موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 هذا النبي - صلى الله عليه وسلم

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

هذا النبي - صلى الله عليه وسلم Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

هذا النبي - صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: هذا النبي - صلى الله عليه وسلم   هذا النبي - صلى الله عليه وسلم Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 11:47

هذا النبي - صلى الله عليه وسلم -

1- تعريف الأدب.
2- سلوك النبي - صلى الله عليه وسلم - العملي مع زوجاته.
3- مواقف من حسن أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم - مع زوجاته.
4- سوء المعاملة من أكبر أسباب الطلاق.
5- سلوك النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الأطفال.

سنتناول بمشيئة الله في خطبتنا هذه والتي هي بعنوان: "هذا النبي"؛ أخلاق خير البرية محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأول الأخلاق العظيمة التي نتنسّم رحيقها من أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم- هو خلق الأدب، وحسن المعاملة.

تعريف الأدب:

قال ابن منظور - رحمه الله -: "سُمِّي الأدب أدباً لأنه يؤدّب الناس - يجمع الناس - على المحامد، وينهاهم عن القبائح"، وقال ابن القيم - رحمه الله -: "الأدب هو استعمال الخلق الجميل، واستخراج ما في الطبيعة من كمال" ا.هـ.

ولقد كان نبينا أكمل الناس خلقاً، وأجملهم أخلاقاً، فقد طبّق بأفعاله أقواله، وأظهر المعنى الحقيقي للإسلام كسلوك عملي يظهر أثره في معاملة الناس ومخالطتهم، فكان نِعم القدوة ونِعم الأسوة كما قال الله - سبحانه -: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}1، ونحن مأمورون باتباعه، قال عزّ من قائل: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}2.

أحبتي في الله: أعيروني القلوب والأسماع لنرى ونعي معالم منيرة في أدب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإحسانه المعاملة لكل من عامله، ومن هذه المعالم سلوكه العملي مع زوجاته: فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما ضرب رسول الله بيده خادماً له قطّ ولا امرأة، ولا ضرب رسول الله بيده شيئاً قطّ، إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا خُيِّر بين أمرين قطّ إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثماً، فإذا كان إثماً كان أبعد الناس من الإثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى إليه حتى تنتهك حرمات الله - عزّ وجل - فينتقم لله"3.

أحبتي في الله: إن الله جعل الزوجة موضع السكن، وموطن الرحمة للزوج، فقال - سبحانه -: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}4، وأمرنا بالإحسان إليها، وحسن معاشرتها حتى وإن بدا منها ما نكرهه، فلعل الخير فيها ونحن لا نعلم، قال سبحانه: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}5.

وقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - بأخلاقه أروع الأمثلة العملية في معاملة الزوجة، وجعل الخيرية فيمن أحسن معاملة زوجته فقال: ((خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي))6، وجاء نسوة إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشكون أزواجهن، فأعلن الرسول على الملأ: ((لقد أطاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم))7.

وكان الرسول قمّة شامِخة في حياته كلها، إذ ما كانت تشغله الأعباء الجسام التي ينهض بها لتكوين الأمة المسلمة، وتوحيد الكتائب؛ عن أن يكون زوجاً مثاليّاً مع زوجاته في حسن المعاشرة، ودَمَاثَة الخلق، فمن ذلك ما ترويه عائشة - رضي الله عنها - أنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فسابقته فسبقته، فلما حملت اللحم وبَدُنَت سابقته فسبقها فقال: ((هذه بتلك))8.

هكذا تكون الأخلاق العالية، والمعاملة المثالية الراقية، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتسابق مع زوجته ليدخل عليها السرور والفرحة بهذه المعاملة الراقية، ليسمو بالحياة الزوجية فتكون أقدس علاقة، وأقوى رباط، لا تزيدها العواصف والمشاكل الزوجية إلا قوة إلى قوتها، ويُشعِر الأمةَ بأن العلاقة الزوجية يجب أن تتجاوز التعامل من خلال الأوامر والنواهي فقط، ويجب أن لا تقتصر على المعاملة الحازمة، الجادّة الجامدة، بل تتخطّاها إلى مزاح ظريف، ولهو بريء، وسباق يُدخِل السرور على القلوب، والمرح على النفوس، وذلك لأن النفوس تملّ وتكلّ، وتتعب وتنصب، وتحتاج إلى ما يريحها، وأكثر ما يريحها التعامل الراقي الذي ليس فيه انتقاص، ولا احتقار، ولا ازْدِراء.

روت عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان جالساً، فسمع ضَوْضَاء الناس والصبيان، فإذا الحبشة يرقصون يعني بالحِرَاب، فقال: ((يا عائشة تعالي فانظري))، فوضعت خدّي على مَنْكِبَيه، فجعل يقول: ((يا عائشة ما شبعت؟!)) فأقول: لا؛ لأنظر منزلتي عنده، ولقد رأيته يُرَاوِحَ بين قدميه يعني من طول المدة9، وفي رواية في الصحيحين: "يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف".

إن المسلم حينما يتأمّل مثل هذه المواقف في حسن المعاملة فإنه يَحَار من عظمتها وسموها ورقيّها، ويتعجب من تبسّطه لإدخال السرور على أهله.

إنه الإسلام ذلك الدين العظيم، الذي أمر الأزواج بحسن المعاملة مع الزوجات، وعلم أن المرأة تحتاج إلى من يتلطّف معها ويسعدها، ويشبع فيها روح الأنس والرضا والرحمة، ويشعرها أنها في ظلّ زوج كريم، يحميها ويرعاها، ويهتم بشؤونها، ويوفر لها حاجاتها المشروعة، ويتجمّل لها بالزينة التي أباحها الشرع، ويعطيها من وقته واهتماماته، فلا يشغل عنها وقته كله في أعماله أو هواياته، أو مسئولياته أو أصحابه، فراعى للمرأة هذه الحقوق، ولم يأذن للزوج بشغل وقته كله حتى ولو بالعبادة كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن لزوجك عليك حقّاً))10.

ولهذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أفضل الناس في معاملته لزوجاته، فقد كان يراعي في عائشة - رضي الله عنها - إذ كانت صغيرة؛ حُبَّها للّعِب، فلم يسفّهها، ولم يعنّفها، بل كان يُسَرِّبُ إليها البنات لكي يلعبن معها باللُّعَب وقد ورد عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "كانت تأتيني صواحبي، فكنّ يَنْقَمِعْنَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُسَرِّبُهُن إليّ"11، يَنْقَمِعْنَ: يختفين منه حياءً وهَيْبةً.

ومن حسن معاملته لزوجاته إسماعُهُنّ ما يحلو لهنّ من كلمات الثناء والنداء العَذْبَة التي تحبّها النساء من الأزواج، فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُثنِي على عائشة، ويُرَخِّمُ نداءها، فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((فضل عائشة على النساء كفضل الثَّرِيد على سائر الطعام))12 وروى البخاري أن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً: ((يا عائش، هذا جبريل يُقْرِئك السلام))13، فقلت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا أرى - تريد رسولَ الله -"، فانظروا كيف كان يُثنِي عليها، ويناديها باسم مُحَبَّبٍ عندها.

وكان من حسن معاملته إكرامُ صديقات زوجته خديجة - رضي الله عنها - بعد مماتها فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانت عجوز تأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فيَهِشُّ (الهَشَاشَة بالفتح: الارتياح والخِفّة للمعروف) ويكرمها، فقلت: بأبي أنت وأمي، إنك لتصنع بهذه العجوز شيئاً لا تصنعه بأحد، قال: ((إنها كانت تأتينا عند خديجة، أما علمتِ أنّ كَرَم الودّ من الإيمان؟))14، نعم، إنّ كَرَم الودّ من الإيمان، وحسن معاملة الزوجة من الإيمان، والصبر عليها من الإيمان، فقد كان نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - يراجِعْنَه الحديث وهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتهجره الواحدة يوماً كاملاً إلى الليل، وجرى بينه - عليه الصلاة والسلام - وبين عائشة كلامٌ حتى أدخل أبا بكر حَكَماً بينهما، كل هذا مع جلالته وعظمته، فأحسن إليهنّ، وصبر عليهنّ.

معاشر المؤمنين: إنّ إحسان معاملة النساء والصبر عليهنّ كما كان يفعل رسول الله - عليه الصلاة والسلام - لهو كفيل بأن يملأ البيت بسحائب الرحمة، وأن يظلّه بظلال المحبة، ويبعد عنه غشاوة العداوة، وضجيج الخلاف الذي يجعل شبح الطلاق مُخَيِّماً فوق كثير من بيوتنا، ولعله ممّا لا يخفى على أحد زيادة معدّلات الطلاق في مجتمعاتنا المسلمة، ومن أكبر أسباب ذلك هو سوء معاملة الزوج لزوجته، وعدم تفهّمه لطبيعة المرأة وطريقة تفكيرها، فهو في عمل وانشغال، وخروج وانتقال، وسفر وارتحال، يأمر وينهى، ويرغب ويتمنّى، كل ذلك يفكّر في نفسه فقط، ولم يوفّر الجو المناسب، والمناخ الملائم للحياة الزوجية الآمنة، يغضب لأتفه الأسباب، ويقيم الدنيا ولا يقعدها حتى ولو في أمر الطعام أو الشراب، فإذا تأخّر الطعام أو لم تُوَفّق زوجته في إعداده ثار وغضب، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يعيب طعاماً قط، إن أحبّه أكله، وإن كرهه تركه، وكان يلتمس الأعذار.

ألا فلنتق الله في زوجاتنا، ولنستوص بهنّ خيراً، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: ((ألا واستوصوا بالنساء خيراً، فإنهن عَوَانٌ عندكم، ليس تملكون منهن شيئاً غير ذلك))15.

ومن معالم حسن معاملته - صلى الله عليه وسلم - إحسان معاملة الأولاد فعن عبد الله بن بُرَيْدَةَ أن أباه حدثه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب، فأقبل حسن وحسين - عليهما السلام - وعليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخذهما فوضعهما في حِجْره، فقال: ((صَدَق الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ}16، رأيت هذين فلم أصبر))17، ثم أخذ في خطبته.

إنه لَسلوك عظيم أن يحسن الإنسان معاملة أبنائه حتى في المواقف العظيمة، النبي - صلى الله عليه وسلم - ينزل من فوق المنبر، وأمام الجموع؛ ليحمل أسباطه - صلوات الله وسلامه عليه -، ثم يكمل خطبته.

ومن ذلك أيضاً ما رواه ابن ماجه أن يعلى بن مُرَّة حدّثهم أنهم خرجوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى طعام دُعُوا له، فإذا حسين يلعب في السِّكَّة، قال: فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - أمام القوم، وبَسَط يديه فجعل الغلام يفرّ ها هنا وها هنا، ويضاحكه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه والأخرى في فَأْس رأسه فقبّله، وقال: ((حسين مني وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً، حسين سِبْطٌ من الأَسْبَاط))18، وفَأْس الرأس أي: قَفَا الرأس.

فيا سبحان الله! يُضاحِك ولده بين أصحابه، ويقبّله بين جموع الرجال ليعلّمهم كيف يعاملون أبناءهم.

ومن ذلك حمله لأولاده في الصلاة فعن أبي قتادة يقول: بينما نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل أُمَامَة بنت أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله - عليه الصلاة والسلام -، وهي صبيه يحملها على عاتقه، فصلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وهي على عاتقه؛ يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها.

فمَن منّا يصبر على ولده في الصلاة كما كان يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟! مَن منّا يحسن المعاملة مع ولده كما كان يفعل النبي - عليه الصلاة والسلام -؟

فإذا رحمتَ فأنت أمٌّ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرُّحَمَاءُ

اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، ووفقنا لكل خير وادفع عنا كل ضير، وصلى الله على محمد وآله، والحمد لله رب العالمين.



1 الأحزاب (21).

2 الحشر (7).

3 رواه مسلم برقم (4296).

4 الروم (21).

5 النساء (19).

6 رواه الترمذي برقم (3830)، وقال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم 3314 في صحيح الجامع.

7 رواه أبو داود، وقال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم 5137 في صحيح الجامع.

8 رواه أبو داود، وقال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم 7007 في صحيح الجامع.

9 رواه الترمذي، وصححه الألباني برقم (2914).

10 رواه البخاري برقم (1838).

11 رواه مسلم برقم (4470).

12 رواه البخاري برقم (3179).

13 البخاري برقم (3484).

14 رواه البيهقي في الشعب برقم (9121).

15 رواه الترمذي برقم (1083)، وقال الشيخ الألباني (حسن) انظر حديث رقم 7880 في صحيح الجامع.

16 التغابن (15).

17 قال الشيخ الألباني (صحيح) انظر حديث رقم 3757 في صحيح الجامع.

18 حسنه الألباني في صحيح ابن ماجة برقم (118).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هذا النبي - صلى الله عليه وسلم
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: