موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 الغزو الفكري

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

الغزو الفكري Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

الغزو الفكري Empty
مُساهمةموضوع: الغزو الفكري   الغزو الفكري Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 11:23

الغزو الفكري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا زال أعداء الإسلام يدوكون لياليَهم حسداً وحرقةً يودون لو يردوننا من بعد إيماننا كفاراً، وقصارى جهودهم يبذلونها ليحققوا آمالهم ويصيبوا أهدافهم، منذ انبثاق نور الإسلام وبزوغ نجمه في سماء التاريخ، وإلى اليوم وهم في سعي حثيث، قد أخذوا بأزِمَّة خيولهم وأعنتها، وتعاهدوا على هجمة شرسة يوقعونها على ديارنا بغتة وأهلنا نائمون.ازدادوا حنقاً وغيظاً حين رأوا ابن الإسلام به مجيداً، وبناءه عالياً مشِيداً، فحملوا معاول الهدم، وأرادوا شقه، واستئصال ما أضفى عليهم من المشقة، فحاكوا حيلهم حياكةَ النسيج، وغزلوا بمِخْيَط الغدر تدبيراتهم الماكرة، وأضمروا في أنفسهم الخديعة، وأظهروا -لجهلهم- النقيضين: -العداوة والنصيحة-، وبدت منهم البغضاء، وبرزت من أنيابهم السموم حينما نهشوا جلدة الإسلام، وسال لعابهم رجساً قذراً في جسد الأمة الإسلامية، فتباً لهم من كلاب عُقْر، وذئاب غَدْر.

أهمية الدراية بالموضوع:إنها حقيقة العداوة التي يجب حتماً على كل من يحمل اسم الإسلام أن يعلمها ويعيها، ويفطن للمؤامرة الشرسة على عرض أمة الإسلام، من أجل تمزيق قناع حيائها، وتجريدها من ثياب حياتها، وإنما يجب على المسلم معرفة هذه المؤامرة لعدة أمور:

لئلا يقف موقفاً يقاس فيه على الديوث الذي لا غيرة له، برضاه أو إحجامه عن إبداء سخطه،ولئلا يصاب بتبلد الإحساس والورع الكاذب البارد الذي هو في غير موضعه،ولئلا يشارك في التمزيق وهو لا يدري، يظن أنه خادماً لأمته وليس في الحقيقة إلا هادماً، قد أُتِيَت الأمة من قِبَلِه مراتٍ ومراتٍ، سعى فيها لحتفه بظلفه.

ولئلا يكون من الغافلين الجاهلين بما يطلبه دينه من النصرة والدفاع والإعزاز، وبواجبه الموكل إليه، والمعول في أدائه عليه.

ولئلا يكون تابعاً متَّبِعاً، لم تفتح باؤه، ولم يصَن خِباؤه، حتى اسودَّت أنباؤه، واشتد غباؤه، ذاك المتبع الأعمى.

ولئلا يولي جانب عدوه التغافل، ثم الغفلة واللاشعور،

فمَنْ لم يخفْ مِن غائلاتِ عدوِّهِ







فرتْ نحرَهُ أظفارُهُ ومخالِبُه



إن الكلام عن الغزو الفكري والتغريب الثقافي يجرنا إلى تساؤل طويل عن بواعثه ودوافع الغزاة، ثم عن أهدافهم ومحددات أساليبهم، فمن هذه التساؤلات ما يخطر في بال كل أحد ذي فطنة وتأمل:

هل الغزو الفكري لجوء إلى منفذ جديد للدخول على المسلمين؟ بمعنى أن الغزاة قصدوا التنوع في حربهم، فتارة يرون حرب الأجساد، وتارة حرب الأموال، وتارة حرب الأفكار، وتارة وتارة.. أم أنه بعد أن استتب لهم الوضع سياسياً وعسكرياً، انتقلوا إليه ليستغرقوا مجالات الغزو، أم لأنه الأجدى، والأنفع لمصالحهم؟!!، كل هذه تساؤلات عن دافع هذا الغزو، ولا يُبْعد النجعة من قال بهذه جميعها، ولعل انصرافهم نحو غزو الأفكار إنما هو عن قناعة تامة بعدم جدوى الغزو العسكري، فالمسلمون لا يرضخون فيه لأحد، وكثيراً ما هزم المسلمون في معارك شتى، ولكن لم يردهم ذلك عن دينهم بل زادهم تمسكاً وتثبيتاً، فالله عز وجل قد ألقى على قلوبهم السكينة، وثبتهم، {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}(139-140: سورة آل عمران)، فبمثل هذه الآية يزداد ثبات المسلم وتصبره، فلا يتحقق من أهداف الغزاة مثقال أنملة ولا ذرة.

