موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 المولد النبوي وموقف المسلم تجاهه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

المولد النبوي وموقف المسلم تجاهه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

المولد النبوي وموقف المسلم تجاهه Empty
مُساهمةموضوع: المولد النبوي وموقف المسلم تجاهه   المولد النبوي وموقف المسلم تجاهه Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 22:28

المولد النبوي وموقف المسلم تجاهه

الخطبة الأولى:

الحمد لله رب العالمين، نحمده - تعالى - ونستعينه، ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا، لك الحمد ملء السماوات، وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، نشهد أنه بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حتى أتاه اليقين من ربه، فصلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله - عز وجل - وطاعته عملاً بقول المولى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}1، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}2، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}3.

أيها المسلمون:

إن من نعم الله - عز وجل - على عباده أن بعث لهم الرسل، وأنزل لهم الكتب؛ لينيروا الطريق للناس، وليرشدوهم إلى ربهم - جل وعلا -، وليقيموا الحجة على العباد، وكان من حِكَمِ الله - تبارك وتعالى - أن اختار هؤلاء الرسل من قومهم من أنفسهم {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيّنَ لَهُمْ}4، وجاءوا بأسلوب التبشير والإنذار كل هذا زيادة في إيضاح البيان، وإقامة البرهان على الناس {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا}5، حتى كان آخر هؤلاء الأنبياء والرسل هو نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، بعثه الله - عز وجل - ليتم به الرسالات، ويختم به الشرائع، ثم أمر بطاعته واتباع هديه، وهو بدوره - عليه الصلاة والسلام -لم يترك أمر خيرٍ للأمة إلا دلَّها عليه، ولا أمر شرٍ إلا حذرها منه، فلزم علينا بذلك حبه الذي يتحقق له - صلى الله عليه وآله وسلم - بطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب عنه نهى وزجر، وألا يُعبد الله إلا بما شرع على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -.

وعلى هذا فإن الدين الإسلامي الحنيف الذي جاء به النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحتاج لأن يزيد أحد فيه ما ليس منه، ولهذا نهانا الله - عز وجل - عن أن نخرج عما أمرنا به في كتابه العزيز فقال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}6، ونهانا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - عن الابتداع في الدين فقال فيما روت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ))7، ولهذا فإن من أحدث بدعة في دين الله ، أو استحسنها؛ فقد أتى بشرع زائد لا أصل له في دين الله، وفي المقابل فقد اتهم الشريعة بالنقص، وأتى ليستدرك على الله - سبحانه وتعالى -، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وكفى بذلك قبحاً وإفكاً.

أيها المسلمون:

ونحن لا نستطيع أن ننكر أننا في زمن قلّ فيه العلم الشرعي، وفشا فيه الجهل، وغابت فيه السنة، وانتشرت فيه البدعة بل حلت محل السنة، وانقلبت الموازين، وظن الناس أن السنة بدعة، والبدعة سنة، وصارت السنة غريبة، وصاحبها ممقوت مستهجن، والبدعة معروفاً، بل مستحسنة عند كثير من الناس، وصاحبها هو المقدم المستفتى، بل لقد خفيت ماهية البدعة على كثير من المسلمين، فكم من رجل صالح، وامرأة صالحة؛ يرتكبون الكثير من البدع ويظنون للأسف أنهم يحسنون صنعاً، وأن تلك الأعمال حسنة طيبة؛ كل ذلك لأنهم لم يعرفوا أصلاً ما هو تعريف البدعة.

إذ البدعة لغة: ما أُحدِث على غير مثال سابق، وشرعاً: هي طريقة مخترعة في الدين، تضاهي الشريعة فهي في مقابل السنة، وضد السنة.

أيها المسلمون: ألا وإن من جملة البدع والمحدثات التي أحدثها الناس في دين الله، ولم تكن معروفة ولا معهودة في عصر النبوة، ولا في القرون المفضلة، بدعة احتفال الناس بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - والتي راجت في ديار الإسلام، وصار بعض من ينتسب إلى العلم يؤصل لها، ويجعلها من البدع الحسنة، لكن معاشر المسلمين دعونا نعرض هذا الأمر على كتاب الله وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - وتاريخ الأمة؛ وسنجد أن هذا الاحتفال ليس له أثر من علمٍ في الكتاب، أو السنة الصحيحة، بل نجد أنها إنما طهرت أول ما ظهرت في القرن الرابع الهجري كما سنبين ذلك - بإذن الله تعالى -، إذاً فلا بد من تنبيه المسلمين بهذا، وتوضيح الأمر لهم {لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}8.

أيها المسلمون:

لهذا نقول: إن الاحتفال بالمولد بدعة ليس لها مثال سابق في كتاب الله، ولم يرد فيها نص شرعي، ولم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه احتفل بمولده، ولم يثبت عن من كان يحبه أشد منا - ألا وهم الصحابة رضي الله عنهم - أنهم احتفلوا بمولده - صلى الله عليه وآله وسلم - وهم الأحرى بأن يحتفلوا بهذه المناسبة؛ لأنهم من عايشوه وجالسوه، لكنهم لم يفعلوا ذلك، وإنما كان "بداية ظهور بدعة المولد: تلك البدعة المنكرة، أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، وهم عبيديون لا صلة لهم بفاطمة - رضي الله تعالى عنها -، وكانوا زنادقة يتظاهرون بأنهم روافض وباطنهم الكفر المحض، وأحدثوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد علي - رضي الله عنه -، ومولد فاطمة - رضي الله عنها -، ومولد الحسن والحسين - رضي الله عنهما -، ومولد الخليفة الحاضر، ثم أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش، ثم أعيدت على يد الآمر بأحكام الله الفاطمي سنة أربع وعشرين وخمسمائة بعدما كاد الناس أن ينسوها، ثم جددها الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري في القرن السابع، واستمر العمل بها إلى يومنا هذا، ولم تكن هذه الموالد من عمل السلف الصالح أهل القرون الثلاثة المفضلة، ولا من عمل الأئمة الأربعة، وإنما أحدثها الزنادقة، والجهال؛ بعد القرون المفضلة، فهو بدعة في دين الله"9.

أيها المسلمون:

هذا هو تاريخ ظهور هذه البدعة المحدثة في ديننا، وهذا يُظهر جلياً لكل ذي لب أن ما يسمى بالاحتفال بمولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بدعة محدثة، وقد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))10، وفي صحيح البخاري: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))11، ومن نسب هذه البدعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أو إلى أحد من الصحابة - رضي الله عنهم - فقد أعظم الفرية، وعليه من الله ما يستحق من عقوبة الكاذبين والمفترين.

عباد الله:

إن محبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - واجبة على كل من يقول "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، ولا يوجد شخص يؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - نبياً؛ وهو لا يحب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، بل إنه يجب أن نقدّم محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - على محبة الوالد، والولد، والناس أجمعين كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده والناس أجمعين))12، "فمحبة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أصول الإيمان، وهي تابعة لمحبة الله - عز وجل -، بل لقد توعد الله من قدم هذه المحبوبات على محبة الله ورسوله وجهاد في سبيله في آية عظيمة فقال - سبحانه -: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِه وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ}13، ثم فسقهم بتمام الآية فقال: {وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}14، ولما أراد عمر - رضي الله عنه - أن يعبر عن حبه له - صلى الله عليه وسلم - قال: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْآنَ يَا عُمَرُ))15 "أي الآن عرفتَ فنطقت بما يجب"16 يا عمر، كما يقول ابن حجر.

وبهذا يُعلم أنه يجب "تقديم محبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - على النفوس، والأولاد، والأقارب، والأهلين، والأموال، والمساكن، وغير ذلك مما يحبه الناس غاية المحبة، وإنما تتم هذه المحبة بالطاعة، والخضوع للأوامر والنواهي الشرعية كما قال - تعالى -: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}17"18.

ومحبة الرسول - أيها المسلمون -: لا تكون وفق أهوائنا ورغباتنا بل من الواجب أن تنضبط بكتاب الله - تعالى -، وسنة رسوله - عليه الصلاة والسلام - الصحيحة الواضحة، وعلى ما سار عليه خير القرون، وهي القرون المفضلة، فمن يدعي حب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - على غير النهج الذي أراده النبي - عليه الصلاة والسلام - لنفسه، وغير نهج الصحابة في حبهم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو كاذب فيما يدعيه.

نسأل الله - عز وجل - أن يرزقنا حب رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - على النهج الذي يرضاه، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً، ويرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

أيها المسلمون:

أسلفنا أن محبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - واجبة على كل مسلم صغيراً كان أم كبيراً، ذكراً كان أو أنثى، وأنها مقدَّمة على كل محبوباتنا الدنيوية، إلا أن هذه المحبة مضبوطة بضابط الشرع الحنيف فلا إفراط فيها كما يفعل اليهود والنصارى مع أنبيائهم حتى رفعوهم إلى درجة الربوبية - عياذاً بالله مما يقولون ويفعلون -، ولا تفريط في محبته - صلى الله عليه وسلم - حتى ننقصه حقه، ونهضم قدره، ولكن وسط واعتدال في محبته - صلى الله عليه وسلم -.

أيها المسلمون: وهنا أمر مهم نقوله لهؤلاء المحتفلين بهذه البدعة وهو: أن العلماء وجدوا أنه لم يثبت تاريخ صحيح في تحديد اليوم الذي ولد فيه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، فقد جاءت كتب السير والتاريخ تحدثنا أن النبي - عليه الصلاة والسلام - ولد يوم الثاني عشر، وأخرى يوم الرابع عشر، وأخرى يوم السادس عشر، فالحاصل أن تاريخ الولادة غير منضبط، إلا أن الثابت قطعاً ويقيناً أنه - عليه الصلاة والسلام - توفي يوم الثاني عشر من ربيع الأول، فبماذا يحتفلون بالثابت قطعاً أم بالمشكوك في صحته؟.

وأمر خطير آخر في هذا المولد وهو: أن في قضية الاحتفال بالمولد تشبه بالكفار؛ لأن الاحتفال بعيد الميلاد لا يوجد إلا في الملة النصرانية المحرفة، والمجوسية الباطلة، وفي الاحتفال بالمولد النبوي تشبه بهؤلاء، وقد جاء النهي عن التشبه بالكفار في حديث ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ))19.

أيها المسلمون: ثم إنه ليس في هذا الاحتفال بالمولد تعظيم للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بوجه من الوجوه؛ لأنه لا يعظم بأمر بدعي ليس له أصل في دين الله، وإنما تعظيمه - صلى الله عليه وسلم - بطاعته وامتثال أمره، واجتناب نهيه، والاحتفال بذكرى المولد من البدع فلا يعد تعظيماً، ولن يكون هؤلاء المبتدعة أشد تعظيماً وتبجيلاً للنبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من أصحابه - رضوان الله عليهم -، ولكن مع هذا التعظيم فإنهم - رضي الله عنهم - لم يجعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً.

لهذا أيها المسلمون: فالواجب أن نعلم أن من يؤصل لهذه البدع وغيرها؛ فإن لسان حاله هو اتهام الشرع بالنقص، واتهام الرسول - عليه الصلاة والسلام - بعدم تبليغ كل ما أنزله الله إليه، وأن هذا الذي ابتدع أعلم بدين الله من الصحابة والتابعين، ولولاه هو لما اكتمل هذا النقص، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ونحن ننزه الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، وأصحابه - رضي الله عنهم - عن هذا الافتراء الذي ينسبه إليهم هؤلاء الجهلة دون علم منهم، ولا حاجة لنا ببدع ليس عليها أثرة من علم.

فارجعوا أيها المسلمون إلى دينكم، وعضوا على سنة نبيكم بالنواجذ، واعلموا أن العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم، ولا تنظروا لمن هلك كيف هلك، ولكن انظروا لمن نجا كيف نجا.

نسأل الله - عز وجل - أن يهدينا سواء السبيل، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين.



1 سورة آل عمران (102).

2 سورة النساء (1).

3 سورة الأحزاب (70-71).

4 سورة إبراهيم (4).

5 سورة النساء (165).

6 سورة الحشر (7).

7 البخاري (2499)، ومسلم (188).

8 سورة الأنفال (42).

9 أرشيف ملتقى أهل الحديث (9/244).

10 مسلم (3243).

11 البخاري (2499)، ومسلم (188).

12 البخاري (13)، ومسلم (63).

13سورة التوبة (24).

14 سورة التوبة (24).

15 البخاري (6142).

16 فتح الباري تعليق ابن باز (11/528).

17 سورة آل عمران (31).

18 فتح الباري (1/43).

19 أبو داود (3512)، وصحيح وضعيف سنن أبي داود (1/2) وقال حسن صحيح.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المولد النبوي وموقف المسلم تجاهه
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أخذ مكافأة المولد النبوي الشريف
» شبهات حول المولد النبوي والرد عليها
» الجامع لفتاوى ومقالات العلماء في المولد النبوي
» المولد النبوي تاريخه ، حكمه ، آثاره ، أقوال العلماء فيه
» تسمية ذكر المولد بعيد المولد



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: