موقع الفرقان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دعاء من أصابته مصيبة ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول كما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها إلا أخلف الله له خيراً منها (رواه مسلم632/2) دعاء الهم والحزن ما أصاب عبداُ هم و لا حزن فقال : اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماضِ في حكمك ، عدل في قضاؤك أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي " . إلا أذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحاً رواه أحمد وصححها لألباني.لكلم الطيب ص74 اللهم إني أعوذ بك من الهم والخزن ، والعجز والكسل والبخل والجبن ، وضلع الدين وغلبة الرجال ". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من هذا الدعاء دعاء الغضب أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رواة مسلم .2015/4 دعاء الكرب لاإله إلا الله العظيم الحليم ، لاإله إلا الله رب العرش العظيم ، لاإله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم متفق عليه قال صلى الله عليه وسلم دعاء المكروب : اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لاإله إلا أنت الله ، الله ربي لاأشرك به شيئاً صحيح . صحيح سنن ابن ماجه(959/3) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" دعوة النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت :" لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لم يدع بها رجل مسلم في شئ قط إلا استجاب الله له . صحيح .صحيح الترمذي 168/3 دعاء الفزع لا إله إلا الله متفق عليه ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ما من عبد يذنب ذنباً فيتوضأ فيحسن الطهور ، ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله لذلك الذنب إلا غُفر له صحيح صحيح الجامع 173/5 من استصعب عليه أمر اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً رواة ابن السني وصححه الحافظ . الأذكار للنووي ص 106 ما يقول ويفعل من أتاه أمر يسره أو يكرهه كان رسول الله عليه وسلم إذا أتاه أمر ه قال :الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و إذا أتاه أمر يكرهه قال : الحمد الله على كل حال صحيح صحيح الجامع 201/4 كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه أمر يسره أو يُسر به خر ساجداً شكراً لله تبارك وتعالى حسن . صحيح ابن ماجه 233/1) مايقول عند التعجب والأمر السار سبحان الله متفق عليه الله أكبر البخاري الفتح441/8 في الشيء يراه ويعجبه ويخاف عليه العين إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة ، فإن العين حق صحيح. صحيح الجامع 212/1.سنن أبي داود286/1 . اللهم اكفنيهم بما شئت رواه مسلم 2300/4 حاب ، وهازم الأحزاب ، اهزمهم وانصرنا عليهم رواه مسلم 1363/3 دعاء صلاة الاستخارة قال جابر بن عبدالله رضي الله عنهما : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يُعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمُنا السورة من القرآن ، يقول : إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، و أ ستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدِرُ ولا أقدِرُ ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر -يسمي حاجته - خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجلة و اجله - فاقدره لي ويسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال : عاجله و أجله - فاصرفه عني واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به رواه البخاري146/8 كفارة المجلس من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه ؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك : " سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك . صحيح. صحيح الترمذي 153/3 دعاء القنوت اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي و لا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك " صحيح. صحيح ابن ماجه 194/1 اللهم إياك نعبد ، و لك نُصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحقدُ ، نرجُو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إن عذابك بالكافرين ملحق ، اللهم إنا نستعينك ، ونستغفرك ، ونثني عليك الخير ، ولا نكفرك ، ونؤمن بك ونخضع لك ، ونخلع من يكفرك . وهذا موقف على عمر رضي الله عنه . إسناد صحيح . الأوراد171/2-428 مايقال للمتزوج بعد عقد النكاح بارك الله لك ، وبارك عليك ، وجمع بينكما في خير صحيح. صحيح سنن أبي داود 400/2 اللهم بارك فيهما وبارك لهما في أبنائهما رواه الطبراني في الكبير وحسنه الألباني. آداب الزفاف ص77) على الخير والبركة وعلى خير طائر رواه البخاري 36/7 ( طائر : أي على أفضل حظ ونصيب ، وطائر الإنسان : نصيبه) ما يقول ويفعل المتزوج إذا دخلت على زوجته ليله الزفاف يأخذ بناصيتها ويقول : اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جلبت عليه وأعوذ بك من شرها وشر ما جُلبت عليه حسن . صحيح ابن ماجه 324/1 الدعاء قبل الجماع لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال : بسم الله ، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً متفق عليه الدعاء للمولود عند تحنيكه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يؤتي بالصبيان فيدعو لهم بالبركة ويحنكهم صحيح . صحيح سنن أبي داود 961/3) (التحنيك : أن تمضغ التمر حتى يلين ، ثم تدلكه بحنك الصبي) ما يعوذ به الأولاد أعوذ بكلمات الله التامة ، من كل شيطان وهامه ، وكل عينِ لامه رواه البخاري الفتح 408/6 من أحس وجعاً في جسده ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل : بسم الله ، ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بالله وقُدرته من شر ما أجد وأحاذر رواه مسلم1728/4 مايقال عند زيارة المريض ومايقرأ عليه لرقيته لابأس طهور إن شاء الله رواه البخاري 118/4 اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدواً ، أو يمشي لك إلى جنازة صحيح . صحيح سنن أبي داود 600/2 مامن عبد مسلم يعود مريضاً لم يحضر أجله فيقول سبعة مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عوفي صحيح . صحيح الترمذي 210/2 بسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس ، وعين حاسدة بسم الله أرقيك ، والله يشفيك صحيح . صحيح الترمذي 287/1 أذهب الباس ، رب الناس ، إشف وأنت الشافي لاشفاء إلا شفاء لايُغادر سقماُ رواه البخاري الفتح 131/10 تذكرة في فضل عيادة المريض قال صلى الله عليه وسلم : إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة صحيح. صحيح الترمذي 285/1 قيل ما خُرفة الجنة ؟ قال : جناها . وقال صلى الله عليه وسلم :" مامن مُسلم يعود مُسلماً غُدوة ، إلا صل عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُمسي ، وإن عاده عشيةَ إلا صلى عليه سبعون ألف ملكِ حتى يُصبح وكان له خريف في الجنة صحيح . صحيح الترمذي 286/1 مايقول من يئس من حياته اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق متفق عليه اللهم الرفيق الأعلى رواه مسلم1894/4 كراهية تمني الموت لضر نزل بالإنسان لايدعون أحدكم بالموت لضر نزل به ولكن ليقل : اللهم أحيني ماكنت الحياة خيراً لي ، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي متفق عليه من رأى مببتلى من رأى مُبتلى فقال : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به ، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يُصبه ذلك البلاًء صحيح. صحيح الترمذي 153/3 تلقين المحتضر قال صلى الله عليه وسلم : لقنوا موتاكم قول : لاإله إلا الله رواه مسلم 631/2 من كان آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة صحيح . صحيح سنن أبي داود 602/2 الدعاء عند إغماض الميت اللهم اغفر ( لفلان) ورفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يارب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه رواه مسلم 634/2 مايقول من مات له ميت مامن عبد تصيبه مصيبة فيقول :" إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مُصيبتي واخلف لي خيراً منها . إلا آجره الله تعالى في مصيبته وأخلف له خيراً منها رواه مسلم 632/2 الدعاء للميت في الصلاة عليه اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ( ومن عذاب النار ) رواه مسلم 663/2 اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده صحيح. صحيح ابن ماجه 251/1 اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ، وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار ، أنت الغفور الرحيم صحيح . صحيح ابن ماجه 25/1 اللهم عبدك وابن عبدك وابن امتك إحتاج إلى رحمتك ، وأنت غني عن عذابه ، إن كان مُحسناً فزده في حسناته ، وإن كان مُسئاً فتجاوز عنه واه الحاكم ووافقه الذهبي . انظر أحكام الجنائز للألباني ص159 وإن كان الميت صبياً اللهم أعذه من عذاب القبر حسن . أحكام الجنائز للألباني ص161. اللهم اجعله فرطاً وسلفاً ، وأجراً موقوف على الحسن - البخاري تعليقاً عند ادخال الميت القبر بسم الله وبالله ، وعلى ملة رسول الله ( أو على سُنة رسول الله ) صحيح. صحيح الترمذي 306/1 مايقال بعد الدفن كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال :" استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل دعاء زيارة القبور السلام عليكم أهل الديار ، من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المُستقدمين منا والمستأخرين وإنا ، أن شاء الله بكم للاحقون رواه مسلم 671/2 دعاء التعزية .. إن لله ماأخذ وله ماأعطى . وكل شئ عنده بأجل مُسمى ...فلتصبر ولتحتسب متفق عليه

شاطر
 

 التعامل بالرفق

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عابر سبيل
عابر سبيل


♣♣♣« المدير العام »♣♣♣

معلومات اضافيه للعضو
♣♣ الجنس» ♣♣ الجنس» : ذكر
♣♣ مشَارَڪاتْي » ♣♣ مشَارَڪاتْي » : 33128
♣ ♣ نقاط» ♣ ♣ نقاط» : 98890
♣ ♣ العـمْرّ» ♣ ♣ العـمْرّ» : 39

التعامل بالرفق  Empty
https://alforqan.ahlamontada.com

التعامل بالرفق  Empty
مُساهمةموضوع: التعامل بالرفق    التعامل بالرفق  Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 11:07

التعامل بالرفق

الحمد لله مستحقِ الحمد بلا انقطاع، ومستوجبِ الشكر بأقصى ما يستطاع، الوهابُ المنان، الرحيم الرحمن، المدعو بكل لسان، المرجو للعفو والإحسان، الذي لا خير إلا منه، ولا فضل إلا من لدنه. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، القائل في كتابه الكريم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}(آل عمران:159)

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، الوافي عهده، الصادق وعده، ذو الأخلاق الطاهرة، المؤيّد بالمعجزات الظاهرة، والبراهين الباهرة، صاحب الرفق واللين،الذي ما خُيرَ بين شيئين إلا اختار أيسرهما، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيه وأحزابه، صلاة تشرق إشراق البدور. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} (آل عمران:102) {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} (النساء:1) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً} (الأحزاب:70). أما بعد:

عباد الله: إن الرفق خلق الأنبياء، وصفة الصالحين الأتقياء، به أمر الله أنبياءه في أكثر ما آية، فقال في كتابه{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}، وقال سبحانه، لموسى وأخيه : {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى}، وأوصى به الأنبياء أتباعهم، فقد قال محمد-صلى الله عليه وسلم-: (إن الله رفيق يحب الرفق) وقال :(إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه).

فالرفق هو لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالسهل، وهو ضد العنف(1).وفي الحديث:(إن الله يحب الرفق في الأمر كله)(2).والرفق لين الجانب، ولطافة الفعل، وصاحبه رفيق.

قال الغزالي-رحمه الله-: "اعلم أن الرفق محمود ويضاده العنف والحدة، والعنف نتيجة الغضب والفظاظة، والرفق واللين نتيجة حسن الخلق والسلامة"(3).

وعن الرفق يقول بعض العلماء: "ما أحسن الإيمان يزينه العلم، وما أحسن العلم يزينه العمل، وما أحسن العمل يزينه الرفق، وما أضيف شيء إلى شيء مثل حلم إلى علم"(4).

وقال سفيان الثوري-رحمه الله-لأصحابه :"أتدرون ما الرفق؟" قالوا: قل يا أبا محمد. قال: أن تضع الأمور في مواضعها: الشدة في موضعها، واللين في موضعه، والسيف في موضعه، والسوط في موضعه.وهذه إشارة إلى أنه لا بد من مزج الغلظة باللين والفظاظة بالرفق كما قيل:

ووضع الندى في موضع السيف بالعلا ... مضر كوضع السيف في موضع الندى.

فالمحمود وسط بين العنف واللين كما في سائر الأخلاق، ولكن لما كانت الطباع إلى العنف والحدة أميل كانت الحاجة إلى ترغيبهم في جانب الرفق أكثر؛ فلذلك كثر ثناء الشرع على جانب الرفق دون العنف، وإن كان العنف في محله حسناً كما أن الرفق في محله حسن(5).

وعن أبي عون الأنصاري قال: "ما تكلم الناس بكلمة صعبة إلا وإلى جانبها كلمة ألين منها تجري مجراها".

أيها المسلمون: إن الرفق ذو أهمية كبيرة في حياة المرء، فبالرفق ترتاح النفوس، وبه يحصل المطلوب في أكثر الأحيان، وبه تتحقق النتائج المرجوة والمقصودة، ولهذه الأهمية الكبيرة أمر الله-سبحانه وتعالى- به فقال -سبحانه- موجهاً رسوله الكريم بهذا الخلق الرفيع،: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:159).وقال سبحانه لنبيه-موسى-:{اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طـه:43-44). وعن سفيان الثوري-رحمه الله-قال:"...والحاصل من أقوالهم أن دعوتهما له تكون بكلام رقيق لين سهل رفيق؛ ليكون أوقع في النفوس وأبلغ وأنجع".

ويدل على أهمية الرفق ما استدل به المأمون إذ وعظه واعظ، وعنف له في القول فقال: "يا رجل! ارفق فقد بعث الله من هو خير منك إلى من هو شر مني وأمره بالرفق، فقال -تعالى-: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} فليكن اقتداء المحتسب في الرفق بالأنبياء صلوات الله عليهم"(6).

وعن عائشة-رضي الله عنها- أنها كانت مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في سفر على بعير صعب، فجعلت تصرفه يميناً وشمالاً فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (يا عائشة عليك بالرفق فإنه لا يدخل في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه)(7) .

وجاء في الحديث الصحيح أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال : (إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه)8) .

وقال ابن القيم:

وهو الرفيق يحب أهل الرفق ... يعطيهم بالرفق فوق أمان

فضل من الله، يحب أهل الرفق، ويعطي لهم من الأجر والمثوبة، على الرفق ما لا يعطيه على العنف، والله سبحانه قد اتصف بهذه الصفة العظيمة.

أيها المسلمون: إن الخير كل الخير في الرفق، فما عمل أحد بالرفق إلا جنى من وراءه خيرا،وأن من يحرم هذا الخلق الرفيع فإنه يحرم الخير، ومصداق ذلك ما جاء من حديث جرير بن عبد الله-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول : (من يحرم الرفق يحرم الخير)9))ومفهوم هذا أن من أعطي الرفق فقد أعطي الخير. وعن أبي الدرداء-رضي الله عنه-عن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:(من أعطي حظه من الرفق فقد أعطي حظه من الخير، ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير)10) .

عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سببا وإن من أسباب دخول الخير إلى البيوت هو الرفق، فقد جاء عن عائشة-رضي الله عنها-أن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال لها:(يا عائشة أرفقي فإن الله إذا أراد بأهل بيت خيراً دلهم على باب الرفق) وفي رواية:(إذا أراد الله بأهل بيت خيراً أدخل عليهم الرفق)11)).

أما العطاء من الله فإنه يكثر ويزداد لأصحاب الرفق إذ يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف والشدة والغلظة، وما ذلك إلا لأن الرفق هو الأساس في كل شيء وأما مسألة العنف والشدة والغلظة فهي تأتي في أوقات معينة ومواقف محددة، لكن الأصل هو الرفق، ولهذا إذا أحب الله عبداً من عباده إنما يعطيه الرفق. فقد جاء عن جرير بن عبد الله-رضي الله عنه-أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:(إن الله-عز وجل-ليعطي على الرفق ما لا يعطي على الخرق وإذا أحب الله عبداً أعطاه الرفق...)12)).

أيها المسلمون: إن الرسول-صلى الله عليه وسلم-يبين لنا أهمية هذه الخلق الرفيع، في حياة المرء حيث يدعو الله لمن ولي من أمر أمته شيئاً فشق عليهم بالغلظة والشدة أن يشق الله عليه، وأن من ولي من أمر أمته شيئاً فرفق بهم أن يرفق به، وهذا يدلنا على أن الرفق هو الأساس في التعامل مع الناس، وذلك لما له من وقع على قلوب ، ولما له من أثر طيب في النفوس، وهذا الدعاء من رسول الله-صل الله عليه وسلم- يعطينا مفهوماً خاصاً، وأهمية خاصة بالرفق. ولهذا فقد جاء عن عائشة-رضي الله عنها-قالت: سمعت من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يقول في بيتي هذا:(اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ)(13) .

وللأهمية الكبيرة لم يكتفِ رسول الله-صلى الله عليه وسلم- على أن دل الناس على هذا الخلق الرفيع وحثهم عليه ورغبهم به، بل عمل على تطبيقه عملياً بنفسه وسيرته-صلى الله عليه وسلم- حافلة بالرفق في جميع شؤنه إلا ما كان يستلزم الشدة في بعض المواقف، التي لا ينفع معها الرفق.

ووهذا أنس بن مالك-رضي الله عنه- يروي لنا شيئاً من ذلك، فيقول أنس: خدمت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي لشيء فعلته لمَ فعلته؟ ولا لشيء تركته لمَ تركته؟.

فاتقوا الله عباد الله واقتدوا برسول الله، فإن الرفق كان خلقه، وإنه ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما، وأنه ما تعامل مع الناس إلا بالرفق إلا ما ندر من ذلك، فأرفقوا بأبنائكم، ونسائكم، ومن تعولون، وأرفقوا بمن ولاكم الله عليهم ، وأرفقوا بجيرانكم ومن يتعامل معكم لكي تنالوا دعاء رسول الله-صلى الله عليه وسلم-الذي يقول فيه: (اللهم من رفق بأمتي فارفق به).

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، أما بعد:

أيها المسلمون: إن التاريخ الإسلامي مليء بأنصح المواقف، وأروع الأمثلة للرسول الكريم وصحابته الميامين، والصالحين على مر السنين في الرفق بالناس وبمن ولاهم الله عليهم، فهاهي عائشة-رضي الله عنها-تروي لنا موقفاً من أعظم المواقف لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- مع أعدائه، بل وألد أعدائه إنهم اليهود! قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فقالوا: السام عليكم. ففهمتها فقلت: عليكم السام واللعنة. فقال: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:(مهلاً يا عائشة فإن الله يحب الرفق في الأمر كله) . فقلت: يا رسول الله! أو لم تسمع ما قالوا ؟. قال: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (فقد قلت وعليكم)(14)، إنه الخلق الرفيع حتى مع الأعداء، خلق عظيم وموقف من أعظم المواقف، اكتفى فيه رسول الله -صلى عليه الصلاة والسلام- بكلمة واحدة، لم يغلظ لهم في القول، ولم يحد في الإجابة، ولم يعنفهم، بل اكتفى بالرفق وهو أن يقول لهم وعليكم، أي وعليكم السام.

وهذا موقفٌ آخر يجسد لنا المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من الرفق مع الأطفال الصغار، وكيف أنه ينبغي أن نرفق بهم، فقد جاء الأقرع بن حابس إلى النبي-صلى الله عليه وسلم-وهو يقبل الحسن. فقال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت واحداً منهم!! فقال-صلى الله عليه وسلم-:( من لا يرحم لا يرحم)(15).

وعن عائشة-رضي الله عنها- أنها قالت للنبي-صلى الله عليه وسلم-:"هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أُحد؟". قال:(لقد لقيت من قومك ما لقيت، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني، فقال: "إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث الله إليك ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد. فقال : ذلك فيما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين، فقال النبي-صلى الله عليه ولسم- :(بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً)(16).

أيها المسلمون: اعلموا أن الناس لا يعطون بالشدة شيئاً إلا أعطوا باللين ما هو أفضل منه. قال الحسن البصري: "المؤمن وقاف متأن، وليس كحاطب ليل، فهذا ثناء أهل العلم على الرفق؛ وذلك لأنه محمود ومفيد في أكثر الأحوال وأغلب الأمور، والحاجة إلى العنف قد تقع ولكن على الندور، وإنما الكامل من يميز مواقع الرفق عن مواضع العنف فيعطي كل أمر حقه فإن كان قاصر البصيرة أو أشكل عليه حكم واقعة من الوقائع فليكن ميله إلى الرفق فإن النجاح معه في الأكثر. وقد أحسن من قال:

ورافق الرفق في كل الأمور فلم ... يندم رفيق ولم يذممه إنسان

ولا يغرنك حظ جره خرق ... فالخرق هدم ورفق المرء بنيان

أحسن إذا كان إمكان ومقدرة ... فلن يدوم على الإحسان إمكان

فالروض يزدان بالأنوار فاغمة ... والحر بالعدل والإحسان يزدان.

وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- أن أعرابياً بال في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به! فقال لهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (دعوه وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء -(أو) سجلاً من ماء-، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين)(17).

أيها المسلمون: إن الرفق له ثمار وفوائد عديدة، ونتائج عظيمة تعود على صاحب الرفق، فمن هذه الثمار:

الهداية والاستقامة على الدين الحنيف، فقد روى أبو أمامة أن غلاماً شاباً أتى النبي-صلى الله عليه وسلم-فقال: يا نبي الله أتأذن لي في الزنا؟! فصاح الناس به. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: (قربوه أدنُ) فدنا حتى جلس بين يديه، فقال: النبي-صلى الله عليه وسلم-:(أتحبه لأمك)؟!. فقال: لا. جعلني الله فداك، قال: (كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم). (أتحبه لابنتك؟!) قال: لا جعلني الله فداك. قال: (كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم). (أتحبه لأختك...) فوضع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- يده على صدره وقال: (اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصن فرجه)(18)، فلم يكن شيء أبغض إليه منه يعني من الزنا.

وإن من ثمار الرفق: أنه طريق موصل إلى الجنة.

وأنه دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام.

وأنه يثمر محبة الله ومحبة الناس. وكذلك ينمي روح المحبة والتعاون بين الناس.

وهو دليل على صلاح العبد وحسن خلقه. ومنها أنه ينشئ مجتمعاً سالماً من الغل والعنف.

ومنها أنه عنوان سعادة العبد في الدارين.

ومنها أن الرفق يزين الأشياء.وأن رفق الوالي بالرعية مدعاة؛ لأن يرفق الله بالرعية، ومنها أنه مقدار حظ الإنسان من الخير هو بمقدار حظه من الرفق.

ومنها أن الرفق دليل على فقه الرجل وأناته وحكمته.

اللهم من ولي من أمر أمة محمد-صلى الله عليه وسلم- شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمة محمد شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين،،،،

1 - فتح الباري(10/449).

2 - متفق عليه.

3 - إحياء علوم الدين.

4 - نضرة النعيم.

5 - إحياء علوم الدين للغزالي(3/184-185).

6 - المصدر السابق.

7 - رواه مسلم(2594).

8 - صحيح ابن حبان وقال شعيب الأرنؤوط صحيح على شرط مسلم.

9 - رواه مسلم(2592).

10 - الترمذي(213)وقال: حديث حسن صحيح.

11 - أحمد(6/104).وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(523).

12 - رواه الطبراني. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم(2666).

13 - رواه مسلم(1828).

14 - البخاري.رقم(5091).

15 - متفق عليه.

16 - متفق عليه.

17 - البخاري- الفتح (6128).

18 - الطبراني في المعجم الكبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة رقم(370).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التعامل بالرفق
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1



صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الفرقان :: المقالات والشخصيات والقصص :: الخطب والمحاضرات :: الخطب-
انتقل الى: