رواية إبن عبد البر عن أبي بكر القطيعي ((لمسند الإمام أحمد بن حنبل))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين أما بعد / فإن الله وكل لهذه الأمة من يصونُ دينها , وينقلُ السنة الكريمة عن سيدها محمد صلوات ربي وسلامهُ عليه , وحفظ الدين من الشذوذ ولذلك كان العلماء الذين شهد لهم التاريخ والدينُ بصيانتهِ , ومنهم من قيل لهُ ((جزاك الله عن الإسلام خيراً , فقال من أنا وما أنا .. !!! بل جزى الله الإسلام عني خيراً)) أهـ , وهوالإمام أحمد بن حنبل الشيباني صاحب المسند برواية عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه , ورواية أبي بكر القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل , وبرواية إبن المذهب " ثقة " عن أبي بكر القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين لمسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.
إلا أن الرافضة وأهل البدع لم يسلم منهم شيء فبدأت الرافضة الطعن في رواية أحمد بن حنبل ورواية ابن المذهب عن أبي بكر القطيعي , وكنا قد بحثنا في رواية إبن المذهب عن أبي بكر القطيعي وقلنا أن من رواها عن أبي بكر جماعةٌ من الحفاظ تقوي رواية أبي بكر القطيعي للمسند عن أحمد , ورواها عن إبن المذهب ما يعضدُ رواية إبن المذهب ويثبت صحة رواية كتاب المسند عن أحمد بن حنبل رضي الله عنهُ , والآن سنثبتُ روايةً أخرى لمسند الإمام أحمد بن حنبل , وبشكلٍ صحيحٍ عن أبي بكر القطيعي وهي.
قال الحافظ الذهبي (18/ 154): "وحدث أيضاً عن إسماعيل بن محمد الصفار، بالناسخ والمنسوخ لأبي داود، عن أبي بكر النجاد، وناوله (مسند أحمد بن حنبل) بروايته عن القطيعي " وهي رواية إبن عبد البر عن الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل بالمناولة , فإن المناولة عند أهل الحديث واجبٌ بيانها ولعلنا نشرحها بإذن الله.
* رواية إبن عبد البر ((حافظ المغرب، شيخ الإسلام أبوعمر، يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري الأندلسي، القرطبي، المالكي، صاحب التصانيف الفائقة)) مناولة عن أبي بكر القطيعي عن عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني عن أحمد بن حنبل الشيباني وهي رواية صحيحةٌ جداً بل هي من أجود الروايات لمسند الإمام أحمد.
وربما يقع الإشكال في المناولة عند بعض الذين يريدونَ الطعن , فكانت رواية إبن عبد البر وهي من أنواع الإجازة عن طريق ((المناولة)) ما هي المناولة عند أهل الحديث ولعلنا نشرحُ هذه وبالتالي يتبينُ حال رواية إبن عبد البر للمسند مناولةً عن أبي بكر القطيعي رحمه الله تعالى وألحقنا بركبهم أجمعين , ففي الصحيح للإمام البخاري: " باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان وقال أنس بن مالك نسخ عثمان بن عفان المصاحف فبعث بها إلى الآفاق [ص: 36] ورأى عبد الله بن عمر ويحيى بن سعيد ومالك بن أنس ذلك جائزا واحتج بعض أهل الحجاز في المناولة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث كتب لأمير السرية كتابا وقال لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا فلما بلغ ذلك المكان قرأه على الناس وأخبرهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ".
قال القاضي عياض: ((فهذه عند بعضهم التي لم يختلف في جوازها، ولا خالف فيه أهل الظاهر، وإنما الخلاف بينهم في غير هذا الوجه)) , أرفعها أن يدفع الشيخ كتابه الذى رواه أونسخه منه وقد صححها أوأحاديث من حديثه وقد انتخبها وكتبها بخطه أوكتبت عنه فعرفها فيقول للطالب هذه روايتى فاروها عنى ويدفعها إليه أويقول له خذها فانسخها وقابل بها ثم اصرفها إلى وقد أجزت لك أن تحدث بها عنى أواروها عنى أويأتيه الطالب بنسخه صحيحة من رواية الشيخ أوبجزء من حديثه فيقف عليه الشيخ ويعرفه ويحقق جميعه وصحته ويجيزه له فهذا كله عند مالك وجماعة من العلماء بمنزلة السماع.
فالرواية بالمناولة معروفة , ومشهورة وقد وقعت بالإجازة للمعاصرين وكثير من طلبة العلم , وهي من أرفع أنواع الإجازات , وقد أجيز بها الإمام إبن عبد البر رحمه الله تعالى فتكون رواية إبن عبد البر لمسند الإمام أحمد بن حنبل عن أبي بكر بالمناولة صحيحة والله أعلم.
كتبه / أهل الحديث