| موضوع: التوبة من ارتكاب الكبائر السبت 14 يونيو 2014 - 18:25 | |
| المفتي | أ. د. أحمد الحجي الكردي خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت | تاريخ النشر | 2006-10-02 | عنوان الفتوى | التوبة من ارتكاب الكبائر | السؤال | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقد فعلت إثما كبيرا في الماضى، وإنى خائف من عذاب الله، وإنى -والحمد لله- تبت، وقد قمت بإرسال أكثر من سؤال لكى أعرف ما هو كفارته أو صوابه. ولكن غلطتى الكبرى أنه جاء علي يوم وقد قلت لا وجود لله والعياذ بالله، وقد قرأت وعرفت الآن أن الله يغفر الذنوب جميعا عدى الشرك به، فهل لا مغفرة لى؟ مع العلم أنى تبت عن كل شيء، وبعدت عن كل حرام، وأصلى وأصوم وأقرأ القرآن وأعمل الخير قدر ما استطعت. أجبنى بارك الله فيك: هل سأدخل جهنم مع العلم أنى فى هذا الوقت الذي قلت فيه هذا كان عمرى 23 سنة، وكنت لا أعرف أن الله يغفر الذنوب جميعا عدا الشرك به. إنى معذب الآن، بالله عليك صارحني، وبارك الله فيك. | الفتوى | بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الشهادتان ثم الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح وإذا كان فيها حق آدمي فلا بد من طلب السماح منه أو توفيته حقه. والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70). وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها. وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي) فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا، فإن الله هو الغفور الرحيم, فعليك بالتوبة النصوح وهي النية بعدم الرجوع إلى تلك الذنوب مرة أخرى, والإكثار من الاستفغار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم، ثم إذا كنت راضيا عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى. ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت. وأتمنى لك التوفيق. والله تعالى أعلم. |
|
|