السؤالالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.جزاكم الله خيرًا على ما تُقدِّمونه، ووفَّقكم لما فيه الخير. أنا
طالبة في السنة الأولى "شريعة"، وأنا الآن محتارة في اختيار التخصص في
الشريعة بين: "الفقه وأصوله"، أو "الشريعة والقانون"، ولا يوجد غيرُهما في
الجامعة التي أنا فيها, نصحني الكثير بالفقه، إلا أني أجد لديَّ فضولًا نحو
دراسة الشريعة والقانون؛ حيث إنها تفتح الآفاق، كما أني أشعر أنني سأتمكن
من العطاء في مجال القانون. ليس أمامي وقتٌ لاتخاذ القرار؛ فأنا أخشى أن أندمَ، وما من سبيل للتراجع، أرجو منكم النصيحة، جزاكم الله خيرًا. الجواببسم الله الموفِّق للصواب
وهو المستعان
مرحبًا بوصية رسول الله - صلى
الله عليه وسلم؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((سيأتيكم
أقوامٌ يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم، فقولوا لهم: مرحبًا مرحبًا بوصية رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - وَاقْنُوهم))؛ رواه ابن ماجه، ومعنى
"وَاقْنُوهم": أي: "علِّموهم"، وعسى الله أن يُنِيرَ لك برأينا ظلامَ
أمركِ، ويوصل النجاح والتوفيق بإيثاركِ واختياركِ، آمين.
وبعدُ، فإن كان قد جُعِل إليكِ
الاختيار بين تخصُّصَينِ؛ فاختاري الذي يتَّفق لك فيه الجمع بين ميولكِ
وقدراتكِ، على أن تتذكَّري أنْ ليس كلُّ تخصص نميل إليه قادرين على أن
نُبدِع فيه، فقد أميل مثلًا إلى قراءة كتب العقيدة، ولكن ليس لديَّ القدرة
على الرد على أصحاب العقائد الفاسدة، أو أن أميل إلى قراءة الكتب
النَّفْسِية، ولكن ليس لديَّ القدرة على فهم النظريات النفسية... وهكذا،
ولذلك يوصَى طالب العلم - إن لم تجتمع لديه القدرات الخاصة والاهتمام
العلمي - بتغليب القدرة على الميل عند اختيار التخصص، وعليه؛ فإن كنتِ
تَميلين إلى الاطِّلاع على القوانين والأنظمة، وتحملين على نفسكِ في قضاء
حقوق الآخرين، وتُحسِنين الدفاع عنها، وتملكين القوة والقدرة على إنصاف
المظلوم من ظالمه، والمغصوب من غاصبه؛ فستناسبك دراسة القانون والشريعة.
أما إن كنتِ تميلين إلى النظر
في كتب الفقه وأصوله، وتهتمِّين بمعرفة الأحكام الفقهية، وفتاوى أئمة
المذاهب، وغيرهم من علماء المسلمين وأجوبتهم، وتلفتكِ المنتديات والشبكات
الإسلامية المتخصِّصة في الفقه وأصوله، ولديكِ القدرة على الاحتجاج بالأدلة
من الكتاب والسنة؛ فستناسبك - إن شاء الله - دراسة الفقه وأصوله.
استرخي - أيتها العزيزة - ثم
انظري أي التخصصَيْنِ أقوى في قلبك، وفي أيهما يمكنكِ الإبداع بعد
التخرُّج، ثم داوي حيرتكِ بالاستخارة، فإذا انشرح صدركِ لأحدهما؛ فهذا الذي
اختاره الله لكِ، وفيه خيركِ - إن شاء الله تعالى - وصلاح أمركِ، والله
يوفِّقكِ.
والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب، وهو العليم الخبير