موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 سورة الفاتحة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

سورة الفاتحة Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

سورة الفاتحة Empty
مُساهمةموضوع: سورة الفاتحة   سورة الفاتحة Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 17:43

سورة الفاتحة

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن سورة كسورة الفاتحة في عظمها ومكانتها وفضلها ينبغي أن يكثر العبد من قراءتها ويتدبر في معانيها وأسرارها عاملاً بها، حتى ينال ثواب القراءة والعمل معاً.. متعنا الله بحفظ كتابه وفهمه والعمل به.

ونذكر أولاً فضائل الفاتحة:

1. روى الإمام أحمد والبخاري -رحمهما الله- وغيرهما عن أبي سعيد بن المعلَّى -رضي اللّه عنه- قال‏:‏ ‏(‏كنت أصلّي فدعاني رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- فلم أجبه حتى صلّيت، قال‏:‏ فأتيته، فقال‏:‏ ((ما منعك أن تأتيني‏؟‏)) قال‏:‏ قلت يا رسول اللّه إني كنت أصلي، قال‏:‏ ((ألم يقل اللّه -تعالى-‏:‏ ‏{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}‏‏؟‏ ثم قال‏:‏)) لأعلمنك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد)) قال‏:‏ فأخذ بيدي فلما أراد أن يخرج من المسجد قلت‏:‏ يا رسول اللّه إنك قلت: لأعلمنَّك أعظم سورة في القرآن، قال‏:‏ ((نعم، ‏{‏الحمد للّه رب العالمين}‏ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته)).

2. عن عبد الله بن جابر - رضي الله عنه -قال: انتهيت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد أهراق الماء، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد عليَّ، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يردّ عليّ، قال: فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد عليّ، قال: فانطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمشي وأنا خلفه حتى دخل رحله، ودخلت أنا المسجد فجلست كئيباً حزيناً، فخرج عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد تطهر فقال: (عليك السلام ورحمة الله وبركاته، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، وعليك السلام ورحمة الله ) ثم قال: (ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بأخير سورة في القرآن؟) قلت: بلى يا رسول الله، قال: ( اقرأ: الحمد لله رب العالمين، حتى تختمها) رواه الإمام أحمد -رحمه الله- وقال ابن كثير: هذا إسناد جيد.1

3. وعن أبي سعيد الخدري -رضي اللّه عنه- قال‏:‏ ‏(‏كنّا في مسير لنا فنزلنا، فجاءت جارية فقالت‏:‏ إنَّ سيّد الحي سليم أي لديغ، وإنَّ نفرنا غُيِّب فهل منكم راق‏؟‏ فقام معها رجل ما كنا نأْبِنُه برقية فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة، وسقانا لبناً، فلما رجع قلنا له‏:‏ أكنت تحسن رقية‏؟‏ أو كنت ترقي‏؟‏ قال‏:‏ لا، ما رقيتُ إلاّ بأم الكتاب، قلنا‏:‏ لا تحدثوا شيئاً حتى نأتي ونسأل رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي -صلى اللّه عليه وسلم- فقال‏:‏ ((وما كان يدريه أنها رُقْية‏؟‏ اقسموا واضربوا لي بسهم‏))‏ ‏"‏رواه البخاري ومسلم وأبو داود ‏"‏ وفي بعض روايات مسلم أن أبا سعيد الخدري هو الذي رقى ذلك السليم( وهو اللديغ) سمي بذلك تفاؤلاً بالشفاء والسلامة.

4. روى مسلم والنسائي - واللفظ له – عن ابن عباس -رضي اللّه عنهما- قال‏:‏ بينا رسول اللّه -صلى اللّه عليه وسلم- وعنده جبرائيل، إذ سمع نقيضاً فوقه، فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال‏:‏ هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط، قال‏:‏ فنزل منه ملك، فأتى النبي -صلى اللّه عليه وسلم- فقال‏:‏ أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبيٌ قبلك‏:‏ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لم تقرأ حرفاً منها إلا أوتيته‏).

أسماء سورة الفاتحة وأوصافها:

ورد في الفاتحة أسماء عديدة موافقة لمعان متعلقة بها، وسنذكر الاسم مع سبب التسمية به:

1. الفاتحة: لأنها فاتحة القرآن خطاً ورسماً، وبها تفتح القراءة في الصلوات.

2. أم الكتاب: وهذا قول الجمهور، وكره قوم تسميتها بذلك، والصحيح الجواز لما رواه الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الحمد لله رب العالمين) أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني ))رواه أبو داود وصححه الألباني.

3. الحمد لله رب العالمين: للحديث المتقدم

4. السبع المثاني: لما تقدم

5. الحمد: لأنها مفتتحة به. ولقوله عليه الصلاة والسلام: لا صلاة لمن لم يقرأ بالحمد وسورة في فريضة أو غيرها" قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه الألباني

6. الصلاة: لحديث (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين...) الحديث رواه مسلم وغيره. وسميت الفاتحة صلاة لأنها ركن فيها..

وأما أوصافها فقد وصفت الفاتحة أيضاً بأوصاف منها ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم ومنها ما جاء عن بعض السلف من غير دليل ومن ذلك:

1. الرقية: لحديث أبي سعيد المتقدم في رقية سيد الحي الذي شفي بقراءتها فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما يدريك أنها رقية؟).

2. أساس القرآن: ذكره الشعبي عن ابن عباس وقال: وأساسها بسم الله الرحمن الرحيم.

3. (الواقية) سماها بذلك سفيان بن عيينة؛ لأنها تقي العبد من الشرور.

4. (الكافية) سماها بذلك يحيى بن أبي كثير؛ لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة: (أم القرآن عوض عن غيرها، وليس من غيرها عوض عنها).

5. (الكنز). ذكره الزمجشري

الشروع في ذكر معاني كلمات الفاتحة جملةً وتفصيلاً:

قوله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم) لا نتوسع في ذكر الخلاف بين علماء المسلمين سلفاً وخلفاً في ذكر: هل البسملة آية من الفاتحة أم لا؟ وهل هي آية من كل سورة أم لا؟! بعد اتفاقهم على أنها بعض آية في سورة النمل في قوله –تعالى-:{إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (سورة النمل: 30) ، ونحن نذكرها على اعتبار أنها آية من هذه السورة.

فقوله: (بسم) الباء حرف جر و(اسم) اسم مجرور، وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، وتحذف الألف في البسملة: إذا كتبت كاملة، وأما إذا لم تكتب كاملة فلا تحذف تقول (باسم الله) والجار والمجرور لا بد له من متعلق، وقد قدر العلماء هذا المتعلق اسماً وبعضهم جعله فعلاً.. وهو مقدر بحسب المقام، ففي السورة هنا نقدره (أقرأ أو قراءتي باسم الله). وعند دخول البيت يقدر (دخولي أو أدخل باسم) وهكذا.. وهو لا ينطق به، وفي هذا دليل واضح على فصاحة وبلاغة كلام الله من أول كلمة نبدأ بها؛ لأن كل مقام يستحب فيه ذكر الله، فلهذا قدر المتعلق، ليكون حسب المقام والمقصد.

(الله) علمٌ على الربّ -تبارك وتعالى- يقال إنه الاسم الأعظم؛ ولا يصح، وقد ورد في تعيين الاسم الأعظم غير حديث صحيح، إلا أن هذا الاسم من أجل أسمائه سبحانه إذ تنسب إليه جميع أسمائه وصفانه جل شأنه كما قال تعالى‏:‏ {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}الآيات، فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له، وهذا الاسم لم يسم به غير الله –تعالى-، ولهذا اختلف في اشتقاقه من فَعَل يفعل، فذهب من ذهب من النحاة إلى أنه اسم جامد ليس له اشتقاق، وقيل هو مشتق من أَلَه يأله إلاهةً وتألهاً. وهو أرجح وقد ذهب إليه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم.

{الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ}: هما وصفان لله –تعالى- واسمان من أسمائه الحسنى، مشتقان من الرحمة على وجه المبالغة، ورحمان أشد مبالغة من رحيم، فرحمن: صيغته (فعلان) ورحيم (فعيل) كما تقول رجل كسلان أي بلغ منتهى الكسل و(شبعان) منتهى الشبع، وقولك (كريم) أي منتهى الكرم.. وهكذا..

واختلف العلماء في المراد من جمعهما في محل واحد هنا:

فقيل: (الرحمن): صفة ذات تدل عليه، والرحيم صفة فعل متعلقة بعباده.

فقيل: (الرحمن): اسم عام في جميع أنواع الرحمة يختص به الله –تعالى-، والرحيم إنما هو من جهة المؤمنين، ذكر هذا أبو علي الفارسي.

وقيل: هما بمعنى واحد، كندمان ونديم، قاله أبو عبيد القاسم بن سلام.

وقال ابن عباس: هما اسمان رقيقان أحدها أرق من الآخر، أي أكثر رحمة.

وقيل: الرحمن ذو الرحمة الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا، وللمؤمنين في الآخرة، والرحيم ذو الرحمة للمؤمنين يوم القيامة،2 .

قوله تعالى:{الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الحمد هو الثناء بالقول على المحمود بصفاته اللازمة والمتعدية بخلاف الشكر فلا يكون إلا على الصفات المتعدية ويكون بالجنان واللسان والأركان.

قال ابن جرير: (الحمد لله) ثناء أثنى به على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا: (الحمد لله).

{رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الشنقيطي: لم يبين هنا ما العالمون، وبين ذلك في موضع آخر بقوله:{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ} (سورة الشعراء: 23 -24)، قال بعض العلماء: اشتقاق العالم من العلامة؛ لأن وجود العالم علامة لا شك فيها على وجود خالقه متصفاً بصفات الكمال والجلال قال –تعالى-:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} (سورة آل عمران: 190) ، والآية في اللغة: العلامة).3

فرب العالمين أي خالقه ومالكه والمتصرف فيه، فلا يخرج أحد عن مشيئته، وهو القاهر فوق عباده.

{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قد تقدم بيانهما في تفسير البسملة.

{مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} أي الجزاء والحساب على الأعمال، وقد بينه الله في قوله:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ * يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ} سورة الانفطار: 17-19)، أي في يوم الحساب والجزاء لا ينفع أحد أحداً بحسنة؛ لأن كل واحد يقول يومئذ (نفسي نفسي) فهو يوم عظيم، ولهذا جاء في الآية الأخرى قوله –تعالى-:{لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (سورة غافر: 16)، وقد جاء في الحديث عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر يقول: ((يأخذ الجبار سماواته وأرضيه بيده- وقبض يده فجعل يقبضها ويبسطها- ثم يقول "أنا الجبار، أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون")) ؟ قال: ويتمايل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم !)) رواه مسلم.. وكلمة الدين تطلق على الطاعة كقوله:{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} (سورة آل عمران: 19) ، وتطلق على الجزاء كما هي هنا..

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} في هذه الآية بيان معنى (لا إله إلا الله) وذلك في قوله: (إياك نعبد) فإن تقديم المعمول (إياك) على العامل (نعبد) يدل على الحصر والقصر، وهذا ما تقرر في علم الأصول والمعاني. فالله -تعالى- حصر العبادة وجعلها مختصة به؛ لأنه خالق الخلق ومليكهم والمتصرف فيهم، فكان هو المستحق للطاعة والخضوع.

فمعنى (لا إله إلا الله) ... مركب من أمرين: نفي وإثبات، فالنفي: خلع جميع المعبودات غير الله –تعالى- في جميع أنواع العبادات، والإثبات: إفراد رب السماوات والأرض وحده بجميع أنواع العبادات على الوجه المشروع، وقد أشار إلى النفي من لا إله إلا الله بتقديم المعمول الذي هو (إياك) الذي يفيد الحصر، وأشار إلى الإثبات منها بقوله (نعبد) وقد بين معناها المشار إليه ههنا مفصلاً في آيات أخر كقوله:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ}( البقرة: 21) وصرح بالنفي في آخر الآيات:{فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} وكقوله:{أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} (سورة النحل: 36) ، فصرح بالإثبات بقوله: (اعبدوا الله) وبالنفي بقوله: (واجتنبوا الطاغوت) وكقوله:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ} (سورة البقرة : 256) ، فالنفي (يكفر بالطاغوت) والإثبات (ويؤمن بالله)4 وآيات كثيرة أخرى.

وقوله (وإياك نستعين) أي نطلب منك – يا الله- العون على طاعتك، وعلى أمورنا كلها، ولا نطلبه من أحد سواك، لأن الأمر كله بيدك وحدك لا يملك أحد منه معك مثقال ذرة.

تعليل: إنما قدم الله –تعالى- قوله (إياك نعبد) على (إياك نستعين) لأن العبادة له هي المقصودة، والاستعانة وسيلة إليها، والأصل أن يقدم ما هو الأهم فالأهم، والله أعلم.5

وقال الشنقيطي -رحمه الله-: وإتيانه بقوله: (وإياك نستعين) بعد قوله: (إياك نعبد) فيه إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، وهذا المعنى المشار إليه ههنا جاء مبيناً واضحاً في آيات أخر كقوله:{فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} (123) سورة هود الآية، وقوله: (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت..) الآية. وقوله: (رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلاً) وقوله: (قل هو الرحمن آمنا به وعليه توكلنا) إلى غير ذلك من الآيات.6

وقوله تعالى:{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} أي أرشدنا ووفقنا إلى الطريق الحق الواضح المستقيم الذي ليس فيه اعوجاج ولا انحراف..

اختلف العلماء في المراد بـ(الصراط المستقيم) مع أن أقوالهم كلها ترجع إلى أنه طاعة الله ورسوله، لكن نذكر ذلك للفائدة:

1. أنه كتاب الله: ذكر عن علي بن أبي طالب، وورد فيه حديث مرفوع فيه الحارث الأعور وهو ضعيف.

2. الإسلام: قول ابن عباس وجابر وروي عن ابن مسعود أيضاً، وقول عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

3. أنه الحق: قول مجاهد.. وهو شامل ولا منافاة بينه وبين ما سبق.

4. النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحباه من بعده، قاله أبو العالية والحسن البصري.

قال ابن كثير: وكل هذه الأقوال صحيحة وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي -صلى الله عليه وسلم- واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن وهو كتاب الله، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضاً.7

وقد ورد حديث عظيم، إسناده حسن صحيح كما قال ابن كثير -رحمه الله- عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران فيها أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً، ولا تعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه فإنك إن تفتحه تلجه، فالصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق الصراط: واعظ الله في قلب كل مسلم) رواه أحمد وابن أبي حاتم والترمذي والنسائي،وقال ابن كثير: حسن صحيح.

قوله تعالى:{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ} أي اهدنا يا رب صراط من أنعمت عليهم بالإيمان والقرب منك والتوفيق لطاعتك ومرضاتك، وقد بين الله في سورة النساء من هؤلاء المنعم عليهم فقال -عز وجل-: {وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (سورة النساء: 69).

وقوله:{غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} قال جماهير علماء التفسير: إن المقصود بـ (المغضوب عليهم) اليهود و(الضالين) النصارى.. لأن اليهود علموا الحق ولم يعلموا به فغضب الله عليهم، والنصارى عبدوا الله على جهل فضلوا عن الحق. وقد جاء الخبر بذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عدي بن حاتم..

قال الشنقيطي: واليهود والنصارى وإن كانوا ضالين جميعاً مغضوباً عليهم جميعاً، فإن الغضب إنما خص به اليهود وإن شاركهم النصارى فيه؛ لأنهم يعرفون الحق وينكرونه، ويأتون الباطل عمداً؛ فكان الغضب أخص صفاتهم، والنصارى جهلة لا يعرفون الحق، فكان الضلال أخص صفاتهم، وعلى هذا فقد بين أن المغضوب عليهم، اليهود قوله فيهم ({وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ} (سورة آل عمران: 112), وقوله:{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} (سورة المائدة: 60) ، وقوله:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا} (سورة الأعراف: 152) ، وقد بين أن الضالين النصارى قوله تعالى:{وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} (سورة المائدة: 77)8. والمقصود: أن الله يرشد المؤمنين إلى هذا الدعاء العظيم، بالهداية إلى طريق الحق الذي سلكه أولئك الأخيار من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وسؤال الله أن يجنبهم طريق اليهود الذين علموا ولم يعملوا فاستحقوا غضب الله، وطريق النصارى الذين عبدوا الله على جهل وضلال فاستحقوا الضلال عن الحق، وعلى هذا فمن علم ولم يعمل ففيه شبه باليهود، ومن عبد الله على جهل ففيه شبه بالنصارى، والخروج من هذا المأزق الكبير هو حل سهل وبسيط: أن نعلم ونتعلم وأن نعمل بعلمنا.. نسأل الله التوفيق...

فوائد من الفاتحة:

وبعد الكلام عن معاني آيات هذه السورة نذكر بعض الفوائد المتعلقة بها:

1. حمد الله وشكره في كل حال وحين، وهذه السورة يكررها العبد في الصلاة المفروضة في اليوم والليلة سبع عشرة مرة، إلى جانب السنن.. مما يدل على أهمية ما فيها، ومنه حمد الله وشكره وسؤاله الهداية والعون على الحياة كلها.

2. بيان معنى لا إله إلا الله، وأنه نفي لكل ما يعبد من دون الله، وإثبات العبودية لله، وذلك واضح من الحصر في قوله (إياك نعبد).

3. لا تجوز الاستعانة والاستغاثة إلا بالله الواحد الأحد، وإذا استغاث الإنسان أو استعان بإخوانه الأحياء، فيما يقدرون عليه مما هو معقول وواقع، فإن ذلك من قبيل قوله تعالى:{وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (سورة المائدة: 2) ، وقوله عن موسى عليه السلام:{فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} (سورة القصص: 15) ، وذلك في حدود الطاقة البشرية، أما أن يستعان أو يستغاث بالأموات أو بالقبور والأحجار، أو الجن أو الملائكة، فيما يخرج عن هذا، وكذا الاستغاثة بالغائب من البشر، فهذا من الشرك الصراح.

4. سؤال الله الهداية والتوفيق إلى الطاعة والثبات عليها؛ فعن النواس ابن سمعان الكلابي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ((ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه)) وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: (( يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك، قال: والميزان بيد الرحمن يرفع أقواماً ويخفض آخرين إلى يوم القيامة )) رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني .

5. بيان معنى: (أنعمت عليهم) فقد بينتها الآية في سورة النساء.

6. الحذر من أفعال اليهود في العلم بلا عمل، والحذر من فعل النصارى، العبادة بدون علم..

7. ثبت استحباب قول (آمين) بعد الفاتحة، وقد ثبتت بذلك أحاديث كثيرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصحاح والمسانيد والسنن ذكرها ابن كثير.9

هذا والحمد لله رب العالمين...

1- تفسير ابن كثير (1/12). ط/ دار المعرفة/ السادسة 1413هـ.

2 - يشكل على هذا القول حديث رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما. وهو حديث وارد عن عدة من الصحابة، وقد صححه الحاكم وجوده المنذري، وقواه البيهقي وحسنه الألباني.

3- أضواء البيان (1/33). ط/ مكتبة ابن تيمية.

4- المصدر نفسه.. بتصرف

5- ذكره ابن كثير (1/28).

6- أضواء البيان (1/35).

7- ابن كثير (1/30).

8- أضواء البيان (1/37).

9- التفسير (1/33).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سورة الفاتحة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الدروس-
انتقل الى: