موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 فلاَ تَقل لَهُما أُفٍّ

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

فلاَ تَقل لَهُما أُفٍّ Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

فلاَ تَقل لَهُما أُفٍّ Empty
مُساهمةموضوع: فلاَ تَقل لَهُما أُفٍّ   فلاَ تَقل لَهُما أُفٍّ Emptyالخميس 5 يونيو 2014 - 19:09

فلاَ تَقل لَهُما أُفٍّ

الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:

عباد الله:

ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود –رضي الله عنه- أنه قال: سَأَلْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: (الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا) قَالَ: "ثُمَّ أَيٌّ؟" قَالَ: (ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ) قَالَ: "ثُمَّ أَيٌّ؟" قَالَ: (الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)1. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو –رضي الله عنهما- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (الْكَبَائِرُ الْإِشْرَاكُ بِاللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ وَقَتْلُ النَّفْسِ وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ)2.لقد بين –عليه الصلاة والسلام في هذه الأحاديث عظم مكانة الوالدين وحقهما, ومع عظم تلك المكانة للوالدين, إلا أننا نرى عقوقهما قد تفشّى، وأخذ صوراً عديدةً، ومظاهر شتى؛ ومن ذلك –والله المستعان- إبكاؤهما وتحزينُهما، ونهرُهما وزجرُهما، والتأففُ والتضجر من أوامرهما، والعبوسُ وتقطيبُ الجبينِ أمامهما.

ومن صور العقوق في الواقع –أيضاً- احتقارُ الوالدين، والنظر إليهما شزراً، والإشاحةُ بالوجه عنهما إذا تحدثا، وقلةُ الاعتداد برأيهما، وإثارةُ المشكلات أمامهما, ومن ذلك -عياذًا بالله- شتمُ الوالدين، وذمُّهما عند الناس، والتخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر، والتبرؤُ منهما، ومن صور العقوق هجرُ الوالدين، والبخلُ عليهما، وتركُ نصحهما، والسرقةُ من أموالهما، والأنينُ وإظهارُ التوجُّع أمامهما. وما أشد العقوق وما أبشعه حينما يكون الأبوان في حال كبرهما وضعفهما أشد ما يكونان حاجةً إليك، فتتخلى عنهما وتنسى جميلهما، بعضهم يُقدّم زوجته على أمه، وآخر تغره وظيفته ومنصبه، وآخر يطغيه ماله ومرتبه، وآخر يرسلهما إلى دار العجزة والمسنين، وآخر يصلهما لكن بتضجر وكأنه ينتظر بفارغ الصبر ساعة موتهما.

ألوانٌ من العقوق وصنوف من الواقع في الجحود، فويل لهؤلاء من رب العالمين، ويلهم من الله، لماذا يعيش هؤلاء؟ أي خيرٍ يريدونه وأي رحمةً يرجونها؟! وأي بركة في حياتهم ينتظرونها؟! ليس لهم إلا السخط والغضب من رب العالمين؛ إذ يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رِضَى الرَّبِّ فِي رِضَى الْوَالِدِ وَسَخَطُ الرَّبِّ فِي سَخَطِ الْوَالِدِ)3. إنهم لو صدقوا في طلب مرضاة الله ورحمته لوجدوها في بر الوالدين, ولقد جاء جَاهِمَةُ –رضي الله عنه-َ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَرَدْتُ أَنْ أَغْزُوَ وَقَدْ جِئْتُ أَسْتَشِيرُكَ؟ فَقَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟) قَالَ: نَعَمْ, قَالَ: (فَالْزَمْهَا فَإِنَّ الْجَنَّةَ تَحْتَ رِجْلَيْهَا)4.

وقد أكد الله على بر الوالدين حال ضعفهما وكبرهما، فقال سبحانه :{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (23-24) سورة الإسراء. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (رَغِمَ أَنْفُهُ, ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ, ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ) قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ أَحَدَهُمَا أَوْ كِلَيْهِمَا ثُمَّ لَمْ يَدْخُلْ الْجَنَّةَ)5. ومعنى الحديث: أن من أدرك أحد والديه أو كليهما عند الكبر ولم يؤد حقهما من البر لم يدخل الجنة جزاءً وفاقاً, ومعنى رغم أنفه هذه كناية عن الذل أي: وأنفه ملتصقٌ بالتراب من الذل.

أيها المسلمون:

لو تأملنا في حنان الأم فإننا نعجب من حنانها, ومن تلك الرحمة التي في قلبها؟ ترى ابنها يعقها ويقطعها ولا تدعو عليه، إن الرحمة التي في قلبها تنسيها مرارة العقوق وآلام القطيعة، إنها أمُّه لا تزال تحبه وترجو له الهداية، وتطمع في ذلك ولا تيأس, ولقد ذُكر إن رجلاً قطع أمه ما يقارب الثلاثين عاماً، نعم ثلاثون عاماً لم يسافر إليها لزيارتها -يا عباد الله- مع قدرته، ما منعه إلا الكبر، ومع ذلك لما جاءت ساعة وفاتها، أرسلت إليه تريد أن تراه، وتستأنس بلقياه قبل أن تفارق الدنيا، رحماك يا الله بها، وبجميع الأمهات الأحياء منهن والأموات!!.

لأمك حق لو علمت كبير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها
فضيعتها لما أسنت جهالةً
ًفآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى
فدونك فارغب في عميم دعائها







كثيرك يا هذا لديه يسير
لها من جواها أنةٌ وزفير
فكم غصص منها الفؤاد يطير
ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
وطال عليك الأمر وهو قصير
وواهاً لأعمى القلب وهو بصير
فأنت لما تدعو إليه فقير



ذكر أحد المشائخ في إذاعة القرآن الكريم أن رجلاً تزوج بامرأةٍ وسرعان ما نشبت الخلافات بين أمه وزوجته، ودامت هذه المشاكل كثيراً، فلما يئس من حلها وقطع الأمل في إصلاحها قرر أن يذهب بأمه إلى شعب فيه ذئاب كي تأكلها الذئاب ويستريح من أمه، فأخذ أمه وذهب بها حتى أتى الشعاب فوضعها ثم مضى، وفي الطريق أفاق من غفلته وأدرك فداحة عمله وقبيح جرمه، فعاد إلى أمه مسرعاً، ولكن متنكراً متلثماً، فلما رأته أمه ولم تعرفه قالت له: يا أخي، أرجوك أدرك ولدي، ذهب من هذا الطريق، إني أخاف عليه من الذئاب!! لا إله إلا الله، ما هذا الحنان، وما هذه الرحمة، وما هذا الذي يُقابله من العقوق والإجرام؟!

فلا تطع زوجةً في قطع والدة
فكيف تنكر أماً ثقلك احتملت
وعالجت بك أوجاع النفاس وكم
وأرضعتك إلى حولين كاملةً
ومنك ينجسها ما أنت راضعه
وعاملتك بإحسانٍ وتربيةٍ
فلا تفضل عليها زوجةً أبداً
والوالد الأصل لا تنكر لتربيةٍ







عليك يا ابن أخي قد أفنت العمرا
وقد تمرغت في أحشائها شهرا
سرت لما رأت مولودها ذكرا
في حجرها تستقي من ثديها الدررا
منها ولا تشتكي نتناً ولا قذراً
حتى استويت وحتى صرت كيف ترى
ولا تدع قلبها بالقهر منكسرا
واحفظه لا سيما إن أدرك الكبرا



أيها العاق:

أراك لو أحسن إليك حيوان مرةً واحدة لما نسيت الجميل, فكيف بأمك وأبيك وقد أحسنا إليك الدهر كله؟! أنسيت تلك الأيام، يوم كنت ترفس في بطنها، أنسيت تلك الليالي يوم كنت تُسهرها وترهقها، لأجلك أنت أمك لم تذق مناماً، ولم تستسغ طعاماً، تبكي لآلامك، وتحزن لبكائك، تضمك إلى صدرها، وترضعك من ثديها، وتحمل أذاك بيديها، وذلك الأب كم جاع لتشبع أنت، وكم تعب لتستريح أنت، ما جمع المال إلا لك، وما أفنى عمره إلا ليبني مستقبلك، يعمل ولا يكل ولا يمل، حتى احدودب الظهر ورق العظم وشاب الرأس، أما آن لهذا الفارس أن يترجل ويستريح؟ ثم بعد ذلك تنسى جميلهما، وتنكر فضلهما.

عباد الله:

كم من أمٍ عجوز، وكم من أب شيخ هرم، أصبحوا رهائن بيوتٍ لا يزارون وأسرى جدران وسرر لا يُذكرون، لا يُسأل عنهم ولا يعطف عليهم، لقد تنكر لهم أبناء هذا الجيل إلا من رحم الله، تتحدث الأم العجوز فلا أحد يلتفت إليها من أبنائها، ولا يصغون إليها، لماذا، قالوا: إنها عجوز ثرثارة كثيرة الكلام، ويتحدث الأب الهرم فلا يُستمع إليه ولا يبالى به، لماذا؟ قالوا: إنه شيخ خرف لا يدري ماذا يقول، هذا عقوق والله، وكان الواجب إن تكلمت أمك أن تصغي إليها وتظهر إعجابك بحديثها، وإن تكلم أبوك أقبلت عليه وأبديت سروراً وانبساطاً بالحديث معه.

وإن من أقبح صور العقوق -إن لم تكن أقبحها- تمني زوالِهما، وقَتْلُهما، والتخلصُ منهما، رغبةً في الميراث، أو رغبة في التحرُّر من أوامر الوالدين؛ فيا لشؤم هذا، ويا لَسوادِ وجهه، ويا لسوءِ مصيره إن لم يتداركه الله برحمته, هذه بعض صور العقوق، وتلك بعض مظاهره؛ فما أبعد الخير عن عاق والديه. نسأل الله العفو والعافية والغفران؛ إن ربي لغفور رحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين, والعاقبة للمتقين, ولا عدوان إلا على الظالمين, من يطع الله ورسوله فقد رشد, ومن يعصهما فقد غوى, وإن ما قلَّ وكفى خير ممن كثر وألهى, وإنما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.. أما بعد:

أيها المسلمون:

إن لعظم حق الوالدين جعل الله دعوة الوالد على ولده مستجابة، فالحذر كل الحذر من أن تصيبك دعوة والديك, ولقد ذُكر أن والداً كان له ولد منحرف، فكان أبوه كثيراً ما ينصحه، فضجر الابن يوماً فرفع يده وضرب أباه، فأقسم الأب بالله ليأتين إلى بيت الله الحرام، وليدعون على ابنه عند الكعبة، فلما وصل الحرم، تعلق بأستار الكعبة، وأخذ يدعو على ولده أن يصيبه الله بالشلل، وقد استجاب الله دعاءه، فأصيب ابنه بشلل نصفي، حتى أنه لم يستطع معه الكلام, وصدق -عليه الصلاة والسلام- حين قال: (ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ الْوَالِدِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ)6. فما أقرب العقوبة منه، وما أسرع الشر إليه, وهذا أمر مشاهد محسوس يعرفه كثير من الناس، ويرونه بأم أعينهم، ويسمعون قصصاً متواترة لأناس خذلوا وعوقبوا بسبب عقوقهم لوالديهم.

قال الأصمعي: أخبرني بعض العرب أن رجلًا كان في زمن عبد الملك بن مروان، وكان له أب كبير، وكان الشابُّ عاقَّاً بأبيه، وكان يقال للشاب منازل, فقال الأب الشيخ الكبير:

جَزَتْ رحمٌ بيني وبينَ منـازلٍ
تَرَبَّـتَ حتى صار جعدًا شمردلًا
تظلَّمني مالي كذا ولـوى يدي
وإني لـداعٍ دعوةً لـو دعوتُها







جزاءً كما يستنجزُ الدَّيْـنَ طالبُه
إذا قام ساوى غاربَ الفحلِ غاربُه
لوى يـدَه اللهُ الـذي لا يغـالبُه
علـى جبل الريان لانْهَدَّ جانبه



فبلغ ذلك أميراً كان عليهم، فأرسل إلى الفتى ليأخذه، فقال له أبوه الشيخ: اخْرُجْ من خلف البيت، فسبق رُسُلَ الأمير، ثم ابتلي الفتى بابن عقَّه في آخر حياته، واسم الولد خليج فقال منازل فيه:

تظلمني مالـي خليجٌ وعقني
تخيَّـرتُه وازددتـه ليزيدني
لعمـري لقد ربَّيته فرحاً به







على حين كانت كالحَنيِّ عظامي
وما بعـضُ ما يزدادُ غيرُ عـرامِ
فلا يفرحـنْ بعدي امرؤٌ بغلامِ



فأراد الوالي ضرب الابن، فقال للوالي: لا تعجل هذا أبي منازل بن فرعان الذي يقول فيه أبوه:

جَزَتْ رحمٌ بيني وبينَ منازلٍ







جزاءً كما يستنجزُ الدَّيْنَ طالبُه



فقال الوالي: يا هذا عَقَقْتَ وعُقِقْتَ.

ولأن عقوق الوالدين ظلمٌ عظيم، فإن الله يعجل بعقوبة العاق في الدنيا قبل الآخرة، وهذه قصة واقعية مؤلمة من بين الكثير من القصص التي تبين عدل الله تعالى وتعجيله لعقوبة العاق لوالديه في الدنيا, فقد ذُكر أن رجلاً خلّف ثلاثة أبناء، فجمع الأموال، وبنى العمارات، وزوّج أبناءه الثلاثة من ثلاث أخوات، وكبر الأب، وماتت زوجته، فسكن مع أبنائه حتى بلغ من الكبر عتياً، ورُدَّ إلى أرذل العمر، وأصبح لا يعلم من بعد علمٍ شيئاً، فأبدت زوجات الأبناء حينها تضجراً وتذمراً من أبي أزواجهنّ، وبعد إلحاح من الزوجات قرر الأبناء أن يذهبوا بأبيهم إلى الملجأ الخاص بالعجزة, وهناك أخبروا المدير أنهما وجدوه في الطريق, وأنه تبين لهم أنه معتوه، فأتوا به إلى الملجأ يبتغون الأجر من الله، فشكرهم المدير على فعلهم الجميل، ولما خرجوا من الملجأ قالوا للحارس: إذا مات ذلك الشخص فاتصل بنا فنحن سنتبرع بأمور كفنه ودفنه لوجه الله، وعرضوا عليه جزءاً من المال إن هو اتصل بهم، وفي مساء ذلك اليوم أخذا الأب المسكين ينادي زوجات أبنائه: يا فلانة، يا فلانة، هاتوا الإبريق لأتوضأ، فقال له رجل بجواره:من فلانة هذه، إنك في ملجأ المسنين، وهنا أفاق الرجل ورد الله إليه عقله، فأخذ يسأل:من أتى بي إلى هذا المكان؟ فقيل له: ثلاثة رجال شهامٍ كرام، فلما عرف صفاتهم، قال:هؤلاء أبنائي، ثم طلب اللقاء مع مدير الملجأ، ثم تبرع للملجأ بجميع ما يملك من عقارات وعمارات، وأحضر مدير التسجيل؛ لأنه رفض أن يخرج من الملجأ إلا ميتاً، وصُدّق على الأوراق، واشترط أن يخرج جميع الساكنون من عماراته ولو عرضوا دفع الإيجار، ثم ما لبث الرجل أن مات بعدها بيومين، إذ لم يحتمل الصدمة، وسمعه جيرانه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ويقول: اللهم اشهد إني غاضبٌ عليهم، اللهم كما حرمتهم من نعيم الدنيا فاحرمهما من نعيم الآخرة، اللهم لا ترني وجوههم في الآخرة إلا وهي ملتهبة بالنيران، وهكذا ظل يردد الدعاء عليهم حتى فارق الحياة, واتصل الحارس بالأبناء، فجاءوا مُسرعين، وبعد أن دفنوه عادوا فرحين كي يتقاسموا الإرث، فإذا بالشرطة قد سبقتهم تبلغهم بمغادرة الشقق؛ لأنها أصبحت في ملك الملجأ، فلما تحققوا من الأمر طلبوا البقاء على أن يدفعوا الأجرة، فقالت الشرطة: هناك شرط بعدم البقاء ولو دفعتم مليوناً، فنظر الرجال والنساء لبعضهم نادمين كلٌ يلقي اللوم على الآخر، وأُخرجوا وقد خسروا دنياهم، وأما جزاءهم في الآخرة فعلمها عند ربي7.
نسأل الله أن يجعلنا ممن أدى حقه وحق الوالدين كما يحب ربنا ويرضى, ونسأله -جل وعلا- بمنه وكرمه أن يصلح لنا ذرياتنا, وأن يهدينا وإياهم سبل السلام, اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين.



1 رواه البخاري -496- (2/353) ومسلم -122- (1/235).

2 رواه البخاري -6182- (20/367).

3 رواه الترمذي -1821- (7/122) وصححه الألباني برقم (3506) في صحيح الجامع.

4 رواه النسائي -3053- (10/150) قال الألباني: "إسناده جيد" انظر الحديث في مشكاة المصابيح برقم (4939).

5 رواه مسلم -4628 - (12/397).

6 رواه أبو داود -1313- (4/333) والترمذي -1828- (7/133) وأحمد -7197- (15/238) وحسنه الألباني يرقم (3031) في صحيح الجامع.

7 استفيدت الموضوع بتصرف من:موقع اسلام سليكت = وكتاب: دروس رمضان لـ(محمد إبراهيم الحمد)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فلاَ تَقل لَهُما أُفٍّ
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: