موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 أثر العقائد على الأمم والشعوب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

أثر العقائد على الأمم والشعوب Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

أثر العقائد على الأمم والشعوب Empty
مُساهمةموضوع: أثر العقائد على الأمم والشعوب   أثر العقائد على الأمم والشعوب Emptyالخميس 5 يونيو 2014 - 11:58

أثر العقائد على الأمم والشعوب

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً عبدُ الله ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه الغر العظام، وعلى من تبعهم واستن بهديهم على مدار الأزمان.

أما بعد:

فقد أرسل الله -سبحانه- رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون، وجاءوا من عند الله مبشرين ومنذرين لتحقيق هدف واحد، يدعون إلى عقيدة واحدة التي هي محور دعوة جميع الرسل -عليهم الصلاة والسلام- من نوح إلى خاتمهم وأفضلهم محمد، الذي بُعث رحمة للعالمين، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وسار على نهجهم السلف الصالح، يستلهمون سر وحدتهم من صفاء العقيدة الخالصة التي لم تشبها شائبة، فأصبحوا بذلك سادة الدنيا، وفتح الله لهم أبواب الخير في كل مكان، ورفعوا راية التوحيد في مشارق الأرض ومغاربها، وانطلقوا في دعوتهم من تحقيق كلمة التوحيد (لا إله إلا الله محمد رسول الله)؛ لأن ذلك هو الأساس الذي أمروا أن يبدؤوا به. قال الله -تعالى-: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا ومَنِ اتَّبَعَنِي وسُبْحَانَ اللَّهِ ومَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ}، وقال -تعالى-: {واعْبُدُوا اللَّهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً}. والعقيدة مهمة جداً لنيل المقصود في الآخرة، وهي أساس كل عمل، وهي رأس الأمر كله، والجسد لا يستقيم بلا رأس.1

وسنتحدث في هذه الخطبة عن تأثير العقيدة على الأمم والشعوب، وأنها كذلك التي تصوغ فكر وتصرفات الأمم.

أيها الناس:

" إن الإسلام عقيدة متحركة لا تطيق السلبية؛ إذ إنها بمجرد تحققها في عالم الشعور، تتحرك لتحقق مدلولها في الخارج، وتترجم نفسها إلى حركة وإلى عمل في عالم الواقع ".2

فالعقيدة لها تأثير على حياة الجنس البشري، وإذا نظرنا إلى تأثير العقيدة في تاريخ الجنس البشري نجد أمراً عجباً، فهي تبدل مجرى حياة الناس أفراداً وجماعات من حالة إلى أخرى. ولذلك أمثلة متعددة نذكر منها مثالين للاختصار:

المثال الأول:

ما قصه الله -سبحانه وتعالى- علينا من نبأ سحرة فرعون فإنهم لما جاؤوا وهم فارغون من العقيدة لم يكن لهم همّ أبداً إلا المصالح الدنيوية، ولا يعرفون حياة إلا هذه الحياة المحدودة والمحصورة ما بين المبدأ والمصير.

فقد حكا الله عنهم ما قالوا لفرعون: {أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} (41) سورة الشعراء. فما كان لهم من طموح إلا الفوز بشيء من الأجر والشهرة والظهور. وقد كانت غاياتهم ظاهرة. وقد أدرك فرعون ما صرحوا به من رغبة في الأجر، وما لم يصرحوا به من رغبة في الظهور والشهرة، فقال لهم مجيباً: {قَالَ نَعَمْ وَإَنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} (114) سورة الأعراف. هكذا كان واقع الأمر والحوار، ولكن عندما خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، تحول تفكيرهم وتغيرت مفاهيمهم وتبلورت وجهة نظرهم في الحياة وتحددت غاية الغايات عندهم، فكان منهم ما قصه الله -تعالى- علينا في آيات متعددة.. منها قوله - تعالى-: {قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (72) سورة طـه. فسحرة فرعون عندما خالطت بشاشة الإيمان أوتار قلوبهم هزتها راجية ما عند الله -سبحانه- من رضوان ونعيم مقيم يتوقون إليه.. لذلك قالوا لفرعون: {لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ} فقد رأوا الآيات البينّات تدعوهم إلى الإيمان بالله -تعالى-، والتصديق بنبوة رسوله موسى -عليه السلام-. والإقرار بأن ما جاء به موسى هو الحق الصريح.. بعد ذلك كله لا مناص لهم إلا أن يتخلصوا من جميع أوضار العقيدة الفاسدة التي كانوا متلبسين بها، والأفكار المنحرفة التي كانوا يحملونها، فآثروا رضا الله-تعالى- على زخرف ومتاع الحياة الدنيا. وقالوا لفرعون: {لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى * إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى * وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى} (73-75) سورة طـه. ما قالوا هذا الكلام عندما هددهم بأن يقتلهم وأن يصلبهم في جذوع النخل. ما أعجب هذا التحول السريع من الكفر إلى الإيمان الذي ما كان له أن يحدث إلا في ظل العقيدة الصحيحة السليمة الموافقة للفطرة والعقل.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى، وعلى آله وصحبه أوْلي التقى، وعلى من سار على نهجهم واقتفى.

