موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 نعمة الإسلام في اجتماع الأمة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

نعمة الإسلام في اجتماع الأمة Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

نعمة الإسلام في اجتماع الأمة Empty
مُساهمةموضوع: نعمة الإسلام في اجتماع الأمة   نعمة الإسلام في اجتماع الأمة Emptyالجمعة 6 يونيو 2014 - 11:45

نعمة الإسلام في اجتماع الأمة

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي ألف بين القلوب بوحدة الإسلام، وجمع شتات الناس ليعبدوه ويدخلوا دار السلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أمر بالاعتصام، وحذر من الفرقة والاختصام، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وضع أسس الوحدة، وأقام للتوحيد مناراً بين الأنام وعلى آله وصحبه الغر العظام، وعلى من تبعهم واستن بهديهم على مدار الأزمان.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أيها المسلمون: لقد بُعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى أمة ممزقة متناحرة، أمة وثنية تعبد الأصنام والأوثان، وكانت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية التي يتعايش بها سكان الجزيرة ويتحركون من خلالها، سلماً وحرباً وتعاقداً وتعاهداً وبيعاً وشراءً. ولكن هذه القبيلة كانت تضغط ضغطاً شديداً على كيان الفرد فينسحق تحت ثقلها، وتنمحي شخصيته في شخصيتها فيصبح كما قال الشاعر:

وهل أنا إلا من غُزيَّةَ إن غَوَتْ غَويتُ وإن ترشد غزية أرشد

وكان مجتمعاً تحكمه القوة إلى الحق فالذي يملك القوة يحكم، ومن لا يملكها يحكم عليه، ومن ثم يقع الظلم لا محالة، كما قال زهير بن أبي سلمى:

ومن لم يذُد عن حوضه بسلاحه يُهدَّم ومن لا يظلم الناس يظلم

فالطريقة الوحيدة لدفع الظلم هي البدء بالظلم، ومن هنا كانت الغارات الدائمة بينهم والعدوان المستمر، وكانت الحمية التي يصفها القرآن: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (26) سورة الفتح.

لقد كانت تستعبدهم في الحقيقة أرباب أو فئات أربع من الأرباب في آن واحد, ربوبية الأصنام المعبودة والجن والملائكة وغيرها من معبوداتهم، وربوبية القبيلة، وربوبية العرف الموروث عن الآباء والأجداد، وربوبية الهوى والشهوات1. لقد عاش الجاهليون في تفرق وتمزق وشتات، كانت الكلمة الواحدة تجمعهم والأخرى تفرقهم، قبائل متحاربة، لا كيان لهم ولا سيادة ولا سلطة تجمعهم، بل كان كثير منهم يتبع مملكة الروم، وآخرون يتبعون الفرس.

فإذا أرادوا أن يجتمعوا فعلى ماذا سيجتمعون، على أي دين وعلى أي مبدأ تتوحد كلمتهم؟ فكذلك كانت نظرة الروم والفرس إليهم، نظرة ازدراء واحتقار، ويرون أن الأعرابي هو ذلك الجاهل المتخلف الذي لا هم له إلا الطعام والشراب والنساء والمال.

ثم بعث الله -تعالى- إلى هذه الأمة الممزقة المشتتة رسوله -صلى الله عليه وسلم- هادياً الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وخلع عادات وأعراف الجاهلية، ولقد استطاع الرسول الكريم في فترة وجيزة أن يجمع تلك القبائل المفرقة الممزقة، ويلم شتاتهم في أيام بسيطة بهذا المنهج الذي جاء به من عند الله؛ بالكتاب والسنة. فتغيرت الأوضاع وانقلب كل شيء رأساً على عقب، فأصبح أولئك العرب الرعاع قادة الأمم، وهم الذي أخذوا منصب إصلاحها وتوجيهها، تغير عجيب! وانقلاب غريب! يجعل الإنسان مشدوهاً يسأل ما هو السر في ذلك؟ والجواب: يظهر واضحاً جلياً إنه هذا المنهج الإلهي، الذي جاء من عند الله، منهج الكتاب والسنة، منهج لا إله إلا الله محمد رسول الله.

أيها المسلمون: هيا بنا نأخذ جولة ونتأمل في بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي حثت على الاجتماع ونبذ الفرقة والتنازع والاختلاف. لنرى كيف ربى القرآن والسنة المسلمين على هذا المبدأ العظيم.

ومن ذلك أن أغلب نصوص الخطاب في القرآن تأتي مخاطبة الجماعة، مثل: {يا أيها الذين آمنوا}، {وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا...} إلخ.

ومن ذلك قوله –تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (208) سورة البقرة.

يقول ابن كثير: يقول الله –تعالى- آمراً عباده المؤمنين به المصدقين برسوله أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه والعمل بجميع أوامره، وترك جميع زواجره. ومما أمر به الاجتماع ومما نهى عنه التفرق والاختلاف. ومن ذلك قوله –تعالى-: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (103) سورة آل عمران.

ففي هذه الآية يأمر الله -تعالى- عباده المؤمنين بالاعتصام بحبله المتين يعني القرآن.

قال ابن كثير: وقد وردت الأحاديث المتعددة بالنهي عن التفرق، والأمر بالاجتماع والائتلاف، كما في صحيح مسلم من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويسخط لكم ثلاثاً، يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً، وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه أمركم، ويسخط لكم ثلاثاً: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال). وخيف عليهم الافتراق والاختلاف، فقد وقع ذلك في هذه الأمة فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية إلى الجنة ومسلمة من النار، وهم الذي على ما كان عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه.2

وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية نزلت في شأن الأوس والخزرج، فإنه كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية وعداوة شديدة وضغائن وإحن، طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم، فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم، صاروا إخواناً متحابين بجلال الله، متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى.

قال –تعالى-: {وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (62)- (63) سورة الأنفال. وكانوا على شفا حفرة من النار بسبب كفرهم، فأنقذهم الله منها أن هداهم للإيمان. وقد امتن بذلك عليهم رسول الله يوم قسم غنائم حنين، فعتب من عتب منهم، بما فضل عليهم في القسم، بما أراده الله، فخطبهم فقال: (يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالاً فهداكم الله بي؟! وكنتم متفرقين فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟) فكلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن. وهذه الآية نزل في شأن الأوس والخزرج؛ وذلك أن رجلاً من اليهود مر بملأ من الأوس والخزرج فساءه ما هم عليه من الاتفاق، و الألفة فبعث رجلاً معه أمره أن يجلس بينهم ويذكرهم ما كان من حروبهم يوم بعاث وتلك الحروب، ففعل فلم يزل ذلك دأبه، حتى حميت نفوس القوم، وغضب بعضهم على بعض، وتشاوروا ونادوا بشعارهم، وطلبوا أسلحتهم وتواعدوا إلى الحرة، فبلغ ذلك النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فأتاهم فجعل يسكنهم، ويقول: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟) وتلا عليهم هذه الآية، فندموا على ما كان منهم واصطلحوا وتعانقوا وألقوا السلاح رضي الله عنهم.3

ومن الآيات التي تحث على الاجتماع وتذم الفرقة قوله –تعالى-: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} (13) سورة الشورى.

قال ابن كثير: أي وصى الله –تعالى- جميع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- بالائتلاف والجماعة، ونهاهم عن الافتراق والاختلاف.4

قال قتادة: (كأنهم بنيان مرصوص) ألم تر إلى صاحب البنيان كيف لا يحب أن يختلف بنيانه، فكذلك الله -عز وجل- لا يحب أن يختلف أمره، وإن الله حث المؤمنين في قتلاهم وصفهم في صلاتهم، فعليكم بأمر الله فإنه عصمة لمن أخذ به)5

بل لقد حذر الله -تعالى- من اتباع سبيل غير سبيل المؤمنين فقال: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا} (115) سورة النساء. فمن سلك غير طريق الشريعة التي جاء بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فصار في شق، والشرع في شق، وذلك عن عمد واتبع غير سبيل المؤمنين وفارقهم استحق ذلك العذاب الأليم من الله رب العالمين.

أيها المسلمون:

إن جماعة من المنافقين أرادوا تمزيق وحدة المسلمين، وتفريق صفهم، وأنشأوا لذلك مسجد ضرار ففضحهم الله -عز وجل-، وأبدى عوارهم للمسلمين، وقال فيهم: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } (107) سورة التوبة. فانظروا إلى الإسلام إنه يحارب كل طريق إلى تمزيق وحدة المسلمين وإن كان مسجداً. وهذا المسجد لم يرد به الخير وإنما أريد به أن يكون مقراً للمنافقين يدبرون فيه مؤامراتهم ضد الإسلام والمسلمين، ويشقون به عصا الجماعة.

ولقد ذم الله الاختلاف وأمر بالاجتماع، فقال: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (105) سورة آل عمران.

قال ابن كثير: ينهى الله -تبارك وتعالى- في هذه الآية أن يكونوا كالأمم الماضية في افتراقهم واختلافهم، فقد قال عن الأمم الماضية: ((وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد)) (البقرة176).

فعلينا أن نكون صفاً واحداً كما أمرنا ربنا، وأن نسعى لتوحيد الأمة على كتاب الله وسنة رسول الله.. اللهم ألِّف بين قلوب المسلمين، واجمع شملهم، ووحد صفهم، وقوِّ كلمتهم، وأصلح من وُلِّي عليهم، إنك على كل شيء قدير..

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين إله الأولين والآخرين، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:

أيها المسلمون: إنه لم يوجد دين كدين الإسلام حث على الاجتماع، وحذر من الافتراق، بل لقد استطاع تحويل المجتمعات الممزقة المفرقة إلى مجتمع واحد متماسك متآزرٍ متآخٍ متآلفٍ، يرحم بعضه بعضاً. ومن هنا لا بد أن يعلم الناس جميعاً أنهم كلما زاد تمسكهم بالدين كلما زادت وحدتهم وألفتهم، وكلما بعدوا عن الدين تفرقوا وتمزقوا.

ولقد حذر الله من التنازع وبين أنه طريق الفشل، فقال: {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (46) سورة الأنفال. وبين أن التنازع بالفعل كان سبباً للفشل فقال: {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ } (152) سورة آل عمران. وبين ما هو السبيل إذا وجد النزاع، فقال: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء.

وذم الذين يفرقون الدين فقال: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (31)-(32) سورة الروم.

وقد أمر الله بالتمسك بالقرآن والسنة وأن لا ينحرف المسلم عنهما فقال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(153) سورة الأنعام.

وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة، أنهم يحرصون أشد الحرص على وحدة المسلمين، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ثم إنه -سبحانه وتعالى- بين أن هذا الأصل وهو الجماعة عماد لدينه وقد كره النبي -صلى الله عليه وسلم- من المجادلة ما يفضي إلى الاختلاف والتفرق، فوصف الفرقة الناجية بأنهم المتمسكون بسنته، وأنهم الجماعة. وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله –تعالى- في قوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء. وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة، وربما اختلف قولهم في المسألة العلمية والعملية، مع بقاء الألفة والعصمة وأخوة الدين.. وأما الاختلاف في الأحكام فأكثر من أن ينضبط، ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا، لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة.6 أيها المسلمون:

نستنتج من هذه الآيات والأحاديث وأقوال أهل العلم أن الإسلام دين الوحدة. وأن على الناس إذا أرادوا وحدة الصف أن يتمسكوا بالكتاب والسنة: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(153) سورة الأنعام.

وليعلم الناس جميعاً أن الشعارات التي يرددها العلمانيون، والملحدون، والتي تحث على الوحدة، كل هذه الشعارات زائفة, ولن يجتمع المسلمون تحت أية مضلة غير مضلة الإسلام، فلا القومية العربية ولا غيرها من المبادئ استطاعت ولن تستطيع أن تجمع شمل الأمة كما استطاع الإسلام، ومن أراد الدليل فليقرأ التاريخ..

ولينظر ما ذا أثمرت لنا تلك الشعارات وتلك الرايات السوداء المظلمة! سوى مزيد من التفرق والتمزق، وفرح كل دولة بما هي عليه من الفساد والإفساد، والتفاخر بالأوطان والقوميات، واحتقار أبناء تلك الدول بعضهم بعضاً، بسبب تلك الحواجز الأرضية التي صنعها الاستعمار وأبناؤه في كل مكان..

أسأل الله أن يجمع كلمة المسلمين على كتابه وسنة نبيه. اللهم اجمع كلمة المسلمين ووحد صفهم، وانزع البغضاء والشحناء من بينهم، اللهم رد المسلمين أجمعين إلى دينك القويم، واجمع كلمتهم يا رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.


1 -من مقدمة كتاب التربية لمحمد قطب.

2- تفسير ابن كثير (1/417-418).

3- ابن كثير (1/418).

4- تفسير ابن كثير (4/114).

5- ابن كثير (4/379).

6- الفتاوى (ج24/170).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نعمة الإسلام في اجتماع الأمة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: