السؤال
هل هناك حديث يثبت أن ابن صياد كان مكتوبًا على جبينه كافر أو ك ف ر أم لا؟ ومن الناحية العلمية فمن المستحيل على بشري أن ينتفخ من الغضب, فهل ابن صياد هو جني أم بشري؟ وشكرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نطلع على حديث يثبت أن ابن صياد كان مكتوبًا على جبينه كافر, ولوكان ذلك موجودًا لنقل.
وابن صياد هذا دجال, وليس هو الدجال الأكبر الموعود في آخر الزمان، قال ابن كثير في البداية: والمقصود أن ابن صياد ليس بالدجال الذي يخرج في آخر الزمان قطعًا؛ لحديث فاطمة بنت قيس الفهرية، وهو فيصل في هذا المقام. اهـ
وحديث فاطمة المشار إليه حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه.
ثم إن ابن صياد بشر من بني آدم, وهو من اليهود, وروي أنه أسلم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم, وكان لما كبر يحاول الدفاع عن نفسه, وينكر أنه الدجال, ويظهر تضايقه من هذه التهمة، ويحتج على ذلك بأن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من صفات الدجال لا تنطبق عليه, ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرجنا حجاجًا أو عمارًا, ومعنا ابن صائد، قال: فنزلنا منزلًا فتفرق الناس وبقيت أنا وهو، فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه، قال: وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي, فقلت: إن الحر شديد؛ فلو وضعته تحت تلك الشجرة, قال: ففعل, قال: فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس - قدح كبير - فقال: اشرب أبا سعيد، فقلت: إن الحر شديد واللبن حار - ما بي إلا أني أكره أن أشرب عن يده أو قال: آخذ عن يده - فقال: أبا سعيد, لقد هممت أن آخذ حبلًا فأعلقه بشجرة, ثم أختنق مما يقول لي الناس، يا أبا سعيد, من خفي عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفي عليكم معشر الأنصار, ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كافر وأنا مسلم؟ أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة؟ أو ليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا أريد مكة؟ قال أبو سعيد الخدري: حتى كدت أن أعذره، ثم قال: أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده, وأين هو الآن, قال: قلت له تبًّا لك سائر اليوم. رواه مسلم.
وجاء في كتاب أسد الغابة: عبد الله بن صياد، أورده ابن شاهين وقال: هو ابن صائد كان أبوه من اليهود لا يدرى ممن هو، وهو الذي يقول بعض الناس: إنه الدجال, ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعور مختونًا، من ولده: عمارة بن عبد الله بن صياد من خيار المسلمين من أصحاب سعيد بن المسيب, روى عنه مالك وغيره .... والذي صح عندنا أنه ليس الدجال لما ذكره في هذا الحديث, ولأنه توفي بالمدينة مسلمًا، ولحديث تميم الداري في الدجال وغيره من أشراط الساعة... والأصح أنه أسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن جماعة من الصحابة - منهم عمر وغيره - يظنونه الدجال, فلو أسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لانتفى هذا الظن. انتهى مع الحذف.
وأما عن انتفاخه فهو أمر ثابت كما في حديث مسلم, وهذا الأمر وغيره من خوارق العادات قد يحصل للمشعوذين والدجالين.
والله أعلم.