عباد الله:

إن العقيدة تبدل مجرى حياة الناس أفراداً وجماعات من حالة إلى أخرى، وهي كذلك التي تصوغ فكر وتصرفات الأمم، وهي كذلك التي تحدد سلوك أمة من الأمم.

وقد ذكرنا في الخطبة الأولى المثال الأول وهو إسلام سحرة فرعون، ونذكر الآن المثال الثاني وهو تأثير الإيمان في كفار العرب:

لقد استحكم العداء بين قبائل العرب قبل الإسلام حتى صار القتال والسلب والنهب الأصل في العلاقات بين الناس، ومعلوم أن العرب في جاهليتهم كانوا يتنازعون فيما بينهم لأتفه الأسباب، ولم تكن الدار الآخرة في وجدانهم؛ لأنهم لم يكونوا ليحسبوا لها حساباً، وهم لا يؤمنون بها.

صحيح أن التاريخ سجل للعرب امتثالهم لبعض القيم، إلا أن القيم المادية كانت مستحوذة على تفكيرهم. ولم يكن للقيم الروحية أي وجود في حياتهم. حتى وصل الانحطاط الحضاري والهبوط الفكري إلى حد اقتتال الجيران دونما مراعاة لما تفرضه الأعراف من حقوق الجار، ومثال ذلك ما جرى بين قبيلتي الأوس والخزرج، وهما قبيلتان عربيتان يمانيتان تنحدران من أصل واحد، إذ ظل القتال ما بين هاتين القبيلتين نحو مائة وعشرين عاماً، حتى صارت الثارات متوارثة، يورِّثها الآباء للأبناء، والأجداد للأحفاد، وسيوفهم المشرعة تقطر دماً باستمرار.

ولكن الأمر انقلب مع دخول الإسلام إلى يثرب، فما كاد الإيمان يغشى قلوبهم حتى حوّل هذه العداوات إلى مودة ووئام، في وقت لم تطهر سيوفهم من رجس ما سفكت من دماء بعد.

وقد سجل تاريخ التحول عند الشعوب ذلك الانقلاب العجيب الذي صنع التحول الكلي في تاريخ عرب الجزيرة، تلك القبائل التي ما كانت تفكر بأكثر من ذلك المحيط الضيق الذي كانوا يعيشون فيه.

فقد كانت حروبهم نزاعات محلية قبلية ضيقة، ويتنافسون على حياة الصحراء القاسية بالنهب والغزو واغتصاب الأموال.. ويتفاخرون بالدنيء من الخصال كالإنفاق في احتساء الخمر، وارتكاب المنكرات.

وفشت فيهم العصبية المقيتة، وتغلغلت الفردية والأنانية والطموح الذاتي، وكانوا أبعد المجتمعات عن فهم طبيعة المجتمع المتكافل الموحد الصالح. فظلوا سادرين في فرقة الجاهلية حتى جاءهم محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- بدعوة الحق من عند الله رب العالمين.

وما كادت هذه القبائل تلمح هذا الحق بأبصارها، حتى هشت له القلوب، واطمأنت النفوس، وسكنت الجوارح، وتسامى الوجدان فوق العداوة والشحناء والاقتتال، فبرزت الفطرة صافية، وإذا بهم يتآلفون ويتكاتفون وينصهرون في ظل عقيدة التوحيد.

وقد كان الأمر عجيباً حقاً وملفتاً للنظر إلى حد بعيد، إلى درجة أن كثيراً من قادة الفتوحات الإسلامية كانوا قبل إسلامهم هم من أشد الناس عداوة للإسلام، ومن بين هؤلاء: خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل وغيرهما كثير. فقد قتل آباؤهم في الحروب التي كانت بين الإسلام والجاهلية.

ولكنهم ما كادوا يعتنقون العقيدة الجديدة تحت لواء الإسلام الحنيف، حتى تطهرت نفوسهم من آثار الثارات المتغلغلة في صدورهم، واندفعوا يقاتلون بحماس وإخلاص خالص في سبيل نشر العقيدة التي كانوا حرباً بلا هوادة في وجهها.

هذا الذي حدث كان انقلاباً في تصورهم! بالأمس القريب كانوا سداً يعيق انتشار الدعوة الإسلامية، واليوم يلقون بأنفسهم في أتون المعارك طلباً للشهادة في سبيل نشر نفس تلك الدعوة التي كانوا يحاربونها! وما كان ذلك أن يكون إلا بالإيمان الذي ملأ جوانب قلوبهم ونور بصائرهم، وطهر سرائرهم.

فهذا الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ابتلي في الجاهلية بوأد البنات، وكان من أشد كفار قريش عداوة للدعوة الإسلامية، ولكنه ما كاد يدخل في دين الله حتى أصبح يعرض ابنته أم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها- على أصحابه وإخوانه في الله ليتزوجها من شاء منهم، وتزوجها رسول الله بعد أن كان وجود البنت في حجره عاراً على نفسه.

تلك هي آثار العقيدة الصحيحة التي انتشلت العرب من الضياع، ووحدتهم في تصور جديد يسعى بهم لنيل رضوان الله - تعالى-. فإذا بهم يفتحون العالم بعد مواجهة مسلحة مع أعظم قوتين في الدنيا (فارس والروم ) وكانت هاتان القوتان بمثابة (دول الشرق والغرب) في وقتنا هذا.

فمن الذي يصدق أن العرب بإمكانهم أن يواجهوا إحدى القوتين الكبيرتين فضلاً عن مواجهتهما معاً في وقت واحد، من غير أن يسندوا ظهورهم إلى قوة أخرى. ولكن الإيمان الصادق هو الذي يصنع المعجزات، فهؤلاء العرب الذين كانوا شرذمة متفرقين وكانوا أوزاعاً مشتتين، يجتمعون في ظل هذه العقيدة ويدافعون عنها بكل إخلاص، ويواجهون في سبيل الدعوة إليها أعظم قوتين كبيرتين في العالم آنذاك وفي وقت واحد، ويسحقون هاتين القوتين العظيمتين، وينشرون دين الله في الأرض، ويذيقون الإنسانية المنكوبة طعم الراحة، والعدل والإيمان والأمان، كل ذلك بتأثير العقيدة لا غير.

واليوم نسمع من يقلل من أهمية العقيدة الإسلامية بحجة أنها تفرق الناس! ويقول: لابد أولاً أن ندعو الناس إلى مكارم الأخلاق، والبعض يدعو إلى السياسة الصحيحة، والبعض يدعو إلى صفاء النفوس وطهارتها، وكل مطلوب ومهم، ولكن لا أهمية لهذه الأمور إن لم يكن الأساس قد وضُع لها، وهي العقيدة الصافية الخالصة من كل شائبة.

إن الدعوة الصحيحة هي التي تقوم على ما قامت عليه دعوة السلف الذين جعلوا الدين وحدة متكاملة ينطلق في السياسة والأخلاق وجميع الأمور من العقيدة الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة، وعندما نقول: بأن الدعوة لا بد أن تكون على العقيدة لا يعني إهمال الجوانب الأخرى، إنما يعني أن نهتم بالعقيدة أولاً، وندعو الناس إليها، ثم تكون أعمالنا من منطلق هذه العقيدة.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

1 - مجلة البيان العدد 27.

2 -في ظلال القرآن: 4/2525.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أثر العقائد على الأمم والشعوب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» داء الأمم السابقة
» تجارب الأمم
» الملأ .. آفة الأمم في كل عصر ومصر
» تداعى الأمم على أمة الإسلام
» الماسونية سرطان الأمم



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: