موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 الفرقة والاختلاف

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

الفرقة والاختلاف Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

الفرقة والاختلاف Empty
مُساهمةموضوع: الفرقة والاختلاف   الفرقة والاختلاف Emptyالخميس 5 يونيو 2014 - 11:36

الفرقة والاختلاف

الخطبة الأولى:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه من خلقه وخليله.. أما بعد:

عباد الله: إن من أعظم ما أمرنا الله تعالى أن نتمسك به وندعو إليه، ونجعله أهم الأسس التي نربي عليها أنفسنا وأبناءنا، وأهلينا: الحفاظ على الوحدة والتوحد وجمع الكلمة والائتلاف على الحق، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[آل عمران: 103].

وقال عليه الصلاة والسلام: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله))1، وقال صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً))2، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم حكى لأصحابه عن المجتمع المثالي للمؤمنين وعن كمال الشعور الإيماني الأخوي، وكمال الإحساس بالإخوة الإسلامية فقال: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))3، فما أعظم هذا المثل العظيم!.

ولأهمية الأخوة -أيها المؤمنون الكرام-، فإن نبينا عليه الصلاة والسلام جعل من أهم ما يقوم به من مهماته في المدينة النبوية بعد هجرته إليها: الإخاء، فقد آخى صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وهذا يدل على عظم شأن الاجتماع، وخطر التفرق والاختلاف بين المسلمين.

والذي ينظر إلى أحوال الأمة الإسلامية اليوم يجد الفرقة واضحة جلية، سواء كان على المستوى العالم الإسلامي، أو المستوى العربي، بل على مستوى البلد الواحد نجد فيه خلافاً كثيراً بين المسلمين في وقت هم فيه أحوج الناس إلى الألفة والاجتماع، وذلك نظراً لتكالب أعداء الله تعالى في هذه الأيام على الإسلام والمسلمين، واتهام الإسلام بأنه دين الإرهاب، وأن المسلمين إرهابيون، بل وصل الحد إلى سب النبي عليه الصلاة والسلام، وتشويه خَلقه وخُلقه، وإعلان المسابقات والإعلانات في تشويه صورته وسيرته، ومع ذلك لم يستيقظ المسلمون من رقدتهم، ولم ينتبهوا من غفلتهم إلا من رحم الله.

قال تعالى: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}[آل عمران: 105]، فإن بني إسرائيل لما جاءتهم رسلهم بالبينات والعلم تفرقوا واختلفوا، فنهانا الله تعالى عن سلوك سبيلهم.

قال تعالى عنهم: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون: 53].

فيا أيها المؤمنون: اتقوا الله، وتجنبوا الاختلاف والشقاق، فإن الاختلاف يضعف الأمم، ويشتت الشعوب، ويحرم أصحابه من كثير من الخير، {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال: 46].

ولذا فإن أول وصية يوصي بها تعالى عباده بعد يوم بدر هو الأمر بالوحدة وإصلاح ذات البين، فقال: {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[الأنفال: 1].

وروى البخاري عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: ((إني خرجت لأخبركم بليلة القدر، وإنه تلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيراً لكم، التمسوها في السبع والتسع والخمس))4.

واعلموا -عباد الله- أن الشيطان جعل أعظم حظه من هذه الأمة هو المشي بينهم بالتحريش ليفرقهم فقد جاء عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم))5.

فالشيطان حريصٌ أشد الحرص على الإفساد بين المسلم وأخيه، والأب وابنه، وغير ذلك.

ومن أهم آثار الخلاف والاختلاف -كما قدمنا-: الضعف والوهن، قال تعالى: {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال: 46].

وكذلك النزاع والشقاق، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض))6. وكما أن الله ورسوله قد بينا للناس آثار الاختلاف، وثماره فقد بينا أسبابه، فمن ذلك:

ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم))7.

فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن أعظم أسباب الخلاف هو المطمع والحرص على الدنيا، فإن التنافس فيها هو الذي فرق بين الأب والابن، والزوج والزوجة، والأخ وأخيه، بل أوصلهم ذلك إلى القتل، وسفك الدماء، وغيرها من المصائب العظيمة.

ومن أسباب الفرقة والاختلاف -عباد الله-: ضعف الإيمان وهو الذي يجعل صاحبه يخالف الآخرين، إما ليكون صاحب القول المشهور، أو ليشار إليه بالبنان، أو غير ذلك من الأعراض.

ومن أسباب الاختلاف: الهجر وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه؛ لأنه سبب للتباغض، والتنافر، والتدابر، والحقد، وسوء الظن، وغيرها من الأمراض، فقال: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان يعرض هذا أو يعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))8.

فكما بين الهجر بقوله: ((يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا)) فقد بين علاج ذلك وهو الأجر العظيم لمن يبدأ بالسلام.

أيها المؤمنون -عباد الله-: إن الاتحاد طريق النصر والقوة، كما قيل:

تأبى العصيُّ إذا اجتمعن تكسراً *** وإذا افترقن تكسرت آحاداً

وقد اتخذ الغرب خطة التفرق لتشتيت شمل المسلمين، واتخذوا سياسة "فرق تسد" فقسموا الأمة العظيمة الواحدة إلى دويلات صغيرة، ثم نشروا فيهم التعصب للدم، والنوع، واللغة، والبلد، والنسب، والمذهب، بينما ديننا الحنيف يجمع الناس على راية واحدة هي راية الإسلام، فالفارسي، والعربي، والغربي، والحبشي كلهم من آدم وحواء، لا فرق ولا فضل لأحد على الآخر إلا بالإيمان، والعمل الصالح.

وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[الحجرات: 13].

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده، أما بعد:

أيها الإخوة المؤمنون: إن نبينا عليه الصلاة والسلام بذل أقصى جهده في الحفاظ على أصحابه من التفرق والاختلاف، وسلك معهم جميع السبل المؤدية إلى توحيدهم وعدم تفرقهم وضيق سبيل التفرق وبين أهمية الأخوة؛ ولعلنا نقف مع بعض تلك الفوائد والتي منها:

1- أن فيها حماية للمجتمع من الانحراف، ومن أمراض الضعف الحضاري، بحيث يستمر هذا المجتمع في قوته وعطائه واستمراره.

2- تتيح الأخوة فرصة طيبة من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي، وتحقيق العدل في المجتمع الإسلامي؛ لأنها تبني المجتمع على أساس من العلاقات الاجتماعية السليمة.

3- تجعل المجتمع يعيش في توازن، فلا يشعر الفرد المسلم بألم الفوارق بينه وبين أخيه المسلم، فهم جميعاً يسعون لخدمة بعضهم دون أن يطغي بعضهم على بعض.

وفي هذه اللحظات نقف مع بعض الصور من حياته صلى الله عليه وسلم:

قال ابن مسعود رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: ((لا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))9.

وعن أبي ثعلبة الخشني قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان))، فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلا انظم بعضه إلى بعض حتى يقال لو بسط عليهم ثوب لعمهم10.

أيها المؤمنون عباد الله: ومن صور الخلاف المذموم ما توصلت إليه اليوم أمتنا العربية والإسلامية من الاختلاف والتفرق في الأوطان، والمبادئ، والأخلاق، وغيرها.

بل من المؤلم جداً أن نرى تلك الجرثومة تقتحم أسوار أهل العلم حتى يصبح الخلاف والتفرق بينهم واضحاً، فكل له آراء، يتعصب لها، وترى كل واحد يشنع ويبدع من يخالفه على رغم أنها -قد تكون- مسائل اجتهادية يسع فيها الخلاف.

أيها الناس: إن للخلاف أنواعاً عديدة فمنه ما هو محمود، ومنه ما هو مذموم، فكل ما سبق الكلام عنه في الخلاف المذموم الذي يقوم على حب النفس، وحب الشهوة، وحب المال، وغيرها من الأمور الدنيوية.

أما ما يكون على أساس الدين، وما وسع فيه الاجتهاد كالاختلاف بين الصحابة يوم أن قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يصلين أحدٌ العصر إلا في بني قريظة))11 فأدركتهم الصلاة وهم في الطريق، فصلى بعضهم في الطريق، وقالوا: إنما قصد النبي صلى الله عليه وسلم السرعة والمبادرة لأمره إليهم، وصلى بعضهم في بني قريظة وقالوا: إنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن نصلي في بني قريظة، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك الخبر لم يعنف أحداً منهم.

ولما أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن عندما رأى تزايد موت القراء عارضه عمر رضي الله عنه وبعض الصحابة، ثم شرح الله صدرهم لجمعه.

ومن صور الخلاف التي لا تُحرم ما كان بين أئمة الدين المرضيين كأبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، وغيرهم، فقد كانت لهم آراء فقهية لا تخالف أصول الدين، ومع ذلك كانوا إخوة وأخذ بعضهم عن بعض، ولكن الأمر الذي لا يجوز شرعاً هو التعصب للآراء.

ما ينبغي مراعاته عند الخلاف:

1- حسن الظن بالآخرين المخالفين: فمن القبح بمكان أن يفهم المسلم أن مخالفه يريد الشر والخلاف بل عليه أن يحسن الظن، وليكن حاله كحال الشافعي عندما قال: (قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب).

2- أن المسائل الخلافية والاجتهادية والتي ليس لها تعلق بأصول الدين أن اختلف فيها فلا يجوز أن يؤدي الخلاف فيها إلى التنابز وإلقاء التهم والتفرق.

3- احترام آراء الآخرين التي لا تخالف أصول الدين، وتقدير مشاعرهم وعواطفهم.

أسأل الله أن يجمع شملنا، ويوحد صفنا، ويؤلف بين قلوبنا، وأن ينصرنا على أعدائنا، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين.

عباد الله: صلوا وسلموا على نبينا محمد، اللهم صلِّ وسلم على محمد، وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد.

والحمد لله رب العالمين،،،.

1 رواه البخاري (6/2550) برقم (6551) ومسلم برقم (2564).

2 رواه البخاري (1/182) برقم (467)، ومسلم برقم (2585).

3 رواه مسلم (4/1999) برقم (2586).

4 رواه البخاري (1/27) برقم (479).

5 رواه مسلم (4/2166) برقم (2812).

6 رواه البخاري (1/ 56) رقم (121)، ومسلم (1/81) برقم (65).

7 رواه البخاري (4/1473) رقم (3791)، ومسلم (4/2273) رقم (2961)..

8 رواه البخاري برقم (5727) ومسلم (2560).

9 رواه مسلم برقم (432).

10 رواه أبو داود (2/498) برقم (2628)، قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر صحيح أبي داوود رقم (2288).

11 البخاري (4/1510) رقم (3893).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الفرقة والاختلاف
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف
» أوجه الاتفاق والاختلاف بين الصيام الشرعي والتجويع!!
» الاسلام والاديان الاخرى… نقاط الاتفاق والاختلاف
»  الفرقة الناجية
» هل في الفرقة قبل الدخول عدة؟



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: