العلامة الحلي [ يهملُ ابن داود ] ولا يترجم لهُ في خلاصتهِ على غرار ابن داود فيعاتبه ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الْوَاقِي مَنْ اتَّقَاهُ مَرَجَ الأَهْواءِ وَهَرَجِهَا . وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً كَامِنَةً فِي الْقَلْبِ وَاللِّسَانُ يَنْطِقُ بِهَا وَالْجَوَارِحُ تَعْمَلُ عَلَى مِنْهَاجِهَا . آمِنَةً مِنْ اخْتِلالِ الأَذْهَانِ وَغَلَبَةِ الأَهْوَاءِ وَاعْوِجَاجِهَا . ضَامِنَةً لِمَنْ يَمُوتُ عَلَيْهَا حُسْنَ لِقَاءِ الأَرْوَاحِ عِنْدَ عُرُوجِهَا . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ إِمَامُ التَّقْوَى وَضِيَاءُ سِرَاجِهَا . وَالسِّرَاجُ الْمُنِيْرُ الْفَارِقُ بَيْنَ ضِيَاءِ الدِّينِ وَظُلُمَاتِ الشِّرْكِ وَاعْوِجَاجِهَا . وَالآخِذُ بِحُجُزِ مُصَدِّقِيهِ عَنِ التَّهَافُتِ فِي النَّارِ وَوُلُوجِهَا . صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ أَزْكَى صَلاتِهِ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍ لَهَا فِي أَبْرَاجِهَا .... وَبَعْدُ ..
لطالما شنع الإمامية على القاعدة الحديثية [ طعنُ الاقران يطوى ولا يروى ] ورأوا في ذلك أنها غير صحيحة ، فالإماميةُ عالةٌ على أهل السنة والجماعة كما قرر المتقدمين من الرافضة في علم الرجال والحديث ، كما أنهُ لا حُجة لهم في ذلك ولا علم ولله تعالى المشتكى ، واليوم نرى أن هُناك ما يجري بين [ ابن داود الحلي ] و [ العلامة الحلي ] حيث أن الأول قد ترجم للثاني ، والثاني لم يترجم لهُ رغم كونه معاصراً لهُ ...!!
رجال ابن داود الحلي تحقيق محمد صادق آل بحر العلوم المقدمة (1/4) .
كان المترجم له معاصرا للعلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر ، وشريكا له في الدرس عند المحقق الحلي صاحب ( الشرايع ) جعفر بن سعيد - رحمه الله - والعلامة الحلي أصغر منه بسنة فان العلامة - كما ذكر في ترجمة نفسه في الخلاصة - ولد تاسع وعشرين شهر رمضان سنة 648 ه ، وابن داود ولد - كما عرفت - في خامس جمادى الآخرة سنة 647 ه ، ويعبر عنه ابن داود في رجاله - عند انتقاده له - في بعض التراجم بقوله : ( بعض أصحابنا ) ولم يصرح باسمه .
ومن الغريب أن ابن داود ترجم للعلامة الحلي في كتاب رجاله في القسم الأول منه ولكن العلامة لم يذكره في ( خلاصته ) مع أنه معاصره وشريكه في الدرس عند المحقق الحلي - كما عرفت - وذلك مما يستدعي الغرابة . ولم يذكر أرباب المعاجم أسبابا لذلك ، ولعلهم لا يعرفونها .
وهُنا يحقُ لنا ان نسأل الرافضة بعض الأسئلة .... !!
إن العلامة الحسن بن يوسف الحلي كان معاصراً لابن داود الحلي وكان كلٌ منهما يأخذُ مِنْ نفس الشيخ وهذا يعني أنهما قرينان في نفس الطبقة ، ولكن الغريب كما قال المحقق ما حصل بين الإثنين وهذا يستعدي لنا بعض التساؤلات :
1- لماذا لم يصرح ابن داود الحلي بإسم [ العلامة ] في الرجال عند نقل أقواله بقول [ بعض أصحابنا ] ولم يصرح باسم العلامة الحلي ، فما السبب خلاف ذلك أيها الإمامية بين هذين الرافضيين واللذان يعتبران أهم أعلام الإمامية في الرجال ..... !
2- يقول المحقق [ ومن الغريب!!! ] أن ابن داود يترجمُ للعلامة في القسم الأول وهو كما يعلمُ قسمُ الممدوحين والمثنى عليهم في كتاب ابن داود الحلي ولكن ابن المطهر الحلي لم يترجم لهُ فيقول المحقق : [ ]ومن الغريب أن ابن داود ترجم للعلامة الحلي في كتاب رجاله في القسم الأول منه ولكن العلامة لم يذكره في ( خلاصته ) مع أنه معاصره وشريكه في الدرس عند المحقق الحلي - كما عرفت - ] وهذا مما يستدعي الغرابة ، ولا يقتصر هذا الأمر فحسب بل إن هذا يستعدي الغرابة والإستغراب فلماذا يا ترى لم يترجم لهُ في الخلاصة ,,, ؟
3- لماذا يبهم ابن داود الحلي اسم العلامة الحلي عند النقل عنهُ وسننقل بعض الأمثلة في كتاب رجال ابن داود الحلي كما قال المحقق فيها ذكر [ بعض أصحابنا ] ثم الإشارة المباشرة إلي كتاب العلامة ، وهذا يعني أنه العلامة الحلي بن المطهر ....!!
4- لماذا لم يذكر أرباب المعاجم أسباباً لذلك ، وكيف يمكن أنها لا تعرف ...!!!
ثم والأغرب من ذلك أن الصراع القائم بين هذين الإثنان رغم أن كل منهما عاصر الآخر فلماذا لم يترجم ابن المطهر لهُ ، ولماذا يعاتبه ابن داود الحلي بإبهام إسمهُ وكما أرى فإن ابن داود الحلي يحملُ بعض الإستحقار للعلامة الحلي فلذلك ابهم إسمهُ ، كما فعل أبي الهدى الكلباسي في سما المقال في علم الرجال عندما وصف عبارات العلامة الحلي بأنها عبارات [ سمجة ] تدل على سخافة علم طارحها فالله تعالى المشتكى .
بعض الأمثلة على إبهام ابن داود لإسم الحلي في الرجال .
* رجال ابن داود لابن داود الحلي ص29.
11 - إبراهيم بن أبي الكرام الجعفري ضا ذكر بعض أصحابنا أنه كان خيرا .
* رجال ابن داود الحلي ص59 .
273 - تميم بن حذيم ، بكسر الحاء المهملة وسكون الذال المعجمة وفتح الياء المثناة تحت ، الناجي ى ( جخ ) شهد معه وكان من خواصه ، كذا أثبته الشيخ بخطه ورأيت بعض أصحابنا قد أثبته " حذلم " وهو أقرب ، قال الجوهري : " تميم بن حذ لم من التابعين " ورأيت هذا المصنف قد أثبت هذا الاسم بعينه في خواص أمير المؤمنين " عليه السلام " : " تميم ابن خزيم بالخاء المعجمة والزاي " وهو وهم .
* رجال ابن داود الحلي ص67 .
493 - الحسين بن مالك القمي دى ( جخ ) ثقة واشتبه على بعض أصحابنا فأثبته في باب الحسن وليس كذلك ، وانما هو الحسين بن مالك.
فهل مِنْ للرافضة أن تشرح لنا هذا الأمر المبهم في كتبهم بين هذين الرجلين .. ؟
ملاحظة : جزى الله من قام بتصوير الوثيقة ووضعها هُنا . والله الموفق .
كتبه /
أهل الحديث