موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 الدعوة إلى الله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

الدعوة إلى الله Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

الدعوة إلى الله Empty
مُساهمةموضوع: الدعوة إلى الله   الدعوة إلى الله Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 9:52

الدعوة إلى الله

الحمد لله رب العالمين، فاطر السماوات والأرض، جاعل الملائكة رسلاً، وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين، وحجة للسالكين، وحجة للناس أجمعين، بعثه الله بالإيمان منادياً، وإلى الإسلام داعياً، وللخلق هادياً، ولكتابه تالياً، ولمرضاته ساعياً، وبالمعروف آمراً، وعن المنكر ناهياً، فدعا إلى الله وإلى جنته سراً وجهرا؛ إلى أن طلع فجر الإسلام، وأشرقت شمس الإيمان، وعلت كلمة الرحمن، وبطلت دعوة الشيطان، وأضاءت بنور رسالته الأرض بعد ظلمتها، وتألفت به القلوب بعد تفرقها وشتاتها، فأشرق وجه الدهر حسناً، وأصبح ضياءً، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

فإن جانب الدعوة إلى الله من أشرف مجالات العبادة؛ لأن الله - تعالى - يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}1، وقد جاء أن الحسن تلا هذه الآية ثم قال: "هذا حبيب الله، هذا وليّ الله، هذا صفوة الله، هذا خيرة الله، هذا أحبّ الخلق إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحاً في إجابته، وقال: إنني من المسلمين، فهذا خليفة الله"2.

وهذه الآية ترسم صورة الداعية إلى الله، ووصف روحه ولفظه، وحديثه وأدبه، ويوجه إليها رسوله - صلى الله عليه وسلم - وكل داعية من أمته، وكان قد بدأ السورة بوصف جفوة المدعوين، وسوء أدبهم، وتبجحهم النكير؛ ليقول للداعية: هذا هو منهجك مهما كانت الأمور3.

إن الدعوة إلى الله هي أحسن كلمة تقال في الأرض، وتصعد في مقدمة الكلم الطيب إلى السماء مع العمل الصالح الذي يصدق الكلمة؛ ومع الاستسلام لله الذي تتوارى معه الذات، فتصبح الدعوة خالصة لله - تعالى - ليس للداعية فيها شأن إلا التبليغ4.

ولذا عُرِّفت الدعوة إلى الله بأنها: دعوة الناس إلى الإسلام بالقول والعمل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "الدعوة إلى الله هي: الدعوة إلى الإيمان به، وما جاءت به رسله بتصديقهم فيما أخبروا به، وطاعتهم فيما أمروا"5.

والقيام بالدعوة إلى الله هي مهمة الأنبياء والرسل، ويأتي من بعدهم من انتدبهم الله لهذا الأمر من العلماء والدعاة والمصلحين من الناس، ولنتأمل كيف أن الله - تعالى - أمر نبيه - صلى الله عليه وآله وسلم - للقيام بهذا الأمر على سبيل الإلزام لا الندب، يبرز ذلك من خلال قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ}6.

إنها دعوة السماء، وصوت الكبير المتعال، قم.. قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك، وجعل العون والمساعدة في هذا الأمر العظيم فقال: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً}7، وبيَّن صعوبة الأمر، والسبب في هذا الخطاب فقال: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحاً طَوِيلاً}8.

إنها لكلمة عظيمة رهيبة تنتزعه - صلى الله عليه وآله وسلم - من دفء الفراش في البيت الهادئ؛ لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء، إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً لكنه يعيش صغيراً، أما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير فما له والنوم، وما له والراحة؟

لقد عرف النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حقيقة الأمر وقدره فقال لخديجة - رضي الله عنها - وهي تدعوه أن يطمئن وينام: ((مضى عهد النوم يا خديجة))، أجل مضى عهد النوم، وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب، والجهاد الطويل الشاق9.

إن الهدف والغاية من الدعوة إلى الله هي: هداية الخلق إلى عبادة الله - تعالى -، وتعريفهم بما في الرسالة الإلهية من أوامر ونواهي، وعبادات وشرائع؛ لأن الله - تعالى - يقول لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {يا أيها المدثر * قم فأنذر}، والإنذار هو أظهر ما في الرسالة، فهو تنبيه للخطر القريب الذي يترصد للغافلين السادرين في الضلال وهم لا يشعرون، وفيه تتجلى رحمة الله بالعباد وهم لا ينقصون في ملكه شيئاً حين يضلون، ولا يزيدون في ملكه شيئاً حين يهتدون؛ غير أن رحمته اقتضت أن يمنحهم كل هذه العناية ليخلصوا من العذاب الأليم في الآخرة، ومن الشر الموبق في الدنيا، وأن يدعوهم رسله ليغفر لهم، ويدخلهم جنته من فضله.10

ويقرر هذا شيخ الإسلام - ابن القيم -، ويذكر أن للدعوة مراتب فيقول - رحمه الله - في سياق كلامه حول قوله - تعالى -: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}11، فذكر سبحانه مراتب الدعوة، وجعلها ثلاثة أقسام بحسب حال المدعو، فإنه إما أن يكون طالباً للحق راغباً فيه، محباً له مؤثراً له على غيره إذا عرفه، فهذا يدعى بالحكمة، ولا يحتاج إلى موعظة، ولا جدال، وإما أن يكون معرضاً مشتغلاً بضد الحق، ولكن لو عرفه عرفه وآثره واتبعه فهذا يحتاج مع الحكمة إلى الموعظة بالترغيب والترهيب، وإما أن يكون معانداً معارضاً فهذا يجادل بالتي هي أحسن، فإن رجع إلى الحق وإلا انتقل معه من الجدال إلى الجلاد إن أمكن.12

فضل الدعوة إلى الله:

ورد في فضل الدعوة والدعاة إلى الله - عز وجل - آيات كثيرة نذكر بعضاً منها، وهي تدخل تحت عناوين فرعية؛ ومن خلال تلك العناوين نتعرف على فضل الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى -:

1. الدعوة إلى الله من مهام الأنبياء - صلوات الله عليهم -: قال - تعالى -: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}13، وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً}14، و{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}15.

2. الدعوة إلى الله هي أحسن الأقوال: قال - تعالى -: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}16.

3. أن مجال الدعوة إلى الله سيرٌ على طريق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: قال - تعالى -: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}17.

4. الداعية إلى الله معلم الناس الخير: فعَنْ أَبِي مُوسَى - رضي الله عنه - عَنْ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْمِ كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضاً، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتْ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتْ الْكَلَأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتْ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا، وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لَا تُمْسِكُ مَاءً وَلَا تُنْبِتُ كَلَأً، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقُهَ فِي دِينِ اللَّهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْساً، وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللَّهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ))18.

5. الدعوة إلى الله - جل وعلا - عنوان خيرية هذه الأمة: قال - تعالى -: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه}19، قال العلماء: "قدَّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان لأن الإيمان بالله قاصر على من آمن، والآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مؤمن وإيمانه تعدى خيراً فنشر ما آمن به، ولذلك قُدِّم على سائر المؤمنين، وهكذا كان فضل العلماء أعلى من غيرهم لأنهم عَلِمُوا وعَلَّمُوا {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}20، فأهل الإيمان مرفوعون، لكن أهل العلم من أهل الإيمان رَفَعهم الله - جل وعلا - على غيرهم درجات، وهكذا يشترك أهل الإيمان في كثير من الأجور؛ لكن من دعا، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر؛ على مقتضيات الشريعة وبآدابها فإنه عنوان خيرية هذه الأمة.

6. أن الداعي إلى الهدى والخير له مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً: كما ثبت في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: ((مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئاً))21.

7. أن أجر الدعوة إلى الله - تعالى - أجر عظيم: قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - يوم خيبر في الحديث الطويل: ((فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ))22.

هذه بعض الفضائل التي يستحقها الداعية إلى الله - تعالى - جزاء عمله وما يقوم به، وفضائل الدعوة كثيرة، ختامها أن الداعي إلى الله - جل وعلا - مجاهد، والأمة الداعية أمة مجاهدة، ولذا كان الجهاد في مكة جهاد دعوة وحجة وبيان قبل أن يُشرع الجهاد بالسنان والقتال.23

ثمرات الدعوة إلى الله - جل جلاله -:

لا شك أن الدعوة إلى الله - جل جلاله - على بصيرة كلها خير، وكلها ثمرات حلوة دانية، فالفضائل التي ذكرنا كلها ثمرات في حق الفرد، فإن من دعا إلى الله - جل وعلا - أثمر عمله أن يكون معطوفاً على النبي - صَلَّى الله عليه وسلم -، ومن اتبعه على بصيرة؛ قد عظُم قدره وشأنه.

ومن دعا إلى الله فإنه يتحصل ثناء الله - جل جلاله - عليه لأن قوله أحسن الأقوال، فإنه حاز على الثمرات.

ومن دعا إلى الله - جل وعلا - كان من المفلحين.

ومن دعا إلى الله - جل جلاله - فإن الله يصلي عليه وملائكته، ويستغفر له كل شيء.

وهذا شيء كثير، ولله الحمد وله المنة والفضل.24

أساليب الدعوة إلى الله - تعالى -:

للدعوة إلى الله - عز وجل - أساليب عديدة تكلم عنها ساداتنا العلماء، والأئمة؛ لكننا قبل أن نتكلم عن هؤلاء البشر، نجد أن الله - تعالى - قد حدد في محكم كتابه الكريم أهم الأساليب التي يجب على الداعية أن يسير عليها؛ وهي التي يدور عليها كلام من تكلم في الأساليب، حيث قال الله - تعالى -: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}25، فأوضح سبحانه في هذه الآية الكيفية التي ينبغي أن يتصف بها الداعية ويسلكها، يبدأ أولاً بالحكمة، والمراد بها: الأدلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق، والداحضة للباطل؛ ولهذا قال بعض المفسرين: المعنى بالقرآن؛ لأنه الحكمة العظيمة؛ لأن فيه البيان والإيضاح للحق بأكمل وجه، وقال بعضهم: معناه بالأدلة من الكتاب والسنة.

والحكمة كلمة عظيمة معناها: الدعوة إلى الله بالعلم والبصيرة، والأدلة الواضحة المقنعة الكاشفة للحق، والمبينة له، وهي كلمة مشتركة تطلق على معان كثيرة، فتطلق على النبوة، وعلى العلم والفقه في الدين، وعلى العقل، وعلى الورع، وعلى أشياء أخرى، وهي في الأصل كما قال الشوكاني - رحمه الله -: "الأمر الذي يمنع عن السفه" فهذه هي الحكمة، والأدلة الواضحة تسمى حكمة، والكلام الواضح المصيب للحق يسمى حكمة؛ فهي إذن كلمة تمنع من سمعها من المضي في الباطل، وتدعوه إلى الأخذ بالحق والتأثر به، والوقوف عند الحد الذي حده الله - عز وجل -.

فعلى الداعية إلى الله - عز وجل - أن يدعو بالحكمة، ويبدأ بها، ويعنى بها، فإذا كان المدعو عنده بعض الجفاء والاعتراض فيدعوه بالموعظة الحسنة، بالآيات والأحاديث التي فيها الوعظ والترغيب، فإن كان عنده شبهة جادله بالتي هي أحسن، ولا يغلظ عليه، بل يصبر عليه، ولا يتعجل ولا يعنف، بل يجتهد في كشف الشبهة، وإيضاح الأدلة بالأسلوب الحسن، وهكذا ينبغي للداعية أن يتحمل ويصبر ولا يشدد؛ لأن هذا أقرب إلى الانتفاع بالحق وقبوله، وتأثر المدعو به، وصبره على المجادلة والمناقشة، وقد أمر الله - جل وعلا - موسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون أن يقولا له قولاً ليناً وهو أطغى الطغاة قال الله - جل وعلا - في أمره لموسى وهارون: { فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، وقال الله - سبحانه - في نبيه محمد - عليه الصلاة والسلام -: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}.

فعلم بذلك أن الأسلوب الحكيم، والطريق المستقيم في الدعوة؛ بأن يكون الداعي حكيماً في الدعوة، بصيراً بأسلوبها، لا يعجل ولا يعنف، بل يدعو بالحكمة، وهي المقال الواضح المصيب للحق من الآيات والأحاديث، وبالموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وهذا هو الأسلوب الذي ينبغي في الدعوة إلى الله - عز وجل -، أما الدعوة بالجهل فهذا يضر ولا ينفع.26

حكم الدعوة إلى الله:

وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب الدعوة إلى الله - عز وجل -، وأنها من الفرائض، والأدلة في ذلك كثيرة منها قوله سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}27، ومنها قوله - جل وعلا -: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}28، ومنها قوله - عز وجل -: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، ومنها قوله سبحانه: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}29، فبيَّن سبحانه أن أتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - هم الدعاة إلى الله، وهم أهل البصائر، والواجب - كما هو معلوم - هو اتباعه، والسير على منهاجه - عليه الصلاة والسلام - كما قال - تعالى -: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}30.

وبيَّن العلماء أن الدعوة إلى الله - عز وجل - فرض كفاية بالنسبة إلى الأقطار التي يقوم فيها الدعاة، فإن كل قطر وإقليم يحتاج إلى الدعوة، وإلى النشاط فيها، فهي فرض كفاية إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين ذلك الواجب، وصارت الدعوة في حق الباقين سنة مؤكدة، وعملاً صالحاً جليلاً، وإذا لم يقم أهل الإقليم والقطر المعين بالدعوة على التمام؛ صار الإثم عاماً، وصار الواجب على الجميع، وعلى كل إنسان أن يقوم بالدعوة حسب طاقته وإمكانه، أما بالنظر إلى عموم البلاد؛ فالواجب أن يوجد طائفة منتصبة تقوم بالدعوة إلى الله - جل وعلا - في أرجاء المعمورة، تبلغ رسالات الله، وتبين أمر الله - عز وجل - بالطرق الممكنة، فإن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد بعث الدعاة، وأرسل الكتب إلى الناس، وإلى الملوك والرؤساء، ودعاهم إلى الله - عز وجل -.

وها نحن اليوم قد يسر الله - عز وجل - أمر الدعوة أكثر بطرق لم تحصل لمن قبلنا، فأمور الدعوة اليوم متيسرة أكثر، وطرقها كثيرة، وإقامة الحجة على الناس اليوم ممكنة: عن طريق الإذاعة، أو عن طريق التلفزة، أو عن طريق الصحافة،... من طرق شتى، فالواجب على أهل العلم والإيمان، وعلى خلفاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن يقوموا بهذا الواجب، وأن يتكاتفوا فيه، وأن يبلغوا رسالات الله إلى عباد الله، ولا يخشوا في الله لومة لائم، ولا يحابوا في ذلك كبيراً ولا صغيراً، ولا غنياً ولا فقيراً، بل يبلغون أمر الله إلى عباد الله كما أنزل الله، وكما شرع الله، وقد يكون ذلك فرض عين إذا كان في مكان ليس فيه من يؤدي ذلك سواه كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا كنت في مكان ليس فيه من يقوى على هذا الأمر، ويبلغ أمر الله؛ سواك، فالواجب عليك أنت أن تقوم بذلك، فأما إذا وجد من يقوم بالدعوة والتبليغ، والأمر والنهي، فإنه يكون حينئذ في حقك سنة قال - جل وعلا -: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}31، أما إذا بادرت إليه، وحرصت عليه؛ فإنك بذلك تكون منافساً في الخيرات، وسابقاً إلى الطاعات.

نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته ومن اتبع أثرهم إلى يوم الدين.

1 سورة فصلت (33).

2 تفسير الطبري (ج21/ص469).

3 في ظلال القرآن (ج6/ص295).

4 صلاح الأمة في علو الهمة (25).

5 البصيرة في الدعوة إلى الله (ج1/ص19).

6 سورة المدثر (1-7).

7 سورة المزمل (1-4).

8 سورة المزمل (4-7).

9 في ظلال القرآن (6/3744).

10 في ظلال القرآن (6/3754).

11 النحل (125).

12 الصواعق المرسلة (4/1276).

13 سورة يوسف (108).

14 سورة الأحزاب (45- 46).

15 سورة النحل (125).

16 سورة فصلت (33).

17 سورة النحل (125).

18 البخاري (77).

19 آل عمران (110 ).

20 سورة المجادلة (11).

21 مسلم (4831) .

22 البخاري (2787)، ومسلم (4423) .

23 الدعوة إلى الله فضلها وثمراتها (1) بتصرف.

24 المصدر السابق .

25 سورة النحل (125).

26 الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة (34-38).

27 سورة آل عمران (104).

28 سورة النحل (125).

29 سورة القصص (87).

30 سورة الأحزاب (21).

31 سورة آل عمران (104).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الدعوة إلى الله
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحكمة من ارسال الرسل منهج الرسل في الدعوة الى الله الطريقة المثلى في الدعوة الى الله
» كتاب مواقف الصحابة رضي الله عنهم في الدعوة إلى الله تعالى
» مواقف الصحابة رضي الله عنهم في الدعوة إلى الله تعالى
» أمور حث النبي صلى الله عليه و سلم عليها .. الدعوة إلى الله
»  على من تجب الدعوة إلى الله



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: