موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 حب الله ورسوله

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

حب الله ورسوله Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

حب الله ورسوله Empty
مُساهمةموضوع: حب الله ورسوله   حب الله ورسوله Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 9:45

حب الله ورسوله

الحمد لله الذي جعل المحبة إلى الظفر بالمحبوب سبيلاً، ونصب طاعته والخضوع له على صدق المحبة دليلاً وحرك بها النفوس إلى أنواع الكمالات إيثاراً لطلبها وتحصيلاً، وأودعها العالم العلوي السفلي لإخراج كماله من القوة إلى الفعل إيجاداً وإمداداً وقبولاً، وأثار بها الهمم السامية والعزمات العالية إلى أشرف غاياتها تخصيصا لها وتأهيلاً، فسبحان من صرف عليها القلوب كما يشاء ولما يشاء بقدرته، واستخرج بها ما خلق له كل حي بحكمته، وصرفها أنواعاً وأقساماً بين بريته، وفصلها تفصيلا، فجعل كل محبوب لمحبه نصيباً مخطئاً كان في محبته أو مصيباً، وجعله بحبه منعماً أو قتيلاً، فقسمها بين محب الرحمن ومحب الأوثان، ومحب النيران، ومحب الصلبان، ومحب الأوطان، ومحب الإخوان، ومحب النسوان، ومحب الصبيان، ومحب الأثمان، ومحب الإيمان، ومحب الألحان، ومحب القرآن، وفضل أهل محبته ومحبة كتابه ورسوله على سائر المحبين تفضيلاً..

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مقر بربوبيته، شاهد بوحدانيته، منقاد إليه لمحبته، مذعن له بطاعته، معترف بنعمته، فار إليه من ذنبه وخطيئته، مؤمل لعفوه ورحمته، طامع في مغفرته، بريء إليه من حوله وقوته، لا يبتغي سواه رباً، ولا يتخذ من دونه ولياً ولا وكيلاً، عائذ به ملتج إليه لا يروم عن عبوديته انتقالاً ولا تحويلاً.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، وسفيره بينه وبين عباده، أقرب الخلق إليه وسيلة، وأعظمهم عنده جاهاً، وأسمعهم لديه شفاعة، وأحبهم إليه، وأكرمهم عليه، أرسله للإيمان منادياً، وإلى الجنة داعياً، وإلى صراطه المستقيم هادياً، وفي مرضاته ومحابه ساعياً، وبكل معروف آمراً، وعن كل منكر ناهياً..

فصلَّى الله وملائكته وأنبياؤه ورسله وجميع عباده المؤمنين عليه كما وحد الله، وعرف أمته به، ودعا إليه، صلاة لا تروم عنه انتقالاً ولا تحويلاً، وعلى آله الطيبين، وصحبه الطاهرين، وسلم تسليماً كثير1.

أما بعد:

فمما لا شك فيه أن ما من مسلم ومسلمة إلا وهو يحب الله ورسوله؛ سواء ضعفت هذه المحبة أو قويت؛ ذلك أنه لا يتصور أن يوجد مسلم لا يحب الله ورسوله حتى ولو كان عنده بعض المعاصي غير المكفرة؛ ولكن تكون والحالة هذه محبته لله ولرسوله ناقصة؛ فعن عمر بن الخطاب: أن رجلاً على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان اسمه عبد الله، وكان يلقب حماراً، وكان يضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد جلده في الشراب، فأتي به يوماً فأمر به فجلد، فقال رجل من القوم: اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به؟ فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)2.

ولكن الناس يتفاوتون في المحبة، فمن قويت محبته لله ورسوله زادت طاعته لربه، وتمسكه بسنة رسوله، ومن ضعفته محبته ضعفت طاعته بحسب ضعف المحبة؛ ولذلك فقد كثر المدعون المحبة، فطولبوا بإقامة الحجة والبرهان؛ فقال رب العزة والجلال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ} سورة آل عمران(31)؛ فمن أحب الله ورسوله أحب ما يحب الله ورسوله، وكره ما يكره الله ورسوله. ومن أحب الله ورسوله محبة صادقة حشره الله مع رسول الله -صلى لله عليه وسلم- ومع المؤمنين؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: (وما أعددت للساعة؟) قال: حب الله ورسوله، قال: (فإنك مع من أحببت). قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشدَّ من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فإنك مع من أحببت). قال أنس: "فأنا أحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم وإن لم أعمل بأعمالهم"3. قال النووي -رحمه الله- عند شرحه لهذا الحديث: "فيه فضل حب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- والصالحين وأهل الخير الأحياء والأموات، ومن فضل محبة الله ورسوله امتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، والتأدب بالآداب الشرعية، ولا يشترط في الانتفاع بمحبة الصالحين أن يعمل عملهم إذ لو عمله لكان منهم ومثلهم"4.

ونحن –أيها الإخوة- نقول ما قاله أنس -رضي الله عنه- فإننا نحب الله ورسوله وأبا بكر وعمر ونرجوا أن نكون معهم وإن لم نعمل بأعمالهم، ونشهد الله على ذلك، وإن كنا لم نقدم للإسلام مثلما قدموا، ولم نعمل مثلما فعلوا، رجاء أن نحشر معهم؛ فعن عبدالله بن مسعود-رضي الله عنه- قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله كيف ترى في رجل أحب قوماً ولما يلحق بهم؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (المرء مع من أحب)5.

قال الشافعي-رحمه الله-:

أحِبُّ الصالحين ولست منهم *** لعلي أن أنالَ بهم شفاعةْ

وأكرهُ مَن تجارتُه المعاصي *** ولو كنا سواءً في البضاعةْ6

ومحبة الله ورسوله أعلى وأغلى محبة، بل لا يعدلها منزلة على الإطلاق؛ يقول ابن القيم -رحمه الله- وهو يتحدث عن منزلة المحبة: "وهي المنزلة التي فيها تنافس المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروح العابدون، فهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال التي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه، تحمل أثقال السائرين إلى بلاد لم يكونوا إلا بشق الأنفس بالغيها، وتوصلهم إلى منازل لم يكونوا بدونها أبدا واصليها، وتبوؤهم من مقاعد الصدق مقامات لم يكونوا لولاها داخليها، وهي مطايا القوم التي مسراهم على ظهورها دائما إلى الحبيب وطريقهم الأقوم الذي يبلغهم إلى منازلهم الأولى من قريب، تالله لقد ذهب أهلها بشرف الدنيا والآخرة إذ لهم من معية محبوبهم أوفر نصيب، وقد قضى الله يوم قدر مقادير الخلائق بمشيئته وحكمته البالغة أن المرء مع من أحب فيالها من نعمة على المحبين سابغة"7.

ولمحبة الله ورسوله علامات ومظاهر؛ ومن أهم هذه العلامات وأبرزها، وغيرها تابعة لها: أن يكون الله ورسوله أحب إلى الإنسان مما سواهما، وأن يحب ما يحب الله ورسوله، ويكره ما يكره الله ورسوله من الأقوال، والأفعال، والأشخاص، والأماكن، وغير ذلك؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يلقي في النار)8.

قال ابن رجب -رحمه الله-: "فمن أحب الله ورسوله محبة صادقة من قلبه أوجب له ذلك أن يحب بقلبه ما يحبه الله ورسوله، ويكره ما يكرهه الله ورسوله ويرضي ما يرضي الله ورسوله، ويسخط ما يسخط الله ورسوله، وأن يعمل بجوارحه بمقتضى هذا الحب والبغض؛ فإن عمل بجوارحه شيئاً يخالف ذلك ارتكب بعض ما يكرهه الله ورسوله، أو ترك بعض ما يحبه الله ورسوله مع وجوبه والقدرة عليه دل ذلك على نقص محبته الواجبة فعليه أن يتوب من ذلك ويرجع إلى تكميل المحبة الواجبة"9..

وأما من ارتكب ما يخالف أمر الله ورسوله؛ فإن في دعواه للمحبة خللاً؛ فإنه لو كان محبا صادقاً لأطاع الله ورسوله، ولما قدم هوى نفسه على أمرهما؛ قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة الحجرات (1)، والقول الجامع في معنى الآية؛ كما قال ابن القيم: "لا تعجلوا بقول ولا فعل قبل أن يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو يفعل"10.

وجميع الذنوب والمعاصي والمخالفات الشرعية، والبدع، وما إلى ذلك إنما تنشأ من تقديم هوى النفس على محبة الله ورسوله؛ كما قال ابن رجب-رحمه الله-: "فجميع المعاصي إنما تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله، وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه، فقال تعالى: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ} سورة القصص(50)؛ وكذلك البدع إنما تنشأ من تقديم الهوى على الشرع، ولهذا يسمي أهلها أهل الأهواء، وكذلك المعاصي إنما تقع من تقديم الهوى على محبة الله ورسوله ومحبة ما يحبه، وكذلك حب الأشخاص الواجب فيه أن يكون تبعاً لما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-"11.

ومن علامات محبة الإنسان لله ورسوله: أن يكثر الإنسان من التقرب إلى الله بنوافل الطاعات بعد محافظته على الفرائض والواجبات، وبُعده عن المحرمات؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (إن الله -تعالى- قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه...) الحديث12.

ومن هذه النوافل: الإكثار من قراءة القرآن؛ قال ابن رجب -رحمه الله-: "ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله -تعالى- من النوافل كثرة تلاوة القرآن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم"؛ قال خباب بن الأرت لرجل تقرب إلى الله –تعالى- ما استطعت، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه".

فلا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم، فهو لذة قلوبهم، وغاية مطلوبهم، قال عثمان -رضي الله عنه-: "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم"13.

وقال سهل بن عبد الله: "علامة حب الله حب القرآن، وعلامة حب القرآن حب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلامة حب النبي -صلى الله عليه وسلم- حب السنة، وعلامة حب السنة حب الآخرة، وعلامة حب الآخرة بغض الدنيا، وعلامة بغض الدنيا أن لا يدخر منها إلا زاداً وبلغة إلى الآخرة"14.

ومن علامات محبة الله ورسوله: الإكثار من ذكر الله -تعالى- الذكر الذي يتواطأ عليه القلب واللسان، وكذلك الإكثار من الصلاة على النبي-صلى الله عليه وسلم- على الصفة الشرعية؛ "فإن من أحب شيئاً أكثر من ذكره بقلبه ولسانه"؛ كما قال ابن القيم15.

وذكر الله من أفضل الأعمال والقربات؛ فعن معاذ -رضي الله عنه- قال: قلت يا رسول الله أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله -تعالى-؟ قال: (أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله -تعالى-)16.

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يقول الله –تعالى-: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم...)17؛ وقال الله -عز وجل-: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} سورة البقرة(152).

ومن علامات محبتك لله ولرسوله: محبة أحبابه وأوليائه فيه، ومعاداة أعدائه فيه؛ فعن عمر-رضي الله عنه- قال: قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (إن من عباد الله أناساً ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله –تعالى-)، قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: (هم قوم تحابوا بروح الله -أي القرآن- على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فو الله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى منابر من نور، ولا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس)؛ ثم تلا هذه الآية: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}18؛ سورة يونس(62).

وقد جاء عن سهل بن معاذ بن أنس الجُهني عن أبيه: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من أعطى لله ومنع لله، وأحب لله وأبغض لله، وأنكح لله؛ فقد استكمل إيمانه)19.

وفي حديث البراء بن عازب -رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: (أوثق عُرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله)20.

قال ابن رجب -رحمه الله-: "ومن أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان، ومن كان حبه وبغضه وعطاؤه ومنعه لهوي نفسه كان ذلك نقصاً في إيمانه الواجب فيجب عليه التوبة من ذلك والرجوع إلى اتباع ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- من تقديم محبة الله ورسوله وما فيه رضا الله ورسوله على هوى النفس ومراداتها كلها"21.

والأكمل في محبة لله ورسوله أن يحصل الإنسان على محبة الله له؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: (لأعطين هذه الراية رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه) قال عمر -رضي الله عنه-: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فتساورت –أي وثبتُ متطلعاً- لها رجاء أن أدعى لها، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- فأعطاه إياها، وقال: (امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك) فسار علي شيئاً ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس؟ قال: (قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأنّ محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)22. فهذه معاني عظيمة وجليلة في محبة الله ورسوله يجب على المسلم فقهها وتعلمها والعمل بها حتى يكون من المحبين الصادقين،، نسأل الله أن يجعلنا منهم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم..

1 من مقدمة:"روضة المحبين ونزهة المشتاقين"(3- 5) لابن القيم. الناشر:دار الكتب العلمية-بيروت (1412 هـ).

2 رواه البخاري .

3 رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.

4 المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج(16/186). الناشر: دار إحياء التراث العربي– بيروت. الطبعة الثانية (1392هـ).

5 رواه البخاري ومسلم، واللفظ له.

6 مجمع الحكم والأمثال، صـ(1).

7 مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (3/ 6- 7). الناشر: دار الكتاب العربي- بيروت. الطبعة الثانية (1393هـ). تحقيق: محمد حامد الفقي.

8 رواه...

9 جامع العلوم والحكم، صـ(389). للحافظ ابن رجب الحنبلي. الناشر: دار المعرفة – بيروت. ط1(1408هـ).

10 إعلام الموقعين عن رب العالمين(1/51). الناشر: دار الجيل-بيروت (1973هـ). تحقيق: طه عبد الرءوف سعد.

11 جامع العلوم والحكم، صـ(389) ابن رجب.

12 رواه البخاري.

13 جامع العلوم والحكم، صـ(364) لابن رجب.

14 الشفا(2/28) للقاضي عياض.

15 روضة المحبين ونزهة المشتاقين، صـ(264).

16 رواه البزار في مسنده، وقال الألباني: "حسن صحيح"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب،رقم(1492).

17 رواه البخاري ومسلم.

18 رواه أبو داود، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، رقم(3023).

19 رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن"، وقال الألباني: "حسن"؛ كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم(3028).

20 أخرجه أحمد في المسند، وقال الألباني: "حسن لغيره" كما في صحيح الترغيب والترهيب، رقم(3030).

21 جامع العلوم والحكم، صـ(390).

22 رواه مسلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حب الله ورسوله
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  كيف تستجلب محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
» كنت قاعدا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمر بجنازة فقال ما هذه الجنازة؟ قالوا جنازة فلان الفلاني كان يحب الله ورسوله
»  يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه
»  كيف نحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟
» يحبهما الله ورسوله



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: