موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 الحــوار

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

الحــوار Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

الحــوار Empty
مُساهمةموضوع: الحــوار   الحــوار Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 22:42

الحــوار

الخطبة الأولى

إن الحمد نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أيها المسلمون: خلق الله تعالى الناس ليتعارفوا، وزودهم بكل ما يمكنهم من هذا التعارف: مقدرة على التعبير اللغوي باللسان، ومقدرة على التعبير بالإشارة، ومقدرة على التعبير بالحال. وجعل التعبير باللسان نفسه يخدم أغراضًا متنوعة، وجعل الحوار واحدًا من هذه الأغراض إلى جانب أغراض أخرى مثل الدعوة والمجادلة والبلاغ وغيرها. ثم إن الله سبحانه وتعالى رزق الناس وسائل يوصلون بها رسائلهم إلى الآخرين، وسائل ظلت تتطور على مر العصور، حتى وصلت إلى هذا المستوى الهائل الذي نراه في عصرنا: وسائل مواصلات واتصالات تقرب الزمان والمكان، وتجعل الناس على تباعد أراضيهم يتخاطبون كأنهم في مجلس واحد يرى بعضهم بعضًا ويسمع بعضهم بعضًا.

فالحوار إذن من لوازم البشرية؛ إنه أمر يتعاطاه الناس في حياتهم اليومية حين يتحدثون وحين يكتبون؛ بل هنالك حوار داخلي بين المرء ونفسه، وحوار بين الإنسان وشيطانه.

لكن الحوار الذي نريد الحديث عنه هنا هو حوار خاص، حوار يتعلق بديننا الإسلامي: هل نحاور؟ ولماذا نحاور؟ ومن نحاور؟ وكيف نحاور؟

أيها المسلمون: نحن مأمورون بالدعوة إلى الله تعالى، والدعوة إليه بأحسن قول يتفوه به لسان : {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}(34) سورة فصلت.

والحوار من لوازم الدعوة. تبلغ إنسانًا كلام الله تعالى، فيرجع إليك بكلام يستفسر عما قلت، أو يستشكله، أو يعترض عليه، فترد عليه بكلام تشرح فيه ما قلت، أو تبينه وتزيل ما أثار في ذهن مستمعك من إشكال، وتبين الدليل على صدقه لتزيل الاعتراض وهكذا. فنحن إذن نحاور لأننا ندعو، ولأن واجب الدعوة لا يتم أحيانًا إلا بالحوار. مخطئ إذن من يظن أن البلاغ إنما يكون بمجرد إسماع الآخر ما تقول، لأن ذلك السامع قد لا يفهم ما تقول حق فهمه، فلا يكون كلامك بينًا بالنسبة له، وأنت مكلف بما كلف الله به الأنبياء، أن يكون بلاغك مبيناً. فلا بد إذن من مجهود فوق مجرد إسماع الآخر كلمات من كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.

ونحن نعيش الآن في عصر يدعونا فيه الآخرون إلى مناهج حياتهم وقيمهم وأفكارهم وأنماط سلوكهم، ودعوتهم تصلنا شئنا أم أبينا. فماذا نفعل حيالها ؟ ولا سيما إذا كان أولئك الدعاة يتحدوننا بأن نرد عليهم أو نبين فضل منهجنا على منهجهم؟!!

إن الاستجابة لهذا التحدي أمر لا يتم واجب البلاغ إلا به، وقد استجاب كثير من علماء المسلمين ومثقفيه لهذا التحدي وأبلوا في الدفاع عن دينهم بلاءً حسنًا جزاهم الله خيرًا.

أيها المسلمون: إن في عالمنا الآن ثقافات ومعتقدات مختلفة حتى داخل القطر الواحد، وفيه من أسلحة الدمار ما يكفي للقضاء على كل عمران على وجه الكرة الأرضية، فماذا يفعل هؤلاء المختلفون؟ إن لجئوا إلى الحروب كان الجميع خاسرين!، لا بد إذن من اتخاذ الوسائل السلمية طريقًا للتعايش وتقليل الخلافات، ونحن بوصفنا مسلمين نرى أن الطريق السلمي هو الطريق الذي دعت إليه الأنبياء أقوامها، وأنهم لم يلجئوا إلى الحروب إلا مضطرين. فهذا نبي الله شعيب يقول لقومه عندما خيروه بين الرجوع عن دينه أو النفي:{وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وطائفة لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} (87) سورة الأعراف.

وهذا نبينا محمد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول لقومه من قريش وهو يدعوهم إلى الصلح: (إنا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا، وإن هم أبوا إلا القتال فو الذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره)1.

فنحن كذلك نقول للناس في عصرنا، لمن تختلف أديانهم وسائر معتقداتهم عن ديننا، تعالوا فلنتحاور بالطرق السلمية، فإن حربًا عالمية بين الحضارات أو الثقافات في ظروفنا هذه أمر لا يدعو إليه أو يشجعه عاقل.

تعالوا فلنتحاور وليعرض كل منا ما عنده، ولنترك الأمر للناس ليختاروا ما شاؤوا. ونحن ندعو إلى الحوار بالطرق السلمية لأنه أدعى لأن يرى الناس الحقيقة كما هي فيقبلوها عن اقتناع. لقد وصف الله سبحانه وتعالى صلح الحديبية بالفتح المبين، وقد تعجب كثير من أكابر الصحابة من هذا حتى ظهرت لهم آثار ذلك الصلح في دخول الناس في دين الله، قال الإمام ابن كثير معللًا هذا الوصف: فإنه حصل بسببه خير جزيل، وآمن الناس واجتمع بعضهم ببعض، وتكلم المؤمن مع الكافر، وانتشر العلم النافع والإيمان2.

وقال ابن هشام في سيرته: يقول الزهري: فما فتح في الإسلام فتح قبله كان أعظم منه إنما كان القتال حيث التقى الناس فلما كانت الهدنة ووضعت الحرب وآمن الناس بعضهم بعضًا، والتقوا فتفاوضوا في الحديث والمنازعة فلم يكلم أحد بالإسلام يعقل شيئًا إلا دخل فيه ولقد دخل في تينك السنتين مثل من كان في الإسلام قبل ذلك أو أكثر3.

ثم قال ابن هشام مؤيدًا قول الزهري: والدليل على قول الزهري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى الحديببة في ألف وأربع مئة في قول جابر بن عبد الله، ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف4.



قال تعالى:{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}(64) سورة آل عمران. اللهم اهدنا لخير الأعمال وأحسنها لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، ونستغفر الله العظيم ونتوب إليه.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

أيها المسلمون: ثمة أمور ينبغي للمسلم أن يلتزم بها في حواره مع الآخرين، فلما كان الغرض من الحوار هو الدعوة إلى الحق ، ولما كان الإنسان لا يؤمن بالحق إلا إذا تبين له كان من واجب الداعية أن يكون كلامه بينًا وهذا يقتضي مخاطبة الناس باللغة التي يفهمونها: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (1) (إبراهيم:4).

ويدخل في هذا كما ذكر بعض العلماء مخاطبتهم بمصطلحاتهم إن كانت لهم مصطلحات خاصة بهم ، فالناس يجب أن يحدثوا بما يعقلون.

ومن الأمور التي ينبغي للمسلم أن يلتزم بها في حواره مع الآخرين: الاعتراف بما عند الخصم من حق أو خير؛ لأن هذا من العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض، ولأنه مما قد يساعد على استمالة قلب الخصم، فهو من باب الدفع بالتي هي أحسن. لكن هذا أمر صعب على النفوس، بل إن النفس تميل إلى تحقير الخصم تحقيرًا يصل إلى حد الافتراء عليه. فما دام كافرًا فيجب أن يكون بليدًا، وأن يكون كسولًا، وأن يكون عيياً. وكل هذه أمور لا تعلق لها بالكفر كما أن جمال الخلقة وقوة الجسم لا علاقة لها به. ألم يقل الله تعالى عن بعض المنافقين:{وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}(المنافقون:4).

ومن الاعتراف بالحق أن لا يُنسَب إلى أحد اعتقاد ينكره أو ينفيه عن نفسه ، بل يتحاور معه ويجادل بحسب اعتقاده الذي يصرح به، ولا يعزى إليه قول يلزم عن مذهبه ، وإنما تستعمل اللوازم لنقد المذهب، من ذلك مثلًا أن في الغرب اليوم طوائف تنتسب إلى النصرانية لكن لبعضها كتاب غير الذي عند سائر النصارى، بل إن بعضها لا يؤمن بأن عيسى ابن الله ، وبعضها ينكر أن يكون كل ما في ما يسمى بالكتاب المقدس كلام الله، بل يعتقدون أن فيه أباطيل لا يمكن أن تنسب إلى الله تعالى، فلا يعامل هؤلاء ويحاورون كما يحاور من اعتقد أن عيسى ابن الله!!

وإذا كان بعض الغربيين يعلنون استعدادهم للحوار، فما كلهم يفعل ذلك، بل إن منهم أقوامًا هم من كبار مفكريهم يعتقدون أن حوار المرء مع غير أهل حضارته أمر متعذر من حيث المبدأ لأنهم لا يؤمنون بوجود موازين عقلية أو قيم مشتركة بين البشر، بل يعتقدون أن كل هذا تابع لحضارة كل قوم ومستمد منها، فهل نيأس من محاورة هؤلاء؟ كلا، بل لا بد أن نسعى لإقناعهم بأهمية الحوار، وخطأ ما يعتقدون.

ومن الأمور التي ينبغي للمسلم أن يلتزم بها في حواره مع الآخرين: استعمال الحجج العقلية والعلمية المناسبة؛ وذلك لأن الله تعالى جعل العقل جزءًا من الدين الحق، وهو جسر يربط المسلم بالعقلاء من غير المسلمين ما داموا يسلمون بما يسلم به كل عاقل. فمن ذلك أن تبين له أن في ما يعتقد تناقضًا، أو أنه ينتج عنه نتائج باطلة لا يسلم هو نفسه بها، وفي كتاب الله تعالى أمثلة كثيرة على ذلك منها أن نسبة الولد إلى الله تعالى تتناقض مع القول بأنه خالق لأن الوالد يلد ولده ولا يخلقه، ولأن الولد صفة نقص والله هو الغني:{قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ}(68) سورة يونس. ومنها أنه تتناقض مع الإيمان بأن الخالق لا صاحبة له:{أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ}(101) سورة الأنعام.

وكما تستعمل الحجج العقلية فكذلك تستعمل الحجج الخُلُقية ؛ لأن الإيمان بأصول الأخلاق من حسن الصدق وشكر المنعم والوفاء بالعهد من الأمور التي فطر الله الناس عليها . فمن ذلك قوله تعالى:{أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ}(44)سورة البقرة5.

أيها المسلمون: إن الحوار وسيلة عظيمة للتخاطب والتفاهم مع الآخرين وخصوصاً من يخالفوننا في الرأي أو المعتقد، فلنولي هذه الوسيلة حقها من الاهتمام والعناية والمزيد من البحث والاطلاع، فمن أتقن هذه الوسيلة استطاع أن يحرز بها أعظم المكاسب، أسأل الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

1 صحيح البخاري - (ج 9 / ص 256)

2 تفسير ابن كثير 4/233

3 سيرة ابن هشام 4/290

4 المرجع السابق.

5 المرجع: آداب الحوار وقواعد الاختلاف المؤلف: عمر بن عبد الله كامل بتصرف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحــوار
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: