رواية العرباض بن سارية لحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد / فإنا قد بدأنا هذه السلسلة في الرد على " موسوعة أسئلة الشيعة من أهل السنة " فستكونُ هذه السلسة إن شاء الله بعنوان " موسوعة أجوبة أهل السنة على الموسوعة الرافضية " وفي هذه السلسلة سنتطرق إلي موقع الرافضة المشهور في البحث , وسنردُ على الإيرادات كلها إن مكننا الله تبارك وتعالى وسنبدأ بقسم " الحديث " في هذه الموسوعة الرافضية إن شاء الله تعالى , نسأل الله تعالى التوفيق والسداد.
[يصححون رواية ضعيفة!! اين الامانة العلمية؟].
موطنُ الشبهة هي رواية العرباض بن سارية لحديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين , فكم جهد أهل الحديث وطلبةُ العلم في إثبات صحة هذا الحديث الذي يثبتُ هدم عقيدة الشيعة الإثنى حشرية , ويمكنُ إجمالُ الكلام بأن الحديث " صحيح ".
ليس في المتن أي نكارة، وقد تلقى الأئمة هذا الحديث بالقبول، وصححوه كالبزار في مسنده، نقله عنه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، وأقره، وكذا أبونعيم الأصبهاني، والضياء المقدسي، وجمع يطول ذكرهم، ذكرهم الشيخ الأباني -رحمه الله- في الصحيحة، هذا بالإضافة إلى أن إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر وعمروبن أبي سلمة التنيسي توبعا: فرواه ابن ماجه والطبراني في مسند الشاميين الأول من طرق عن الوليد بن مسلم، وقد صرح يحيى بن أبي المطاع بسماعه من العرباض، وسنده صحيح غاية، ولم يتفرد البخاري -رحمه الله- بذكر سماع ابن أبي المطاع بل تابعه على ذلك يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ، وسماع ابن أبي المطاع ممكن، فالسند صحيح، ولابن أبي المطاع متابعات أخرى، كمتابعة المهاصر بن حبيب أخرجه ابن أبي عاصم في السنة وغيره بسند صحيح عنه، والمهاصر صدوق، وله متابعات يطول ذكرها تنظر في النصيحة للشيه الألباني والصحيحة.
فأشكل حول سماع أبي مطاع من العرباض.
فإن طريق أبي مطاع عن العرباض بن سارية فيه تصريح بالسماع وهوصحيح جداً , أخرجها ابن ماجه في سننه (42) وابن أبي عاصم في السنة (26) و(55) و(138) والمروزي في السنة (رقم27) والبزار في مسنده (ق/219) وتمام الرازي في فوائده (355) وابن عساكر في تاريخ دمشق (31/ 27 - 28) و(4/ 179 - 18) من طرق عن الوليد بن مسلم، والطبراني في المعجم الكبير (18/رقم622) والأوسط (رقم66) ومسند الشاميين (1/رقم786) -وعنه أبونعيم في مستخرجه على مسلم (1/ 37) وابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 374 - 375) والمزي في تهذيب الكمال (31/ 539) - من طريق إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر، والحاكم في المستدرك (1/ 97) من طريق عمروبن أبي سلمة التنيسي وتمام الرازي في الفوائد (225) من طريق مروان بن محمد الطاطري وعلقه ابن عساكر في تاريخه (64/ 375) على زيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي خمستهم عن عبد الله بن العلاء بن زبر حدثني يحيى بن أبي المطاع قال: سمعت العرباض بن سارية، فذكره مرفوعا.
وقع عند الحاكم في المستدرك: "عبد الله بن العلاء بن زيد"، وليس تصحيفا من الناشر أومن الناسخ على الراجح، وكذا وجدته في إتحاف المهرة للحافظ ابن حجر، ومن صحفه هوشيخ أبي العباس الأصم: أحمد بن عيسى بن زيدالتنيسي.
قلت: وهذا سند صحيح، لا علة فيه؛ يحيى بن أبي مطاع القرشي ثقة، وقد صرح بسماعه من العرباض، وقال البخاري التاريخ الكبير (8/ 36): " .. سمع عرباض بن سارية، روى عنه [عبد الله بن] العلاء بن زبر"، ولم يتفرد الوليد بن مسلم بذكر سماع يحيى بن أبي المطاع من العرباض بل تابعه جمع، ويبعد أن يكون ابن زبر
وقد وهم ابن رجب البخاري في ذكر سماع ابن أبي مطاع من العرباض، معتمدا قول دحيم في ذلك، فقد روى أبوزرعة في تاريخه (1/ 65) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (64/ 376) - عن دحيم قال: نا محمد بن شعيب أخبرني الوليد بن سليمان بن أبي السائب قال: صحبت يحيى بن أبي المطاع إلى زيزاء فلم يزل يقرأ بنا في صلاة العشاء وصلاة الصبح في الركعة الأولى بقل هوالله أحد، وفي الركعة الثانية بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس. فقلت لعبد الرحمن بن إبراهيم تعجبا لقرب يحيى بن أبي المطاع، وما يحدث عنه عبدالله بن العلاء بن زبر أنه سمع من العرباض بن سارية؛ فقال: أنا من أنكر الناس لهذا، وقد سمعت ما قال الوليد بن سليمان.
قال عبد الرحمن بن إبراهيم: قال محمد بن شعيب: قال الوليد بن سليمان: فحدثت أيوب ابن أبي عائشة بهذا، فأخبرني أنه صحب عبد الله بن أبي زكريا إلى بيت المقدس، فكان يقرأ في صلاة العشاء بـ"قل هواللّه أحد" وفي الركعة الثانية بالمعوذتين.
فكانت هذه أيضاً أدل، إذ يحكيها الوليد بن سلمان عن يحيى بن أبي المطاع لأيوب بن أبي عائشة فيحدثه بمثلها عن ابن أبي زكريا، أكثر دليلاً على قرب عهد يحيى بن أبي المطاع، وبعدما يحدث به عبد الله بن العلاء عنه، من لقيه العرباض. والعرباض قديم الموت، روى عنه الأكابر: عبد الرحمن بن عمروالسلمي، وجبير بن نفير، وهذه الطبقة.] اهـ ..
قال الشيخ: ما ذكره دحيم -رحمه الله- من قرب عهد ابن أبي مطاع فمدفوع بأمور منها أن الوليد بن سليمان بن أبي السائب روى عن جمع من التابعين كنافع مولى ابن عمر ومكحول وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم كما في ترجمته من تهذيب الكمال (31/ 18 - 19)، فلا ضير أن يكون يحيى بن أبي مطاع تابعي، وسمع من العرباض خاصة وأنه ابن أخت بلال بن رباح -رضي الله عنه-، فكيف لا يكون تابعيا؟!
وقد ذكر ابن سميع في الطبقات يحيى بن أبي مطاع في الطبقة الثالثة من التابعين، وذكره أبوزرعة في الطبقة الرابعة من التابعين، كما في تاريخ دمشق (64/ 377).
وقد تتبعت من في الطبقة الثالثة في كتاب الطبقات لابن سميع (بواسطة تهذيب التهذيب، وتاريخ دمشق لابن عساكر) فوجدت الكثير منهم -إن لم يكن أغلبهم- قد سمع من بعض الصحابة، فغير مستبعد سماع يحيى بن أبي المطاع من العرباض.
والعرباض بن سارية السلمي -رضي الله عنه- توفي سنة 75 هـ، ولم يتفرد البخاري بذكر سماع يحيى بن أبي المطاع من العرباض بل تابعه الفسوي في المعرفة والتاريخ فقال (2/ 2 - دار الكتب العلمية): "يحيى بن أبي المطاع سمع عرباض يذكر هذا الحديث". فالحاصل أن أبي مطاع قد سمع من العرباض بن سارية الحديث.
أخيكم أهل الحديث.