موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 فوائد من قصة حاطب

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

فوائد من قصة حاطب Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

فوائد من قصة حاطب Empty
مُساهمةموضوع: فوائد من قصة حاطب   فوائد من قصة حاطب Emptyالإثنين 2 يونيو 2014 - 9:46

فوائد من قصة حاطب

الحمد لله وحده، وأصلي وأسلم على من لا نبي بعده، أما بعد:

فقد روى البخاري في صحيحه1 عن علي - رضي الله عنه - قال: "بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد فقال: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها))، قال: فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي كتاب، فقلنا: "لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب"، قال: فأخرجته من عقاصها، فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا فيه: "من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين، يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ((يا حاطب ما هذا؟)) قال: يا رسول الله لا تعجل علي، إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش، يقول: كنت حليفاً، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يداً يحمون قرابتي، ولم أفعله ارتداداً عن ديني، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنه قد صدقكم))، فقال عمر: يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال: ((إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))، فأنزل الله السورة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ}2.

إنها حادثة غريبة في تاريخ الإسلام، حدثت بأمر الله لتعطي دفقاً جديداً من التجربة لهذا الجيل الناشئ، ولترسم لهم قواعد في الدعوة يعتمدونها بعد أن يغادر عنهم قائدهم - صلى الله عليه وسلم -، ولتكون دروساً لمن بعدهم من أجيال الدعاة؛ يستنيرون بها في طريقهم اللاهب، ومن أهم الفوائد المستقاة من هذه الحادثة:

الفائدة الأولى: كل ابن آدم خطَّاء:

إن الخطأ الذي اقترفه هذا الصحابي الجليل ليس بالخطأ اليسير، إنه يسمى في قوانين العالم الآن بالخيانة العظمى، والتي يكون عقابها الإعدام، فإن به كشف لأسرار لو وصلت إلى الأعداء ربما أحدثت كارثة ومجزرة للصحابة لا يعلم حجمها إلا الله - سبحانه وتعالى -، ولكن الله سلم.

وهذا الصحابي الجليل ليس من عوام الصحابة، بل هو من خاصتهم، ومن أولي الفضل منهم، ومن الذين كانوا يستشارون في عظائم الأمور، إنه من أهل بدر، ويكفي هذا شرفاً، والصحابة بمجموعهم خير القرون بنص قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ومع كل هذا يخطئ واحد من أفضلهم هذا الخطأ الفادح، ذلك ليُعَلِّم الله - سبحانه وتعالى - عباده المؤمنين بأن البشر ما داموا ليسوا رسلاً ولا ملائكة فهم غير معصومين من الخطأ، حتى وإن كانوا من خيرة خلق الله، وأن الإيمان كما عرَّفه علماء السلف - رضي الله عنهم -: "يزيد وينقص، يزيد بالطاعات، وينقص بالمعاصي"، فما من إنسان إلا ويتعرض إلى فترات من الضعف تمر عليه في حياته لأي سبب من الأسباب المضعفة للإيمان، ولهذا قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((كل بني آدم خطَّاء، وخير الخطاءين التوابون))3.

فما من بني آدم أحد إلا وهو معرض للخطأ، إلا أن الرسل عصمهم الله، وخطأ هؤلاء القمم من الصحابة رحمة، حتى لا يأتي مَنْ بعدهم، ويضع لهم هالة من التقديس والتقدير الذي لا يليق إلا بمقام الألوهية كما فعل النصارى، وكما تفعل باقي الملل المنحرفة بصالحيهم، وهذه النظرة المهمة لا يدركها الكثير من المسلمين، فهم ينظرون إلى القدوات من المتدينين على أنهم معصومون من الخطأ، حتى إذا ما أخطأ أحدهم يوماً من الأيام لضعف أصابه؛ فإنهم يستعظمون ذلك، ولا يلتمسون له عذراً، بل إنه يسقط من أعينهم، وربما يعامل معاملةً قاسية حتى بعد توبته وإصلاح شأنه، وليس هذا مبرراً لخطأ من يخطئ؛ بل هو إدراك الحقيقة، ولابد أن يكون هناك فرق بين من يخطئ ويصرُّ على خطئه، وبين من يخطئ ويشعر بخطئه، ويندم عليه، ثم يصلح من نفسه، لهذا ذكر الله - تعالى - في صفات المتقين الذين وعدهم بجنة عرضها السماوات والأرض بأنهم: {الَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}4، ولكن الصنف الذين أخطئوا وأصروا على خطئهم، ولم يعترفوا ولم يندموا؛ أنزل الله - سبحانه وتعالى - آيات تعريهم وتكشفهم، بل أنزل سورة كاملة كسورة المنافقين لتفضحهم، وتبشرهم بمأواهم في جهنم، وطردهم من رحمة الله.

الفائدة الثانية: التريث قبل إصدار الحكم:

فالرسول - صلى الله عليه وسلم - في هذه الحادثة لم يتعجل إصدارَ الحكم مع أنه أوحي إليه بذلك الأمر، ولم يتأثر بحماسة بعض أصحابه الذين طالبوا بقتل ذلك الصحابي، واتهموه بالنفاق، وإنما اتخذ بعض الخطوات قبل استصدار الحكم، فأرسل اثنين من الصحابة لتلك المرأة ليطَّلع على طبيعة الأمر، ولما استلم الكتاب ورأى ما فيه ناداه مستفسراً عن سبب فعلته تلك من دون غضب أو انفعال، بل ناداه باسمه ((يا حاطب ما هذا؟))، ولما سمع منه عذره عَلِمَ صدق حديثه فعفا عنه، وقد أنزل الله - تعالى - بعد ذلك ما يؤكد إيمانه بقوله - تعالى -: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}5.

الفائدة الثالثة: إعانة الضعيف وإقالة عثرته:

ولما علمنا بأن كل ابن آدم خطَّاء، وعرفنا بأن الخطَّاءِين على صنفين: أحدهما: المُصِرُّ على الخطأ، والمتمادي فيه، والآخر: هو المعترف بالخطأ، والنادم على فعلته، فإنه لابد من التركيز على الصنف الثاني وهو المعترف بذنبه، والنادم عليه خطئه، إذ إنه من الخطأ الجسيم في العمل التربوي أن يعامل كما يعامل الصنف الأول، والذي يتحول مع الزمن إلى عائق من عوائق الدعوة، بل ربما عدو من أعدائها، لكن من الحكمة أن يعامل معاملة فيها الكثير من رحابة الصدر والحلم، والعمل على إعانته على النهوض من كبوته التي كباها، وإقالة عثرته بكل ما نملك من وسائل، وذلك بذكر إيجابياته، والخير الذي قدمه، ولا نشعره بأن نظرتنا له قد تغيرت عما كانت عليه في السابق، أو نعامله معاملة تختلف عما كانت عليه قبل عثرته.

إن هذا العلاج السلبي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى نتائج سلبية أقلها أن يخرج من إطار الخير، وينطوي على نفسه، وأكثرها أن يتحول إلى عدو من أعداء الدعوة يعمل جهده من أجل عرقلتها، وبين هاتين النتيجتين نتائج كثيرة جميعها ليست في صالح الدعوة، لهذا كله عرف الرسول - صلى الله عليه وسلم - كيف يتعامل مع هذا الصنف من الناس، وقال لأصحابه المقربين وهم يستمعون إلى تقريره، وربما توقعوا أن يصدر فيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - أشد العقوبات: ((أما إنه قد صدقكم)).

الفائدة الرابعة: ميزان تقويم الرجال:

إن من الظلم والطيش أن يُقَوَّم الرجال بحادثة واحدة مهما كانت هذه الحادثة، ويُتركُ الماضي الزاخر بالحوادث والمواقف، فالكم والكيف عنصران ضروريان في عملية التقويم، فكم قدم وماذا قدم؟

والعنصر الأول معناه السابقة، فالمهاجرون ليسوا كالأنصار، وأهل بدر ليسوا كأهل أحد، ومن آمن قبل الفتح ليس كمن آمن بعده، والصحابة - رضي الله عنهم - ليسوا كالتابعين، ومن انضم لقافلة الدعوة أيام اضطهادها ومضايقتها ليسوا كمن انضم إليها بعد أن آل إليهم الزمام والسلطان، فالسابقة لها تأثيرها بلا ريب في عملية التقويم.

والعنصر الثاني: هو نوعية العمل الذي قدمه في سبيل الله، فالجهاد بالنفس ليس كالجهاد بالمال، والشهادة ليست كأي موت آخر، والحياء ليس كإماطة الأذى عن الطريق، والذي يطعم الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً؛ ليس كمن يطعم الطعام وهو بغير حاجة له لكثرته، وهذا ما نظر إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - وهو يقضي بهذه الحادثة، فعلم صدق إيمانه عندما قال: "لم أفعله ارتداداً عن ديني، ولا رضاً بالكفر بعد الإسلام" فقال: ((أما إنه قد صدقكم))، ونظر في سابقته عندما طلب منه عمر - رضي الله عنه - قتله؛ فقال له: ((إنه قد شهد بدراً، وما يدريك لعل الله اطلع على من شهد بدراً فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).

الفائدة الخامسة: التأدب مع القيادة:

فرأي القيادة ليس كرأي الأفراد، فهي تنظر نظرة شمولية، بينما الأفراد ينظرون نظرة جزئية، إنها في قمة الهرم، وترى كل ما يحيط بالهرم، وما يبعد عنه، ولكن الأفراد في أدنى الهرم قرب قاعدته ينظرون إلى ما جاورهم، والقريب منهم، لذلك فإن نظرتهم محدودة، ومن هذا المنطلق لابد للأفراد أن لا يقيسوا نظراتهم وآراءهم بما يقيسون به آراء ونظرات القيادة، فللقيادة وزن يختلف عن وزن الجنود، وإن كانت القيادة كبشر معرضة للخطأ، فبشريتهم لا تعني دنو نظراتهم وتقويمهم، ومساواتها بنظرات وآراء وتقويم الأفراد.

وفي هذه الحادثة يتجلى أدب الفرد مع القيادة فعمر - رضي الله عنه - الفرد يقترح على الرسول - صلى الله عليه وسلم - القائد قتلَ حاطب، وله ما يبرر هذا الطلب، ولكن القائد يرد عليه بأنه من أهل بدر، وفي هذا الرد ما فيه من معاني يفهمها جيداً عمر - رضي الله عنه -، فما أن سمع هذه الإجابة من قائده حتى سكت دون أن يردد كلمة واحدة، أو أن يجادل في رأيه، ويصر عليه، أو يخرج غاضباً لرد اقتراحه مع ما في اقتراحه من وجاهة، كما لم ينقل في الروايات جميعها أي رد ممن لم يشاورهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شأن سيره، ولا سمعنا أحداً منهم يقول: "هاهو ذا أحد من استودعوا السر خانوه، ولو أودعناه نحن ما بحنا به"، فلم يرد من هذا شيء، مما يدل على أدب المسلمين مع قيادتهم، وتواضعهم في الظن بأنفسهم، واعتبارهم بما حدث لأخيهم.

الفائدة السادسة: كفاية الله للمجاهدين في سبيله:

إن في كفاية الله للمجاهدين في سبيله لآيات لأولي الألباب، فعلى مرِّ العصور يحار المرء في قَدَرِ الله العجيب كيف يحمي دعوته، ويكفي من يدعو في سبيله، كيف ينقذ نوحاً - عليه السلام - ومن آمن معه في سفينة، ويغرق كل من على الأرض في طوفان لم يتكرر مثله في تاريخ البشرية؟ وكيف أنقذ إبراهيم وهو يلقى في النار التي من طبيعتها الإحراق، فيوقف فيها هذه الخاصية لتكون نجاته آية من الآيات، لتظهر بعد ذلك دعوة التوحيد رغم أنف النمرود ومن شاكله من طواغيت ذلك الزمان.

وكيف أنقذ موسى ومن آمن معه من فرعون وجنوده، وأطبق عليهم البحر، ليستمر بعد ذلك موسى - عليه السلام - ويموت فرعون ومن تبعه؟ وكيف أنقذ عيسى - عليه السلام - من مؤامرة الاغتيال ورفعه إليه؟

ثم يأتي محمد - صلى الله عليه وسلم - لتكون في حياته أعاجيب الكفاية الربانية لمن تبع هذا الدين، وما حادثة حاطب - رضي الله عنه - إلا واحدة من الكثير من الحوادث التي حفظ الله بها أولياءه الصالحين في فترة الرسالة الخاتمة، وعندما عجز البشر كبشر أن يكتشفوا هذا الأمر - بخاصة أن مصدره فوق الشبهات -؛ لم يترك الله عبيده المجاهدين في سبيله ليقعوا فريسة سهلة لقساة القلوب والأكباد من البشر، فأرسل جبريل ليخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالأمر، وليكون درساً يضاف إلى الدروس الكثيرة من قبل بأن النصر إنما يكون من الله، وليس من البشر، وأن الحافظ هو الله سبحانه وحده، وما الخطط والتدبير، والتخطيط والسلاح، والإعداد؛ إلا أسباباً لا تنفع بذاتها دون المسبب للنصر وهو الله - سبحانه وتعالى -، وليستمر رنين الآيات الكريمة في أذن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وفي أذن وقلب كل داعية من بعده: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى}6؛ حتى لا تبقى في نفوس الدعاة إلى الله وهم يتحركون في سبيل نصرة دينه أي خلجة من خوف، أو تردد ما داموا تحت كنف الله - سبحانه - وفي كفايته، وحتى إن ماتوا أو استشهدوا فإن شهادتهم نصر في ميزان السماء.

هذه إشارات إلى أهم الفوائد من قصة حاطب، أشرنا إليها للعبرة والعظة، والنظر والاستفادة، والعلم والمعرفة.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.



1 رواه البخاري برقم (3007).

2 سورة الممتحنة (1).

3 رواه الترمذي برقم (2499)، وقال الشيخ الألباني: (حسن) انظر حديث رقم (4515) في صحيح الجامع.

4 آل عمران (135).

5 الأنفال (27).

6 الأنفال (17).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فوائد من قصة حاطب
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حاطب بن أبي بلتعه
» ثعلبة بن حاطب بن عمرو بن عوف
» لا تصح .. قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري
» قصة ثعلبة بن حاطب الأنصاري
» البيان الثاقب في شرح حديث حاطب



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: