موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه Empty
مُساهمةموضوع: مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه   مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه Emptyالإثنين 2 يونيو 2014 - 19:17

مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه

الحمد لله ذو الجلال والإكرام، الحمد لله ذو الفضل والإنعام، أحمده سبحانه حمد الشاكرين، وأشكره شكر الحامدين، الحمد لله الذي أطعم من الجوع، وسقى من الظمأ، وكسا من العري، وهدى من الضلالة، وبصر من العمى، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلاً، فلله الحمد من قبل ومن بعد، وله الحمد حتى يرضى، وله الحمد إذا رضي ، وله الحمد بعد الرضى، الحمد لله على نعمه، والشكر له على مننه، الحمد لله فقد تأذن بالزيادة لمن شكر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير البشر-صلى الله وسلم عليه-ما سمعت أذن بخبر، وما اتصلت عين بنظر، وعلى آله وأصحابه الميامين الغرر، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العرض الأكبر . . . أما بعد :

نص الحديث:

وعن أبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن معْدِ يكَرِب-رضي اللَّه عنه-قال: سمِعتُ رسول اللَّه-صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم- يقَولُ: (مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه، بِحسْبِ ابن آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبُهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ، فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) .رواه الترمذي وقال: حديث حسن . " أُكُلاتٌ " أَيْ : لُقمٌ(1).

المعنى العام للحديث:

هذا الحديث أصل جامع لأصول الطب كلها، فقد روي أن ابن ما سويه الطبيب لما قرأ هذا الحديث في "كتاب" أبي خيثمة، قال: لو استعمل الناس هذه الكلمات، سلموا من الأمراض والأسقام، ولتعطلت المارستانات ودكاكين الصيادلة، وإنما قال هذا؛ لأن أصل كل داء التخم، كما قال بعضهم: أصل كل داء البردة(2).

وقال الحارث بن كلدة طبيب العرب: الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس الداء(3).

وقال أيضاً: الذي قتل البرية، وأهلك السباع في البرية، إدخال الطعام على الطعام قبل الانهضام.

وقد ذكر لهذا الحديث سببٌ، فقد روى أبو القاسم البغوي في "معجمه" من حديث عبد الرحمن بن المرقع، قال: فتح رسول الله-صلى الله عليه وسلم-خيبر وهي مخضرة من الفواكه، فواقع الناس الفاكهة، فمغثتهم الحمى، فشكوا إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم: "إنما الحمى رائدُ الموت وسجن الله في الأرض، وهي قطعة من النار، فإذا أخذتكم فبردوا الماء في الشنان، فصبوها عليكم بين الصلاتين" يعني المغرب والعشاء، قال: ففعلوا ذلك، فذهبت عنهم، فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "لم يخلق الله وعاءً إذا مُلِئَ شرَّاً من بطن، فإن كان لابدّ، فاجعلوا ثُلُثاً للطَّعام، وثُلثاً للشَّراب، وثُلثاً للرِّيح"(4).



شرح الحديث:

إن الدين الإسلامي الحنيف جاء ليحافظ على الضرورات الخمس، وإن النفس واحدة من هذه الضرورات، بل هي أهمها، فقد جاء الإسلام ليبين للإنسان أسباب هلاك النفس، لكي يكون على علم بما يصح به جسده فيحفظ نفسه، وبما يمرض جسده فيهلك نفسه، وإن هذا الحديث الطبي النبوي جاء ليعالج جسم الإنسان، فيركز على أخطر شيء فيه، ألا وهو البطن، فيأتي الطب الحديث ليتكلم بهذا، فيعترف الأطباء بأن أصل الداء هو ملئ البطن. فيقول الحارث بن كلدة طبيب العرب: الحِمية رأس الدواء، والبِطنةُ رأسُ الداء.

وقال غيره لو قيل لأهل القبور: ما كان سببُ آجالكم؟ قالوا: التُّخَمُ.

فهذا الكلام يدل على أن الطب توصل إلى أن صحة البدن في تقليل الغذاء، وترك التملي من الطعام.



النبي-صلى الله عليه وسلم-يندب إلى التقليل من الأكل:

ندب النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى التقليل من الأكل في حديث المقدام، السابق حيث قال: "حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه"(5). وفي " الصحيحين" عنه-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (المؤمن يأكل في مِعىً واحدٍ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء)(6). والمراد أن المؤمن يأكل بأدب الشرع، فيأكل في معى واحد، والكافر يأكل بمقتضى الشهوة والشره والنهم، فيأكل في سبعة أمعاء.

وندب-صلى الله عليه وسلم-مع التقلل من الأكل والاكتفاء ببعض الطعام إلى الإيثار الباقي منه، فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال: (طعامُ الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الثلاثة، وطعام الثلاثة يكفي الأربعة)(7).

فأحسن ما أكل المؤمن في ثلث بطنه، وشرب في ثلث، وترك للنفس ثلثاً، كما ذكره النبي-صلى الله عليه وسلم-في المقدام، فإن كثرة الشرب تجلب النوم، وتفسد الطعام(8).

وعن أبي برزة عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:" إن أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم، ومضلات الهوى"(9).

وكان السلف الصالح يندبون إلى التقليل من الأكل فقد جاء أن الحسن البصري قال:"يا ابن آدم كل في ثلث بطنك، واشرب في ثلث، ودع ثلث بطنك يتنفس لتتفكر.

وقال المروذي: جعل أبو عبد الله: يعني أحمد يعظم أمر الجوع والفقر، فقلت له: يؤجر الرجل في ترك الشهوات، فقال: وكيف لا يؤجر، وابن عمر يقول: ما شبعت منذ أربعة أشهر؟ قلت لأبي عبد الله: يجد الرجل من قلبه رقة وهو يشبع؟ قال: ما أرى(10).

قال محمد ابن واسع : "من قل طعامه، فهم، وأفهم، وصفا، ورق، وإن كثرة الطعام ليقل صاحبه عن كثير مما يريد"(11).

وعن ابن الأعرابي قال: "كانت العرب تقول: ما بات رجل بطيناً فتم عزمه"

وعن أبي سليمان الداراني قال: "إذا أردت حاجة من حوائج الدنيا والآخرة فلا تأكل حتى تقضيها، فإن الأكل يغير العقل".

وقال أحد العلماء: "كانت بلية أبيكم آدم-عليه السلام-أكلة، وهي بليتكم إلى يوم القيامة. قال: وكان يقال: من ملك بطنه، ملك الأعمال الصالحة كلها، وكان يقال: لا تسكن الحكمة معدة ملأ".

وعن عبد العزيز بن أبي رواد قال: كان يقال: قلة الطعم عون على التسرع إلى الخيرات.

وعن إبراهيم بن أدهم قال: من ضبط بطنه، ضبط دينه، ومن ملك جوعه، ملك الأخلاق الصالحة، وإن معصية الله بعيدة من الجائع، قريبة من الشبعان، والشبع يميت القلب، ومنه يكون الفرح والمرح والضحك"(12).



مرض الجسد من ملئ البطن والعكس:

إن النبي-صلى الله عليه وسلم-لم يكن ينطق عن الهوى، بل هو وحي يوحى، وإن عهد النبي-صلى الله عليه وسلم- لم تكن فيه أجهزة يستكشف بها الداء، ويوضع له الدواء،ومع ذلك يصف لنا رسول الله الداء والدواء,إن هو إلى وحي يوحى، فصحة الجسد تكمن في التقليل من الأكل كما جاء في الحديث السابق، وكما روي عن الأطباء والعلماء فيقول الحارث بن كلدة طبيب العرب: "الحِمية رأس الدواء، والبِطنةُ رأسُ الداء".

وقد روى المروذي عن أبي عبد الله قول ابن عمر هذا من وجوه، فروى بإسناده عن ابن سيرين، قال: قال رجل لابن عمر: ألا أجيئك بجوارش؟ قال: وأيُّ شيء هو؟ قال: شيءٌ يهضم الطعام إذا أكلته، قال: ما شبعتُ منذ أربعة أشهر، وليس ذاك أني لا أقدر عليه، ولكن أدركت أقواماً يجوعون أكثرَ مما يشبعون"(13).

وروي عن عمرو بن الأسود العنسي أنَّه كان يدعُ كثيراً من الشبع مخافة الأشر(14).

وعن عثمان بن زائدة قال: كتب إليَّ سفيان الثوري: إن أردت أن يصحَّ جسمك، ويقلَّ نومك، فأقلَّ من الأكل(15).

وعن الشافعي، قال: ما شبعتُ منذ ستَّ عشرة سنة إلاشبعة اطرحتها؛ لأن الشبع يُثقِلُ البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة(16).

وعن أبي عبيدة الخواص، قال: حتفك في شبعك، وحظك في جوعك، إذا أنت شبعت ثقلت، فنمت، استمكن منك العدو، فجثم عليك، وإذا أنت تجوعت كنت للعدو بمرصد.

وعن بعض العلماء قال: إذا كنت بطيناً ، فاعدد نفسك زمناً حتى تخمص(17).

قال لقمان لابنه: "يا بني، لا تأكل شيئاً على شبع، فإنك إن تتركه للكلب، خير لك من أن تأكله"(18)



مرض القلب من ملئ البطن والعكس:

قال ابن القيم-رحمه الله- وهو يتحدث عن مفسدات القلب فيقول من مفسدات القلب: الطعام، ثم يستدرج في ذلك فيقسمه إلى قسمين: الأول ما يفسده لعينه وذاته, والثاني: ما يفسده بقدره: وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة البطنة ومحاولتها، حتى يظفر بها. فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. فالصوم يضيق محاربه ويسد عليه طرقه، والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيراً شرب كثيراً. فنام كثيراً. فخسر كثيراً. وفي الحديث"ما ملأ آدمي وعاءاً شراً من بطنه"(19).

وأما منافعه بالنسبة إلى القلب وصلاحه، فإن قلة الغذاء توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وانكسار النفس، وضعف الهوى الغضب، وكثرة الغذاء توجب ضد ذلك(20).

فعن عمرو بن قيس أنه قال:"إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب"(21).

وعن قثم العابد قال: كان يقال: ما قلَّ طعامُ امرىءٍ قطُّ إلا رقَّ قلبه، ونديت عيناه"

وقال أبو سليمان الداراني: " إن النفس إذا جاعت وعطشت، صفا القلب ورقّ، وإذا شبعت ورويت، عمي القلبُ"(22).

قال الفضيل بن عياض-رحمه الله-: "ثنتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل"(23)

وقال الحسن بن يحي الخشني: "من أراد أن تغزر دموعه، ويرق قلبه، فليأكل، وليشرب في نصف بطنه، قال أحمد بن أبي الحواري: فحدثت بهذا أبا سليمان، فقال: إنما جاء الحديث:" ثلث طعام, وثلث شراب"، وأرى هؤلاء قد حاسبوا أنفسهم، فربحوا سدساً"(24).

سئل الإمام أحمد عن قول النبي-صلى الله عليه وسلم-:" ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس" فقال: ثلث للطعام: هو القوت، وثلث للشراب، هو القوى، وثلث للنفس: هو الروح.

يحكى أن إبليس-لعنه الله- عرض ليحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام-، فقال له يحيى: هل نلت مني شيئاً قط؟ قال: لا. إلا أنه قُدِّم إليك الطعام ليلة فشَهَّيته إليك حتى شبعت منه. فنمت عن وردك. فقال يحيى : الله عليَّ أن لا أشبع من طعام أبداً. فقال إبليس: وأنا، لله عليّ أن لا أنصح آدمياً أبداً(25).



فوائد الحديث:

1- السلامة من الأمراض والأسقام؛ لأن أصل كل داء التخم.

2- قلة الغذاء توجب رقة القلب، وقوة الفهم.

3- قلة الغذاء توجب إنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب.

4- كثرة الغذاء توجب قساوة القلب، وضعف الفهم، وقوة النفس والهوى والغضب.

5- قلة الطعام عون للعبد على التسرع إلى الخيرات.

6- قلة الأكل يندي العينان.

7- قلة الطعام ينور القلب.

8- إذا أردت أن يصح جسمك، ويقل نومك، فأقل من الأكل.

وأخيراً:

إن ما قُدم من أحاديث, وأقوال في التقليل من الطعام، وما ينتج عن امتلاء البطن من أمراض للجسد، والقلب، وما يحرمه الإنسان من الخيرات، فإن ذلك لا يمنع الإنسان من أن يشبع أحياناً، كما في حديث جَابِر-رَضِي اللَّه عَنْه-قَالَ:(...فَلَمْ يَزَلْ يَكْسِرُ الْخُبْزَ وَيَغْرِفُ حَتَّى شَبِعُوا، وَبَقِيَ بَقِيَّةٌ، قَالَ : " كُلِي هَذَا، وَأَهْدِي فَإِنَّ النَّاسَ أَصَابَتْهُمْ مَجَاعَةٌ)(26).

فهذا الحديث دليل على أن القوم أكلوا حتى شبعوا، والشبع هنا جائز، لا يقول أحد بكراهته، إلا إذا أدى إلى تخمة تمرض الإنسان، أو تهلكه.

فإذا وصل الطعام إلى درجة فوق الشبع، فإنه يكون مكروهاً؛ لأنه في هذه الحال سيثقله عن أداء العبادة، وعن القيام بحقوق أهله وأولاده، وشؤون بيته وعمله؛ لأنه لا يستطيع الحركة إلا بصعوبة، بسبب الأكل الكثير، وربما كان هناك شيء من التعب جراء الأكل الزائد، وقد جاء في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ-رَضِي اللَّه عَنْه-قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " يَأْكُلُ الْمُسْلِمُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ". فالكفار يأكلون لا يشبعون ولا يذكرون الله-عز وجل-، ولو أن الإنسان دقق في أكل بعض الكفار لوجد فعلاً أنهم يأكلون أكلاً أكثر مما يأكل كثير من المسلمين، وتتعجب أين يذهب هذا الطعام، ليس في طعامهم بركة، قال تعالى: (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ)(محمد: من الآية12).

أخي الكريم:

إن ديننا يذم الشره، والإكثار من الأكل, ويحثنا على الاكتفاء من الطعام بالقليل، فإن ذلك أفضل للمؤمن، وأليق به؛ لأن القناعة باليسير وبما حضر من أمور الدنيا، هي حال المؤمن، الموقن بأنه في سفر ما يلبث أن يستريح من عنائه، أما شدة الحرص على ملاذ الدنيا من طعام وغيره ، فهي حال الكافر، ولا يليق بالمؤمن أن يتشبه بالكافر، بل يحرم عليه ذلك"(27) .









1 - وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير(5675).

2 - البردة: هي التخمة.

3 - زاد المعاد(4/104).

4 - رواه الطبراني في " الكبير" والبيهقي في "دلائل النبوة"(6/160-161)،

5 - رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير(5675).

6 - البخاري(5393). ومسلم(2060).

7 - البخاري(5392)، ومسلم(2058) والترمذي(1820). وليس عندهم" طعام الواحد يكفي الاثنين".

8 - جامع العلوم والحكم (2/475).

9 - مسند أحمد(4/420).وغيره وقال الأرناؤوط : رجاله رجال الصحيح.

10 - المصدر السابق(2/469).

11 - الحلية"(2/315).

12 - جامع العلوم والحكم (2/471).

13 - راجع: كتاب الزهد للإمام أحمد ص(189).

14 - رواه أبو نعيم في " الحلية"(5/156).

15 - المصدر السابق(7/7).

16 - رواه البيهقي في آداب الشافعي" ص(106). ، وأبو نعيم في " الحلية"(9/127).

17 - جامع العلوم والحكم (2/471).

18 - الآداب الشرعية (3 / 336) .

19 - راجع: مدارج السالكين(1/493).

20 - جامع العلوم والحكم (2/469).

21 - " الحلية" (2/351).

22 - جامع العلوم والحكم (2/474).

23 - الآداب الشرعية(3 / 336) .

24 - الحلية" (8/318).

25 - راجع: مدارج السالكين(1/493)

26 - " متفق عليه.

27 - إهداء الديباجة(3 / 416) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرّاً مِنْ بَطنِه
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حديث : ( اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ، وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكَاتِكَ ) ضعيف لا يصح .
» ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ
» هل يدل قوله تعالى : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) على أن للقرآن يدين ؟
» شرح دعاء"اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجالِ"
»  لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا: حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: