| موضوع: أخذ الأحكام الشرعية من النصوص مباشرة الأربعاء 30 يوليو 2014 - 23:04 | |
| المفتي | أ. د. أحمد الحجي الكردي خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت | تاريخ النشر | 2008-12-14 | عنوان الفتوى | أخذ الأحكام الشرعية من النصوص مباشرة | السؤال | السلام عليكم شيخنا الكريم: ابتلت الأمة الاسلامية بشباب متدين جاهل, يدعي نصرة السنة، ويمارس اجتهاداً صبيانياً في فهم الأدلة, فيختطف الحكم من حديث عابر، ويشنع على أئمة المذاهب الفقهية ومقلديهم، ويبدع العلماء, ويفسق الدعاة، ويكفر العامة والحكام. فما هو المدخل المنهجي والشرعي لفهم هذه الظاهرة، ومعالجتها؟ وشكراً. | الفتوى | بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فعليك أن تعلم أؤلئك الشباب بأن الأحاديث والنصوص الشرعية كالعقاقير الطبية، لا يمكن أن يستنبط منها الأحكام الشرعية غير الفقيه المجتهد الذي توافرت فيه صفات معينة، كما أنه لا يصف الدواء للمريض إلا الطبيب المختص العارف، ولا يأخذ المريض من الأدوية ما يحلو له بحسب ظنه وتخمينه. فالأحاديث والنصوص الشرعية منها خاص وعام، ومنها مطلق ومقيد، ومنها ناسخ ومنسوخ، ومنهاقطعي وظني ومنها .... فلذا لا يمكن أن يستنبط منها الأحكام الشرعية إلا الفقيه المجتهد الذي توافرت فيه مؤهلات تؤهله لذلك. وقد وصف الإمام الأعمش رحمه الله -وهو المحدث المشهور- عملَ الفقيه المجتهد وعمل من لديه اطلاع على الأحاديث ورواية لها بوصف دقيق، فقال للإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى:"يا معشر الفقهاء؛ أنتم الأطباء، ونحن الصيادلة". ولا يخفى أن عمل كُلٍّ من الطبيب والصيدلي عمل متكامل، لا يستغني أحدهما عن الآخر، فكان لكل منهما من الفضل والتأثير القدر البالغ من الأهمية، لكن لا يصف الدواء إلا الطبيب المتخصص. ولقد استنبط هذا المعنى من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ) رواه أبو داود. ففرَّق النبي صلى الله عليه وسلم بين ناقل السنة، وبين الواعي لها المؤهل لفهمها والاستباط منها بقوله: (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه غير فقيه). والله تعالى أعلم. |
|
|