لذلك لجؤوا لتغيير الفكر وإفلات التمسك بقيم الإسلام وروح التدين وثبات المحقين، وقد توفرت لهم في أرضنا خصوبةٌ قابلة لبذورهم التي يزرعون، وأزيَد من هذا، فقد وجد لهم من أبناء أمتنا الزارعون، فماذا عسى أن يقال بعد توفر الاحتياجات الكاملة لأداء وظيفة متكاملة؟، إنها طامة كبرى تعجز الألسن عن النطق بها، وتكلُّ الأقلام عن تسطيرها، ولكن وا أسفا! لن يعجز التاريخ عن جعلها ذاكرةً تمر على الأجيال ليحزن الحليم ويحتار، ويعتبر المتيقظ ويختار، ولا أسف بعدها على أي ساقط ينهار، مادام خفيف النظرة هين الفكرة.

أهداف الغزو الفكري:

لقد ظهرت خطورة الغزاة ودهاؤهم، وحيلهم الماكرة، وأفاعيلهم الساخرة، ولا شك لناظرٍ أن لديهم أهدافاً يسعون إلى تحقيقها، وإن نظرةً متأملة في حزمة من واردات الغرب على سبيل المقارنة والتمحيص كفيلةٌ بكشف تلك الأهداف، ونزع الستار الموهم لحسنها، ومن الممكن أن نذكر بعضاً من أهدافهم المرجو تحقيقها فينا، فيما يلي:

1. يكاد يكون رأس الأمر وعموده لديهم هو تشويه حقيقة الإسلام، فقد جاء مطهِّراً ومشرِّفاً لمعتنقيه، وجاء مبلغاً ومبيناً لمعانديه مقيماً عليهم حجة الله، كما قال جل وعلا: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}(16: سورة المائدة)، وقال جل شأنه: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (19: سورة المائدة)، فأبت أهواؤهم إلا تشويهه وازدراءه واحتقاره، وصرف المسميات القبيحة إليه، ونبزه بألفاظ السوء والجور، وإلحاق القسوة والعنف به بصورة غير مرضية لدى السامعين، وإبراز بعض مساوئ المحسوبين عليه؛ ليكون ديناً كسائر الأديان، يفقد معتنقه الشعور بالعزة الكامنة في كلماته، الراسخة في دعاته، السائدة في أتباعه، ولا يفخر أحد بالانتماء إليه رهبةً من سمعة، أو رغبةً في بدعة، وحينها لا تجد الأخذ بأحكامه كما ينبغي، ولا التأثر بما فيه من الأخلاق والآداب، إذا لا علاقة للدين بالدنيا وشؤونها بعد علمنة أهله.

2. والأدهى والأشد من ذلك ضرراً تحريفُ الشريعة، وهو أعظم من سابقه؛ فتشويه الأحكام الشرعية أمر خطير، لكن قد يمكن التعرف الحق والبحث الجاد عن صحة القول بظلمها مثلاً أو جورها وباطلها، بينما تحريفها لا يمكن التراجع عنه بعد تغيير الحقيقة وتزييف الحق، وماذا عسى أن يكون بعد ظهور الحق في ثوب الباطل؟، إنها المصيبة التي غرقت فيها اليهود والنصارى فضلوا وأضلوا، حين حرفت الشريعة، وبدلت الكتب الربانية، لم يجدوا بعدها نوراً قط، فهل يريدون منا أن نحذو حذوهم، ونضل كما ضلوا؟ نعم لو كنا نعقل أو نسمع لكان ذلك يقيناً مسلماً به، فبهذا يعلم الفرق بين التشويه والتحريف.

3. تغيير الهوية الدينية، وإضعاف الشعور بالانتماء الديني لدى المسلمين، وإماتة النزعة والحمية التي تحمل صاحبها على التمسك بدينه، فترى المسلم يحمل الشعور بالإسلام، ولكنه شعور متهافت، كأنما هو نسج العناكب، وقد بين جل وعلا ذلك الأمر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} (149: سورة آل عمران)، وحين يرجع المسلم بدينه القهقرى، ويستجيب لمن راوده عن دينه تسقط هويته التي ارتضاها الله له، وينغمس في صبغات منافية لصبغة الله التي هي أحسن الصبغ، وتتخرج أجيال تنسلخ تدريجياً من الإسلام لا تنكر دخيلاً ولا ترفض للدين مزيلاً، وفي المقابل يتم وقف المد الإسلامي والقضاء على تصديره إلى بلادهم فيبقى محصوراً محجوراً في عقر داره، ويا ترى هل سيبقى سليماً في أرضه من نهشات الحاقدين الغزاة؟! هذا ما لا إجابة عنه بغير النفي.

4. فرض الهيمنة والسيطرة، وتعميق الغزو وترسيخ الاستعمار، فذاك مُناهم، ولن يحيدوا عنه، وسيبذلون جهودهم في سبيل ذلك بتوسيع بؤرة الفساد، ونشر الرذيلة في البلاد، وتفريق المسلمين الذين هم كالجسد الواحد يشد بعضه بعضاً، حتى يسود التشرذم، ويتمزق ثوب الأمة الواحدة عقيدةً وفكراً وأرضاً، وحالهم: فرِّق تسُدْ، وغيِّرْ فكره يفسُد.

5. ومن الأهداف الخبيثة من الغزو الفكري بعد ما سبق: تفسخ عرى الأخلاق وهدم دار الفضيلة، وتنكيس رأس الشرف والمروءة والحياء، وإفساد المجتمع ونشر الفجور، بإثارة الشهوات والغرائز الجنسية، وبث الخلاعة والمجون وتكثيف أسبابه وبواعثه عبر القنوات الفضائية والشبكات العنكبوتية، والمسلسلات الفضائحية، لكل مسكين بليد.

6. ومن أهداف غزاة الفكر إماتة الشعور وإذابة الحمية الدينية، وتسليط الضوء على توافه براقة، بتهافتِ وبراءة المسلم المراهق الفكر، الفقير الوعي، القليل الفطنة لما يراد منه، فتراهم -على سبيل المثال- يعمدون إلى إثارة حزنه وشفقته وألمه -في مشهد أليم- على شاب شريد طريد التقى بأمه الحنون بعد طول بعد وغلبة شوق، فإذا به يحتضنها وهي تبكي بكاء الثكلى؛ ليصوروا للمشاهد حنان الأم، ورفق الابن وقساوة العيش، في صورة تملؤها العبرة، وتغمرها العاطفة، فما عسى المشاهد إلا أن يخر باكياً لما يصوره المشهد، وعجباً! يغفل عن احتضان الشاب إياها على مرأى ومسمع للعالم الغيور، وهي في الواقع زميلته في التمثيل والتخييل والإفساد، ينسى حقيقة الأمر، ويعتاد النظر إلى منكرات الأخلاق، ومفاسد الفعال!!.

7. ومن أهداف الغزاة خلق الشعور بانهزامية النفس وخذلان الروح ونزع الثقة بالله تعالى، فإذا ما واجهته بعض الأفكار المنحرفة الضالَّة وقف أمامها خاسئاً وهو حسير، لا يمتلك سوى الحيرة، ولا يتوقع من نفسه رداً ولا اعتراضاً، قد اعتاد على التسليم المطلق والرضا التام بكل ما يصل إليه من مشوب بالزيغ والضلال، عجزاً منه جبناً، ويصلون إلى هذه الحال بتعميم الجهل، وتعتيم الحقائق.

وحتى يصلوا إلى تحقيق هذه الأهداف أيقنوا أنه لا بد من إيجاد بيئة قابلة للتغيير، تنسجم مع واردات الأفكار، وتندمج مع نواياهم الخبيثة، أركانها هم هواة التغريب ودعاة التقريب، وليكونوا من أبناء الأمة الإسلامية من الجهلة بالدين، والخونة والمنافقين، والعملاء والمدسوسين، والمستغربين والمتنصرين والمتهودين؛ ليكون ذلك عوناً لهم، ويخفف كثيراً من الصعاب، إذ إن إيجاد مثل هذه الخلايا المسمومة وبثها في المجتمع الإسلامي كفيل بإيصال الأفكار الغربية الظلامية إلى منبع النور، وتعود إليهم من خلال هؤلاء فوائد كثيرة منها:

1. أنهم يوفرون لهم أموالاً كان ينبغي تصريفها في كفاية الغزاة الراحلين من بلادهم إلى بلادنا لبث أفكارهم.

2. لأنهم من أبناء جلدتنا فإنه سيكون قبول أطروحاتهم أكثر؛ لما عندهم من معرفة بالواقع، ودراية بأولويات الأمور، ولأن الشك لا يتبادر إليهم بالخيانة.

3. على افتراض فشل الغزو الفكري في بلدٍ ما، فلن يُعدَّ فشلاً مادام قد بذرت بعض الجذور فيها، بمعنى: أن الغزو حقق بغيته من طائفة معينة هم الذين ساعدوا في نشره.

4. يكون المتآمرون الحقيقيون في بعد عن النزاع والخلاف والعداء، وعند وجود الخلاف يكون خلافاً داخلياً يكونوا قد سلموا منها، وقد يمكنهم التدخل كوسيط، وتكون لهم منة وفضل.

والذين يؤدون هذا الدور يظنون أنهم على خير، وليسوا على شيء فالمُنبتُّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.

وأما وسائلهم فكثيرة يطول تفصيلها، ويضيق المقام عن حصره، ولكن يمكن التعريج إلى ذكر بعض منها، وبلمحة يسيرة موجزة نذكر أهمها، فمن ذلك الدعوة إلى تنصير وتهويد المسلمين، وإخراجهم من دينهم إلى دينٍ محرف باطل زائف، وحملات التبشير شاهدة على ما يحاك على رداء الإسلام، والاستشراق والتغريب ومحاولة وضع بصمات الغرب في بلاد الشرق، وطبع أهله بطوابع كاسفة غربية دهماء، وأيضاً زرع الفتن والقوميات والعصبيات الجاهلية وإثارتها، وجعلها محوراً مصيرياً يتنازع عليه، ويختلف فيه، وتبذل المهج والأرواح فداً له، ونشر المسميات والطائفيات والقبليات وعنصرة الناس وتقسيمهم، بحيث يفتح المجال للعدو أن يسيطر فيستنسر حينها البغاث.

ومهما يكن من أمر فإن الأمر خطير، والخطب عظيم، وإنه ليراد بأمتنا أن تنسلخ من دينها، كما قال تعالى: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (217:سورة البقرة)، فيا ترى هل ستتيقظ الأمة لذلك، وهل ستتناول أسباب الحذر، وحبال الحيطة، أم أنها ستهيم هيام التائهين، وتنام في سبات عميق، حين يجعل أعداؤهم كل أيامهم صباحاً!!.

نسأل الله بمنه وكرمه العظيم أن يردنا إليه مرداً جميلاً، وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يهيئ لنا أسباب النصر، ويمكن لعباده الصالحين آمين1.

والحمد لله رب العالمين.



1 للاستفادة في هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى كتاب: واقعنا المعاصر لمحمد قطب، وأصول ومبادئ الثقافة الإسلامية للأشقر، والموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة، وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للندوي، والعلمانية نشأتها وتطورها وآثارها في الحياة الإسلامية المعاصرة للحوالي، وحصوننا مهددة من داخلها، والإسلام والحضارة الغربية لمحمد محمد حسين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الغزو الفكري
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الغزو الفكري
» الغزو الفكري وأركانه
» الغزو الفكري في المناهج الدراسية
» الاستشراق .. وجه للإستعمار الفكري
» برنامج كسر الاقفال - الحلقة (5) الغزو الايرانى فى مصر - مناظرة



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: