موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 التربية بالحدث

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

التربية بالحدث Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

التربية بالحدث Empty
مُساهمةموضوع: التربية بالحدث   التربية بالحدث Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 12:00

التربية بالحدث

الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، وشرع له من الأحكام والأخلاق ما يدله على الصراط المستقيم، وأرسل إليه الرسل وأنزل الكتب بالدين القويم، وصلى الله على نبينا محمد النبي الكريم، بعثه ربه على حين فترة من الرسل والجهل العميم، فأشرقت بنور رسالته ظلمات الجهل والشرك الأثيم، فتحول الناس من عبادة الصنم والوثن إلى عبادة الرب الرحيم، اللهم صل عليه وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:

فإن الحياة الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وليست دار نعيم ولا خلود، جعل الله تعالى فيها من الفتن والمصائب التي يمحص بها المؤمنين ويمحق الكافرين، ويعلم الصادقين من الكاذبين، فكانت حوادث الدهر وتقلبات الزمن وورود الفتن مما يمر بالصغير والكبير والمؤمن والكافر، والبر والفاجر، على حد سواء، فيخرج المؤمنون من كل فتنة معضلة أصفياء أنقياء تزيدهم إيماناً وهدى وعلى ربهم يتوكلون، ويخرج منها الكافر الأثيم والفاجر اللئيم محملاً بالوزر والإثم الكبير..

أيها الناس: ينبغي على العاقل أن يستفيد من حوادث الزمن دروساً وعبراً وإلا كان من الغافلين، الذين شغلتهم الدنيا عن الدين فأصبحوا من الخاسرين والعياذ بالله رب العالمين.

وسنذكر في خطبتنا هذه من الحوادث ما نربي فيها أنفسنا ونعرف أن لكل حدث حكمة ولكل اختبار غاية..

أيها المسلمون: لقد مرت بالمسلمين الأولين من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم حوادث كثيرة وفتن عظيمة، وقلاقل رهيبة، محص الله فيها أهل الإيمان، ومحق أهل الكفر والنفاق والعصيان، أظهرت كل على حقيقته وأبرزت لهم من العبر والدروس الشيء الكثير. فمن ذلك ما حدث للمسلمين في غزوة أحد من انقلاب النصر إلى هزيمة في الظاهر، والمغنم إلى قتل في المسلمين، ولقد قتل من المسلمين في تلك الواقعة خلق كثير، وعدد كبير من خيرة الصحابة والتابعين بغلطة واحدة ومعصية واحدة ربما فعلها الواحد في هذا الزمان مرات ومرات في يومه وليلته..!

لقد أراد الله تبارك وتعالى من هذه الفتنة والحادثة المؤلمة في قلوب الجيل الفريد أن يعلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عند الله عظيماً وأنه خليله وحبيبه، وأن معصيته لا تعفي أحدا من العقوبة مهما كان وأيا كان، فكانت تلك المعصية التي خالف فيها الرماة أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- حين قال لهم: (لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم، فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا)1 سبباً في حدوث ما لا يفرح.

هكذا أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يكونوا في حراسة المقاتلين من المسلمين، ولكنهم حينما رؤوا فرار الكافرين ولحاق المؤمنين بهم وأخذ مغانمهم نزلوا وكانوا خمسين فما بقي منهم إلا عشرة فيما يذكر، فأتى الجيش القرشي من خلف جبل الرماة وضرب المسلمين من الخلف ضربة قاصمة قتل منهم سبعون رجلاً..!

فانقلب النصر إلى هزيمة والغنيمة إلى دماء تسيل..! والسبب هو غلطة الرماة التي خالفوا فيها أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وتعالى معي أخي لنرى كيف ربى الله الكريم الرحيم العدل أصحاب نبيه عليه الصلاة والسلام في الآيات التي أنزلت تتلى إلى يوم القيامة والتي تبين سبب الهزيمة، ولكن الله من رحمته ولطفه بعباده سبحانه وتعالى لم يعنفهم مباشرة بل إنه تعالى أنزل آيات تسلية لهم على مصابهم الجلل، فقال تعالى في أول الآيات التي ذكرت سير المعركة: {قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ} (137) سورة آل عمران. قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "أي قد جرى نحو هذا على الأمم الذين كانوا من قبلكم من أتباع الأنبياء، ثم كانت العاقبة لهم والدائرة على الكافرين".2

ثم قال تعالى مسلياً لهم: {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (139) سورة آل عمران، ثم قال تعالى زيادة لهم في التسلية على ما أصابهم:

{إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (140) سورة آل عمران.

"أي إن كنتم قد أصابتكم جراح، وقُتل منكم طائفة فقد أصاب أعداءكم قريب من ذلك من قتل وجراح {وتلك الأيام نداولها بين الناس} أي نديل عليكم الأعداء تارة وإن كانت لكم العاقبة لما لنا في ذلك من الحكمة؛ ولهذا قال تعالى: {وليعلم الله الذين آمنوا} قال ابن عباس: في مثل هذا لنرى من يصبر على مناجزة الأعداء {ويتخذ منكم شهداء} يعني يقتلون في سبيله ويبذلون مهجهم في مرضاته {والله لا يحب الظالمين*وليمحص الله الذين آمنوا} أي يكفر عنهم من ذنوبهم إن كانت لهم ذنوب وإلا رفع لهم في درجاتهم بحسب ما أصيبوا به. وقوله {ويمحق الكافرين} أي فإنهم إذا ظفروا بغوا وبطروا، فيكون ذلك سبب دمارهم وهلاكهم ومحقهم وفنائهم، ثم قال تعالى: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} أي أحسبتم أن تدخلوا الجنة ولم تبتلوا بالقتال والشدائد كما قال تعالى في سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا} الآية، وقال تعالى: {الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} الآية؛ ولهذا قال هاهنا: {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} أي لا يحصل لكم دخول الجنة حتى تبتلوا ويرى الله منكم المجاهدين في سبيله والصابرين على مقاومة الأعداء".3

ثم ذكر الله تعالى أنه حتى لو مات النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا يجوز للمسلم أن ينقلب على عقبيه ويترك دينه، فهو بشر مثلكم يصيبه ما يصيبكم، فلا تهنوا ولا تحزنوا على ما أصابكم وأصابه. ثم ذكر تعالى لهم نماذج وأمثلة ممن سبق من أصحاب الأنبياء الكرام فقال: {وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (146) سورة آل عمران ، يعني كم قاتلوا وقتلوا وهزموا في بعض المعارك كما وقع لكم أنتم لكنهم لم يهنوا ولم يضعفوا على ما أصابهم بل زادهم إيماناً وقوة فقالوا كما قال الله عنهم: {وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (147) سورة آل عمران، ثم ذكر الله عز وجل جزاءهم على ذلك الصنيع العظيم فقال: {فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (148) سورة آل عمران.

أيها المسلمون الكرام: كل هذه الآيات تسلية لهم وتفريج لذلك الغم الذي أصابهم، وكلها تربية لهم على تحمل نتائج الأعمال والتصرفات، وعدم اليأس أو الإحباط، بل إن الحياة مداولة ومزاولة والعاقبة للمتقين.. إن ما سبق من الآيات الكريمة التي عددها أربعة عشر آية كلها في التمهيد للوصول إلى السبب الذي أدى بهم إلى انقلاب النصر مأتماً، والفرح حزناً.. وكلها آيات فيها من معاني الرحمة والمؤانسة والشفقة والتسلية ما لو تدبرها عاقل لعرف عظيم حلم الله وحكمته ورحمته بعباده المؤمنين.

ثم جاءت الآيات التي تعاتب والعبارات التي تبين خطورة الأمر لكنها بأسلوب رحيم وخطاب رفيع جميل، فقال تعالى: {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ * إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (152-153) سورة آل عمران. وهكذا تمضي الآيات الكريمة في العتاب الرحيم الذي يهدف إلى تغيير الخطأ والاستفادة منه في المستقبل حتى قال الله تعالى في آخر تلك الآيات الكريمات: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلْيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوِ ادْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ * الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَؤُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (165-168) سورة آل عمران.

فهذا حديث كبير وعظيم من حوادث الزمان الذي نزل بالصحابة الكرام، وفيه من العبر والفوائد ما لا يحصى عدداً، فنسأل الله تعالى العظيم الكريم أن ينفعنا بكتابه الكريم، وأن يجعله لنا شاهداً وأنيساً في وحشتنا، إنه ولي ذلك والقادر عليه، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله ناصر المؤمنين، وخاذل الكفرة والمنافقين، الذي جعل العاقبة للمتقين، مهما تتابعت الأيام والسنين، وصلى الله على النبي الأمين، المبعوث رحمة للعالمين، الذي رسم لنا منهجاً قويماً إلى يوم الدين.. أما بعد:

أيها المسلمون:

لقد برزت معالم التربية في هذه الحادثة الأليمة من خلال أمور عديدة:

1. أن الله تعالى لم يخلف وعده سبحانه فإنه لا يخلف الميعاد، فإنه ناصر المؤمنين وهو الذي جعل العاقبة لهم، لكنهم بالاختلاف والمعصية هزموا. كما قال سبحانه: (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه..)

2. أن السبب في هزيمتكم وفراركم وتعرض نبيكم للأذى والجراح وتعرض أصحابكم للقتل هو الفشل الناتج عن التنازع في أمر الرماة الذين اختلفوا هل يبقون على الجبل أم ينزلون، ثم نزل الأكثرية وما بقي إلا القليل، فكان في ذلك التنازع مصيبة كبرى.

3. أن معصية أكثر الرماة لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي السبب الذي ركزت عليه الآيات الكريمة في وقوع الهزيمة الآنية.

4. أن الهزيمة هنا هزيمة آنية، هزيمة معركة وسلاح وليست هزيمة مبادئ وقيم وغايات، ولهذا نجد القرآن ركز على هذا المعنى الكبير، وذكر أن من السابقين من أتباع الأنبياء والمرسلين ممن أصابهم القرح والجراح في سبيل الله ما وهنوا ولا ضعفوا لما أصابهم في سبيل الله، بل زادهم ذلك قوة وثباتاً ومواصلة للكفاح الدائم الذي لا يقطعه إلا الموت أو الاستشهاد في سبيل الله.

5. "غزوة أحد لم تكن معركة في الميدان وحده؛ إنما كانت معركة كذلك في الضمير.. كانت معركة ميدانها أوسع الميادين. لأن ميدان القتال فيها لم يكن إلا جانباً واحداً من ميدانها الهائل الذي دارت فيه.. ميدان النفس البشرية، وتصوراتها ومشاعرها، وأطماعها وشهواتها، ودوافعها وكوابحها، على العموم.. وكان القرآن هناك يعالج هذه النفس بألطف وأعمق، وأشمل ما يعالج المحاربون أقرانهم في النزال!

وكان النصر أولاً، وكانت الهزيمة ثانياً وكان الانتصار الكبير فيها بعد النصر والهزيمة.. انتصار المعرفة الواضحة والرؤية المستنيرة للحقائق التي جلاها القرآن؛ واستقرار المشاعر على هذه الحقائق استقرار اليقين. وتمحيص النفوس، وتمييز الصفوف، وانطلاق الجماعة المسلمة -بعد ذلك- متحررة من كثير من غبش التصور، وتميع القيم، وتأرجح المشاعر، في الصف المسلم. وذلك بتميز المنافقين في الصف إلى حد كبير، ووضوح سمات النفاق وسمات الصدق، في القول والفعل، وفي الشعور والسلوك. ووضوح تكاليف الإيمان، وتكاليف الدعوة إليه والحركة به، ومقتضيات ذلك كله من الاستعداد بالمعرفة، والاستعداد بالتجرد، والاستعداد بالتنظيم، والتزام الطاعة والاتباع بعد هذا كله، والتوكل على الله وحده، في كل خطوة من خطوات الطريق، ورد الأمر إلى الله وحده في النصر والهزيمة، وفي الموت والحياة، وفي كل أمر وفي كل اتجاه.

وكانت هذه الحصيلة الضخمة التي استقرت في الجماعة المسلمة من وراء الأحداث، ومن وراء التوجيهات القرآنية بعد الأحداث، أكبر وأخطر -بما لا يقاس- من حصيلة النصر والغنيمة.. لو عاد المسلمون من الغزوة بالنصر والغنيمة.. وقد كانت الجماعة المسلمة إذ ذاك أحوج ما تكون لهذه الحصيلة الضخمة.. كانت أحوج إليها ألف مرة من حصيلة النصر والغنيمة. وكان الرصيد الباقي منها للأمة المسلمة في كل جيل أهم وأبقى كذلك من حصيلة النصر والغنيمة. وكان تدبير الله العلوي من وراء ما بدا في الموقعة من ظواهر النقص والضعف والتميع والغبش في الصف المسلم، ومن وراء الهزيمة التي نشأت عن هذه الظواهر".4

هكذا ربى الله تعالى المسلمين من خلال هذا الحدث الكبير في حياتهم.. نسأل الله تعالى أن يصلح شأننا كله، إنه على كل شيء قدير..


1 رواه البخاري.

2 تفسير ابن كثير (1/ 541).

3 المصدر السابق.

4 في ظلال القرآن - (ج 1 / ص 425).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التربية بالحدث
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» التربية بالقدوة ( التربية الصامتة )
» رسالتان في التربية
» التربية على الثقة بالنفس
» وسائل التربية السليمة
» الطعن في التربية النبوية والصحابة ..



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: