موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 بنو إسرائيل والبقرة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

بنو إسرائيل والبقرة Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

بنو إسرائيل والبقرة Empty
مُساهمةموضوع: بنو إسرائيل والبقرة   بنو إسرائيل والبقرة Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 17:59

بنو إسرائيل والبقرة

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.. أما بعد:

فقد ذكر الله في كتابه العظيم قصصاً كثيرة، كان أكبر غرض منها هو الاعتبار والتفكر بمصير السابقين، سواءً كانوا مؤمنين أو كافرين، فالمؤمن الحازم يأخذ من القصص ما يسلك به صراط الله، ويجتنب سبل الظالمين الذين طغوا وبغوا فأرداهم بغيهم وظلمهم في الحافرة، فما كان في هذه القصص من مدح وثناء لأهلها سلك المؤمن ذلك السبيل، وما كان فيها من ذم ولعن اجتنب ذلك الطريق، وهي في نفس الأمر زجر للكافرين من التمادي في الضلال والعمى، وتذكيرهم بسنن الله في الكون التي لا تحابي أحداً.. وقد ذكر الله قصة من أعجب القصص حدوثاً، فهي تبين لنا ذلك الجيل الذي وصل به الحد إلى التمرد وكثرة السؤالات والتعنت الرهيب، الذي لم يحصل من كثير من أمم الأرض.. أولئك القوم الذي آذوا كل الناس.. وليس الناس فحسب بل وصل اتهامهم ووصفهم الله بصفات لا تليق بالبشر فضلاً عن رب البشر!! وصفوا الله بالبخل وبالتعب وأنه تعالى فقير، وهم أغنياء..! هؤلاء هم اليهود الذي يعيثون في الأرض فساداً.. إن ذلك الصنف من الناس لم ينسَ اليوم تلك الصفات القبيحة التي مضت في أسلافهم، بل لا زالت المصائب تصدر منهم عبر التاريخ... وكل فساد في الأرض لا بد أن يشتركوا فيه، ولكن.. {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[المائدة: 64].

نقف إن شاء الله مع قصة اليهود – بني إسرائيل- مع موسى عليه السلام، في قصة أمرهم بذبح البقرة، ونرى كيف تعنتوا وأكثروا الأسئلة حتى شدد الله عليهم، وسوف نأخذ القصة بتفاصيلها، كما ذكر ذلك القرآن العظيم، ونأخذ بعض روايات العلماء في ذلك من أئمة التفسير والحديث وغيرهم.. ولا بأس من التحديث عن بني إسرائيل كما قال صلى الله عليه وسلم: ((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج))1. وفي حديث آخر: ((لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم))2.

قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً قَالَ أَعُوذُ بِاللّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}[البقرة: 67]. الآيات..

قال السدي في قول الله عز وجل: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم..}: كان رجل من بني إسرائيل مكثراً من المال، وكان له ابن أخ محتاج، فخطب إليه ابن أخيه ابنته، فأبى أن يزوجه فغضب الفتى وقال: والله لأقتلن عمي، ولآخذن ماله ولأنكحن ابنته، ولآكلن ديته، فأتاه الفتى وقد قدم تجار في بعض بني إسرائيل فقال: يا عم انطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء القوم، لعلي أن أصيب منها، فإنهم إذا رأوك معي أعطوني، فخرج العم مع الفتى ليلاً فلما بلغ الشيخ ذلك السبط قتله الفتى، ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح جاء كأنه يطلب عمه، كأنه لا يدري أين هو؟ فلم يجده، فانطلق نحوه، فإذا هو بذلك السبط مجتمعين عليه فأخذهم، وقال: قتلتم عمي فأدوا إلي ديته! فجعل يبكي ويحثوا التراب على رأسه وينادي: واعماه! فرفعهم إلى موسى فقضى عليهم بالدية، فقالوا له: يا رسول الله ادع لنا ربك حتى يبين لنا من صاحبه، فيؤخذ صاحب القضية، فو الله إن ديته علينا لهينة، ولكن نستحي أن نعير به، فذلك حين يقول الله: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ} فقال لهم موسى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} قالوا: نسألك عن القتيل وعمن قتله وتقول: اذبحوا بقرة، أتهزأ بنا!؟ {قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين}. قال ابن عباس: فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكن شددوا وتعنتوا على موسى فشدد الله عليهم، فقالوا: {ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراءُ فاقعٌ لونها}. قال: نقي لونها {تسر الناظرين} قال: تعجب الناظرين.3

قال الماوردي: وإنما أمروا – والله أعلم- بذبح بقرة دون غيرها، لأنه من جنس ما عبدوه من العجل؛ ليهون عندهم ما كانوا يرونه من تعظيمه، وليعلم إجابتهم ما كان في نفوسهم من عبادته، وهذا المعنى علة في ذبح البقرة، وليس بعلة في جواب السائل، ولكن المعنى فيه أن يحيا القتيل بقتل حي، فيكون أظهر لقدرته في اختراع الأشياء من أضدادها.

قال القرطبي رحمه الله:

وقوله تعالى: ((أتتخذنا هزواً)) هذا جواب منهم لموسى عليه السلام لما قال لهم: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة} وذلك أنهم وجدوا قتيلاً بين أظهرهم قيل اسمه: عاميل واشتبه أمر قاتله عليهم، ووقع بينهم خلاف، فقالوا: نقتتل ورسولنا بين أظهرنا؟! فأتوه وسألوه البيان – وذلك قبل نزول القسامة في التوراة – فسألوا موسى أن يدعو الله، فسأل موسى عليه السلام ربه فأمره بذبح بقرة، فلما سمعوا ذلك من موسى وليس ظاهره جواب عما سألوه عنه واحتكموا فيه عنده، قالوا: أتتخذنا هزواً؟ لأن الخروج عن جواب السائل المسترشد إلى الهزء جهل؛ فاستعاذ منه عليه السلام؛ لأنها صفة تنتفي عن الأنبياء، والجهل نقيض العلم، فاستعاذ من الجهل، كما جهلوا في قولهم: أتتخذنا هزواً؟ لمن يخبرهم عن الله تعالى، وظاهر هذا القول يدل على فساد اعتقاد من قاله، ولا يصح إيمان من قاله لنبي قد ظهرت معجزته وقال: إن الله يأمركم بكذا، أن يقول: أتتخذنا هزواً؟ .. ولو قال ذلك اليوم أحد عن بعض أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، لوجب تكفيره، وذهب قوم إلى أن ذلك منهم على جهة غلظ الطبع والجفاء والمعصية، على نحو ما قال القائل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم قسمة غنائم حنين: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله، وكما قال له الآخر، اعدل يا محمد، وفي هذا كله أدلَّ دليل على قبح الجهل، وأنه مفسد للدّين.4

قوله تعالى: {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ}[البقرة: 68].

هذا تعنيت منهم وقلة طواعية واستجابة، ولو استجابوا من أول مرة لسهلت الأمور عليهم، ولكن تعنتوا وشددوا فشدد الله عليهم، وفي ديننا الحنيف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة: ((دعوني ما تركتكم إنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)).5

وقال صلى الله عليه وسلم: ((اتركوني ما تركتكم، فإذا حدثتكم فخذوا عني؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم)) 6.7

فهذه الأحاديث نهى النبي صلى الله عليه وسلم فيها عن التشديد وكثرة الأسئلة، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللّهُ عَنْهَا وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ}[المائدة: 101-102].

بعد هذا التعنت والسؤال المقيت أجابهم الله على لسان نبيه موسى عليه السلام: {إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر}. قال أبو العالية، والسدي، ومجاهد، وعكرمة، وعطية العوفي، وعطاء الخراساني، ووهب بن منبه، والضحاك، والحسن، وقتادة، وابن عباس: لا فارض ولا بكر أي: لا كبيرة هرمة، ولا صغيرة لم يلحقها الفحل.8

وعن ابن عباس في قوله: {عوان بين ذلك} نصف بين الكبيرة والصغيرة، وهي أقوى ما يكون من الدواب والبقر وأحسن ما تكون.. وقال الحسن البصري: كانت بقرة وحشية.

قال القرطبي رحمه الله: والفارض: المسنة، وقد فرضت تفرض فروضاً أي أسنت، ويقال للشيء القديم فارض، قال الراجز:

شيَّب أصداغي فرأسي أبيض *** محامل فيها رجال فرَّض

يعني: هرْمى، وقيل الفارض التي قد ولدت بطوناً كثيرة، فيتسع جوفها لذلك؛ لأن معنى الفارض في اللغة: الواسع، قاله بعض المتأخرين، والبكر الصغيرة التي لم تحمل، وحكى القتبي أنها التي ولدت، والبكر الأول من الأولاد، والبكر أيضاً في إناث البهائم وبني آدم: مالم يفتحله الفحل.. والعوان: النصف التي قد ولدت بطناً أو بطنين.9 والمعنى متقارب في ما سبق من الأقوال.

وقوله تعالى: {فافعلوا ما تؤمرون} تأكيد للأمر بفعل ما أمروا به.

قوله تعالى: {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها..} الآية.

طلبوا من موسى – زيادة في التعنت وكثرة السؤالات- وصفاً آخر لهذه البقرة التي أمروا بذبحها، فقالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها؟ فأجابهم الله تعالى وتقدس على لسان موسى: {قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها} أي صفراء اللون: حتى القرن والظّلف..

قال ابن عباس: (فاقع لونها) شديدة الصفرة تكاد من صفرتها تبيض... وقوله: {تسر الناظرين}: أي تعجبهم من حسن منظرها وجمال لونها.

قال ابن عباس: من لبس نعلاً صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها، وذلك قوله تعالى: {تسر الناظرين}.

وقوله تعالى: {قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}.

لم يكتفوا بالبيان السابق الذي قد وضح لهم أيما إيضاح، فسألوا السؤال الرابع. سألوا عن هذه البقرة؛ لأن البقرة تشابه عليهم، فلم يميزوا بينه لكثرته، وقوله: البقر: جمع بقرة، يقال للبقر الكثير، بقر وباقر وباقور، كما قال قطرب. وقوله تعالى: {وإنا إن شاء الله لمهتدون} أي إذا بينتها لنا – مع أنها قد بانت أولاً- فإنا إن شاء الله لمهتدون إليها وفاعلون ما أمرنا به.. وقد جاء في الحديث: أنهم لو لم يستثنوا أي لم يقولوا إن شاء الله – لما هدوا إليها أبداً. وفي استثنائهم في هذا السؤال الأخير إنابة ما وانقياد، ودليل ندم على عدم موافقة الأمر10.

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ}[البقرة: 71].

أي أنها ليست مذللة بالحراثة ولا معدَّة للسقي في الساقية، بل هي مكرّمة حسنة صبيحة مسلَّمة صحيحة لا عيب فيها {لا شية فيها} أي ليس فيها لون غير لونها. قال قتادة: {مسلَّمة} لا عيب فيها، وقال مجاهد: لا بياض ولا سواد11.

قال القرطبي: ومعنى {لا ذلول} لم يذللها العمل، يقال: بقرة مذلَّلة بيّنة الذِّل (بكسر الذال) ورجل ذليل بيِّن الذُّل (بضم الذال) أي هي بقرة صعبة غير رَيَّضة لم تذلل بالعمل، قال الحسن: وكانت تلك البقرة وحشية، ولهذا وصفها الله تعالى بأنها لا تثير الأرض، ولا تسقي الحرث، أي لا يسنى بها لسقي الزرع ولا يسقى عليها.. والوقف ههنا حسن، ومعنى هذا أن الوقف عند قوله تعالى: {تثير الأرض} لكونها صفة للبقرة أي أنها لا تثير الأرض لقوله: (لا ذلول) أي غير مذللة للحرث ولا للسقي عليها.. وقد ذكر القرطبي أن من أجاز الوقف عند (لا ذلول) يتأول له بأن الإثارة هنا للمرح والنشاط، وليست للزراعة، فالبقرة تثير التراب من القفز والركض لعباً ونشاطاً كما قال الشاعر:

تثير النقع موعدها كداء.

فالإثارة على هذا القول ليس لأجل الزراعة؛ لأنه وصف البقرة بأنها لم تذلل لا لسقي ولا لحرث، والله أعلم.

قوله: {لا شية فيها} الشية مأخوذة من وشْي الثوب إذا نسج على لونين مختلفين، قال ابن عرفة: الشية: اللون.

قوله تعالى: {قالوا الآن جئت بالحق}، أي بينت لنا ما أمرنا به فاتضح الحق.

قوله تعالى: {فذبحوها وما كادوا يفعلون} قال ابن عباس: كادوا أن لا يفعلوا - ولم يكن ذلك الذي أرادوا - لأنهم أرادوا أن لا يذبحوها، يعني أنهم مع هذا البيان وهذه الأسئلة والأجوبة والإيضاح ما ذبحوها إلا بعد الجهد، وفي هذا ذم لهم، وذلك أنه لم يكن غرضهم إلا التعنت فلهذا ما كادوا يذبحونها12.

وقد رويت أقاويل عن بعض المفسرين تنسب إلى الإسرائيليات: أنهم ما كادوا يذبحونها لغلاء ثمنها، فإنه قد ورد أن صاحبها طلب منهم وزنها ذهباً، وفي رواية أنه طلب ملء جلدها ذهباً، وفي رواية أخرى: أنه طلب عشرة أمثال وزنها ذهباً، فالله أعلم.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}[البقرة: 72].

قال البخاري رحمه الله: {فادارأتم فيها}. أي اختلفتم وهكذا، قال مجاهد.

وقال عطاء والضحاك: اختصمتم فيها.. والتدارؤ هو التدافع، أي كل فريق منهم يقول للآخر أنتم الذين قتلتموه، فيدرأ كل قوم قول الآخرين، ومن هذا قول الله تعالى: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ}[النور: 8]. أي يدفع ويرفع..

{وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}[البقرة: 72] فيها دليل على علم الله المطلق الذي قد أحاط بكل شيءٍ، فسبحان من يعلم كمائن النفوس وخفايا الأشياء كلها صغيرها وكبيرها..

وكان الذين كتموه هو القاتل.. فلما أمر الله بضرب جزء منها بالميت قام فأخبر بقاتله، فكان ذلك ما كتموه.. لقد كان هذا المجتمع مجتمعاً فاسداً كما هو الحال في كثير من مجتمعات الأمم اليوم: كتمان الحقائق والخوف من عواقبها، حتى صار الأمر شائعاً في كافة بقاع الأرض إلا من هدى الله، وهم القلة القليلة..

{فقلنا اضربوه ببعضها} وفي هذا معجزة قوية لهذا النبي الكريم، وهي تدل على قدرة الله التي لا يقف دونها شيء.. قدرة لا كالقدرات البشرية الهزيلة.. إنها قدرة من يقول للشيء كن فيكون!

وبمجرد أن ضربوه بجزء من بدنها قام مباشرة.. يا للقوة.. ويا لعظمة الموقف.. ميت يضرب بميت ثم يكون حياً.. إنها معجزة كبرى وآية عظمى..! وقد قيل: إن الذي ضربوه به هو اللسان؛ لأنه آلة الكلام، وقيل بعجب الذنب (العصعص) إذ فيه يركب خلق الإنسان، وقيل بالفخذ.. إلخ. ولا يهمنا أي الأجزاء ضرب به؛ لأنه لم يرد في الشرع. والبحث عن ذلك نوع من التكلف..

{كذلك يحيي الله الموتى} أي لما ضربوه حيَّ وقام.. وقد نبههم الله على قدرته على إحياء الموتى بهذه الحادثة، أي: كما أحيا هذا بعد موته، كذلك يحيى الله كل من مات. وقوله: (آياته) أي علامات قوته وقدرته على كل شيء..

قال ابن كثير رحمه الله: والله قد ذكر في هذه السورة مما خلقه من إحياء الموتى في خمسة مواضع: {ثم بعثناكم من بعد موتكم} وهذه القصة، وقصة {الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت}، وقصة {الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها} وقصة إبراهيم والطيور الأربعة.13

ثم قال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}[البقرة: 74].

بين تعالى تعنت اليهود وقسوة قلوبهم، مع ما رأوه في بديع صنع الله من إحياء الموتى أمامهم، فلم يجدِ عنهم شيئاً.. وهذا يدل على قسوة القلوب وضعف الإيمان، وكره الحق وأهله.. فقاتل الله اليهود... ولعلنا نصل إلى هذا الحد في ذكر تفسير قصة البقرة في سورة البقرة والتي اشتملت على كثير من العبر والدروس..

والعلماء قد استنبطوا عدة أحكام من هذه القصة:

المسألة الأولى: قال العلماء: هل شرع من قبلنا شرع لنا حتى يثبت نسخه أم لا؟

في ذلك خمسة أقوال:

الأول: أنه شرع لنا ولنبينا؛ لأنه كان متعبداً بالشريعة معنا، وبه قال طوائف من المتكلمين، وقوم من الفقهاء.. وهو الذي تقتضيه أصول مالك، وإليه ميل الشافعي رحمه الله.

الثاني: أن التعبد وقع بشرع إبراهيم عليه السلام... اختاره جماعة من أصحاب الشافعي.

الثالث: أنا تعبدنا بشرع موسى عليه السلام.

الرابع: أنا تعبدنا بشرع عيسى عليه السلام.

الخامس: أنا لم نتعبد بشرع أحد – أي ليس بشرع لنا- ولا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بملة بشر، وهذا الذي اختاره القاضي أبوبكر المالكي رحمه الله.

وقد رجح ابن العربي المالكي14 والقرطبي15 في تفسيرهما القول الأول: أنه شرع لنا إذا لم يثبت في شرعنا ما يخالفه.. أو ينسخه..

المسألة الثانية: في قوله تعالى: {قالوا أتتخذنا هزواً} دليل على منع الاستهزاء بدين الله ودين المسلمين، ومن يجب تعظيمه، وأن ذلك جهل وصاحبه مستحق للوعيد، وليس المزاح من الاستهزاء، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح والأئمة بعده؟!.. ذكره القرطبي.

وقد وردت آيات تنهى عن الاستهزاء بالدين وشعائره، كما قال تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}[التوبة: 65] وهو كفر بالله، إذا كان الاستهزاء بالدين أو شعائره؛ لأنه يقتضي إهانته وعدم تعظيمه، ولهذا قال: {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}[التوبة: 66].

المسألة الثالثة: استدل العلماء بهذه الآيات على جواز السلم في الحيوان، إذا حصرت وضبطت صفاته، وبه قال مالك وأصحابه والأوزاعي والليث والشافعي. وكذا كل ما يضبط بالصفة، لوصف الله البقرة في كتابه وصفاً يقوم مقام التعيين، وذهب الكوفيون: أبو حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن صالح إلى عدم جواز السلم في الحيوان، قالوا: لأن الحيوان لا تنضبط أوصافه على الحقيقة من مشي وحركة، وكل ذلك يزيد في ثمنه ويرفع من قيمته.16

المسألة الرابعة: لما ضرب بنو إسرائيل الميت بتلك القطعة من البقرة، قال: دمي عند فلان؛ فتعين قتله.. قد استدل مالك في رواية ابن القاسم وابن وهب عنه على صحة القول بالقسامة.. والقسامة هي: أن يشتبه القاتل فيقول: أولياء المقتول: قتله فلان.. فينفي الآخرون ذلك فيحلف أولياء الدم خمسين يميناً أن ذلك قاتله، فإن نكلوا وتراجعوا عن اليمين حلف المدعى عليهم- المتهمون- خمسون يميناً وبرؤوا.. وهو قول الجمهور.. وذهب الكوفيون والثوري والشعبي والنخعي وغيرهم إلى أنه يبدأ المدَّعى عليهم فيحلفون ويبرؤون. ولكل أدلة ومآخذ على غيرهم انظر ذلك في كتب الفقه وكذا ما ذكره القرطبي في تفسيره وافياً.

هذا ما أخذه العلماء من فوائد فقهية من قصة البقرة... ولعل ههنا فوائد إيمانية وتربوية وسلوكية لا يتسع المقام لذكرها.

نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجنبنا موارد غضبه، وسبل الضلالة، والحمد لله..

1 رواه البخاري (3274).

2 رواه البخاري (4215).

3 تفسير ابن كثير (1/113).

4 تفسير القرطبي (1/445).

5 رواه البخاري (6858) ومسلم (1337).

6 رواه الترمذي (2679)، وصححه الألباني.

7 تفسير القرطبي (1/448-449).

8 تفسير ابن كثير (1/114).

9 تفسير القرطبي (1/448-449).

10 تفسير القرطبي (1/ 452).

11 تفسير ابن كثير (1/115).

12 تفسير ابن كثير (1/115).

13 ابن كثير (1/116).

14 تفسير ابن العربي (1/38) وقد ذكرت الأقوال في كتابه.

15 تفسير القرطبي (1/462).

16 تفسير القرطبي (1/453-454).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بنو إسرائيل والبقرة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أحاديث خاصة في قراءة آيات من سورة الحشر والدخان والبقرة
»  أحاديث خاصة في قراءة آيات من سورة الحشر والدخان والبقرة
» بني إسرائيل‎
» قصة بقرة بنى إسرائيل
» قصة الملأ من بني إسرائيل



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: