ألبسة الصيف
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن الله -تعالى- قد امتنَّ على عباده فقال: ((يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ))(1). وقال: ((وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم))(2). فإذا كانت تقيهم الحر فمن باب أولى السرابيل التي تقيهم البرد، فنعم الله عظيمة على العباد ،ولكن قلَّ من يشكرها!
ولقد نبه الله – تعالى – في قوله: (لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ)(3) إلى ثلاثة أنواع من الألبسة: نوعان حسيان، ونوع معنوي في (النفس)، فأما النوعان الحسيان فالأول: هو اللباس الذي يواري سوءاتكم، وهو: اللباس الضروري الذي يستر الإنسان به عورته. وسميت العورة سوءة: لأنه يسوء الإنسان السوي سليم الفطرة ظهورها. والنوع الثاني من الألبسة الحسية: لباس يجمل ليس بضروري، ولكنه تحسيني كما في قوله -تعالى -: (وريشاً). والثالث لباس معنوي عظيم وهو رأس الألبسة وهو: لباس التقوى قال الله -تعالى-: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)(4) وقال -تعالى-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)(5). وقال -تعالى-: (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)(6). وإذا كان ليس للعبد لباس تقوى فما قيمة هذه الألبسة التي يتجمل بها؟! فأي شيء يجمله إذا كان باطنه خراباً غير معمور بالتقوى؟
ولقد أباح الله –تعالى- الألبسة لعباده فقال: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ)(7)، فهذه الألبسة بأصنافها وأشكالها من الزينة التي أباحها الله لعباده.
وأضاف –سبحانه- الزينة إليه امتناناً علينا بنعمته، وتنبيها لنا لكي نتقيد بأحكام شريعته فيها، ولذلك كان الأصل في اللباس الإباحة إلا ما قام الدليل من الشرع على تحريمه، فكان المحرم من اللباس قليلاً بالنسبة إلى الحلال، ولهذا لا بد للمسلم أن يتفطن للضوابط الشرعية في اللباس فإنه لا غنى له عنه. والشريعة قد أباحت الألبسة بعمومها بغض النظر عن مادتها سواءً كانت قطناً، أو كتاناً، أو صوفاً، أو غير ذلك من أنواع الخامات التي يخترعها العباد ويبتدعونها، فهذا الحلال كثير.
الضوابط الشرعية في اللباس:
عباد الله: إن الشريعة الإسلامية قد وضعت ضوابط وقوانين في اللباس الشرعي ومنها:
1- كل لباس يختص بالنساء فلا يجوز للرجال لبسه، وكل لباس يختص بالرجال فلا يجوز للنساء لبسه، وما جرى به العرف الذي لا يخالف الشرع في ألبسة معينة للنساء في نوعها، أو لونها، أو هيئة تفصيلها، أو خياطتها فحرام على الرجال أن يلبسوه، والعكس بالعكس، ولذلك جاء في حديث عن ابن عباس – رضي الله عنهما- قال: (لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال) (8). وبالتحديد في الألبسة كما في حديث: (لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرجل يلبس لبسه المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) (9). واللعن معناه: الطرد والإبعاد عن رحمة الله، وهذا من الأدلة على كون التشبه كبيرة من كبائر الذنوب.
وأعداء الله يريدون إزالة الفوارق بين الجنسين بأي طريقة في التعليم، والألبسة، والحياة عموماً، وهذه دعوة يهودية لإفساد العالم، ومن ذلك تشبه الجنسين بملابس بعضهم البعض، ونشر ذلك على مستوى العالم. وهذا اللعن والتحذير للناس ليبتعدوا عن شر عظيم ضد مصلحتهم؛ لأن من مصلحة الجنس البشري أن يتميز إناثه عن ذكوره، وذكوره عن إناثه، فإذا صاروا مخنثين لا فرق بين ذكر ولا أنثى حل الفساد والخراب -والعياذ بالله-.
2- منعت الشريعة الإسلامية لبس ما يقصد به الفخر والخيلاء، فأي إنسان لبس لبسة يفتخر بها ويتعالى على غيره، ويزهو، ويتكبر، ويختال، فان فعله حرام، قال -عليه الصلاة والسلام-: (بينما رجل يمشي في حُلة – أي إزار ولباس – تعجبه نفسه، مرجل جمته، يختال في مشيته، إذ خسف الله به الأرض، فهو يتجلجل(10) في الأرض إلى يوم القيامة) (11) وفي رواية: (مرجل لرأسه)(12). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من تعظم في نفسه، واختال في مشيته، لقي الله وهو عليه غضبان)(13). ولذلك من الناس من تدفعه الثياب التي يلبسها للخيلاء والتكبر، فيكون في نفسه مختالاً فخوراً، فهذا من أبغض الخلق إلى الله، وليس من هذا النوع الذي يلبس ثوباً حسناً لمحبته لحسن الثوب دون خيلاء وكبر على عباد الله؛ فإن الله جميل يحب الجمال، فعن ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر) فقال رجل: يا رسول الله: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً؟ قال: (إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس).(14) فبين له نوع الشيء المحظور في اللباس وهو: الكبر، والفخر، والخيلاء، والزهو. والإنسان قد يسبب له ثوب يلبسه، أو حلة يتحلى بها، أو مال يعيث فيه فساداً يميناً وشمالاً، أن يمقته الله بل لا يكلمه الله، ولا ينظر إليه كما جاء في الحديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم، المُسْبِل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب)(15).
3- ومن الألبسة المحرمة لباس الشهرة، وعاقبته وخيمة جداً، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا، ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه ناراً)(16)، فألبسه الله ثوب مذلة معاقبة له بنقيض قصده، أليس أراد أن يفتخر ويتكبر بثوب الشهرة، ويتميز عن سائر الخلق بثوب الشهرة الذي يخالف الملبوس المعتاد للناس؟!! فثوب الشهرة الذي يريد لابسه من الناس أن يرفعوا إليه أبصارهم ليتعجبوا من ثوبه ومنظره، يعاقبه الله بأن يلبسه يوم القيامة ثوب مذلة، وليس ذلك فقط وإنما يلهب فيه ناراً.
وثوب الشهرة اللافت للنظر لغرابة تفصيله، وتصميمه، ولونه، وشكله، قد يكون مترفعاً خارجاً عن المعتاد ذو ثمن غال جداً، وقد يكون منخفضاً خارجاً عن العادة، فلو أن إنساناً لبس مرقعاً ليلفت الأنظار إليه كان ثوبه ثوب شهرة لعموم الحديث، وخير الأمور أوسطها.
4- ومن الألبسة المحظورة ما كان فيه تصاليب، وما أكثر الصلبان التي يعمد إليها أصحاب المصانع من النصارى في دسها في كل شيء يصدرونه إلى الآخرين، فعن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم –: ( لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه)(17). وعنها – رضي الله عنها – قالت: (إنا لا نلبس الثياب التي فيها تصليب، فهو شعار النصارى، وشعار هذا الدين الباطل) أي دين النصارى.
5- ومن الألبسة المحرمة ما كان فيه تصاوير ذوات الأرواح لإنسان أو بهيمة، ولذلك قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)(18). والدليل على عدم جواز وضع صور ذوات الأرواح في الأقمشة سواءً كانت لباساً، أو ستارة في البيت، عن عائشة – رضي الله عنها - زوج النبي – صلى الله عليه وسلم- أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها النبي – صلى الله عليه وسلم- قام على الباب فلم يدخل، فعرفت في وجهه الكراهية، قالت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله، ماذا أذنبت؟ قال: (ما بال هذه النمرقة؟!) فقالت: اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: (إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم) وقال: (إن البيت الذي فيه صور لا تدخله الملائكة) (19)..
فعلى من ابتلي بذلك أن يعمد إلى إزالته، بطمس، أو ملصق، أو نحو ذلك، لحديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه –لما قال لأبي الهياج الأسدي: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته) (20). والشاهد قوله: (أو صورة إلا طمستها). والمحرم في الصورة الرأس، فإذا قطع الرأس، أو طمس ،فلا صورة حينئذ لحديث: ( ...مُر بالتمثال فليقطع رأسه، فليصير كهيئة الشجرة بذراعين، ورجلين، وجسد..) (21) فهذه الهيئة كهيئة الشجرة.
6- وكذلك فإنه لا يجوز للرجال لبس الحرير الطبيعي في ملابسهم فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم – بعدما أخذ حريراً فجعله في يمينه، وذهباً فجعله في شماله: (إن هذين حرام على ذكور أمتي حِلٌّ لإناثهم)(22)، وقال عليه الصلاة والسلام: (من مات من أمتي وهو يتحلى بالذهب حرم الله عليه لباسه في الجنة)(23). وقال -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلبسوا الحرير فإن من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)(24) . وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنما يلبس الحرير من لا خلاق له)(25).
ولبسه يورث الأنوثة عند الرجل، ففيه تشبه بالنساء، وفيه فخر وعجب، لا يليق بالرجل المسلم. أما المرأة فيجوز لها أن تلبسه، وهو يناسب طبيعتها وبشرتها.
وأما إذا خالط الحرير غيره في النسج فالحكم للأعم الأغلب، فإذا صار في طرف الثوب أقل من أربع أصابع للحكة ونحوها جاز ذلك، فإن زاد على قدر أربع أصابع فهو حرام.
والحرير الطبيعي: هو المأخوذ من الدودة وهو معروف. أما الحرير الصناعي: فإنه ليس داخلا في الحكم؛ لكن نبه العلماء أن بعض أنواع الأقمشة لينة جدا تشبة أقمشة النساء، وأن فيها ليونة وميوعة لا تليق بالرجال، بل لربما صارت تلتصق بمواضع العورة فتظهر حجم ما لا يجوز إظهاره من أعضاء الجسد.
7- عباد الله: لقد نهت الشريعة عن الإسبال في الثوب فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم–: (ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار)(26).
وبين – عليه الصلاة والسلام- أن الإسبال يكون في أمور عدة منها:
-الإسبال في الإزار والقميص والعمامة فقد قال – عليه الصلاة والسلام-: (الإسبال في الإزار والقميص والعمامة)(27).
وبعض الثياب أكمامها كبيرة جدا نازلة إلى قريب من الأرض ففي الأكمام إسبال أيضاً، فعن حذيفة قال: أخذ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعضلة(28) ساقي فقال: هذا موضع الإزار فان أبيت فأسفل، فان أبيت فلا حق للإزار في الكعبين) (29). وبعض الناس إذا لبس الإزار يريد أن يطيله لسبب دقة في ساقيه ونحو ذلك؛ فعلى مثل هذا أن يعلم أنه لا حق لكعبيه من الإزار. والكعبان: العظمان الناتئان في أسفل الساق من يمين وشمال.
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إياك وإسبال الإزار، فإنها من المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة) (30).
وقال – عليه الصلاة والسلام –: (وما أسفل من الكعبين فهو في النار) "قالها ثلاث مرات" (31). وقد ذكر العلماء أن الله قادر على كل شيء ومن ذلك أنه قادر أن يحرق ما نزل على الجلد أسفل من الكعبين من الثوب، وهذا هو المقصود من التعذيب يوم القيامة(32).
وأما بالنسبة للنساء فإنهن لما سمعن حديث النبي – صلى الله عليه وسلم- السابق قالت أم سلمة: يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولهن؟! قال: (ترخينه شبراً) قالت: إذا تنكشف أقدامهن قال: (ترخينه ذراعاً– أي من الكعب – لا تزدن عليه)(33)، والمقصود أن المرأة تستر قدميها ستراً فيه احتياط حتى لو هبت الريح لا ينكشف شيء من القدم، ولذلك يجوز للمرأة الإسبال إلى حد معين، ففيه احتياط لها إذا نزلت من سيارة، أو زلت رجلها، أو هبت ريح ألا تنكشف.
عباد الله:
فماذا فعل الناس في حديث النبي – صلى الله عليه وسلم - هذا؟!
إنهم قلبوه وعكسوه وخالفوه – والعياذ بالله- فأطال الرجال ثيابهم بل وسحبوها على الأرض!! فلو قلبت طرف ثوبه بعض الناس من الأسفل لغرفت مما سحبه على الأرض من الشارع من الشواذ شيئاً كثيراً، وليس أشد على الإنسان في الصلاة من حركة طرف ثوب ذلك المسبل لظهر قدمه في الصلاة.
وكذلك فإن النساء اللاتي يرخينه في الأعراس، وفي ثياب العروس هذا الذيل الطويل الذي ربما حملته خلفها يكون إسبالاً في حقها، وهو من الخيلاء فلا يجوز لها أن تفعل ذلك.
عباد الله: إن الشريعة لم تحدد لوناً معيناً للملابس فالأصل أن جميع الألوان مباحة إلا ما دل الدليل على منعه، أو كان في قصد لبسه شيء محرمًا؛ كلبس الثياب البيضاء بقصد التشبه بالنصارى، فإن بعض الناس يلبس الثياب السوداء في أحزانهم، والبيضاء في أفراحهم.
أما الثوب الأبيض عموماً فإنه مستحب لقوله – صلى الله عليه وسلم –: (البسوا من ثيابكم البياض، فإنها أطهر و أطيب، وكفنوا فيها موتاكم)(34). ولقد لبس النبي – صلى الله عليه وسلم – ألواناً من الثياب، وألبس غيره ألوانا من الثياب،فقد كان له عمامة سوداء فعن جابر – رضي الله عنه- قال: (دخل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- مكة يوم الفتح، وعليه عمامة سوداء) (35) . وعن عمر بن حريث – رضي الله عنه- أن النبي – صلى الله عليه وسلم- (خطب الناس وعليه عمامة سوداء) (36).ولبس الأبيض،وكان له بردان أخضران فعن أبي ذر-رضي الله عنه قال: (أتيت النبي – صلى الله عليه وسلم- وعليه ثوب أبيض...) (37).وجأ في حديث قال: (رأيت الرسول – صلى الله عليه وسلم- وعليه بردان أخضران) (38).
وأما بالنسبة للأحمر الخالص فقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم –عنه كما في حديث ابن عمر – رضي الله عنهما- قال :(نهى رسول الله – صلى الله عليه عن المفدَّم )(39). والمفدم: هو المشبع بالحمرة.
وعن عمر أنه كان إذا رأى على رجل ثوباً معصفراً(40) جذبه وقال: (دعوا هذا للنساء). وقد قال العلماء: في سبب النهي عن لبس الثوب الأحمر الخالص للرجال أقوالاً منها: أنه من ألبسة الكفار، وأنه من أجل عدم خرم المروءة، وذكروا أنه زي النساء فيمنع للتشبه وهذا أقواها.
أما إذا كان الأحمر مخططاً أو مخلوطاً بغيره من الألوان؛كما في أغطية الرأس الكثيرة للرجال فلا حرج فيها مادام مخلوطا بغيره.
عباد الله: إن معرفة ما جاء في الشريعة من ضوابط في اللباس يجعل المسلم على جانب السلامة في هذه القضايا الكثيرة؛ لأن الألبسة شيء عام منتشر، ولا بد للإنسان منها، فعليه أن يعلم ما جاء فيه من الضوابط الشرعية.
اللهم إنا نسألك أن تزيننا بزينة الإيمان، وان تجعلنا هداة مهتدين. اللهم ألبسنا لباس التقوى انك أهل التقوى وأهل المغفرة، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، وأشهد أن لا اله إلا الله، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وأشهد أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين- وعلى خلفائه، وأزواجه، وذريته، والتابعين، وعلى من سار على هديه، واقتفى أثره، واستن بسنته إلى يوم الدين.
عباد الله: إن أخذ المصلي للزينة للمسجد من علامات الإيمان قال الله: (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد)(41) وبيت الله أحق بالتزين له. وقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يتجمل في العيدين، والجمعة، ومجامع الناس. وزينة الباطن هي: التقوى. وزينة الظاهر هي: الثياب.
ويجب ستر العورة في الصلاة، وأما من لبس ثوباً رقيقا شفافاً يصف لون الجلد من تحته فليس بساتر لعورته. وكثيراً ما يخالف ذلك في الصيف فيلبس من الأقمشة ما هو شفافاً وتحته سراويل قصيرة، فيظهر لون الفخذين، وهذا يبطل الصلاة، فالمسألة خطيرة، وجديرة بالاهتمام البالغ.
وأما بالنسبة للنساء فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم –: (صنفان من أهل النار لم أرهما – وذكر منهم –ونساء كاسيات، عاريات، مميلات مائلات) (42)، فهن كاسيات، عاريات بمعنى لابسات وغير لابسات لماذا؟ لأنهن لبسن الرقيق، والضيق، والشفاف، والقصير، فإذا لبست المرأة ذلك دخلت في وصف النبي للنساء الكاسيات، العاريات، المميلات، المائلات. فهذه الثياب الرقيقة التي تصف بشرة المرأة وتبدي تقاطيع خلقتها، لا يجوز لها أن تكتسي بها، وتخرج بها خارج بيتها، بل إن بعض الألبسة المشقوقة، والرقيقة، لا يجوز لبسها حتى أمام النساء، فلا تكاد تجد عرساً من الأعراس اليوم إلا وفيه حرام!! فهذه الألبسة التي تستعرض النساء بها أمام خلق الله في الأعراس حتى أمام النساء أين ذهبت غيرة الرجل الذي يرى بناته ونسائه وهن يلبسن هذه الألبسة؟!! بل وليس هذا فحسب، بل ويستعرضن أما الرجال الأجانب!! -ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
عباد الله: إن على أولياء الأمور منع النساء من لباس مثل هذه الألبسة، فإن الله يقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة)(43).
فعلى المرأة أن تتقي الله، وأن تلبس لزوجها كل الألبسة إلا ما فيه تشبه بالرجال، أو ما فيه صليب أو نحو ذلك. وأما الشفاف، والقصير، والضيق وغيره من الثياب فإنه لا يجوز لها لبسها لزوجها.
وقد قال عمر – رضى الله تعالى عنه –: لما وزع على الناس قباطي(44) وقد جاءت الفتوحات بألوان من الأقمشة من فارس والروم فقال: (لا تدرعها نساؤكم)، فقال رجل: يا أمير المؤمنين! قد ألبستها امرأتي فأقبلت في البيت وأدبرت فلم أره يشف فقال عمر: (إن لم يشف! فإنه يصف). يعني يلتصق بالجسد التصاقاً يبين تقاطيع وتفاصيل الجسد فهذا لغير الزوج حرام.
وأما إذا لبست المرأة شيئاً يظهر تقاطيع الجسد بين السرة والركبة فهو حرام، وكثير من الناس يتساهلون في ملابس البنات ويقولون: (هن صغيرات). ومعلوم شيوع الفتنة في هذا الزمان، وثوران الشهوات، فيحصل الافتتان بالبنت، ولو كانت صغيرة. ثم إذا نشئت وتعودت البنت على لبس الثياب القصيرة جداً حتى كادت أن تبلغ فسيكون صعب عليها لبس الساتر؛ لأنها لم تتعود عليه وكما قيل:
وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده أبوه
عباد الله.. لقد ابتلينا ابتلاءً عظيماً جداً في ملابس النساء، وإن البلوى بها شنيعة للغاية، وإنها كارثة ومصيبة. فيجب القيام على النساء بأمرهن باللباس الشرعي عند الخروج من بيوتهن وهو: أن يكون سابغاً، ساتراً لجميع الجسد بلا استثناء، وأن يكون واسعًا غير ضيق، وسميكاً غير شفاف، وأن لا يكون مطيباً، ولا مشابهًا للباس الرجال، ولا للكافرات، ولا يكون ثوب شهرة، فيجب استيفاء الشروط الشرعية في اللباس.
وقد ابتلينا فيما ابتلينا به من لبس الشباب اليوم لألبسة فيها تشبه بالكفار فيما يظهرونه في الفيديو كليب, وفي الأغاني، وأنواع المسلسلات والأفلام، فيؤخذ من هؤلاء الكفرة الأنجاس الذين هم أحط عند الله من البهائم أنواع الألبسة فيلبسها شباب المسلمين!! فلو نظرت إلى بعضهم في لبسهم للمحفور, والضيق، وأنواع الغرائب الموجودة في كسوتهم!! لم تستطع أن تفرق بينه وبين أي شاب كافر يسير في أي شارع من شوارع الدول الغربية.
وهنا كلمة نهمسها في آذان الشباب وهي نصيحة من الأب لابنه وهي أن على الأب أن يصارح ولده لتربيته على هذه الأخلاق الفاضلة، ومنعه من التشبه بالفسقة، فإن التشبه بالفساق لا يجوز. ولما سرى فيهم تفصيل معين من الثوب اتبع بتفصيلات أخرى، فعليها يدرجون وبها يأخذون، فلو سرى فيهم تفصيل ضيق الصدر فصلوه، ولبسوه، وقبة عالية للثوب بثلاثة أزرار، أو أربعة فعلوا ذلك!! وأسفل الثوب كتنورة النساء فعلوا ذلك! والتشبه بأهل الفسق لا يجوز. ولباس الشهرة حرام كما تقدم.
ومن الألبسة وأنواع القمصان ما هو مكتوب عليه عبارات مخلة، وبذيئة، وسيئة، وبعضها كفري فهذا يكتب عليه صهيون زيون، وهذا يكتب عليه العارية، والعاهرة، والمرأة الوقحة، وراقصة الملاهي، والشذوذ!!! وكلمات: كقبلني، وخذني، واتبعني، بل تكتب أحياناً خنزير، وخنزيرة، ورذيلة، وساحر، وإله الحب، وكاس الخمر، وعيد المسيح، وأنا يهودية، وأنا نصرانية، وزاني، وزانية، ومغازل، ومستعد للعلاقات الجنسية، وعاهر، وعاهرة.. كل ذلك من أنواع الكلمات المكتوبة اليوم على بعض الثياب وغيرها مما يلبسه الناس، فأين تقوى الله عند من يلبس هذا؟!! وأين تقوى الله عند التجار الذين جلبوها واستوردوها؟!!.
عباد الله: إن تجار الألبسة يتحملون مسؤولية عظيمة جداً في هذه القضية الخطيرة عندما يبيعون، ويستوردون، ويروجون لمثل هذه الألبسة بين الناس؛ فتباع هذه الألبسة، وتنفق فيها الأموال الباهضة، وهذا يعد مصدر كسب لتجار الجملة، والتجزئة، والذين يستوردون! فلماذا نلبي ما يخالف عادات المسلمين؟ ولماذا نلبس ما يخرم المروءة ؟.
وبعض الألبسة تلبس بطريقة تخرم المروءة ولها منظر مقزز، ومناظر عجيبة!! يخرج بها أولئك القوم إلى الناس في الشوارع، وليست من ملابس المسلمين الفضيلة في شيء، وليست من ملابس أهل التقوى، ولذلك فإنه لابد للإنسان المسلم من الحذر من لبس ما حرم الله، أو ما يخرم المروءة، ويخالف العادة والعرف.
عباد الله:
إن اللباس نعمة فلا تكفروا نعمة الله، وإن من كفران النعمة أن يجعل في اللباس هذه المحذورات فإذا لبست الثوب المباح فتذكر أنه نعمة من الله عليك فابدأ بلبس الجهة اليمنى منه فقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم– : (إذا لبس قميصاً بدأ بميامنه) (45). (وكان إذا انتعل كان يبدأ بيمينه، وإذا خلع يبدأ بشماله) (46). وعن معاذ بن جبل – رضي الله عنه- أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (من لبس ثوباً جديداً فقال: الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر الله ما تقدم من ذنبه) (47). فهل سمعت يا عبد الله! هذا الحديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم –أسمعت الأجر الوارد فيه فلا يفوتنك إذا لبست ثوباً جديداً سواء أكان غطاءاً للرأس، أو طاقية، أو ثوباً من هذه الثياب التي تعارف الناس على تسميتها بالثوب، أو قميصاً، أو سراويل، أو أي نوع من اللباس جديد أن تقول : (الحمد لله الذي كساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ..) .وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه- قال: (كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إذا استجد ثوباً سماه باسمه عمامة، أو قميصاً، أو رداء ،ثم يقول: اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه، أسألك خيره وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له) (48).
أيها المسلم: لتعلم أن هذه الألبسة المحرمة في عالم المغازلات، والمعاكسات، والمحرمات في الأسواق، وغيرها تقود إلى الشر، وربما تعرف الفاسقة والفاسق من لباسهما ولذلك استعاذ النبي – صلى الله عليه وسلم من الألبسة فقال: (وأعوذ بك من شره وشر ما صنع له).
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين. اللهم اجلعنا من أهل التقوى والدين، وبحبلك متمسكين، وبسنة نبيك – صلى الله عليه وسلم – آخذين. اللهم! إنا نعوذ بك من الكفر، والنفاق، والشقاق، وسوء الأخلاق، ونعوذ بك من سوء المنقلب، ونعوذ بك أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، اغفر لنا، ولوالدينا، وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب، اللهم! هيئ لنا من أمرنا رشداً. اللهم! من أراد ديننا، وبلادنا بسوء فامكر به، واجعل كيده في نحره. اللهم! إنا نسألك أن تحفظنا في بلادنا، وأهلينا وأموالنا يا رب العالمين. اللهم! هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، واجعلنا للمتقين إماما. سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين(49).
1 - الأعراف: 26.
2 - النحل: 81.
3 - الأعراف: 26.
4 - الطلاق: 2-3.
5 - الطلاق: 4.
6 - الطلاق: 5.
7 - الأعراف: 32.
8 - البخاري مع الفتح (10/345) برقم (5885)، وأحمد (1/339)، والطبراني (11/252).
9 - أو داوود برقم (4098)، وأحمد (2/325)، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود (2/773) برقم (4098).
10 - أي تتحرك وينزل مضطرباً.
11 - البخاري مع الفتح برقم (5789)، ورواه مسلم بلفظ (بينما رجل يمشين قد أعجبته جبته وبردته إذ خسف به....) ص (1653) برقم (2088)،.
12 - البخاري مع الفتح برقم (5789)، ومسلم (3/1653)، برقم (2088) بنحوه.
13 - أحمد (2/118)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (543).
14 - رواه مسلم (1/93) برقم (147)، والترمذي برقم (1998- 1999)، وأبو داوود برقم (4091).
15 - مسلم (1/102) برقم (171).
16 - أحمد (2/92) بدون زيادة " ثم ألهب فيه النار"، وابن ماجة في سننه بزيادة "ثم ألهب فيه النار" برقم (3067)، وأبو داوود (2/172)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داوود (2/284) برقم (2906).
17 - البخاري مع الفتح برقم (5952).
18 - البخاري مع الفتح برقم (3322) ورقم (4002).
19 - البخاري مع الفتح، برقم (2105) ورقم (5181)، ومسلم (3/1669).
20 - رواه مسلم (2/666) برقم (969)، والحاكم (1/524) برقم (1366)، وأحمد (1/96)، والترمذي (3/366) برقم (1049).
21 - رواه أبو داوود برقم (4158)، والترمذي برقم (2806)، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود (2/783) برقم (4158).
22 - رواه ابن ماجة برقم (3595)، وصححه الألبني في صحيح ابن ماجة برقم (2896)، والإرواء (277).
23 - أحمد (2/209)، وقال الشيخ أحمد شاكر في شرحه للمسند إسناده حسن.
24 - مسلم (3/1642) برقم (11).
25 - البخاري مع الفتح برقم (6081)، ومسلم (3/1641)، والنسائي (8/201)، وأحمد (1/49).
26 - البخاري مع الفتح برقم (5887).
27 - رواه أبو داوود (4094)، وابن ماجة (3576)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/458) برقم (2035).
28 - العضلة: كل عصبة معها لحم غليظ. عَضَلَ عضْلاً وعُضُلٌ إذا كان كثير العضلات.قال الليت: العضلة: كل لحمة غليظة مثيرة مثل لحم الساق والعضد. انظر لسان العرب (11/ 451) ط: دار صادر – بيروت-،والقاموس المحيط للفيروز آبادي ص (1335) ط: مؤسسة الرسالة، والنهاية في غريب الحديث والأثر (3/253) ط: دار الفكر.
29 - رواه الترمذي في السنن برقم (1783)،وابن ماجة برقم (3572)، وأحمد (5/372)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (2/277) برقم (3572).
30 - رواه أبو داوود باب (27)، والبيهقي (10/236)، وقال الألباني في الصحيحة (3/100) برقم (1109) رجاله رجال البخاري غير أبي عقار وهو ثقة.
31 - البخاري مع الفتح برقم (5887).
32 - انظر فتح الباري (10/268) وما بعدها. ط: دار الريان للتراث.
33 - رواه النسائي برقم (5351)، والترمذي (4/ ) برقم (1731) وقال حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1864) بلفظ (ذيل المرأة شبراً).
34 - رواه ابن ماجة (2/1181) برقم (3567)، وأحمد (5/23) برقم (20128).
35 - أخرجه مسلم (2/990) رقم (1358)، وأبو داوود رقم (4076)، وابن ماجة رقم (3585)، والترمذي رقم (1735).
36 - أخرجه ابن ماجة رقم (3584)، وزاد فيه "يخطب على المنبر"، وأبو داوود رقم (4077)،ولفظه "رأيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم- على المنبر وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه"، وأخرجه مسلم (2/990) برقم (1359).
37 - رواه البخاري ، انظر البخاري مع الفتح رقم (5827)، ومسلم (1/95) رقم (154).
38 - رواه الترمذي وقال حديث حسن غريب (5/ ) رقم (2812)، وأبو داوود رقم (4065)، والنسائي رقم (1571) ورقم (5334) وصححه الألباني في صحيح أبي داوود رقم (3430).
39 - رواه ابن ماجة (2601) ، وابن أبي شيبة في المصنف (8/182)، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/11663) برقم (2395).
40 - العصفر: هو الذي يصبغ به،ومنه ريفي ومنه بري، وكلاهما نبت بأرض العرب،وقد عصفرت الثوب متعصفر. انظر لسان العرب (4/581) ط: دار صادر – بيروت-.
41 - الأعراف:31.
42 - رواه مسلم (4/2192) برقم (2128).
43 - التحريم: 6.
44 - القبطية: الثوب من ثياب مصر رقيقة، بيضاء،كأنه منسوب إلى القبط وهم أهل مصر، انظر النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (4/6) ط: دار الفكر، ولسان العرب (7/373) وما بعدها. ط: دار صادر – بيروت-.
45 - رواه الترمذي (4/209) برقم (1766).
46 - وجاء حديث عن أبي هريرة أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا انتزع فليبدأ بالشمال، فليكن اليمين أولهما ننتعل وأخرهما ننزع) البخاري مع الفتح برقم (5856)، ومسلم (3/1660) برقم (2097).
47 - رواه الدارمي (2/292)، وأبو داوود برقم (4023)، والحاكم (1/507)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داوود (2/760) برقم (4023).
48 - رواه أبو داوود برقم (4020)، وأحمد (3/50)، والترمذي (4/210) برقم (1768)، وقال عنه الألباني في تحقيقه للمشكاة صحيح. وجاء في حديث آخر عن عائشة –رضي الله عنها قالت: أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (كان يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره كله) البخاري مع الفتح برقم (168).
49 - المرجع: خطبة لفضيلة الشيخ محمد صالح المنجد.