجْدَحْ " فَجَدَحَ ، فَشَرِبَ ، فَلَمَّا شَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْمَأَ بِيَدِهِ نَحْوَ اللَّيْلِ : " إِذَا رَأَيْتُمْ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا ، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ " ] فما هي بتحريف كما إدعى الرافضي وحسبك بقول الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى ، فأين الرافضةَ من كذبهم !!! .
كَتبهُ /
تَقيُ الدينِ السُنيّ
غفَر الله لهُ ولوالديهِ ولمشخيتهِ واهل السنة أجمعين